بقلم : جعفر العلوجي ..
لا يختلف اثنان على أن المستوى الفني للرياضة النسوية متواضع جداً في عموم العراق بمختلف الألعاب ويصل حد الاحتضار والموت سريريا في مناطق أخرى وبشكل خاص في وسط وجنوب العراق، وهو بالنتيجة يؤدي الى تأخر الرياضة النسوية بشكل عام وانعدام القدرة على المنافسة ودخولها أجواء المنافسة على الألقاب، او البقاء في فلكها، إلا في حال إن كان عدد الدول المشاركة في البطولات محدوداً للغاية كأن تكون بطولة سياحية لا قيمة معنوية لها إطلاقا.
لا نقول هذا جزافاً، وحتى لا يسيء أحد الظن بنا، فتأخذه الحمية ليُكيل لنا التهم من دون أن يستند الى أرقام وحقائق ووقائع، ولكي يتسع صدر العنصر النسوي، والمشجعين لرياضته على ما نقوله، فلا يتحول الى متحامل علينا، ولو عدنا بالتاريخ المسجل لدينا بالقريب والبعيد على حد سواء لوجدنا أن المؤتمرات التي عقدت والندوات تفوق التصور لتشخيص الحال المتخلف جداً لرياضتنا النسوية ووصولها أحيانا حد الفضائح في الألعاب الجماعية ضمن بطولات العرب أو آسيا ، ولو دققنا النظر في هذه المؤتمرات لرأينا أنها تشخص انحدار الواقع الرياضي لحواء بالجملة مع تشخيص الأسباب التي يقف في أولها ضعف القيادات النسوية وعدم امتلاكها أقل صفات القيادة والتطور وتوضع في الغالب بغير موضعها الصحيح الى يومنا هذا، يضاف لها غياب الرياضة النسوية تماماً في المدارس والجامعات وهي المنجم الحقيقي لاستخراج المواهب ومنها أيضا فشل وزارة الشباب في إنشاء مركز وطني فاعل في الرياضة النسوية، وأخيراً ضعف حلقات التواصل مع البطلات العراقيات المغتربات خارج الوطن وهن بأعداد كبيرة بحسب ما تناهى الى مسامعنا، ونضيف الى ذلك أن في القيادات النسوية الحالية من لا تحترف غير السفرات السياحية والإضرار بالحركة النسوية الرياضية في مفاصل الاتحادات الرياضية أذا ما استثنينا من القاعدة التطور الحاصل في الرياضة النسوية داخل إقليم كردستان وهي خطوات مباركة وأنعشت حركة المنتخبات الوطنية العراقية بمناسبات كثيرة.
على الصعيد المحلي أيضا ومن جانب فاعل نرى أن لا وجود ولا اهتمام بالرياضة النسوية بالقدر الكافي من قبل الأندية التي تمارس الألعاب الرياضية الفردية والجماعية على حد سواء، متذرعين بعدم وجود تخصيصات مالية مناسبة او بنى تحتية جاهزة، فضلاً عن العرف الاجتماعي الذي لا يحبذ تواجد الفتاة في الأندية الرياضية، وفي سياق متصل، كنا نسمع عن أندية متخصصة في الرياضة النسوية، لكننا وجدناها مهتمة فقط بعقد المحاضرات الثقافية، ودعوة الأطباء لإلقاء المحاضرات والترويج الإعلامي للنادي، من دون أن نلمس لها أي نشاط يسلط الأضواء الإعلامية على تطورها الملموس في لعبة واحدة على أقل تقدير.
النتيجة النهائية تكمن في القول إن الرياضة النسوية تعاني من إهمال كبير بسبب يأس القائمين عليها من تشكيل فرق متطورة لاصطدامهم بعوامل كثيرة لم يتمكنوا من التغلب عليها لا في الماضي ولا في الحاضر أيضاً، وإن أردنا التطور فإن العمل يجب أن يكون كبيراً بحجم المشكلة وربما استلزم تدخل دولة رئيس الوزراء الراعي الأول للرياضة في العراق ومد جسور التواصل مع اللجنة الأولمبية لتطوير وتأهيل رياضة الإنجاز .
همسة …
وصفت إحدى اللاعبات برياضة جماعية شعبية اللجنة النسوية بأنها أساس الخراب في تدهور مستوى اللعبة قائلة بأن “المسؤولين يزجون بلاعبات في الأندية النسوية من معارفهم وأقربائهم بالغش والتزوير، لدرجة أنهم أدخلوا نساء حوامل غير رياضيات في بطولة الفئات العمرية بغاية توفير فرص للسفر والاشتراك في البطولات الخارجية”، الى هنا وأغلق المشهد ولا تعليق .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
مشروع بحثي مبتكر يربط الرياضة بقوانين الفيزياء
دمشق-سانا
في الوقت الذي يمارس فيه الكثيرون الرياضة كوسيلة لتعزيز اللياقة البدنية والحفاظ على الصحة من خلال حركاتها التدريبية المعتمدة، نجد آخرين يبحثون بين السطور عن أصل هذه الحركات وربطها بأبحاث علمية، وهو ما توصل إليه مدرب الجمباز سارية المصري بمشروعه البحثي المبتكر “ربط الفيزياء بالحركات الرياضية”.
يعتمد المشروع الذي أعده المصري (الحاصل على إجازة في الفيزياء ودرجة الماجستير في علوم الليزر وتطبيقاته بجامعة دمشق) على كشف العلاقة بين الأداء الرياضي ومفاهيم الفيزياء بلعبة الجمباز، ما يساعد على تطوير الأداء وتقليل الإصابات بالنسبة للرياضي، ويشجع الطلاب على رؤية العلم كأداة لفهم وتحسين الحياة اليومية، وليس فقط كمادة نظرية.
ولتسليط الضوء أكثر على هذا المشروع التقت سانا بالمدرب سارية المصري حيث قال: تعد لعبة الجمباز بحركاتها المتنوعة أساساً للانطلاق بجميع الألعاب الرياضية لكونها تتضمن حركات اللياقة البدنية والمرونة التي تتطلبها الألعاب الأخرى حيث تنفذ هذه الحركات بدقة لكن دون معرفة مصدرها، لذلك ومن خلال دراسة معمقة لقوانين الفيزياء توصلت عبر هذا البحث إلى أن كل حركة رياضية مرتبطة بقانون محدد ما إن تم استيعابه من قبل اللاعب فإنه سيطبق الحركة بدقة متناهية.
وأضاف المصري – طالب دكتوراه بالفيزياء: إن الأداء الرياضي كما هو سائد حالياً بالصالات الرياضية يعتمد بشكل أساسي على تدريب اللاعبين نظرياً وعملياً من خلال حفظ الحركات وتنفيذها بشكل متكرر وهو ما يتطلب مزيداً من الوقت والجهد.
وتابع: قمت بتطبيق ما توصلت إليه في بحثي للتأكد من فاعلية الأهداف الموضوعة من خلال عدد من الحصص التدريبية للاعبي الجمباز، وشرحها بطريقة الفيزياء أولاً ثم تطبيقها عملياً، ولاحظت قدرة عالية من جانب المتدربين على تنفيذ الحركات الصعبة وبدقة متناهية وبفترة قياسية مقارنة باللاعبين الذين تدربوا على تنفيذها بشكل اعتيادي.
واستعرض المصري الذي يعمل في مجال التدريب الرياضي منذ 10 سنوات عدداً من قوانين الفيزياء الناظمة لحركات الجمباز، منها الوقوف على اليدين أو التوازن على عارضة فهو يتطابق مع قانون التوازن، حيث يعتمد هذا القانون على توضع مركز الكتلة فوق قاعدة الارتكاز لذلك أي انزياح لمركز الكتلة يسبب فقدان التوازن وسقوط اللاعب، إضافة إلى قانون تحول الطاقة الحركية إلى طاقة كامنة وهو ما ينطبق عند الانطلاق من سطح الأرض لأداء شقلبة هوائية، حيث يثني جسمه في الهواء لتقليل العزم وزيادة السرعة الدورانية وقوانين أخرى وضعت قوانين محددة لا مجال للخطأ فيها.
وختم المصري بالقول: إن هذا البحث يؤكد أن الرياضة ليست فقط مهارة بدنية، بل هي أيضاً تطبيق عملي لقوانين الفيزياء فكل حركة يؤديها الرياضي سواء قفز أو دوران أو تسديد أو سباق يمكن تحليلها وفهمها من منظور فيزيائي.
تابعوا أخبار سانا على