أثار سؤال تضمنه امتحان مادة علم النفس للثانوية العامة 2024، الذي عٌقد صباح اليوم الأربعاء، عددًا من الاستفسارات بشأن الشخصية الدونية، التي ذُكر جزء من مواصفاتها في فقرات الامتحان للطلاب.

«الحياة مليئة بأنماط مختلفة من الشخصيات، منها شخص غير قادر على اتخاذ أي قرارات ولا يستطيع تحمل المسؤولية وفاقد لروح المبادرة والتجربة»، هكذا تضمن السؤال رقم (14) في مادة علم النفس للثانوية العامة تلك الجملة، بينما جاءت أربعة اختيارات أمام الطالب وهي شخصية «دونية - هستيرية - انطوائية - سيكوباتية».

مواصفات الشخصية الدونية

الإجابة الصحيحة عن هذا السؤال كانت الشخصية الدونية، ويستعرض «الوطن» في السطور التالية، تفاصيل أكثر عن الشخصية الدونية أو كما يطلق عليها في علم النفس «عقدة النقص».

ووفقًا للجمعية الأمريكية لعلم النفس، فإن عقدة النقص أو الشخصية الدونية تتميز بالشعور المستمر بعدم الكفاءة أو انعدام الأمان في الحياة اليومية بسبب الاعتقاد بأنها أدنى جسديًا أو عقليًا من الآخرين، سواء كان هذا الاعتقاد قائمًا على تقييم عقلاني أم لا، وهناك نوعان من الاستجابة لعقدة النقص:

(1) أنّ يصبح المصاب منعزلاً إلى الحد الذي يجعله نادرًا ما يتفاعل مع الآخرين.

(2) التحول إلى شخص تنافسي بشكل مفرط في محاولة لإثبات أنه ليس أدنى.

والشعور بالنقص حتى في مرحلة البلوغ أمر طبيعي، خاصة عندما نقارن أنفسنا بأشخاص يتمتعون بمهارات عالية أو ذكاء، ويعاني الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب من شعور بالنقص في أدائهم اليومي، بحسب «national institutes of health».

من هي الشخصية الدونية التي يعاني من عقدة النقص؟

ويكون الشخص الذي يعاني من عقدة النقص أكثر عرضة للمخاطرة وإساءة استخدام المخدرات والكحول والتصرف بعدوانية، كما أنّ الأشخاص المتأثرين بهذه العقدة يكونون أكثر عرضة أيضًا لتجربة مشكلات الصحة العقلية الأخرى مثل الاكتئاب والقلق، لكن الأعراض الأساسية للشخصية الدونية هي انخفاض احترام الذات، ويمكن أن تؤدي صورة الذات السلبية إلى أن يصبح الأشخاص منعزلين اجتماعيًا لأنهم يشعرون بأنهم لا يستطيعون المقارنة بغيرهم، وقد يؤدي ذلك أيضًا إلى الشعور بالإحباط أو اليأس عندما يتعلق الأمر بتحقيق الأهداف، أو الشعور بأنه حتى لو تم تحقيق الأهداف، فهذا ليس كافيًا.  

وغالبًا ما يُنظر إلى الأشخاص الذين يعانون من عقدة النقص على أنهم من المتفوقين بشكل مفرط بسبب الحاجة العدوانية لإثبات أنهم يستحقون، أو قد يُنظر إليهم على أنهم من ذوي الإنجازات المتدنية بسبب ميلهم إلى الشعور بالإرهاق نتيجة فشلهم في تحقيق معاييرهم غير الواقعية، بدلاً من التخلي عن أهدافهم تمامًا والتطلع إلى تحقيق أهداف واقعية يمكنهم العمل عليها.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: علم النفس امتحان علم النفس الثانوية العامة عقدة النقص عقدة النقص علم النفس

إقرأ أيضاً:

في ذكرى ميلاده .. يوسف إدريس طبيب النفس وتشريح المجتمع

لم يكن قلمه مجرد أداة للقص أو الحكي، بل مشرطًا حادًا يُشرّح به طبقات المجتمع المصري، ويسبر أغوار النفس البشرية، ثم يُخيط جراحها بوعيٍ ساخرٍ مرة، وبألمٍ جارف مرةً أخرى، إنه الكاتب الكببير يوسف إدريس الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده، والذي تمتع بتجربة أدبية فريدة لا تزال آثارها تنبض في وجدان القرّاء والكتّاب العرب على حد سواء.

نيابةً عن الرئيس.. وزير الثقافة يشارك في مراسم تنصيب بابا الفاتيكان الجديدوزير الثقافة يفتتح ثلاثة قصور ثقافة بأبو سمبل وأخميم وجاردن سيتي خلال الأيام المقبلة.. هنو: خطوات متواصلة لتفعيل استراتيجية مستدامة لتطوير البنية الثقافيةطلب إحاطة بشأن خطة الثقافة لاكتشاف المواهبقصور الثقافة تحتفي بسيد حجاب في مسقط رأسه بالدقهلية

كان يوسف إدريس ابنًا بارًا لزمانه ومكانه، نشأ في قلب الريف المصري، لكنه لم يكن أسيرًا له، بل حوّله إلى معمل لغوي، وثقافي، ونفسي، يستخرج منه نبض الحكاية وحكمة الإنسان البسيط، كل قصة كتبها كانت بمثابة "بورتريه" حيّ لشريحة من المهمشين، المقهورين، الفقراء، الذين لا صوت لهم سوى صوت يوسف إدريس.

الطفولة والتكوين: مزيج الريف والعقل الثائر

وُلد يوسف إدريس في قرية البيروم بمحافظة الشرقية، لأسرة متوسطة الحال، وكان والده من الموظفين الذين تنقلوا بين الأقاليم، ما أتاح له التعرف على تنوع المجتمع المصري في سن مبكرة، هذا التنقل كان له بالغ الأثر في اتساع رؤيته وتعدد طبقات شخصياته.

درس الطب في جامعة القاهرة، وتخرج عام 1951، وتخصص في الطب النفسي، وهو ما أمده بقدرة نادرة على تحليل الشخصيات والغوص في دواخلها، لكن قبل ذلك، خاض نضالاً سياسيًا عنيفًا، فشارك في المظاهرات ضد الاحتلال، وكتب مقالات حادة أدت إلى اعتقاله مرات عدة.

التحوّل إلى الأدب: من المشرط إلى القلم

لم يكن يوسف إدريس كاتبًا تقليديًا، بل جاء بروح المتمرّد، كان يرى أن الأدب ليس ترفًا بل ضرورة، وأن القصة القصيرة هي الشكل الأنسب للتعبير عن التغيرات الاجتماعية السريعة في مصر.

في عام 1954، نشر مجموعته القصصية الأولى "أرخص ليالي"، ومنذ تلك اللحظة، بدأ إدريس يضع لبنات مشروع أدبي متكامل يقوم على تصوير المجتمع من الداخل، لا من فوق.

الهوية الأدبية: من الواقعية إلى الرمزية

تميز يوسف إدريس بأسلوب واقعي قريب من الحياة اليومية، لكنه كان قادرًا في لحظات كثيرة على الارتقاء بلغته إلى مستويات رمزية، كما في "النداهة" و"الحرام"، لم يكن معنيًا فقط بالحكاية، بل بالسياق الاجتماعي والسياسي والنفسي للشخصيات.

قصصه القصيرة حملت نفسًا صوفيًا أحيانًا، وساخرًا في أحيان أخرى، استطاع أن يصور الرجل البسيط، المرأة المهمشة، الطفل الفقير، الجندي، العامل، الفلاحة، جميعهم أبطال عاديون جعلهم إدريس أيقونات روحية للأدب الواقعي.

يوسف إدريس والمسرح: الكلمة على خشبة الوعي

لم يقف عند حدود القصة والرواية، بل اقتحم المسرح بجرأة، وكتب نصوصًا مسرحية من طراز خاص، أبرزها: "الفرافير"، التي فتحت باب المسرح العبثي في مصر، و"اللحظة الحرجة"، التي جسدت الصراع بين الضمير والنظام.

كان يرى أن المسرح يجب أن يكون ساحة صراع فكري، لا مجرد ترفيه، لذا جاءت أعماله محمّلة بالتوتر، والصراع الطبقي، والأسئلة الوجودية.

بين السلطة والقلم: الكاتب في مواجهة السقف

لم يكن يوسف إدريس على وفاق دائم مع السلطة، في الستينات، كان من أكثر المدافعين عن الثورة، لكنه انقلب عليها حين أحس بتجاوزاتها، كتب مقالات نقدية لاذعة ضد الدولة والبيروقراطية والفساد.

دخل في صراعات أدبية مع رموز مثل نجيب محفوظ، حين ادّعى أحقيته بجائزة نوبل، لكنه تراجع لاحقًا، لم تكن خلافاته الشخصية بقدر ما كانت جزءًا من شخصيته الجريئة التي لا تؤمن بالمهادنة.

الجوائز والتكريمات: اعتراف مستحق رغم الجدل

نال يوسف إدريس عدة جوائز أبرزها: حصل على كل من وسام الجزائر (1961)، وسام الجمهورية (1963 و1967)، وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى (1980)، لكن الجائزة التي ظلت حلمًا لم يتحقق له كانت "نوبل"، التي رأى أنها حُجبت عنه لأسباب سياسية لا أدبية.

الرحيل.. وخلود التجربة

في 1 أغسطس 1991، غيّب الموت يوسف إدريس، لكنه لم يستطع أن يغيّب أثره، ترك وراءه أكثر من 20 مجموعة قصصية، وعدة روايات ومسرحيات ومقالات نقدية وفكرية لا تزال محل دراسة.

يوسف إدريس لم يكن مجرد كاتب، بل كان ظاهرة ثقافية، جسّدت أزمة الإنسان المصري والعربي في لحظة حرجة من التاريخ، وفي زمن أصبحت فيه الأصوات مكررة والكتابة أسيرة النمط، لا يزال إدريس واحدًا من الأصوات القليلة التي ما إن تقرأها حتى تشعر بأنها كتبت لك، عنك، ومنك.

طباعة شارك يوسف إدريس قلب الريف السلطة والقلم الهوية الأدبية جامعة القاهرة

مقالات مشابهة

  • سونيا الحبال تكشف عن علامات الطاقة السلبية في المنزل
  • اليوم.. طلاب الابتدائية والإعدادية الأزهرية يؤدون امتحان "الإنجليزى والجبر"
  • النمر يوضح هل يؤثر كتم النفس على دقة قياس ضغط الدم
  • نصائح ذهبية لـ أولياء أمور طلاب الثانوية العامة.. تفاصيل
  • ارتياح بين طلاب الشهادة الإعدادية الأزهرية بالشرقية عقب أداء امتحان مادتى القرآن الكريم والكمبيوتر
  • في ذكرى ميلاده .. يوسف إدريس طبيب النفس وتشريح المجتمع
  • خطأ في امتحان الدراسات يثير الجدل بين طلاب الإعدادية الأزهرية بالشرقية
  • 5 مواد بدلا من7.. هل يختلف جدول الثانوية العامة للنظام الجديد عن القديم؟
  • عقدة أوكرانيا.. لماذا فشل الغرب في هزيمة روسيا حتى الآن؟
  • وبدأ العد التنازلي.. جدول امتحانات الثانوية العامة 2025 علمي وأدبي (جديد وقديم)