عادل حمودة يكتب: بدائل الحبس الاحتياطي تدعم حقوق الإنسان في مصر
تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT
سوار إلكترونى يراقب المتهم عن بُعد زيادة الغرامات المالية فى جرائم المنصات الاجتماعية
وضع المتهم على قوائم الممنوعين من السفر حتى لا يهرب إلى الخارج
الكاتب بالضرورة ضد الظلم.
يرفض كل ما يجعل العالم مرعبا ومظلما وقبيحا.
يقف دائما مع الحرية ضد الفاشية ومع النور ضد العتمة ومع اللحم البشرى ضد طعنات الخنجر.
لن أتفلسف عليكم ولن أعقد الأمور ولن ألف وأدور.
ببساطة أتحدث عن الحبس الاحتياطى.
جاءت السيرة عندما شاهدت الفيلم الأمريكى «دستيبرب»
ولن تصدقوا أن ما جاء بالسيرة على خاطرى فيلم أمريكى اسمه «دستيبرب» أو «اضطراب» الذى يروى قصة شاب اسمه «شيا لابوف» يشعر بالذنب لوفاة والده فى حادث نجا هو منه وفى لحظة غضب يلكم معلم اللغة الإسبانية ويتفهم القاضى ظروفه النفسية فيحكم عليه بالبقاء فى بيته لا يغادره ثلاثة أشهر ووضع حول ساقه سوارا إلكترونيا يحرمه من التحرك أبعد من عدة أمتار محدودة عن بيته ولو خالف ذلك ينفذ العقوبة فى السجن وأكثر من ذلك يدفع ٦٠ دولارا يوميا للشرطة تكاليف مراقبة احتجازه.
تبدو العقوبة مريحة لكنها فى الحقيقة تسبب له اضطرابا نفسيا وعصبيا بسبب عزلته عن العالم الخارجى فلا يجد أمامه سوى مشاهدة التليفزيون أو ألعاب الفيديو ولا يتوافر له سوى طعام «البيتزا».
إن السجن سجن ولو فى الجنة.
وسبق أن راقبت الشرطة الدولية «الإنتربول» تاجر السلاح «عدنان خاشقجى» بوضع سوار إلكترونى حول معصمه يسمح بتحديد مكانه على خريطة العالم ويسجل أحاديثه ولو كانت شديدة الخصوصية مما جعله يتلعثم عندما يتكلم.
إن المراقبة القضائية الإلكترونية تعبير بليغ عن براعة ثورة التكنولوجيا الرقمية فى دعم حقوق الإنسان بعيدا عن زنازين السجون الموحشة والتى تحول المجرم الصغير أحيانا إلى زعيم عصابة.
إنها وسيلة حديثة عصرية يمكن استخدامها مع المحبوسين احتياطيا على ذمة قضايا لم ينته التحقيق فيها ولم تنظرها المحاكم أو لم تصدر فيها حكما.
هناك مبررات شائعة للحبس الاحتياطى منها الخوف من هروب المتهم والخوف من الإخلال الجسيم بالنظام العام الذى يترتب على جسامة الجريمة أو عدم وجود محل إقامة ثابت للمتهم.
يضاف إلى ذلك الخوف من تأثير المتهم مباشرة على المجنى عليه أو الشهود أو إفساد أدلة اتهامه أو تغيير معالم الجريمة أو طمسها.
والحقيقة أن المتهمين من أصحاب الثروات قادرون على تغيير وتحسين مواقفهم فى القضايا المتهمين فيها بواسطة محامين يدافعون عنهم أو مساعدين ينفذون تعليماتهم وهم يملكون المال الوفير ليحققوا ما يريدون وهم وراء القضبان.
هكذا فإن مبررات الحبس الاحتياطى ليست محصنة دائما وغالبا لا يستسلم لها سوى الفقراء والبسطاء.
كما أن كثيرًا من القضايا لا تزيد عن محاضر ضبط ومحاضر تحريات كتبها ضباط شرطة لا علاقة لهم بالمتهمين ولن يفسدوا مستندات الدعوى.
بالقطع يسبب الحبس الاحتياطى تقييدا للحرية بجميع أشكالها ولكن الأخطر أنه يشوه سمعة المتهم ويعرضه للفضيحة العلنية رغم أنه لا يزال بريئا ولم يحكم عليه حكما باتا نهائيا.
وكثير من الذين نفذوا حبسا احتياطيا وأفرج عنهم دون إحالتهم إلى محاكمة فقدوا وظائفهم واضطربت أسرهم وظل مجرما فى عيون من حوله.
وكل ما يميز المحبوس احتياطيا عن غيره فى السجن هو ارتداء ملابس بيضاء كما أنه يسمح له بتناول الطعام من الخارج.
والخطر أن يستخدم الحبس الاحتياطى كعقوبة رغم عدم الإدانة.
والحد الأقصى للحبس الاحتياطى سنتان حتى لو كانت عقوبة الجريمة المتهم بها شخص ما أقل من هذه المدة.
وأغلب الظن أن التعديلات المقترحة على قانون «الإجراءات الجنائية» يمكن أن يخفض الحد الأعلى ويخفضه إلى أربعة أشهر فى الجنح وثمانية أشهر فى الجنايات مثلما يحدث فى فرنسا التى نتأثر بها تشريعيا.
وتزداد الحاجة لتقييد الحبس الاحتياطى فى فترات الأوبئة مثل جائحة كورونا لأن الإجراءات الاحترازية تكلف مليارات إضافية فى العزل والتباعد وتوفير مناطق علاجية خاصة.
والمؤكد أن تخفيض أعداد المحبوسين احتياطيا سيوفر المليارات التى تنفقها الحكومة على معيشتهم فى السجون ورعايتهم طبيا وحراستهم عسكريا ومراقبتهم أمنيا وربما يؤدى ذلك إلى تقلص عدد السجون والاستفادة من أرضها ومبانيها استثماريا تنفيذا لقاعدة «افتح مصنعا تغلق سجنا».
وحسب ما هو معلن فإن مجلس النواب يعدل قانون «الإجراءات الجنائية» ويضع الحبس الاحتياطى فى مقدمة اهتماماته ويقترح بدائل أخرى له تخفف الكثير من آثاره السيئة فى اتجاه نحو المزيد من حقوق الإنسان.
إن السوار الإلكترونى سيكون بديلا حاسما.
سوار يلف حول المعصم أو الساق ويحدد أقصى مسافة يتحرك فيها المحبوس احتياطيا فإذا تجاوزها أضىء النور الأحمر بدلا من النور الأخضر جاءت الشرطة لتنذره مرة واثنتين وثلاثًا وفى المرة الرابعة تحمله إلى السجن ليقضى فيه حبسه الاحتياطى.
ويمكن أن يتحمل المتهم تكاليف احتجازه حسب ما يحدث فى غالبية دول العالم التى تفضل هذا الأسلوب.
ومثل هذا الأسلوب يمكن تطبيقه على من يتحمل تكلفة الاحتجاز أو أصحاب الأمراض المزمنة والخطرة الذين يناسبهم الرعاية الطبية المنزلية لكن لا مفر من انتقالهم إلى السجون إذا ما صدرت أحكام ضدهم لا بد من تنفيذها.
وحسب ما عرفت من مسئول يعرف ما يقول فإن هناك أعدادا كبيرة من المحبوسين احتياطيا كتبوا ونشروا «تويتات» على المنصات الاجتماعية تهدد السلم العام وتحرض على الفوضى وهذه الأعداد الكبيرة تشكل ضغطا على جهات القبض وجهات التحقيق وعنابر السجون والمحاكم الابتدائية والاستئنافية.
هنا لا بد من التفرقة بين حرية التعبير وارتكاب جريمة التحريض.
وفى حالة اعتبار ما حدث جريمة يمكن أن يقر المشرع غرامة عاجلة عقابا على السابقة الأولى فإذا تكررت الجريمة تضاعفت الغرامة وفى المرة الثالثة يكون السجن.
إن مثل هذا الإجراء سيخفف من نفور الشباب مما حولهم ويعيد ارتباطهم بالوطن وهو ما تسعى إليه الدولة ويصب فى مجرى الانتماء العام.
حدث أن وجد النائب العام الأسبق المستشار «عبد المجيد محمود» أن أعداد الشباب الذين يتعاطون مخدرا عابرا يرفع عدد القضايا المعروضة على الحاكم بمعدل يصل أحيانا إلى ٢٠ ألف قضية شهريا ولاحظ أن كل قضية تحتاج إلى أمناء شرطة يحرسونهم ووكلاء نيابة يحققون معهم وأماكن وقاعات محاكم وعنابر سجون.
قرر أن يصرفهم من سرايا النيابة حفاظا على مستقبلهم مع التنبيه عليهم بعدم تكرار ما فعلوا وإلا كان العقاب الجنائى فى انتظارهم.
يمكن الاستفادة من هذه التجربة فى الاتهامات التى لا حصر لها التى توجه إلى شباب المنصات الاجتماعية.
ليس لأن الرحمة فوق العدل أحيانا ولكن لان التكلفة المعنوية التى يدفعها المجتمع لا تقل عن التكلفة المادية التى يتحملها.
وغالبا ما تكون الغرامة رادعا.
فلو دفع شاب عشرة آلاف جنيه مقابل عشرة سطور كتبها ونشرها فلن يكرر ما فعل.
إنها طريقة غير عقابية وإن كانت جنائية تخفف من ازدحام السجون وتبعد المتهم عن مخالطة رفاق السوء داخل الزنازين حتى لا يخرج إلى الحرية مرة أخرى وهو أكثر نقمة وأكثر غضبا وأكثر تمردا وكأن العقوبة لم تصلحه بل أفسدته.
ولا شك أن تخفيض مدة الحبس الاحتياطى والالتزام بها سيوفر على الدولة دفع تعويضات لمن ثبت أن التعامل معه كان متعسفا وأن وجوده وراء القضبان كان متجاوزا.
ولا تتوقف بدائل الحبس الاحتياطى التى حددها القانون الحالى ومنها:
إلزام المتهم بعدم مبارحة مسكنه أو موطنه.
إلزام المتهم بتقديم نفسه لقسم الشرطة فى أوقات محددة.
حظر ارتياد المتهم أماكن محددة.
ولو كان هناك خوف من الهروب إلى الخارج فليس أسهل من وضعه على قوائم الممنوعين من السفر.
ولا بد للجنة متعددة الجهات التى تعدل من القانون أن تبحث مدى ضرورة الفصل بين سلطة الاتهام وسلطة التحقيق اللتين تتمتع بهما النيابة العامة.
وما دام الحبس الاحتياطى نوعا من العقاب مهما بدت أسبابه فإن المناسب قانونا أن يصدر بقرار عن لجنة قضائية مشكلة من ثلاثة قضاة كما يحدث فى فرنسا.
وحسب المادة (١٣٤) من القانون الحالى فإن الحبس الاحتياطى يجوز فى حالة وجود جنحة أو جناية المعاقب عليها بالحبس مدة لا تقل عن سنة وأتصور أن التعديلات يجب أن تمتد إلى هذه المادة لترفع مدة العقوبة التى تجيز الحبس الاحتياطى إلى ثلاث سنوات.
إن المثير للدهشة أن التعديلات السابقة فى القانون لم تكن فى صالح المتهم.
فى قانون عام ١٩٥٠ كانت مدة الحبس الاحتياطى لا تجاوز ستة أشهر فى الجنح والجنايات ولكن فى عام ٢٠٠٥ توسع المشرع فى مد الحبس الاحتياطى بحيث لا تجاوز ستة أشهر فى الجنح وثمانية عشر شهرا فى الجنايات وسنتين إذا كانت العقوبة المؤبد أو الإعدام.
وفى عام ٢٠٠٧ منح المشرع محكمة النقض صلاحية تجديد حبس المتهم دون التقيد بأى من المدد المنصوص عليها إذا كان الحكم الصادر عن محكمة النقض هو الإعدام وهو ما يعنى أن المتهم يظل محبوسا إلى ما لا نهاية.
لكن على ما يبدو فإن التعديلات الجديدة ستصحح الأخطاء السابقة وتخفف من القيود التى فرضته وتتوسع من بدائله ومنها الإفراج الشرطى والإفراج الصحى.
ومنها أيضا التوسع فى الكفالة المالية.
ومنها كذلك توفير ضمانات قانونية لاستئناف أوامر الحبس الاحتياطى بحيث لا يكون الاستئناف أمام الجهة التى أصدرته.
وفى السجون يعامل المحبوسون احتياطيا معاملة الضيوف. صحيح أن لهم الحق فى إحضار الطعام من الخارج ولكن غالبا لا يتمتعون بمزايا المحكوم عليهم مثل مدة الرياضة ومدة الزيارة وإحضار الكتب من الخارج وغيرها.
ولا بد من احترام القانون والالتزام بمدة الحبس الاحتياطى بل لا بد أن يسقط الحبس الاحتياطى إذا ما تجاوز المدة ولا يجوز التحايل عليه بتوجيه اتهام آخر يجدده بطريقة متعسفة.
فى البداية والنهاية فإن الحبس الاحتياطى هو سلب حرية المتهم فترة من الزمن بإيداعه سجنا وهى نوع من العقوبة بغير محاكمة أو ضمانات أو دفاع عن النفس بينما المتهم بحكم الدستور برىء حتى يثبت العكس.
هنا نتذكر القاعدة الذهبية:
«لأن يفلت ألف مجرم من العقاب خير من أن يدان برىء واحد ولأن يسرف الإمام فى العفو خير من أن يسرف فى العقوبة».
والعدالة يجب أن تتمتع بحرية التجول لأن وضع قدميها فى «حذاء صينى حديدى عتيق» فيه تشويه لها.
إن الحرية لا تخيف ولكن العبودية وحدها هى التى تخيف.
المتهمون الأغنياء عبثوا بمبررات الحبس الاحتياطى وهم فى السجن بواسطة رجالهم ومحاميهم.
السجن سجن ولو فى الجنة
ليفلت ألف مدان من العقاب خير من أن يدان برىء واحد.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: إلغاء الحبس الاحتياطي الحبس الاحتياطي أشهر فى
إقرأ أيضاً:
"العمانية لحقوق الإنسان" تتلقى أكثر من 1000 بلاغ في 2024
الرؤية-ريم الحامدية
قال الأستاذ الدكتور راشد بن حمد البلوشي رئيس اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان أن الموضوعات والبلاغات التي تلقتها ورصدتها اللجنة خلال عام 2024م بلغت (1006) موضوعا منها (47) شكوى و(22) موضوعا تم رصده و(937) موضوعا تم تقديم الدعم الحقوقي فيه، وشملت هذه الموضوعات مختلف الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية والتنموية، بالإضافة إلى حقوق الفئات الأولى بالرعاية.
وأكد رئيس اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان بأن اللجنة تواصل دورها الوطني في حماية وتعزيز حقوق الإنسان، مستندةً إلى اختصاصاتها المحددة بموجب نظامها المرفق بالمرسوم السلطاني رقم (57/2022)، وإلى القيم والمبادئ التي يؤكدها النظام الأساسي للدولة والمواثيق الدولية التي انضمت إليها سلطنة عُمان. وقد شهد العام المنصرم تكثيفًا للجهود في مجالات متعددة، حيث واصلت اللجنة استقبال الشكاوى والبلاغات، وأجرت زيارات ميدانية، وقدمت محاضرات توعوية، ونظمت فعاليات حقوقية على المستويين المحلي والدولي، فضلًا عن تفاعلها المستمر مع التقارير الدولية المتعلقة بحالة حقوق الإنسان في سلطنة عُمان.
وقال الأستاذ الدكتور رئيس اللجنة بأن اللجنة تعمل على دراسة البلاغات والتواصل مع الجهات المختصة لمعالجتها وفق آليات تضمن الاستجابة الفعالة والسريعة، وقامت بتنفيذ زيارات ميدانية إلى السجن المركزي ومراكز التوقيف، لمتابعة أوضاع النزلاء والتأكد من التزام المؤسسات المعنية بالمعايير الوطنية والدولية في معاملتهم والمرافق والخدمات المقدمة لهم. كما امتدت الزيارات إلى مؤسسات اجتماعية وصحية وتعليمية؛ وذلك للتأكد من توافقها مع متطلبات حقوق الإنسان، بالإضافة إلى دور اللجنة في الرد على التقارير الصادرة عن المنظمات الدولية، سواء كانت صادرة عن الحكومات أو المنظمات غير الحكومية، أو استبانات المقررين الخاصّين؛ حيث قامت اللجنة بدراسة وتحليل هذه التقارير، والتنسيق مع الجهات المعنية للتحقق من المعلومات الواردة فيها، وإعداد ردود تستند إلى القوانين الوطنية والجهود الحكومية في تعزيز حقوق الإنسان، والمعايير الدولية في إعداد هذه الردود.
وأضاف رئيس اللجنة بأن اللجنة وإيمانًا منها بأهمية نشر ثقافة حقوق الإنسان وتعزيز الوعي المجتمعي، وغرس روح المواطنة انطلاقًا من دور ها في تنفيذ رؤية عُمان 2040 نظمت سلسلة من المحاضرات والندوات التوعوية استهدفت مختلف الفئات المجتمعية، من طلاب المدارس والجامعات إلى الموظفين في المؤسسات الحكومية والخاصة، والمؤسسات العسكرية والأمنية، وتناولت هذه المحاضرات مواضيع متنوعة مثل حقوق الطفل، وحقوق المرأة، وحقوق العمال، وحرية التعبير، وآليات تقديم الشكاوى، وغيرها من القضايا الحقوقية المهمة؛ وذلك مساهمةً من اللجنة في تعزيز وترسيخ المواطنة ونشر ثقافة احترام الحقوق والواجبات في المجتمع.
كما أكد التزام اللجنة بمواصلة تطوير آليات عملها، وتعزيز دورها كمؤسسة وطنية مستقلة، تسعى إلى نشر ثقافة حقوق الإنسان وترسيخ قيم المواطنة والعدالة والكرامة الإنسانية في سلطنة عُمان.
جاء تصريح رئيس اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان تزامنًا مع المؤتمر الصحفي الذي أقامته اللجنة واستعرضت من خلاله أبرز الجهود التي قامت بها خلال عام 2024م، ودورها في الرصد وتلقي الشكاوى، والرد على التقارير الإقليمية والدولية، والأنشطة والفعاليات الداخلية، بالإضافة إلى الأنشطة والفعاليات الخارجية.
تعريف باللجنة
انشأت اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان في عام 2008 بموجب المرسوم السلطاني رقم (124/2008)، وفي عام 2022، أُعيد تنظيمها بموجب المرسوم السلطاني رقم (57/2002)، وترتكز رؤية اللجنة في أن تكون منبرًا وطنيًا فاعلاً في دعم وتعزيز وحماية حقوق الإنسان لدى جميع شرائح المجتمع ومؤسساته، وتتمثل رسالتها في غرس ثقافة حقوق الإنسان لدى أفراد المجتمع ومؤسساته المختلفة، وتعزيز ممارستها، والعمل على حمايتها وفق المبادئ والتشريعات المحلية والدولية المنظمة لذلك، ويتكون نظام اللجنة من 16 مادة حددت تشكيل اللجنة، وآلية انتخاب الرئيس ونائبه، ومدة العضوية، وهدف اللجنة، واختصاصاتها، وتهدف اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان إلى تعزيز وحماية حقوق الإنسان في سلطنة عُمان، وفقًا لما يقضي به النظام الأساسي للدولة، والمواثيق والاتفاقيات الدولية التي انضمت سلطنة عُمان إليها والقوانين السارية، وتتشكل من (14) أربعة عشر عضوًا من ذوي الخبرة والمهتمين بحقوق الإنسان، ومن ممثلين عن عدد من الجهات الحكومية ذات الصلة بحقوق الإنسان، ويصدر بتعيينهم مرسوم سلطاني، وينتخب أعضاء اللجنة في أول اجتماع لهم رئيسًا ونائبًا للرئيس من غير ممثلي الجهات الحكومية، وتكون مدة العضوية في اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان (4) أربعة أعوام، تتزامن مع فترة مجلس عُمان، قابلة للتجديد لمدة واحدة، وتتمتع اللجنة بالاستقلال التام في ممارسة أنشطتها المتصلة بحقوق الإنسان.
الاختصاصات
تختص اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان بوضع استراتيجية وطنية لحقوق الإنسان ومتابعة تنفيذها بالتنسيق مع كافة الجهات المختصة بحقوق الإنسان، ومتابعة حماية حقوق الإنسان وحرياته في سلطنة عُمان وفقًا للنظام الأساسي للدولة والمواثيق والاتفاقيات الدولية التي انضمت سلطنة عُمان إليها والقوانين السارية، ورصد ما قد تثيره الحكومات الأجنبية والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية من ملاحظات في مجال حقوق الإنسان في سلطنة عُمان والتنسيق مع الجهات المعنية للتحقق منها والرد عليها، وتقديم المشورة للجهات المعنية في الدولة في المسائل المتعلقة بحقوق الإنسان وحرياته والمساهمة في إعداد التقارير التي تتناول هذه المواضيع، ورصد أي مخالفات أو تجاوزات متعلقة بحقوق الإنسان في سلطنة عُمان والمساعدة في تسويتها وحلها، وإجراء الزيارات الميدانية للسجون وأماكن الاحتجاز والمستشفيات والتجمعات العمالية ورصد أوضاع حقوق الإنسان فيها، وتلقي الشكاوى في مجال حقوق الإنسان ودراستها والتوصية بشأنها للجهات المختصة ومتابعتها، والتعاون مع الآليات الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان وإعداد التقارير والمشاركة في الاجتماعات ذات الصلة بحقوق الإنسان على المستوى الإقليمي أو الدولي، وتنظيم المؤتمرات والدورات والندوات ذات الصلة بحقوق الإنسان بالتنسيق مع الجهات المختصة، وتمثيل سلطنة عُمان في المؤتمرات والفعاليات والاجتماعات الإقليمية والدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.
حقوق النزلاء والموقوفين
وفي إطار العفو عن النزلاء خلال عام 2024م صدرت عدد من الأوامر السامية قضت بالإفراج عن مجموعة من نزلاء السجن المركزي المدانين في قضايا مختلفة، حيث بلغ إجمالي عدد النزلاء الذين شملهم العفو السامي نحو (704) نزيلًا من مواطنين وغير مواطنين.
وفي إطار اختصاصات اللجنة العمانية لحقوق الإنسان ومسؤولياتها، وبالتعاون مع شرطة عمان السلطانية فيما يتعلق بحقوق النزلاء والموقوفين، قامت اللجنة بعدد من الزيارات الميدانية إلى السجن المركزي وإدارات التوقيف التابعة لشرطة عمان السلطانية، وذلك للوقوف على الخدمات المقدمة للنزلاء والموقوفين والتأكد بأنها تتم وفق المستوى اللائق بكرامة الإنسان.
وتعرب اللجنة من خلال زياراتها الميدانية التي قامت بها إلى السجن المركزي ومراكز التوقيف عن ارتياحها حول التقدم الذي أحرزته شرطة عُمان السلطانية في التزامها بتعزيز وحماية حقوق الإنسان، وفي الخدمات المُقدمة للنزلاء والموقوفين، والتي شملت الخدمات الصحية، والتعليمية، والقانونية، والرياضية، والتدريب، والترفيه، وممارسة الهوايات.
حرية التعبير
تمثل حرية الصحافة إحدى الركائز الأساسية لحرية التعبير، وفي هذا السياق رصدت اللجنة تحقيق سلطنة عُمان تقدماً بـ 18 مركزاً في حرية الصحافة لعام 2024م الصادر من منظمة مراسلون بلا حدود مقارنة لعام 2023م، حيث يقيّم هذا المؤشر في 180 دولة سنوياً، ويستخدم (5) مقاييس لتقييم حرية الصحافة تشمل السياق السياسي والإطار القانوني والسياق الاقتصادي والسياق الاجتماعي والثقافي والسلامة.
المساعدة الحقوقية
وسعيا من اللجنة لضمان حماية وتعزيز حقوق الإنسان، ساهمت في تقديم الدعم الحقوقي لعدد (937) موضوع تلقته اللجنة خلال هذا العام تساعد أصحابها في تسوية قضاياهم وفق الأطر القانونية الصحيحة مستعينة بالإجراءات والتدابير والأنظمة الواردة في القوانين السارية، والاتفاقيات الدولية التي انضمت/ صادقت عليها سلطنة عُمان، حيث شمل هذا الدعم الحقوق المدنية والسياسية، والحقوق الإقتصادية والاجتماعية والثقافية، والحقوق البيئية والتنموية.
الرعاية الصحية
وفي إطار اختصاصات «اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان» ومسؤولياتها، وتأكيدا للتعاون الدائم بين اللجنة والجهات المختصة فيما يتعلق بحقوق الإنسان، قامت اللجنة بعدد من اللقاءات الميدانية مع المؤسسات العاملة في مجال الحق في الرعاية الصحية منها المستشفى السلطاني ومستشفى خولة، وذلك لمناقشة التحديات والفرص في تحسين جودة الخدمات وضمان سهولة الوصول للجميع، خاصة الأشخاص ذوي الإعاقة.
العمل والعمال
وفي إطار هذا الحق نفذت اللجنة زيارة ميدانية لمنطقة الدقم الصناعية، واطلعت على الخدمات والرعاية العُمالية المقدَّمة للعاملين في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، والالتزام بمعايير الحماية والبيئة المناسبة للعمل، وتوافق المرافق المستخدمة بشكل عام مع تدابير السلامة والصحة المهنية، والمعايير الدولية الخاصة بالسكنات العُمالية، وأعرب الفريق القائم بالزيارة عن ارتياحه بعد الزيارة للمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، واطلاعه على التجمعات العُمالية، وسكنات العمل في المنطقة، ولقاء العاملين بها، وشملت الزيارات الميدانية التي نفَّذها فريق اللجنة مخيم العمال برأس مركز التابع للشركة العُمانية للصهاريج، ومساكن قرية النهضة العُمالية، ومساكن مخيم شركة كروة للسيارات؛ حيث اطلع الوفد على الخدمات المقدَّمة للعمال، وتابع الأوضاع الصحية والبيئية التي يعملون بها، وتأكد من خدمات الأمن والسلامة ومطابقتها للمعايير الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان. وخلال الزيارة، قابل الوفد العديد من العمال، واستمع إلى وجهات نظرهم، وناقش معهم عددًا من الموضوعات المتعلقة بحقوقهم، وعرَّفهم على عمل اللجنة، وآلية الرصد وتلقي الشكاوى، ووسائل التواصل المتاحة للمواطنين والمقيمين على حدٍ سواء. وختم الوفد زيارته بلقاء المهندس الرئيس التنفيذي للمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، واطلع على المخطط العام للمنطقة والخطط المستقبلية لتطويرها، ودورها في توفير أفضل مستويات البنية الأساسية، والخدمات، وبيئة الأعمال المحفزة للعُمانيين، والمقيمين، والمستثمرين، ومتابعتها المستمرة للسكنات العمالية للتأكد من تدابير السلامة والصحة المهنية المتبعة بها.
حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة
إنفاذا وإعمالا لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وتفعيلا لدور اللجنة في حماية وتعزيز حقوقهم، قامت اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان برصد ودراسة «الإشارات التحذيرية للمكفوفين في الأماكن العامة»، حيث رفعت اللجنة نتائج الدارسة إلى بلدية مسقط، ووزارة الإسكان والتخطيط العمراني، وحصلت على رد من بلدية مسقط بأنه سيتم الأخذ بالدراسة، وتضمينها في المشاريع المستقبلية للبلدية، كما حصلت اللجنة على رد من وزارة الإسكان والتخطيط العمراني بأنه سيتم إدراج معايير خاصة ضمن المعايير الوطنية للتخطيط العمراني الواردة في مخرجات الاستراتيجية الوطنية للتنمية العمرانية، بالإضافة إلى إدراج الدراسة في دليل اشتراطات ومواصفات البناء في سلطنة عُمان.
مشروع: الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان
يتصدر مشروع «وضع استراتيجية لحقوق الانسان» اختصاصات اللجنة العمانية لحقوق الإنسان كما وردت في المادة (11) الفقرة الأولى من نظام اللجنة العمانية لحقوق الإنسان الوارد في المرسوم 57/2022 حيث تضمن النظام وضع استراتيجية وطنية لحقوق الإنسان ومتابعة تنفيذها مع كافة الجهات المختصة بحقوق الإنسان». ويتطلب إعداد الإستراتيجية وضع إطار يشمل مختلف الجوانب يؤدي إلى تعزيز وحماية حقوق الإنسان في سلطنة عمان، وفق ما يقضي به النظام الأساسي للدولة، والمواثيق والاتفاقيات الدولية التي انضمت سلطنة عمان إليها والقوانين السارية، باعتباره الهدف الأسمى للجنة العمانية لحقوق الإنسان.
وبعد التنسيق مع وحدة تنفيذ ومتابعة رؤية عُمان 2040 فقد بدأت اللجنة العمل على مشروع إعداد الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان بتشكيل فريق رئيسي للعمل على اعداد المشروع وباشر الفريق مهامه من خلال الاطلاع على تجارب الدول النظيرة، و دراسة التجارب المحلية والإقليمية في إعداد الاستراتيجيات الوطنية لحقوق الإنسان، وتحديد التوجه الاستراتيجي والمرتكزات الرئيسية للاستراتيجية من التشريعات والسياسات، والتوعية المجتمعية والتعليم، والموارد البشرية، والشراكات والتعاون الدولي، وآليات الحماية والمساءلة لحماية حقوق الإنسان ( المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وحقوق الفئات الأولى بالرعاية) وآليات الرصد والمتابعة، واستخدام التقنية واعتماد التوجه الاستراتيجي من خلال عقد اجتماع جانبي في المنتدى الإقليمي في محافظة ظفار «الرؤى الوطنية « بحضور عدد من الخبراء الدوليين من مختلف المنظمات الدولية .
كما تم تشكيل فريق تنفيذي ويضم مجموعة من الخبراء المحليين من مختلف الجهات ذات العلاقة حيث تم عقد ورشة عمل مؤشرات حقوق الإنسان من خلال عقد جلسات نقاشية مشتركة مع جميع الاطراف ذات العلاقة للخروج بدليل للمؤشرات واعتماد الخطة الإعلامية المصاحبة لإعداد مشروع الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان.
كما تم تشكيل فريق للمشاركة في اعداد الخطة الخمسية الحادية عشر مع وزارة الاقتصاد والمشاركة في جميع المحاور والأولويات ذات العلاقة بحقوق الإنسان والتي تترابط مع اهداف رؤية عُمان 2040م وذلك لضمان وجود مبادرات ومؤشرات اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان ضمن عناصر جميع الجهات المشاركة ذات علاقة.
وخلال العام الحالي نظمت اللجنة وضمن مشروع الاستراتيجية ،حلقات عمل لتحليل الوضع الراهن للاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان في سلطنة عُمان لمدة ثلاثة أسابيع غطت مجموعة من الحقوق الأساسية شملت : الحقوق المدنية والسياسية، والحقوق الاقتصادية والاجتماعية، والحقوق البيئية والثقافية، وحرية المشاركة في الحياة العامة، بالإضافة إلى محور خاص بالفئات الأولى بالرعاية، مثل المرأة، والطفل، وكبار السن، والأشخاص ذوي الإعاقة، وقد تم تصميم الحلقات وفق منهجية تُتيح تقييمًا موضوعيًّا للواقع، وتدعم في الوقت ذاته وضع أهداف دقيقة ومحددة وقابلة للقياس، مع ربطها بالمؤشرات النوعية والكمية، وتنسجم هذه الجهود مع التوجهات الوطنية لرؤية عُمان 2040، حيث تم التنسيق المباشر مع وحدة متابعة تنفيذ الرؤية، ووزارة الاقتصاد لضمان مواءمة الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان مع الخطط التنموية الشاملة، كما تم التأكيد على توافق الاستراتيجية مع النظام الأساسي للدولة، والمواثيق الدولية التي انضمت إليها سلطنة عُمان.
الرد على التقارير الدولية
قامت اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان بالرد على مجموعة من التقارير الدولية الحكومية وغير الحكومية واستبانات المقررين الخاصّين، وتابعت ما تم نشره عن أوضاع حقوق الإنسان في سلطنة عُمان، ورصدت الملاحظات في مجال حقوق الإنسان وقامت بالتنسيق مع الجهات المعنية للتحقق منها والرد عليها، وقامت اللجنة بإعداد التقرير الموازي المعني باتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة حيث ناقش عدة مواضيع ذات أولوية منها التطورات التشريعية المتعلقة بتنفيذ توصيات لجنة حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، والمساواة وعدم التمييز، وحقوق النساء ذوات الإعاقة، والأطفال ذوي الإعاقة، والتوعية والتثقيف بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، والاعتراف أمام القانون والوصول إلى العدالة، بالإضافة إلى مناقشة التحديات العامة.
كما قامت اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان بالرد على المواضيع الواردة في التقرير السنوي لمنظمة العفو الدولية حول أوضاع حقوق الإنسان في سلطنة عُمان لعام (2022/2023)، وتطرق التقرير إلى عدة مواضيع منها حرية التعبير، وحرية الدين والمعتقد، وحقوق العمال والمهاجرين، وحقوق المرأة.
وردت اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان وأبدت ملاحظاتها على التقرير الأمريكي السنوي لأوضاع حقوق الإنسان في سلطنة عمان لعام 2023م، حيث تطرق التقرير إلى عدد من القضايا منها ما يخص حقوق بعض الأفراد، وموضوعات أخرى تتعلق بمسائل منها: احترام كرامة الإنسان، واحترام الحريات المدنية، وحرية المشاركة في الحياة السياسية، وموقف الحكومة من التحقيقات الدولية وغير الحكومية في الانتهاكات المزعومة لحقوق الإنسان، والتمييز والانتهاكات المجتمعية، وحقوق العمال، وهدف رد اللجنة إلى التحقق من المواضيع والبلاغات الواردة وإبداء ملاحظات اللجنة عليها بموجب القوانين والتشريعات المعمول بها في سلطنة عُمان، والآليات والوسائل التي تتبعها اللجنة في هذا المجال.
وردت اللجنة على مقال صحفي في "BBC Africa Eye" بعنوان: "كيف ساعدت مجموعة واتساب مالاوية في إنقاذ النساء اللاتي تم تهريبهن إلى عُمان"، وقد تضمن التقرير حالات لأكثر من 50 إمرأة مالاوية تم تهريبهن إلى سلطنة عُمان للعمل في ظروف أشبه بالعبودية. وقد تحققت اللجنة العمانية من الحالات الواردة بالتنسيق مع الجهات المعنية ومن خلال التواصل مع المنظمة الدولية التي ذكرت في التقرير، تم توضيح الإجراءات التي تم اتخاذها تجاه تلك البلاغات.
ورصدت اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان التقرير الصادر من وزارة الخارجية الأمريكية حول مكافحة الاتجار بالبشر في سلطنة عُمان لعام 2023م، والذي تطرق إلى حالة مكافحة الاتجار بالبشر للعام 2022م، وقامت بتحليله والتحقق من المعلومات الواردة به من خلال التقصي وجمع البيانات وعقد اللقاءات مع الجهات المعنية، كما تضمن الرد على المعلومات الواردة مع استعراض جهود اللجنة العمانية لحقوق الإنسان والتحديات التي تواجهها والتوصيات المناسبة لتعزيز كل ما من شأنه مكافحة الاتجار بالبشر.
الاستبيانات
ساهمت اللجنة في استبيان حول دور المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في النزاعات المسلحة في دول منطقة اسيا والمحيط الهادي، الذي هدف إلى إعداد دليل عملي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان فيما يتعلق بتعزيز وحماية حقوق الإنسان في مرحلة ما قبل وأثناء وبعد النزاعات المسلحة.
كما ساهمت في استبيان بشأن قرار مجلس حقوق الإنسان رقم (53/6) بشأن إعداد تقرير حول حقوق الإنسان وتغير المناخ، وقد تطرق الرد إلى شرح آثار تغير المناخ بشكل عام على حقوق الإنسان في سلطنة عُمان، وما هي الإجراءات التي اتخذتها الدولة للتصدي إلى آثار تغير المناخ على حقوق الإنسان من الناحية التشريعية والمؤسساتية وعلى صعيد الممارسات، وأبرز التحديات الوطنية للمضي قدما في مكافحة آثار تغير المناخ على حقوق الإنسان والحلول المقترحة.
كما ساهمت في الاستبيان الوارد من الخبير المستقل المعني بتعزيز نظام ديمقراطي وعادل، وتطرق الرد إلى المنظومة الوطنية التي تساهم في تعزيز تطبيق نظام ديمقراطي وعادل، والعقبات الحالية والأسباب التي تحد من تعزيز وحماية نظام ديمقراطي عادل على المستوى الإقليمي والدولي، والممارسات الجيدة من أجل تعزيز نظام ديمقراطي عادل، وبعض التوصيات والمقترحات للخبير المستقل للوصول إلى نتائج تخدم موضوع الديمقراطية وتحدد العقبات والتحديات التي تواجهها.
وساهمت اللجنة في التعليق العام بشأن حقوق الأطفال في الوصول إلى العدالة وسبل الانتصاف الفعالة، حيث تطرقت اللجنة إلى عدة موضوعات منها الاختصاص المتعلق بتقديم الرأي والمشورة لمؤسسات الدولة بشأن حقوق الأطفال في الوصول إلى العدالة، وإعداد الدراسات وتقديم المقترحات لتعزيز بعض الجوانب المتعلقة بحقوق الأطفال سواء من الناحية التشريعية أو الممارسات الفعلية، وبتقديم البرامج التوعوية المتعلقة بحقوق الطفل في مختلف المواضيع، ومن ضمنها حق الطفل في الوصول إلى العدالة، تستهدف من خلالها مختلف الفئات والمؤسسات ذات العلاقة. وأبدت اللجنة ملاحظاتها وتوصياتها في سبيل ضمان فهم أكبر للتحديات التي تواجه الأطفال فيما يتعلق بالوصول إلى العدالة ومعالجتها.
بالإضافة إلى المساهمة في الاستبيان المتعلق بجلسة المشاورات المتعددة الأطراف حول "كفاءة عملية الاستعراض الدوري الشامل في ضوء دورتها الخامسة"، ويتطرق إلى الممارسات الوطنية في التفاعل مع آلية الاستعراض الدوري الشامل، والتحديات التي تواجه الدول الأعضاء ومؤسساتها ذات العلاقة، ومدى استفادة المؤسسات المعنية من البرامج الداعمة لعملية الاستعراض الدوري الشامل، وما هي الحلول المقترحة للتغلب على التحديات خلال عملية الاستعراض.
كما ساهمت اللجنة في الرد على استبيان متعلق بالصحة العقلية وحقوق الإنسان حيث تطرق الرد إلى استعراض التدابير المعيارية والسياسية على المستوى الوطني والاقليمي المطبقة لتحقيق حقوق الإنسان للأشخاص ذوي الإعاقات النفسية الاجتماعية، والتحديات التي تم مواجهتها في سبيل تطبيق تلك التدابير، واقتراح سياسات أخرى لتنفيذ منظور حقوق الإنسان للصحة العقلية مع مراعاة مركزية الصحة العقلية لتحقيق الحق في الصحة بشكل كامل.
والتزمت اللجنة بإعداد التقرير الموازي المقدم إلى لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان بالمنهجية المتبعة في إعداد التقارير الخاصة بكلاً من اللجنة العمانية لحقوق الإنسان ولجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان، واتبعت اللجنة في إعداد هذا التقرير منهجاً تشاورياً مع مؤسسات المجتمع المدني ذات العلاقة والمؤسسات الأخرى من أصحاب المصلحة والشركاء، حيث قامت اللجنة خلال شهري أكتوبر ونوفمبر 2024م بالاجتماع مع (5) مؤسسات من المجتمع المدني ذات العلاقة بموضوعات التقرير، وهي: جمعية المرأة العمانية – مسقط، جمعية الصحفيين العمانية، الاتحاد العام لعمال سلطنة عمان، جمعية الأطفال أولاً، والجمعية العمانية للأشخاص ذوي الإعاقة.
الفعاليات والأنشطة
وشهد العام المنصرم تعزيزًا لتفاعل اللجنة مع محيطها الإقليمي والدولي؛ حيث نظّمت اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان، بالتعاون مع اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بدولة قطر، والشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، ومفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، والأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، منتدى إقليميًا حول دور المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في التخطيط ومتابعة تنفيذ الرؤى الوطنية في المجالات المتعلقة بحقوق الإنسان، وبمشاركة أكثر من 170 مشاركًا يمثلون أكثر من 50 مؤسسة، من بينها مؤسسات حكومية ومنظمات دولية وإقليمية وممثلو المجتمع المدني.
وتأكيدًا على التزامها بنشر ثقافة حقوق الإنسان، نظمت اللجنة احتفالًا بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان تحت شعار “ركيزة الوطن: خطوات مستدامة لحماية وتعزيز حقوق كبار السن”؛ حيث ركز الاحتفال على تقدير دور كبار السن وإسهاماتهم في بناء المجتمع، وتسليط الضوء على الجهود التي تبذلها السلطنة لحماية حقوقهم، وضمان حصولهم على الخدمات اللازمة، وتعزيز مكانتهم الاجتماعية من خلال التشريعات والقوانين التي تحميهم من الإهمال أو الإساءة. كما هدف الاحتفال إلى رفع الوعي المجتمعي حول حقوق كبار السن، وضمان مشاركتهم الفاعلة في مختلف جوانب الحياة.
وإيمانًا منها بأهمية نشر ثقافة حقوق الإنسان وتعزيز الوعي المجتمعي، وغرس روح المواطنة انطلاقًا من دور اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان في تنفيذ رؤية عُمان 2040 نظمت اللجنة سلسلة من المحاضرات والندوات التوعوية استهدفت مختلف الفئات المجتمعية، من طلاب المدارس والجامعات إلى الموظفين في المؤسسات الحكومية والخاصة، والمؤسسات العسكرية والأمنية، وتناولت هذه المحاضرات مواضيع متنوعة مثل حقوق الطفل، وحقوق المرأة، وحقوق العمال، وحرية التعبير، وآليات تقديم الشكاوى، وغيرها من القضايا الحقوقية المهمة؛ وذلك مساهمةً من اللجنة في تعزيز وترسيخ ثقافة احترام الحقوق والواجبات في المجتمع.