هل الاكتئاب معدٍ.. وما هي طرق انتقاله؟
تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT
تُظهر أحدث أرقام مسح، أجراه مكتب الإحصاء الوطني البريطاني، ارتفاعا حادا في معدلات الإصابة بأعراض الاكتئاب بنسبة أعلى 60% من السنوات الثلاث السابقة، إذ أن واحدًا من كل ستة يبلغ عن أعراض اكتئاب معتدلة أو شديدة، وتم إلقاء اللوم على هذا الارتفاع الهائل بشكل مختلف على الضغوط العقلية المتزايدة الناجمة عن عمليات الإغلاق بسبب كوفيد-19 وأزمة تكلفة المعيشة اللاحقة.
ولكن يرجح علماء نفس في فنلندا أنه يمكن أن يكون لمعدلات الاكتئاب المتصاعدة سببًا آخرًا وهو أن الاكتئاب يمكن أن يكون معديًا، تمامًا مثل نزلات البرد أو الأنفلونزا.
تفشي العدوى
فريق من العلماء، بقيادة الفنلندي كريستيان هاكولينين، أستاذ مشارك في علم النفس بجامعة هلسنكي، قاموا بتتبع السجلات الصحية لأكثر من 700 ألف طفل لمدة 11 عامًا، بدءًا من سن 16 عامًا.
وكشفت الدراسة التحليلية أنه إذا أظهر طالب واحد في الفصل علامات واضحة للاكتئاب، فإن هناك فرصة أعلى بنسبة 9% على الأقل أن يصاب زملاؤه أيضًا به. وكان لدى أولئك، الذين لديهم أكثر من زميل مصاب بالاكتئاب أو القلق، خطر أعلى بنسبة 18% على الأقل لتشخيصهم بنفس الحالة خلال الدراسة التي استمرت 11 عامًا.
وحتى عندما تم تعديل الأرقام لمراعاة العوامل التي يمكن أن يكون لها تأثير، مثل مستوى الدخل، ظل الارتباط بين الطالب المكتئب وزيادة الاكتئاب بين زملائه في الفصل قائمًا بل إن الأكثر من ذلك هو أنه في حين انخفضت قوة التأثير بمرور الوقت، إلا أنها استمرت لمدة تصل إلى 11 عامًا بعد مغادرة الطلاب للمدرسة.
ضعف عدد أعراض الاكتئاب
واكتشف الباحثون أنه إذا بدأ أحد زملاء السكن أيامه الجامعية بالتأمل بشكل معتاد، فإن زميله الذي لم يكن يتأمل من قبل سوف يلتقط هذه العادة غالباً. كما كان لديهم أكثر من ضعف عدد أعراض الاكتئاب لدى الطلاب الذين لم يتأملوا.
ظاهرة التفكير السلبي والتهويل
كما يوضح دكتور جاك أندروز، عالم النفس التنموي في جامعة أكسفورد، والذي يبحث في ظاهرة العدوى الاجتماعية: “قد ينتشر الاكتئاب بالفعل من خلال التأمل المشترك – مشاركة عملية الانغماس بشكل متكرر في عمليات التفكير السلبية والتهويل، دون التوصل إلى حل”.
خريطة شبكة اجتماعية
يقول دكتور أندروز: “جمع الباحثون معلومات عن الأعراض الاكتئابية، مثل انخفاض الحالة المزاجية واليأس – وطلبوا من الأفراد تسمية أصدقائهم المقربين وعائلاتهم”. في عام 2012، رسم الباحثون خريطة للشبكة الاجتماعية للمدينة – لتتبع الأشخاص الذين يقضون وقتًا معًا – ثم فحصوا ما إذا كانت مستويات الأعراض الاكتئابية بين الأصدقاء مرتبطة”.
اكتئاب أو سعادة صديق مقرب
في مقال كتبه أطباء نفسيون من كلية الطب بجامعة هارفارد في عام 2010، أظهروا أن سكان فرامنغهام كانوا أكثر عرضة للإصابة بأعراض الاكتئاب إذا كان أحد الأصدقاء المقربين يعاني منها أيضًا. ولا يزال العلماء يتجادلون حول الآليات التي قد يكون الاكتئاب معديًا من خلالها.
انخفاض الحالة المزاجية
في العام الماضي، نشر دكتور أندروز وزملاؤه نظرية “تضخم الانتشار”، والتي تشير إلى أن زيادة المناقشة في المجتمع وعلى وسائل التواصل الاجتماعي حول مشاكل الصحة العقلية ربما تؤدي إلى اعتقاد المزيد من الأشخاص بأنهم مصابون بأمراض عقلية.
يقول دكتور أندروز إن النتائج تعني أن “المزيد من الأشخاص يمكن أن ينجحوا في تحديد الأعراض الحقيقية ويطلبون المساعدة. ولكن في الوقت نفسه يمكن أن تعني أن بعض الأشخاص يمكن أن يحدث لديهم خلط بين المزاج المنخفض الطبيعي اليومي ويقوموا بتشخيصه على أنه اكتئاب – ويعتقدون أنهم مرضى في حين أنهم لا يعانون من أي اكتئاب. لذا فإن الفرضية مازالت بحاجة لمزيد من الاختبار”.
الخلايا المرآتية
كما توجد نظريات أخرى كثيرة. في عام 2022، رجح باحثون في البرازيل أن البشر مُصممون لالتقاط المشاعر الاكتئابية من بعضهم البعض من خلال خلايا دماغية متخصصة تسمى الخلايا العصبية المرآتية.
شم الاكتئاب
وتشير أبحاث أخرى إلى أن البشر يمكن أن يكونوا قادرين على التقاط الاكتئاب من بعضهم البعض من خلال حاسة الشم. وأثبت العلماء بالفعل أن المشاعر الأخرى، مثل الخوف والاشمئزاز، ربما تكون معدية بنفس الطريقة.
فيرومونات البشر
تأتي فكرة أن الفيرومونات، أي الإشارات الكيميائية التي يطلقها البشر والحيوانات للتواصل مع بعضهم البعض، يمكن أن تنشر المزاج الاكتئابي من بحث أولي على الموقع العلمي “Research Square”.
ويزعم الباحثون أن البشر لديهم فيرومون، وهو بروتين بطانة الرحم المرتبط بالبروجيستوجين البشري hPAEP، والذي يمكن أن يكون مرتبطًا بالسلوك غير الاجتماعي لدى البعض. لكن يجب مراعاة أن النتائج لبحث أولي لم يقم الخبراء بفحصه ومراجعته بشكل مستقل.
المرونة والإيجابية
ولكن تقول الأستاذة فيفيان هيل، مديرة التدريب المهني لعلم النفس التربوي في معهد التعليم بجامعة لندن، إنه بغض النظر عن كيفية انتشار المشاعر الاكتئابية، يجب أن يسعى الشخص جاهدًا لبناء المرونة ضدها.
وفي تعليقها على أحدث الأبحاث الفنلندية، تقول: “يبدو أن هناك تأثيرًا للتسرب في المجموعات، حيث يمكن أن تنتشر المشاعر”. وتود أستاذة فيفيان أن تتضمن المناهج الدراسية للصحة العقلية واستراتيجيات التأقلم ما يساعد البالغين على بناء المرونة وكيفية التعامل مع الأمور السلبية بطريقة إيجابية.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: یمکن أن یکون من خلال
إقرأ أيضاً:
هاتف iPhone 17 Pro قد يكون الخيار الأفضل مع تغييرات مرتقبة في التصميم والأداء
بينما يستحوذ هاتف iPhone 17 Air على الكثير من الاهتمام حاليًا بسبب تصميمه النحيف للغاية، إلا أن التنازلات المحتملة فيما يتعلق بالكاميرا وسعة البطارية قد تدفع العديد من المستخدمين للنظر في اقتناء النسخة الاحترافية المقبلة، iPhone 17 Pro، بدلًا من ذلك.
موعد إصدار iPhone 17: متى يصل الجيل الجديد من آيفون؟على مدار السنوات الأخيرة، اعتادت آبل الكشف عن هواتفها الجديدة خلال النصف الأول من شهر سبتمبر، ومن المرجح أن تتبع تشكيلة iPhone 17 النمط نفسه. لكن هاتف iPhone 17E، وفقًا للمحلل مينغ-تشي كوو وموقع The Information، قد يتم تأجيله حتى أوائل عام 2026.
وتشير التقارير إلى أن iPhone 17 قد يكون آخر جيل يصدر في الخريف، إذ تخطط آبل لاتباع جدول إصدار جديد بدءًا من iPhone 18، بحيث يتم طرح النسخ منخفضة التكلفة في النصف الأول من العام، فيما تأتي النسخ الاحترافية لاحقًا.
عادةً ما تبدأ الطلبات المسبقة بعد الإعلان الرسمي بيومين، مع بدء الشحن بعد أسبوع تقريبًا.
أجرت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعديلات متكررة على الرسوم الجمركية، وهو ما قد ينعكس على أسعار أجهزة iPhone الجديدة. وقد تمكنت آبل حتى الآن من تجنب معظم هذه التكاليف بفضل قائمة إعفاءات متبادلة تشمل الهواتف واللابتوبات وبعض الإلكترونيات الأخرى.
رغم ذلك، تبقى هذه الإعفاءات مؤقتة، وقد تؤثر الرسوم في وقت لاحق على أسعار iPhone 17.
وفي كل الأحوال، ذكرت صحيفة The Wall Street Journal أن آبل تخطط لرفع أسعار هواتف iPhone في وقت لاحق من هذا العام، مشيرة إلى أن الشركة تنوي تبرير الزيادة بتكاليف التصميم وتحسين الميزات، دون الإشارة إلى الرسوم الجمركية.
وأفاد Patrick Holland، المحرر الإداري في CNET، أن آبل لم ترفع سعر النسخ الاحترافية منذ إصدار iPhone X عام 2017، ما يجعل زيادة السعر هذه المرة أمرًا متوقعًا.
ألوان جديدة قادمة مع iPhone 17في أبريل الماضي، أشار المسرب المعروف Majin Bu عبر منصة X إلى أن هاتفي iPhone 17 Pro وPro Max قد يحصلان على خيار جديد من اللون الأزرق السماوي، على غرار الألوان الجديدة التي طرحتها آبل مع أجهزة MacBook Air.
للمقارنة، طرحت آبل العام الماضي هواتف iPhone 16 و16 Plus بألوان مثل الوردي، والفيروزي، والأزرق البحري، إضافة إلى الأبيض والأسود. أما النسخ الاحترافية فجاءت بلون "تيتانيوم الصحراء" إلى جانب الأبيض والأسود والتيتانيوم الطبيعي.
تغييرات متوقعة في تصميم الكاميراتشير الشائعات إلى أن iPhone 17 Pro سيشهد إعادة تصميم ملحوظة للكاميرا الخلفية، حيث يُتوقع أن تعتمد آبل شريط كاميرا أفقي يمتد عبر عرض الهاتف، في تصميم يشبه ما قدمته Google مع هاتف Pixel 9.
وكان Majin Bu قد نشر في يناير صورة مسربة تظهر التصميم الجديد، فيما نشرت قنوات مثل Front Page Tech مقاطع فيديو لتصاميم ثلاثية الأبعاد تظهر الترتيب الأفقي للعدسات مع الحفاظ على التصميم الهرمي داخل الشريط.
بالنسبة للكاميرا الأمامية، أفاد المحلل Jeff Pu أن الدقة سترتفع من 12 ميجابكسل إلى 24 ميجابكسل في جميع طرازات iPhone 17.
وأشار Pu كذلك إلى أن نسختي iPhone 17 Pro وPro Max ستدعمان عدسة تيليفوتو بدقة 48 ميجابكسل، بدلًا من 12 ميجابكسل في الجيل السابق، ما يعني أن جميع العدسات الثلاث (الرئيسية، والواسعة، والتيليفوتو) ستأتي بدقة 48 ميجابكسل.
مقارنة المواصفات: iPhone 17 مقابل iPhone 17 Pro وPro Maxالشاشةبعد الانتقادات التي واجهتها آبل لعدم ترقية شاشة iPhone 16 و16 Plus إلى تردد أعلى، تُشير التسريبات إلى أن جميع نسخ iPhone 17 ستدعم معدل تحديث 120 هرتز (Pro Motion)، وربما شاشة تعمل دائمًا (Always-On) في النسخة الأساسية.
ورغم توقعات بعض المستخدمين، فإن الشاشة المضادة للانعكاس التي ميزت هاتف Galaxy S25 Ultra لن تكون متوفرة، إذ أفادت مصادر MacRumors بأن آبل أوقفت هذه الميزة بسبب مشاكل في عملية الطلاء.
وقد تقلص آبل مستشعر Face ID في نسخة iPhone 17 Pro Max، ما قد يؤدي إلى "جزيرة ديناميكية" أصغر، بينما تحافظ الطرازات الأخرى على حجمها الحالي.
الذاكرة العشوائيةفي ظل التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي، من المتوقع أن ترفع آبل سعة الذاكرة العشوائية في جميع نسخ iPhone 17 إلى 12 جيجابايت، وفقًا لما ذكره المسرب Digital Chat Station في أبريل، وهو ما أكده أيضًا المحلل Kuo.
يُشار إلى أن الجيل السابق iPhone 16 جاء بذاكرة 8 جيجابايت في جميع النسخ.
الإطارتشير الشائعات الأخيرة إلى أن آبل ستستبدل الإطار المصنوع من التيتانيوم في iPhone 17 Pro بإطار من الألومنيوم، وهي خطوة يُقال إنها ستشمل جميع النسخ من iPhone 17.
عمر البطاريةتسعى آبل لابتكار تصميم نحيف مع نسخة iPhone 17 Air، ما قد يؤدي إلى تقليص عمر البطارية، إلا أن تقارير AppleInsider تفيد بأن الشركة قد تعتمد بطاريات من نوع السيليكون-أنود، التي قد تساعد في تحسين الأداء.
أما بالنسبة لهواتف iPhone 17 Pro، فهناك توقعات بتحسين عمر البطارية، حيث أشار Jeff Pu في مايو إلى أن النسخة الأساسية ستعمل بشريحة A19 من تطوير آبل، بينما تحصل النسخة الاحترافية على شريحة A19 Pro. علمًا بأن iPhone 16 اعتمد على شريحة A18، التي حسّنت من كفاءة الطاقة.
هل يمكن الوثوق في الشائعات؟رغم كثرة التسريبات، يبقى كل ما ورد في إطار التوقعات حتى إعلان آبل الرسمي. وغالبًا ما تستند الشائعات إلى معلومات مسربة من فرق العمل على التصميمات، لكنها لا تعكس دائمًا المنتج النهائي.