غزة (الاراضي الفلسطينية) "أ ف ب": أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة اليوم العثور على ستين جثة في حي الشجاعية في شرق مدينة غزة بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منه إثر أسبوعين من معارك عنيفة، بينما يتواصل القتال في باقي أنحاء المدينة متسبباً بعمليات نزوح متكرّرة للسكان.

دبلوماسيا، أفاد مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان عن عودة الوفد المفاوض اليوم من الدوحة بعد جولة المفاوضات الجديدة الهادفة للتوصل الى هدنة في القطاع، بعد تسعة أشهر من الحرب.

ووفق البيان، "جرت خلال اللقاء مناقشة بنود صفقة الرهائن وسبل تنفيذ الخطوط العريضة لها مع ضمان (تنفيذ) كافّة أهداف الحرب".

كذلك، أفاد المكتب بأنّه من المقرّر أن يغادر وفد برئاسة رئيس الشاباك مع ممثلين للجيش الإسرائيلي إلى القاهرة لمواصلة المحادثات.

من جهتها، قالت حركة حماس في بيان "لم نُبلَّغ حتى الآن من الإخوة الوسطاء بأيّ جديد بشأن المفاوضات...".

واعتبرت أن "الاحتلال يستمر في سياسة المماطلة لكسب الوقت بهدف إفشال هذه الجولة من المفاوضات مثلما فعل في جولات سابقة".

يأتي ذلك فيما تتواصل المعارك في القطاع الفلسطيني المحاصر، وفي مدينة غزة خصوصاً. وأفاد الدفاع المدني في قطاع غزة عن العثور على نحو ستين جثة تحت أنقاض المباني في حي الشجاعية في مدينة غزة، بعدما كان الجيش الإسرائيلي أعلن انسحابه منه مساء الأربعاء.

وقال محمود بصل المتحدث باسم الدفاع المدني في القطاع في بيان، إنّ "طواقم الدفاع المدني وفور انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من حي الشجاعية استطاعت بالتعاون مع أهالي الحي انتشال نحو 60 شهيداً حتى اللحظة".

ومساء الأربعاء، أوضح الجيش الإسرائيلي أنّ عملياته التي استمرّت أسبوعين في الشجاعية أفضت إلى تدمير "ثمانية أنفاق" و"القضاء على عشرات من الإرهابيين وتدمير مجمّعات قتالية ومبانٍ مفخّخة".

وكانت المعارك في الشجاعية امتدّت إلى كلّ أنحاء مدينة غزة.

تفجير ونسف المباني

من جهته، قال مكتب الإعلام الحكومي التابع لحماس إن الجيش "قام بتفجير بعض المباني ونسف عشرات المنازل في محيط الأونروا".

كما نُقل أربعة قتلى بينهم طفل إلى مستشفى ناصر في رفح، بعد الغارات الإسرائيلية على حي تل السلطان غرب مدينة غزة، حسبما أفادت إدارة المستشفى.

وأفاد مراسلون لوكالة فرانس برس وشهود والدفاع المدني في قطاع غزة، بأنّ غرب مدينة غزة يشهد قتالاً وقصفاً اليوم.

وأشار الدفاع المدني إلى "نزوح آلاف المواطنين، بينما لا مكان آمناً، في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في غرب غزة".

وأفاد صحفي في وكالة فرانس برس عن غارات جوية فجراً شنتها طائرات حربية اسرائيلية على حي الصبرة في المدينة. كما سُمع صوت إطلاق نار كثيف ناجم عن اشتباكات مسلّحة بين مقاتلين فلسطينيين والجيش الإسرائيلي في حي تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة.

وقالت سرايا القدس الجناح المسلّح لحركة الجهاد الإسلامي في بيان، "قصفنا بالاشتراك مع كتائب شهداء الأقصى جنود وآليات" الجيش الإسرائيلي "المتوغلين في محيط منطقة الصناعة جنوب غرب مدينة غزة بعدد من قذائف الهاون".

"دمار هائل"

وكان الجيش الإسرائيلي ألقى الأربعاء آلاف المنشورات باللغة العربية على مدينة غزة تحدّد للسكان "طرقاً آمنة" للخروج من المدينة نحو الجنوب. وحذّر من أنّ "مدينة غزة سوف تبقى منطقة قتال خطيرة".

وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أنه وفقاً لتقديراته، كان 350 ألف شخص تقريباً لا يزالون داخل المدينة قبل المنشورات.

وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إنّ هذه التوجيهات الجديدة "لن تؤدي إلّا إلى زيادة المعاناة الجماعية للعائلات الفلسطينية التي تمّ تهجير العديد منها عدة مرات".

ووفق فرانس برس، بدأ السكان اليوم بالعودة إلى حي الشجاعية والبحث بين الأنقاض، كما هي حال محمد النيري الذي وجد نفسه في مواجهة "دمار هائل".

وكان المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة أفاد ب"تدمير هائل للبنية التحية والمربعات السكنية في حي الشجاعية" الذي تحوّل إلى "مدينة أشباح"، مناشداً "المؤسسات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان التحرّك".

وأظهرت لقطات لوكالة فرانس برس بعض سكان الشجاعية يمشون وسط الركام محاطين بدمار هائل. في قطاع غزة عموماً، أشارت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس الخميس إلى وقوع "عشرات الشهداء غالبيتهم من الأطفال والنساء" خلال الساعات الماضية.

وفي وسط القطاع، قُتل أربعة أشخاص في ضربة إسرائيلية على مخيّم النصيرات للنازحين، وفقاً لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس.

في جنوب قطاع غزة، أفاد الجيش الإسرائيلي بأنّه يواصل عملياته في منطقة رفح (جنوب) الحدودية مع مصر، مؤكداً أنّ قواته "قضت على عشرات الإرهابيين"، بينهم حسن أبو كويك الذي يوصف بأنه أحد قادة العمليات الأمنية في جهاز الأمن الداخلي لحركة حماس الذي "نفّذ العديد من الهجمات الإرهابية" ضد إسرائيل.

كما أكدت إسرائيل أنها اعترضت خمسة "مقذوفات" أطلقت من رفح على جنوب الدولة العبرية.

ويعتبر الوضع في القطاع المحاصر كارثياً، حيث تنتظر المساعدات الإنسانية عند الجانب الفلسطيني من معبر كرم أبو سالم (جنوب)، في حين تتبادل الأمم المتحدة وإسرائيل الاتهامات بهذا الشأن. وبينما تقول إسرائيل إنّ الأمم المتحدة فشلت في إيصال المساعدات إلى داخل القطاع، تؤكد الأخيرة أنّ خطورة الوضع تمنع القافلات من التقدّم.

يأتي ذلك فيما وصلت سامانثا باور مديرة وكالة التنمية الأميركية (USAID)، إلى إسرائيل الخميس للحث على زيادة تدفّق المساعدات الإنسانية.

وفي سياق متصل، أفاد المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحركة حماس، بأنّه ستتم إعادة تشغيل المستشفى الأهلي العربي "المعمداني" ومستشفى الخدمة العامّة، ابتداءً من الخميس 11 يوليو، بعدما أخرجتهما العمليات الإسرائيلية عن الخدمة.

الخطوط الحمراء

سياسياً، تتواصل جهود الوساطة بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في قطاع غزة.

وبعد أشهر بذلت خلالها جهود لم تفضِ إلى نتيجة، توجّه رئيس الموساد الإسرائيلي دافيد برنيع إلى الدوحة الأربعاء ثمّ عاد الخميس إلى إسرائيل، حسبما أفاد مكتب رئيس الحكومة. ويتواجد مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) وليام برنز في العاصمة القطرية.

وكان عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران قال لوكالة فرانس برس مساء الأربعاء، إن إسرائيل "تحاول الضغط في المفاوضات من خلال تكثيف عمليات القصف والتهجير وارتكاب المجازر".

ورأى بدران أن الحكومة الإسرائيلية "تأمل أن تتنازل المقاومة خلال المفاوضات عن مطالبها المشروعة" التي تشمل وقف إطلاق نار والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة.

لكنه أكد أن "استمرار المجازر يدفعنا للتمسك بمطالبنا".

وكانت حماس أعلنت الأحد أنّها وافقت على التفاوض بشأن إطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في قطاع غزة "من دون وقف إطلاق نار" دائم.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی الدفاع المدنی فی فی حی الشجاعیة غرب مدینة غزة فی قطاع غزة لحرکة حماس فی القطاع فرانس برس

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي يتلف مساعدات تكفي ألف شاحنة.. «أسطول الصمود المغاربي» يدعو المتطوعين لدعم غزة

دعا “أسطول الصمود المغاربي” وتنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين، الراغبين في المشاركة بحراً ضمن جهود كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، إلى ملء استمارة التسجيل بالبيانات المطلوبة، على أن يكون آخر موعد للتسجيل 29 يوليو 2025.

وأكد البيان الصادر عن “أسطول الصمود المغاربي” وتنسيقية العمل المشترك على فيسبوك أن الدعوة تأتي انصهاراً مع الزخم العالمي المناصر للقضية الفلسطينية، وصمود الشعب الفلسطيني الأسطوري في مواجهة التحديات على أرضه، ورفضاً للحرب الإسرائيلية الوحشية.

وأشار البيان إلى أن هذه المبادرة تأتي استكمالاً للعملية المشتركة الأولى ضمن “أسطول الصمود العالمي”، وهو مبادرة دولية تضم منظمات ومبادرات مدنية من عدة دول تهدف إلى كسر الحصار المفروض على قطاع غزة عبر البحر.

وكانت تنسيقية “العمل المشترك من أجل فلسطين” قد أعلنت في 16 يوليو الجاري انطلاق الاستعدادات العملية واللوجستية لمشاركة “أسطول الصمود المغاربي” في العملية البحرية الثانية ضمن أسطول الصمود العالمي.

الجيش الإسرائيلي يتلف مساعدات تكفي لألف شاحنة كانت مخصصة لغزة وسط تفاقم المجاعة

أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي أتلف عشرات الآلاف من مواد الإغاثة، من بينها كميات كبيرة من الغذاء والدواء، كانت مخصصة لسكان قطاع غزة، في وقت يواجه فيه القطاع المحاصر مجاعة غير مسبوقة.

ونقلت الهيئة عن مصادر عسكرية أن المواد المتلفة تشمل حمولة نحو ألف شاحنة، فيما تذرعت المصادر بأن السبب يعود إلى “خلل في آلية توزيع المساعدات داخل غزة”، مشيرة إلى وجود “آلاف الطرود تحت الشمس، وإذا لم تُنقل فسنضطر إلى إتلافها”.

غوتيريش: موظفو الأمم المتحدة في غزة يتضورون جوعاً وسط أزمة إنسانية وأخلاقية حادة

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، السبت، إن موظفي المنظمة الدولية في قطاع غزة يعانون من الجوع الشديد، مشدداً على أن الأزمة في غزة ليست فقط إنسانية بل أخلاقية تتحدى الضمير العالمي.

في بيان عبر حسابه على منصة “إكس”، أكد غوتيريش أن الأمم المتحدة سترفع صوتها في كل فرصة ممكنة، لكنه أشار إلى أن “الكلمات لا تطعم الأطفال الجائعين”.

وأضاف أن المنظمة مستعدة للاستفادة القصوى من وقف إطلاق النار لتوسيع نطاق العمليات الإنسانية بشكل كبير.

من جانبها، أكدت منظمة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا)، أن الظروف في غزة تزداد كارثية بسرعة، مع تفاقم أزمة الجوع المميتة وسط العمليات العسكرية المستمرة التي تجلب الموت والدمار.

وأوضح مكتب أوتشا أن عمال الإغاثة يواجهون مخاطر مستمرة، وأن المعابر غير موثوقة، إضافة إلى الحظر الروتيني على دخول المواد الحيوية.

وأشار البيان إلى أن فتح المعابر من قبل إسرائيل، والسماح بدخول الوقود والمعدات، وتأمين عمل الموظفين الإنسانيين، سيمكن الأمم المتحدة من تسريع تقديم المساعدات الغذائية والخدمات الصحية والمياه النظيفة وإدارة النفايات والإمدادات اللازمة للتغذية والمأوى.

ولفت المكتب إلى أن القيود الإسرائيلية المفروضة على إيصال المساعدات لا تزال تعرقل قدرة العاملين في المجال الإنساني على الاستجابة، موضحاً أن من بين 15 محاولة لتنسيق التحركات الإنسانية داخل غزة يوم الخميس، تم رفض أربع محاولات بشكل مباشر، وأُعوق تنفيذ ثلاث محاولات أخرى.

هذا وارتفع عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائيلية المتواصلة منذ بدء الحرب على غزة إلى أكثر من 59,219 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى إصابة 143,045 آخرين.

مقالات مشابهة

  • كمين جديد لحماس في خان يونس.. مقتل 3 جنود في صفوف الجيش الإسرائيلي
  • الجيش الإسرائيلي يعلّق عملياته في 3 مناطق ب غزة
  • الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جنديين اثنين في جنوب قطاع غزة
  • الجيش الإسرائيلي يعلن عن موعد بدء الهدنة التكتيكية ومواقعها في غزة
  • الجيش الإسرائيلي يُوضح بشأن الهدنة الإنسانية وممرات دخول المساعدات في غزة
  • فيديو لإسقاط الجيش الإسرائيلي مساعدات إنسانية على غزة
  • الجيش الإسرائيلي: إسقاط مساعدات إنسانية جوا على غزة
  • الجيش الإسرائيلي يبلغ عن “مقذوف” أطلق من قطاع غزة باتجاه إسرائيل
  • الجيش الإسرائيلي يتلف مساعدات تكفي ألف شاحنة.. «أسطول الصمود المغاربي» يدعو المتطوعين لدعم غزة
  • قصف مدفعي وغارات على حي الشجاعية وخان يونس