نشر الجيش الإسرائيلي، مساء اليوم الخميس 11 تموز 2024، نتائج تحقيقاته في اقتحام مقاتلي كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس ، وسيطرتهم على كيبوتس بئيري في "غلاف غزة "، خلال هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وكشف عن سلسلة من الإخفاقات القيادية والعملياتية تؤكد "فشل الجيش في حماية الكيبوتس".

وعكست نتائج التحقيق حالة من التخبط لدى القيادات الميدانية في الجيش الإسرائيلي التي وصلت بصحبة قوات كبيرة إلى محيط الكيبوتس حتى قبل إتمام السيطرة عليه من قبل مقاتلي المقاومة الفلسطينية، إذ تجمعت القوات بما في ذلك قوات خاصة وقوات نخبة على مدخل الكيبوتس وسط حالة من التردد أخرت عمليات المواجهة.

إقرأ/ي أيضا: مصدر دبلوماسي يكشف عن الخلاف الرئيسي في مفاوضات وقف إطلاق النار بغـزة

ويستدل من نتائج التحقيق كذلك أن الجيش الإسرائيلي ترك أهالي الكيبوتس وعناصر "الفرق المتأهبة" وهي قوة حراسة صغيرة، يقودها عسكري مسؤول عن أمن البلدة، وقوات الأمن المحلية، يواجهون مصيرهم لساعات طويلة قبل التدخل العسكري في محاولة لاستعادة السيطرة على الكيبوتس الذي سقط بيد عناصر القسام.

وبحسب نتائج التحقيق، "خلال الهجوم على بئيري قُتل 101 مدني، واختطِف 30 شخصًا من سكان بئيري بالإضافة إلى 2 آخرين، إلى أراضي قطاع غزة، حيث لا يزال 11 منهم محتجزين في غزة. وخلال القتال سقط 31 من عناصر أجهزة الأمن، منهم 23 من مقاتلي الجيش وأفراد وحدة الطوارئ المدنية (الفرق المتأهبة) وثمانية أفراد شرطة. كما وأصيب العديد من المقاتلين والمدنيين بجروح".

ووفقا للنتائج، فإن "حوالي 340 مخربًا (في إشارة إلى مقاتلي المقاومة)، منهم نحو 100 من قوات النخبة التابعة لحماس، تسللوا إلى أراضي الكيبوتس. حسب أحدث التقديرات التي أجراها فريق التحقيق، تم القضاء على حوالي 100 مخرب على أرض الكيبوتس". وشدد فريق التحقيق على أنه "لحقت بمنازل الكيبوتس أضرار جسيمة حيث يُتوقع بأن تستغرق عملية إعادة تأهيله فترة طويلة".

وأجري التحقيق بقيادة الميجر جنرال (المتقاعد)، ميكي إدلشتاين. وشدد الجيش الإسرائيلي على أن "هذا التحقيق هو عبارة عن تحقيق عملياتي عسكري يركز على تسلسل الأحداث، وإدارة المعارك وتصرفات أجهزة الأمن. حيث نظر التحقيق في حيثيات القتال الذي دار في كيبوتس بئيري".

وأشار إلى أن بئيري "كان يشكل واحدًا من بين العشرات من ساحات القتال خلال الهجوم المباغت الذي شُن في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر. يُعتبر تسلل آلاف المخربين إلى عشرات الساحات في آن واحد العامل الرئيسي الذي زاد من صعوبة وصول قوات أجهزة الأمن إلى ساحات القتال. إن هذه القضية، التي يتناولها عدد من التحقيقات، موجودة في صميم التحقيق الشامل في ممارسة القوة وسيتم طرحها لاحقًا".

واستنتج فريق التحقيق أن "الجيش فشل في مهمة الدفاع عن سكان كيبوتس بئيري؛ سكان بئيري ومقاتلو وحدة الطوارئ المدنية التابعة للكيبوتس ساهموا في استقرار خط الدفاع خلال الساعات الأولى من القتال، وساهمت في تلك الأثناء في كبح توسع الهجوم لبقية أجزاء الكيبوتس".


 

تسلسل الأحداث

وبموجب التحقيق، تم تقسيم التسلسل الزمني بناء على مراحل رئيسية:

1) "بداية الهجوم وتنقل المخربين من غزة إلى كيبوتس بئيري - اعتبارًا من الساعة 06:30 وحتى الساعة 06:45 من صباح 7 تشرين الأول/ أكتوبر".

2) "بداية الهجوم البري على بئيري - اعتبارًا من الساعة 06:45 وحتى الساعة 09:00 من صباح 7 تشرين الأول/ أكتوبر. في هذه المرحلة تسلل المخربون الأوائل إلى أرض الكيبوتس من اتجاهين. القتال بأكمله خاضه في هذه المرحلة أفراد وحدة الطوارئ المدنية وسكان الكيبوتس الذين انضموا إلى القتال".

3) "احتلال الكيبوتس من قبل العدو - اعتبارًا من الساعة 09:00 صباحًا وحتى الساعة 13:30 ظهرًا في 7 تشرين الأول/ أكتوبر. طيلة هذه المرحلة استمر أفراد وحدة الطوارئ المدنية وسكان بئيري في القتال، وعملوا على تشكيل خط دفاعي لكبح الهجوم.

وبيّن التحقيق أن القوة الأولى التابعة للجيش الإسرائيلي وصلت في هذه المرحلة الزمنية، غير أنها "أصيبت، ونقلت الجرحى، وغادرت البلدة لتتمركز عند مدخل الكيبوتس حيث حاربت المخربين الذين وصلوا إلى بوابة الدخول. وحتى انتهاء هذه المرحلة يقدم العدو على عمليات الاختطاف (الأسر) من بئيري".

وجاء في التحقيق أنه "في ظل تعدد ساحات الهجوم والصعوبة العملياتية في التنقل عبر المحاور ونقل القوات العضوية، تقرر تعيين قائد رفيع المستوى يتولى قيادة القوات التي وصلت إلى المنطقة وإدارة القتال"، وذلك في المرحلة الزمنية الثالثة - من الساعة 09:00 صباحًا وحتى الساعة 13:30 ظهرًا.

4) "مرحلة كبح العدو - اعتبارًا من الساعة 13:30 ظهرًا وحتى الساعة 22:00 ليلاً في 7 تشرين الأول/ أكتوبر. في هذه المرحلة بدأ وصول قوات بأعداد أكبر إلى بئيري. عند الساعة 16:15 عصرًا تصل فرقة ‘هبازاك‘ (99) إلى بئيري لتباشر تنظيم القيادة والسيطرة".

وأوضح التحقيق أنه "قُبيل الساعة 18:00 مساءً خاض حوالي 700 مقاتل تابع للجيش وأجهزة الأمن القتال في منطقة الكيبوتس. اعتبارًا من ساعات ما بعد الظهر بدأ إجلاء السكان".

5) "استعادة السيطرة العملياتية على أراضي الكيبوتس - اعتبارًا من الساعة 22:00 ليلاً وحتى الساعة 05:00 فجرًا من الليلة بين 7 و8 تشرين الأول/ أكتوبر. في هذه المرحلة تم تنفيذ جل عملية إجلاء السكان والانتهاء من تمشيط معظم أراضي الكيبوتس. وفي نهاية المطاف تم تحقيق السيطرة العملياتية لأجهزة الأمن على بئيري".

6) "تمشيط واستكمال عملية تطهير الكيبوتس - اعتبارًا من الساعة 05:00 فجرًا وحتى الساعة 15:00 ظهرًا في 8 تشرين الأول/ أكتوبر. في هذه المرحلة تم إعادة تمشيط الكيبوتس فيما استمر القتال في عدة أماكن محدودة".


 

خلاصة الاستنتاجات التي وصل إليها التحقيق

1) الفجوة بين سيناريو الحرب والجاهزية

وبحسب نتائج التحقيق، "لم يكن الجيش الإسرائيلي مستعدا لسيناريو تسلل واسع النطاق كما حدث في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، والذي يتضمن مناطق تسلل متعددة لآلاف المخربين، والهجوم في عشرات النقاط المحورية في نفس الوقت، إذ تناول السيناريو الحرب (الذي استعد له الجيش) عمليات تسلل فردية وموضعية".

ووفقا للتحقيق، "تكيفت القوات مع هذا السيناريو وتم تحديد انتشار القوات على أساسه. وبناء على ذلك لم تكن هناك قوات احتياطية إضافية في المنطقة يمكن إرسالها إلى بئيري. وقد تم إرسال كافة تعزيزات الجيش الإسرائيلي إلى القطاع"، وأفاد التحقيق بأنه "سيتم فحص عمل هذه القوات في التحقيق العام، ولا يزال موضوع الاستعدادات وسيناريو الحرب المرجعي قيد الفحص كجزء من تحقيق موسع حول مفهوم الدفاع والاستخبارات".

2) بلورة صورة الوضع

ولفت فريق التحقيق أن "الجيش وجد صعوبة في تشكيل صورة واضحة لما جرى في الكيبوتس حتى ساعات بعد ظهر السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، مع أن فريق الطوارئ البلدي (الفرق المتأهبة) كان يملك صورة محدثة للأوضاع في الكيبوتس خلال ساعات الصباح. ويتبين من التحقيق أن أجهزة الأمن لم تقدم إنذارًا كافيًا لسكان بئيري بشأن تسلل مخربين طيلة الساعات الأولى من الهجوم".

3) بداية القتال في الكيبوتس

وبحسب التحقيق "حتى الساعة 13:30 ظهرًا دار القتال داخل الكيبوتس استنادًا إلى وحدات الطوارئ المدنية والسكان. على مدار الساعات السبع الأولى من القتال اضطر سكان الكيبوتس للدفاع عن أنفسهم بأنفسهم، حيث كان عملهم وسعة حيلتهم هما اللذان كبحا العدو وحالا دون توسيع هجومه ليشمل أحياء إضافية. وواصل السكان القتال حتى بعد وصول قوات الجيش، حيث وجهوها وقاتلوا إلى جانبها".

4) القيادة والسيطرة

وأشار التحقيق إلى أنه "بسبب كثرة ساحات القتال وصعوبة بلورة صورة الوضع، تميز القتال في المنطقة خلال الساعات الأولى بانعدام القيادة والسيطرة وقلة التنسيق والتنظيم بين مختلف القوات والوحدات. مما تسبب بعدة أحداث حيث تراكمت قوات أجهزة الأمن عند مدخل الكيبوتس ولم تخض القتال فورًا".

ووفقا للتحقيق، فإن ذلك يعود إلى عدة أسباب منها: "قوات لم تخض القتال بناءً على قرار القائد وبحكم انتظارها مهمة إجلاء السكان من بئيري؛ قوات خاضت القتال ثم غادرت الكيبوتس بأمر من القائد؛ قوات دخلت بعد حوالي الساعة بسبب انتظارها قائد القوة والقوات وغرف القيادة الأمامية التي تواجدت خارج البلدة بصفتها قوات توفر الغطاء".

وأوضح التحقيق أن "العديد من ساحات القتال كانت تتميز بقلة التنظيم هذه خلال السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، حيث يجري التحقيق فيها هذه الأيام في إطار التحقيق العام. بسبب تعدد الساحات وضرورة إيجاد حلول عاجلة تم تعيين قائد رفيع المستوى لكل ساحة قتال رئيسية والذي كُلف بتشغيل القوات التي كانت ستصل إلى المنطقة على نحو مثالي ومنسق، تجنبًا للاعتماد على القوات العضوية وهو ما كان سيستغرق فترة طويلة".

كما جاء أن "قرار هيئة الأركان العامة وقيادة المنطقة الجنوبية تكليف البريغادير باراك حيرام مهمة قيادة المنطقة وبعدها بئيري كان ذا أهمية كبرى في زيادة الفعالية العملياتية في مواجهة العدو، وتقديم الاستجابة للسكان، وخلق الوضوح في صورة الوضع والقيادة الصحيحة للقوات المقاتلة".

واعتبر التحقيق أن تعيين حرام يعتبر "لحظة ‘قلب الطاولة‘ التي أفضت إلى تحقيق السيطرة المجددة على البلدة"، وذلط إلى جانب الأخطاء العملياتية والأخطاء في ممارسة القوة.

5) تعامل القوات مع المدنيين

وكشف التحقيق عن "حالات تعاطت القوات فيها بصورة غير لائقة مع المدنيين، وهو ما يظهر من خلال طريقة تأمين السكان الذين تم إجلاؤهم وتلبية الاحتياجات الأساسية من قبل أجهزة الأمن".

6) حادثة الرهائن في منزل بيسي كوهين

اعتبر فريق التحقيق أن "القوات تصرفت خلال هذه الحادثة ضمن محور القيادة والسيطرة المرتب، الذي شمل القيادة من غرفة قيادة أمامية تابعة للوحدة الشرطية الخاصة، وجهاز الأمن العام والجيش، ومع الحصول على المرافقة الاستخباراتية والجوية في الوقت الحقيقي".

وبحسب التحقيق، فإنه "في ظل الظروف المركبة والصعبة التي سادت، اتخذ القادة والقوات الذين تصرفوا في هذه الحادثة قرارات مهنية ومسؤولة، واستنفدوا جهود التفاوض على أكمل وجه. إطلاق النيران من دبابة باتجاه محيط المنزل تم تنفيذه بشكل مهني، بناءً على قرار مشترك للقادة من كافة المنظمات، وبعد التفكير وتقييم الوضع ومن أجل ممارسة الضغط على المخربين وإنقاذ الرهائن. وبعد سماع أصوات إطلاق النار من المنزل وإعلان المخربين نيتهم الانتحار وقتل الرهائن، اتخذت القوات قرار اقتحامه في محاولة لإنقاذ الرهائن، وخاضت عملية قتالية وسط ظروف صعبة".


 

هليفي: فشلنا فشلاً ذريعًا

وفي تعقيبه على نتائج التحقيق، أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، أن الجيش الإسرائيلي "فشل فشلاً ذريعًا في مهمة الدفاع عن السكان"، وشدد على أن "قتال سكان بئيري وعلى رأسهم أفراد وحدة الطوارئ المدنية حال دون احتلال الكيبوتس بأكمله وأنقذ الكثير من الأرواح".

وفي ما يتعلق بـ"وصول التعزيزات"، أشار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إلى أن "سؤال هام تستند إليه كافة التحقيقات في المعارك، ويتمحور حول أسباب عدم وصول قوات أجهزة الأمن في بداية القتال إلى البلدات".


ولفت هليفي إلى أن "هذا التحقيق يقدم الإجابة المبدئية أن تعدد الهجمات المتزامنة على الكثير من البلدات والمواقع وعلى محاور الوصول التي تم قطعها، زادت من صعوبتنا في العمل على تحقيق مهمتنا. على أن يتم التحقيق في الأسباب التفصيلية في التحقيق العام".

وفي ما يتعلق بـ"انتظار القوات خارج البلدة"، قال هليفي إنه "منذ ساعات الظهيرة فصاعدًا تواجدت القوات خارج الكيبوتس في حالة انتظار، بينما استمرت حملة القتل داخل الكيبوتس. هذا الوضع في غاية الخطورة ولايجوز السماح بحدوثه. عند النظر في الأسباب التي أدت إلى ذلك وُجد أن القادة وصلوا مع القوات ودخلوا إلى الكيبوتس مع جزء من القوة، من أجل إدراك صورة الوضع".

"قوات لم تسعَ للاشتباك"

كما شدد هليفي على أنه "بالنسبة لجزء من القوات وُجد أنه لم يتم السعي للاشتباك، لا سيما نظرًا لعدم إدراك مدى خطورة الوضع والنقص في القوات؛ بعض القوات التي انتظرت خارج الكيبوتس كانت مكلّفة بتوفير الغطاء للقوات التي حاربت داخل الكيبوتس".

وقال إنه "في مثل هذه الحالة يتعين على كل قوة الدخول في صلب المشكلة وبذل كل ما في وسعها في سبيل الحد من قتل المدنيين. اعتبارًا من الساعة 13:30 ظهرًا بدأت تتكدس في الكيبوتس القوات المقاتلة العديدة من الجيش وجهاز الأمن العام والشرطة. حيث سعت هذه القوات إلى الاشتباك وحاربت حتى صباح يوم الإثنين، بعد أن قتلوا جميع المخربين الذين تواجدوا في الكيبوتس".

وأكد أنه "في بعض الحالات حدث أن القوات حاربت من أجل حماية موقع (عسكري) ونقل ومعالجة جنود جرحى قبل المدنيين. ووجد التحقيق أن هذه الحالات جاءت في ظل الصعوبة في بلورة صورة كاملة للوضع، وبالتالي عملت القوات التي تمت مهاجمتها على حماية أنفسها".

وشدد هليفي بـ"صورة لا تحتمل التأويل على الأمر القاضي بالسعي لحماية المدنيين باعتبارها مهمة عليا تتصدرا الأولويات قبل كل شيء آخر. دائمًا سيعطي الجنود الأولوية لمعالجة المدني ونقله وحمايته وتلبية كل حاجة تنشأ عن ساحة القتال".

المصدر : وكالة سوا - عرب 48

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: السابع من تشرین الأول اعتبار ا من الساعة القیادة والسیطرة الجیش الإسرائیلی فی هذه المرحلة نتائج التحقیق ا وحتى الساعة ساحات القتال فریق التحقیق کیبوتس بئیری القوات التی فی الکیبوتس أجهزة الأمن حتى الساعة التحقیق أن التحقیق فی صورة الوضع القتال فی وصول قوات إلى أن على أن

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يلوح بهجوم وشيك وترامب يدعو لإبرام اتفاق غزة

غزة (الاراضي الفلسطينية)"وكالات": أعلن الدفاع المدني في غزة استشهاد 23 فلسطينيا بينهم نساء وأطفال اليوم بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي في مناطق عدة من قطاع غزة فيما وجّه جيش العدو اليوم إنذارا لإخلاء شمال قطاع غزة، محذّرا الفلسطينيين في أجزاء من مدينة غزة والمناطق القريبة من تحرّك وشيك، في الوقت الذي دعا فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إنهاء الحرب وسط تجدد لجهود التوسط لوقف إطلاق النار.

وقال المتحدث باسم الجهاز محمود بصل إن طواقمه ومسعفين قاموا بـ"نقل 23 شهيدا بينهم عدد من الأطفال والنساء (جراء) غارات نفذها الاحتلال في مناطق مختلفة في قطاع غزة".

وأكد بصل أنه "تم نقل ثلاثة شهداء على الأقل وعدد من المصابين اثر غارة جوية إسرائيلية استهدفت ظهر (الأحد) منزلا لعائلة العشي في حي الصبرة جنوب غرب مدينة غزة".ونقل القتلى والمصابون إلى مستشفى "المعمداني" في البلدة القديمة وسط مدينة غزة.وقال بصل إن "عددا من المفقودين لا يزالون تحت أنقاض المنزل المستهدف والذي دُمر كليا".وبحسب بصل، قتل فلسطيني في غارة استهدفت بعد الظهر مجموعة من المواطنين في منطقة "وادي العرائس" في حي الزيتون جنوب شرق غزة.

كما قتل فلسطينيان وأصيب عشرة آخرون باستهداف منزل في بلدة جباليا.

وأوضح بصل أن "خمسة شهداء وعددا من المصابين بينهم عدد من الأطفال" قتلوا في غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلا في حي التفاح في شمال شرق مدينة غزة.

وفي خان يونس في جنوب القطاع، قتل خمسة فلسطينيين آخرين بينهم طفل وامرأتان وأصيب 15 بجروح في غارة نفذتها بعد منتصف ليل السبت الأحد طائرة مسيرة إسرائيلية على خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي.

وذكر مصدر طبي في مستشفى ناصر بخان يونس أن "عدة جثث وصلت متفحمة، وأن عددا من المصابين يعانون حروقا خطيرة جدا في أنحاء الجسم".

وذكر شهود عيان أن حريقا كبيرا اندلع في عشر خيام على الأقل نتيجة الضربة الجوية.

وأورد بصل إن امرأة استشهدت في غارة جوية استهدفت فجرا منزلا في جنوب خان يونس.

وفي مدينة غزة استشهد طفلان وأصيب أكثر من عشرين شخصا في غارة شنتها طائرة حربية على منزل في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة. ودمر المنزل المؤلف من طابقين بالكامل.

وأشار بصل الى "أربعة شهداء وأكثر من 30 إصابة إثر إطلاق النار من الاحتلال باتجاه المواطنين في منطقة الشاكوش (تبعد كيلومترين من مركز المساعدات في رفح) قرب نقطة المساعدات الأميركيّة في منطقة المواصي برفح".ولفت إلى أنه تم نقلهم إلى مستشفى "ناصر" بخان يونس.

كذلك، أشار الناطق باسم الدفاع المدني إلى نقل قتيل لم تعرف هويته بعد يبلغ 18 عاما، قضى بنيران الجيش الإسرائيلي قرب مركز للمساعدات في رفح في جنوب القطاع.

وأفاد بصل بأن مصابين يفارقون الحياة نظرا إلى "قلة الإمكانات الطبية" في القطاع.

وذكر شهود عيان أن الطيران الحربي شن أكثر من عشر غارات جوية على منازل غير مأهولة في المنطقة الشرقية في بلدة جباليا، حيث تلقى بعض أصحاب هذه المنازل تحذيرات.

وقال أحمد عرار (60 عاما) في اتصال هاتفي مع فرانس برس "تلقى أحد أقاربي اتصالا من شخص عرف عن نفسه بأنه ضابط في الجيش الإسرائيلي وأبلغه أنه سيتم قصف منزلنا. وبعد نحو نصف ساعة قصفوا المنزل ودمر بالكامل".واوضح أن العائلة أخلت المنزل المكون من أربعة طوابق، بجوار مسجد "التوحيد" غرب جباليا، قبل عدة أيام بسبب القصف المدفعي والجوي المتكرر.

تأتي الغارات الأخيرة فيما وجّه الجيش الإسرائيلي اليوم إنذارا لإخلاء شمال القطاع، محذّرا الفلسطينيين في أجزاء من مدينة غزة والمناطق القريبة من تحرّك وشيك بعد أكثر من 20 شهرا على اندلاع الحرب مع حماس.

ودعا المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي في بيان نشر على منصة "إكس" أرفقه بخارطة لشمال غزة، سكان منطقة مدينة غزة وجباليا وغيرهما إلى التوجّه جنوبا "فورا" إلى منطقة المواصي.

وقال في منشوره إن القوات الإسرائيلية تعمل "بقوة شديدة جدا في هذه المناطق، وهذه الأعمال العسكرية سوف تتصاعد وستشتد وستمتد".

وقال مسعفون وسكان إن القصف الإسرائيلي تصاعد في الساعات الأولى من صباح اليوم في جباليا، مما أدى إلى تدمير عدة منازل ومقتل ستة أشخاص على الأقل.

وفي خان يونس بجنوب القطاع، قال مسعفون إن خمسة استشهدوا في غارة جوية على مخيم بالقرب من المواصي. وأضاف المسعفون أن 12 شخصا على الأقل قُتلوا في غارات جوية إسرائيلية منفصلة وإطلاق نار في أنحاء القطاع، مما رفع عدد قتلى اليوم إلى 23 على الأقل.

ويأتي هذا التصعيد في الوقت الذي دعا فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إنهاء الحرب وسط تجدد لجهود التوسط لوقف إطلاق النار.ونشرترامب على موقعه للتواصل الاجتماعي (تروث سوشيال) في وقت مبكر اليوم "أبرموا اتفاق غزة، واستعيدوا الرهائن".

كما بدأ فيه البلدان الوسيطان مصر وقطر، بدعم من الولايات المتحدة، جهودا جديدة لوقف إطلاق النار لإنهاء الصراع المستمر منذ 20 شهرا وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والأجانب الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس.

وقال مسؤول في حماس إن الحركة أبلغت الوسطاء باستعدادها لاستئناف محادثات وقف إطلاق النار، لكنه أكد مجددا على مطالب الحركة بوجوب أن ينهي أي اتفاق الحرب ويضمن انسحاب إسرائيل من القطاع الساحلي.

وأبدت حماس استعدادها لإطلاق سراح الرهائن المتبقين في غزة، والذين يعتقد أن 20 منهم ما زالوا على قيد الحياة، فقط في إطار اتفاق ينهي الحرب.

مقالات مشابهة

  • رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يحذر الوزراء من أن استمرار القتال في غزة يعرض الأسرى للخطر
  • مقتل تدريسي بهجوم مسلح مسلح والأمن يفكك أخطر شبكة ابتزاز إلكتروني جنوبي العراق
  • الرئيس عون: لضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من التلال الخمس لتمكين الجيش من استكمال انتشاره
  • النيابة العامة: إعلان نتائج التحقيق بحادث المنوفية فور الانتهاء منها
  • نتنياهو يلوح بهجوم وشيك وترامب يدعو لإبرام اتفاق غزة
  • الجيش الإسرائيلي: (الفرقة 96) تبدأ مهامها على الحدود مع الأردن (فيديو)
  • الإمارات.. اختبارات الإعادة لطلبة الثانوية العامة من 4-10 الشهر المقبل
  • الأوائل اليوم.. طلبة وأولياء أمور يترقبون إعلان نتائج الثانوية العامة غداً
  • التحقيق في مصرع سيدة إفريقية بمدينة 6 أكتوبر
  • باكستان.. مقتل وإصابة أكثر من 36 جندياً ومدنياً بهجوم انتحاري لطالبان