تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أفادت تقارير صحفية، من بينها تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، أن القوات الروسية، على الرغم من استمرارها فى إلحاق الضرر بأوكرانيا، لم تتمكن من تحقيق مكاسب إقليمية كبيرة فى الآونة الأخيرة.

ويعتقد مسئولون أمريكيون أن هذا يعود إلى فعالية الدفاعات الأوكرانية المدعومة بالأسلحة الغربية، والتى أصبحت قوية بشكل متزايد.

وتشير الصحيفة إلى أن القوات الروسية، التى لم تتمكن من اختراق الدفاعات الأوكرانية على الرغم من تدريبها "غير الكافي"، واجهت خسائر فادحة فى هجماتها على خاركيف وشرق أوكرانيا.

وتفسر هذه النتائج تغيرًا كبيرًا فى ديناميكيات الحرب لصالح أوكرانيا، والتى كانت فى صالح موسكو فى الأشهر الماضية. وعلى الرغم من استمرار القوات الروسية فى إلحاق الأذى بكييف، إلا أن تقدمها بات أبطأ بسبب الدفاعات الأوكرانية القوية.

وتؤكد "نيويورك تايمز" أن جهود الحلفاء لتعزيز قوة أوكرانيا تؤتى ثمارها، وأن الأشهر القادمة، على الرغم من صعوبتها، قد تشهد تقدمًا لأوكرانيا.

يقول مايكل كوفمان، وهو زميل بارز فى برنامج روسيا وأوراسيا فى مؤسسة كارنيغى للسلام الدولي، الذى زار أوكرانيا مؤخرًا: "القوات الأوكرانية منهكة وستواجه أشهرًا صعبة من القتال فى المستقبل، لكن من غير المرجح الآن أن تحقق روسيا تقدمًا كبيرًا".

ومن المتوقع أن يلتقى زعماء الدول فى قمة الناتو، التى ستُقام فى واشنطن بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس المنظمة، لتقديم المزيد من الدعم المالى لأوكرانيا، وتنسيق عمليات تسليم الأسلحة، وتعزيز وعدهم بتقديم عضوية كاملة لأوكرانيا فى المستقبل.

وتشير الصحيفة إلى أن أهمية عضوية أوكرانيا فى حلف شمال الأطلسى والاتحاد الأوروبى أصبحت محورية فى الحرب، وتُعتبر أهم من استعادة الأراضي، وذلك على الرغم من تأكيد المسئولين الأوكرانيين على رغبتهم فى استعادة كل أراضيهم.

وتثير الحرب مخاوف بشأن حصول روسيا على أسلحة متطورة من إيران وكوريا الشمالية والصين، خاصة الصواريخ والطائرات بدون طيار، مما قد يشكل تحديًا جديدًا لأوكرانيا.

وتواجه أوكرانيا تحديات أخرى، من بينها الحفاظ على بنيتها التحتية، خاصة شبكة الكهرباء، فى ظل الهجمات الروسية بعيدة المدى.

الانتخابات الأمريكية وتغيير مسار الحرب
وتعتبر السياسة الأمريكية تجاه أوكرانيا، خاصة بعد الانتخابات الرئاسية فى الخريف، عاملًا حاسمًا فى مسار الحرب.

وتركز أوكرانيا، بدعم من مستشاريها الأمريكيين، على بناء دفاعات قوية وشن هجمات متعمقة خلف خطوط العدو.

وقال إريك سيراميلا، خبير فى شئون أوكرانيا وموظف سابق فى الاستخبارات، يعمل مع كوفمان فى مؤسسة كارنيغى للسلام الدولي، إن من الواضح أن روسيا وأوكرانيا "لا تمتلكان القدرات اللازمة لتغيير خطوط المعركة بشكل كبير".
وأضاف سيراميلا أن هدف الولايات المتحدة الاستراتيجى "هو أوكرانيا ديمقراطية ومزدهرة وأوروبية وآمنة".

وتؤكد الولايات المتحدة وحلفاؤها على ضرورة الاستثمار طويل الأجل لتمكين أوكرانيا من الصمود وإرهاق روسيا وإلحاق الضرر بها، لكنهم يشددون على ضرورة دمج أوكرانيا فى الهياكل الأمنية الأوروبية والأطلسية. وفى الشهر الماضي، وافق الاتحاد الأوروبى على بدء مفاوضات العضوية مع أوكرانيا، وهى خطوة مهمة فى عملية الانضمام.

من المتوقع أن يوافق زعماء الناتو هذا الأسبوع على صياغة تعد كييف بأنها ستصبح جزءًا من التحالف، وذلك تجنبًا لتكرار ما حدث فى قمة فيلنيوس بليتوانيا العام الماضي، حيث أعلن القادة أن "مستقبل أوكرانيا هو التواجد فى حلف شمال الأطلسي" دون تقديم أى دعوة ملموسة.

وتعتبر عضوية أوكرانيا فى حلف شمال الأطلسى احتمالًا بعيدًا، خاصة قبل حرب روسيا فى عام ٢٠٢٢. وكان الحلفاء مترددين فى إثارة روسيا أو تحمل التزامات أمنية كبيرة.

ومع ذلك، ازدادت شراكة أوكرانيا مع الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أوروبية أخرى قوة، بعد تدفق مليارات الدولارات لدعم الجيش الأوكراني.

وتُعتبر عضوية أوكرانيا فى حلف شمال الأطلسى هدفا رئيسيًا لروسيا، التى فشلت فى تحقيقها بعد بدء الحرب.

وتُعتبر محادثات السلام التى فشلت فى أبريل ٢٠٢٢، نتيجة لضغط روسيا على أوكرانيا للحياد والرفض استخدام حق النقض ضد المساعدات العسكرية الخارجية، نقطة تحول مهمة فى الحرب.
وتعتبر أوكرانيا، على الرغم من استحالة استعادة كل أراضيها، قادرة على الفوز فى الحرب من خلال التقارب مع حلف شمال الأطلسى وأوروبا.

يؤكد بعض المسئولين على أن أوكرانيا قادرة على الفوز فى الحرب، حتى بدون استعادة أراضيها، من خلال الاقتراب من حلف شمال الأطلسى وأوروبا.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: القوات الروسية أوكرانيا موسكو الانتخابات الامريكية حلف شمال الأطلسى على الرغم من أوکرانیا فى فى الحرب

إقرأ أيضاً:

ملامح تطور عقيدة التصنيع العسكري الروسي خلال الحرب مع أوكرانيا

موسكو– ازدادت القدرة الإنتاجية للتصنيع العسكري الروسي بشكل ملحوظ منذ بداية الحرب مع أوكرانيا، بالتوازي مع خطوات حثيثة اتخذتها موسكو لإعادة تسليح الجيش والبحرية، لمواجهة تبعات الدعم العسكري الغربي لكييف، وفي وتيرة لم تشهدها البلاد منذ الحرب العالمية الثانية.

ومرّت الصناعة العسكرية الروسية بمراحل رئيسية عديدة خلال فترة الصراع مع أوكرانيا:

ففي البداية ركّزت على حشد الموارد المتاحة وزيادة إنتاج أنواع الأسلحة الحالية. ثم جاءت مرحلة التكيف مع ظروف القتال الجديدة بإدخال تقنيات ومواد جديدة، وتحسين عمليات الإنتاج. أما المرحلة الثالثة، فتمثلت بتحديث وتطوير أنظمة أسلحة جديدة، بما في ذلك الطائرات بدون طيار وأنظمة الحرب الإلكترونية.

وأصبح للمؤسسات الحكومية دور أكثر أهمية في إنتاج الأسلحة، كما تشارك الشركات الخاصة بنشاط في الإنتاج العسكري، حيث تحصل على عقود حكومية. ونتيجة لذلك، أصبح الإنتاج العسكري الروسي عاملا أساسيا في إمداد القوات المسلحة الروسية خلال الحرب.

تأكيد رسمي

سبق أن أقر وزير الدفاع السابق سيرغي شويغو، الذي يشغل حاليا منصب سكرتير مجلس الأمن الروسي، في تصريح له نهاية العام 2023، بأن شركات الدفاع الروسية تحوّلت إلى نظام العمل على مدار 24 ساعة وضاعفت قدرتها الإنتاجية 4 مرات منذ فبراير/شباط 2022.

إعلان

كما أكد ازدياد إنتاج الدبابات بمقدار 5.6 مرات زيادة، والمركبات المدرعة بمقدار 3.5 – 3.6 مرات، والطائرات بدون طيار بمقدار 16.8 مرة، وذخيرة المدفعية بمقدار 17.5 مرة.

ووفقًا له، فقد حصلت القوات البرية على 1530 دبابة جديدة ومحدثة، وأكثر من 2500 مركبة قتالية للمشاة وناقلة جنود مدرعة، وحصلت القوات الجوية الفضائية على 237 طائرة ومروحية، وحصلت البحرية الروسية على 8 سفن و4 غواصات متعددة الأغراض وغواصة نووية إستراتيجية.

عقيدة التصنيع العسكري الروسية أصبحت تركز على الموارد المحلية خلال ظروف الحرب (الأوروبية) تحديات الحرب

يشرح الخبير في الشؤون العسكرية يوري كنوتوف، بأن الإنتاج العسكري الروسي شهد تغيرات ملحوظة منذ بداية الحرب في أوكرانيا، تضمنّت توسعا مكثفا في الطاقة الإنتاجية وإعادة التوجيه نحو إنتاج الذخائر والمعدات العسكرية وغيرها من الأسلحة اللازمة لمواصلة الحرب.

ووفقًا له، تتعلق أهم هذه التغيرات بتكثيف الإنتاج، إذ تحولت المصانع التي كانت تنتج منتجات مدنية سابقًا إلى إنتاج الأسلحة، كما تم تحديث المصانع القديمة وإعادة توجيهها نحو الطلبيات العسكرية.

ويضيف بأن حجم إنتاج المعدات العسكرية والذخائر وغيرها من الأسلحة ازداد بشكل ملحوظ مقارنة بمستوى ما قبل الحرب، علاوة على إدخال وتطوير وتطبيق تقنيات جديدة لتحسين كفاءة الإنتاج وجودة المنتج.

ويلفت إلى أن "عقيدة التصنيع العسكري" خلال الحرب طالت إعادة التوجيه نحو الموارد المحلية، موضّحا أنه "بسبب العقوبات، استُبدلت معظم المكونات المستوردة بأخرى محلية، مما تسبب في بعض المشاكل المتعلقة بجودة وموثوقية المنتجات، ولكنها في المقابل سمحت بزيادة الاستقلال عن الموردين الأجانب".

وحسب قوله، فقد أصبحت أوكرانيا "مختبرا حيّا" لاختبار وتطبيق أحدث أنظمة الأسلحة والمعدات العسكرية الغربية، بما في ذلك تلك التي لا تزال في مرحلة التطوير، كما بدأت التقنيات الجديدة تلعب دورا خاصا في الصراع، كالأنظمة غير المأهولة التي تعمل بالتحكم عن بعد، والإنترنت، والذكاء الاصطناعي، وأنظمة الحرب الإلكترونية وغيرها.

إعلان

وعلى هذا الأساس، بات التصنيع العسكري الروسي أمام أكبر تحد في سياق إيصال العملية العسكرية الخاصة إلى أهدافها، والذي يشترط تحقيق نقلة نوعية وغير مسبوقة في حرب الأدمغة بين روسيا وأوكرانيا وحلفائها.

التعاون مع الشركاء

يرى العديد من المراقبين الروس أن تركيز الاتحاد الأوروبي ينصب على تعزيز قدراته في مواجهة القوات الروسية في أوكرانيا، وتطوير التعاون مع كييف من خلال ضخ التقنيات الجديدة إليها، مما حوّلها -وفق توصيف هؤلاء- إلى "وادي سيليكون" للابتكارات العسكرية الغربية.

من هنا يبرز الموقف المقابل لروسيا بخصوص علاقات التعاون في المجال العسكري والتقني التي تربطها مع الدول التي تعتبر شريكة لها في الموقف ضد الأحادية القطبية وسياسات الهيمنة الغربية، وعلى رأسها الصين وكوريا الشمالية وإيران.

وفي الوقت الذي لم يعد فيه سرا وجود تعاون عسكري متعاظم مع الدول المذكورة، إلا أنه لا توجد في المقابل معلومات رسمية بالشق المتعلق بالتصنيع العسكري تحديدا.

وتعليقا على ذلك، يقول الخبير في الشؤون الإستراتيجية أركادي سيميبراتوف، إن التعاون مع هذه الدول يتجلى في المجال العسكري بتعزيز العلاقات العسكرية وتبادل الخبرات، وفي بعض الحالات بتوريد المعدات العسكرية.

وبخصوص الصين، يشير المتحدث إلى أن التعاون معها يشمل مجالات مختلفة، بما في ذلك التدريبات العسكرية المشتركة، وتبادل المعلومات والتكنولوجيا، وربما توريد المعدات العسكرية، ويتابع بأنه "كثيرا ما ينظر إلى هذا التحالف باعتباره ثقلا موازنا للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي".

أما كوريا الشمالية، فإن المستوى المتزايد من التعاون يرتبط بالصراع في أوكرانيا، حيث وردت تقارير عن قيام كوريا الشمالية بتزويد روسيا بالذخيرة، فضلا عن مشاركة جنود كوريين شماليين في معارك، كما حصل في معركة استعادة مقاطعة كورسك مؤخرا، لافتا إلى أنه في عام 2024 تم توقيع اتفاقية شراكة إستراتيجية شاملة، تتضمن المساعدة العسكرية المتبادلة بين البلدين.

إعلان

وبالنسبة لإيران، فإن التعاون يهدف بشكل رئيسي إلى توفير الأسلحة والتقنيات التي تساعد إيران على تحديث جيشها، بينما في المقابل تلعب إيران دورا رئيسيا في توريد الطائرات بدون طيار وغيرها من التكنولوجيا العسكرية إلى روسيا.

مقالات مشابهة

  • خارجية روسيا: موسكو مستعدة لدعم جهود تسوية ملف البرنامج النووي الإيراني
  • ضمن اتفاق سابق بين البلدين.. أوكرانيا تتسلم 1200 جثة من روسيا
  • زيلينسكي: أوكرانيا أوقفت تقدم القوات الروسية في منطقة سومي
  • نيويورك تايمز: مقتل قاآني بقصف اسرائيلي في طهران
  • روسيا تشن هجمات على شرق أوكرانيا .. وتعلن الإستيلاء على قرية أخرى بمنطقة سومي
  • موسكو: روسيا تدين بشدة الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت إيران
  • نيويورك تايمز: ويتكوف ما زال يعتزم المشاركة في المحادثات مع إيران بمسقط
  • أوكرانيا تسعى لإنهاء الحرب في 2025 وتواصل تبادل الأسرى مع روسيا
  • نيويورك تايمز: لماذا تفكر إسرائيل في مهاجمة إيران الآن؟
  • ملامح تطور عقيدة التصنيع العسكري الروسي خلال الحرب مع أوكرانيا