واشنطن تضغط على لندن لمنع الجنائية الدولية من إصدار مذكرات اعتقال ضد قادة الاحتلال
تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT
نقل موقع "ميدل إيست آي" عن مسؤول استخباري أمريكي قوله؛ إن واشنطن تضغط على حكومة حزب العمال الجديدة لعدم إسقاط الطعن القانوني ضد سلطة المحكمة الجنائية الدولية، التي تسعى إلى إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير حربه.
وقال الموقع؛ إن الضغط الأمريكي جاء بالتزامن مع دراسة حكومة كير ستارمر العمالية المنتخبة حديثا، ما إذا كانت ستواصل الطعن القانوني ضد المحكمة الجنائية الدولية أم لا، الذي قدمته حكومة المحافظين السابقة في أيار/ مايو الماضي.
وأمهلت المحكمة الجنائية الدولية المملكة المتحدة حتى 26 من الشهر الجاري لاتخاذ قرار.
ويستند استئناف صديق المحكمة البريطاني الموجز إلى التأكيد أن اتفاقات أوسلو لعام 1993 التي أنشأت السلطة الفلسطينية، تمنع فلسطين من محاكمة الإسرائيليين بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
إظهار أخبار متعلقة
وقد تم انتقاد هذه الحجة باعتبارها واهية من قبل علماء القانون، حيث تم قبول فلسطين في المحكمة الجنائية الدولية في عام 2015، وفي عام 2021 قالت المحكمة؛ إن لديها سلطة التحقيق في جرائم الحرب في الأراضي المحتلة، وفقا لـ "ميدل إيست آي".
وعارض حزب العمال قضية حكومة المحافظين السابقة عندما كان في المعارضة.
ووفقا لمسؤول الاستخبارات الأمريكي، فقد كانت حكومة ستارمر في طريقها لإسقاط الطعن القانوني، لكنها تذبذبت وسط ضغوط أمريكية.
وادعى محامي حقوق الإنسان في المملكة المتحدة جيفري روبرتسون لأول مرة في مقال رأي نشر في صحيفة الغارديان أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطا على حكومة ستارمر.
وبالرغم من أن الولايات المتحدة ليست عضوا في المحكمة الجنائية الدولية، فقد تعاونت مع المحكمة مؤخرا في تحقيقاتها في جرائم الحرب الروسية المزعومة في أوكرانيا، ورحبت بقرارها السعي للحصول على مذكرة توقيف بحق فلاديمير بوتين.
وذكر الموقع أن الضغط الأمريكي جاء في الوقت الذي تستضيف فيه المملكة المتحدة وحلفاء آخرين في الذكرى 75 لحلف الناتو، في قمة الناتو لعام 2024 في واشنطن العاصمة.
إظهار أخبار متعلقة
كما أن إدارة بايدن لم تخف اعتراضها على قرار المحكمة بالسعي لإصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، إلى جانب كبار مسؤولي حماس في قطاع غزة.
وقال بيان للبيت الأبيض، "إن طلب المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات توقيف ضد القادة الإسرائيليين أمر شائن. واسمحوا لي أن أكون واضحا: مهما كان ما قد توحي به هذه المدعية العامة، لا يوجد تكافؤ - لا شيء - بين إسرائيل وحماس. سنقف دائما مع إسرائيل ضد التهديدات لأمنها".
من جانبه قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن؛ إن الولايات المتحدة "ترفض بشكل أساسي الإعلان" ، واصفا إياه بأنه تكافؤ زائف بين المسؤولين الإسرائيليين ومسؤولي حماس.
وأضاف، أن "الولايات المتحدة كانت واضحة منذ فترة طويلة قبل الصراع الحالي بأن المحكمة الجنائية الدولية ليس لها اختصاص في هذه المسألة".
وبحسب رأي الموقع البريطاني، فقد وضعت قضية المحكمة الجنائية الدولية إدارة بايدن في موقف دبلوماسي صعب، بسبب الدعم الصريح الذي قدمته للمحكمة في تحقيقها ضد روسيا.
وفي جلسة استماع في مجلس الشيوخ في أيار/مايو الماضي، أخبر بلينكن المشرعين أنه "يرحب بالعمل معكم" بشأن معاقبة المحكمة الجنائية الدولية.
إظهار أخبار متعلقة
ووسط رد فعل عنيف من جماعات حقوق الإنسان وأعضاء الحزب الديمقراطي، اضطرت الإدارة إلى التراجع عن العقوبات، ويبدو أن القرار ترك إسرائيل في حيرة من أمرها. وقال نتنياهو؛ إنه "يشعر بخيبة أمل" من هذه الأنباء، بحسب تقرير الموقع البريطاني.
ويواجه غالانت ونتنياهو تهما بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك تجويع المدنيين في غزة كوسيلة من أساليب الحرب، والتسبب عمدا في معاناة شديدة، والقتل العمد، والهجمات المتعمدة على السكان المدنيين، والإبادة، من بين تهم أخرى.
ولم تصدر أي أوامر اعتقال بعد. وقدم الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية طلبا، وهو حاليا قيد نظر قضاة المحكمة الجنائية الدولية في الدائرة التمهيدية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الجنائية الدولية مذكرات اعتقال الولايات المتحدة غزة بريطانيا الولايات المتحدة غزة مذكرات اعتقال الجنائية الدولي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المحکمة الجنائیة الدولیة الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
إيران: الحوار مع واشنطن حول البرنامج النووي بات بلا معنى
قالت إيران، السبت، إن الحوار مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي فقد معناه، في أعقاب الضربات الإسرائيلية الواسعة التي استهدفت أراضيها خلال الأيام الماضية، في أكبر هجوم عسكري من نوعه تتعرض له البلاد.
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي حمين، قوله، إن "تصرف الطرف الآخر، أي الولايات المتحدة، جعل من الحوار أمراً بلا جدوى"، مضيفاً: "لا يمكن للطرف المقابل أن يدعي الرغبة في التفاوض، بينما يمنح الضوء الأخضر للنظام الصهيوني لاستهداف الأراضي الإيرانية".
وأكد بقائي أن القرار النهائي بشأن مشاركة طهران في الجولة السادسة من المحادثات النووية، المقرر عقدها غداً الأحد في العاصمة العمانية مسقط، لم يُحسم بعد، موضحاً: "لا يزال قرارنا بهذا الشأن غير واضح حتى الآن".
واتهم المسؤول الإيراني الولايات المتحدة بالتواطؤ مع الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ الضربات العسكرية، قائلاً إن الهجمات "ما كانت لتقع لولا دعم واشنطن، التي تتحمل مسؤولية تعطيل المسار الدبلوماسي".
وكانت الولايات المتحدة قد نفت في وقت سابق أي دور لها في الهجمات، وأبلغت طهران في جلسة لمجلس الأمن الدولي أن "الوقت لا يزال مواتياً للتفاوض بشأن البرنامج النووي"، في مسعى للتهدئة وتفادي التصعيد الإقليمي.
وفي تصريحات لوكالة "رويترز"، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن إدارته كانت على علم مسبق بالهجمات الإسرائيلية، لكنه شدد على وجود "فرصة واقعية" للتوصل إلى اتفاق جديد مع طهران بشأن برنامجها النووي، رغم التوترات الحالية.
وتؤكد إيران أن برنامجها النووي مخصص حصراً لأغراض مدنية، نافية بشدة الاتهامات الإسرائيلية بأنها تعمل سرّاً على تطوير أسلحة نووية.
وفي سياق متصل، كثفت سلطنة عمان تحركاتها الدبلوماسية لاحتواء التصعيد المتزايد.
وأفادت وكالة الأنباء العمانية أن وزير الخارجية بدر بن حمد البوسعيدي أجرى سلسلة اتصالات مع عدد من نظرائه في الدول الشقيقة والصديقة، حيث شدد على "أهمية وقف العدوان وردع المعتدي باستخدام الوسائل السلمية المستندة إلى القانون الدولي، لحقن الدماء ومنع مزيد من الدمار والضحايا".
وأكد الوزير العماني على ضرورة الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، مشيراً إلى أهمية حماية المصالح العليا لشعوبها عبر الحلول الدبلوماسية.
وتبقى إمكانية انعقاد المحادثات النووية غداً الأحد في مسقط رهينة بالتطورات الميدانية والسياسية، وسط تصاعد التوتر الإقليمي وتحذيرات دولية من انزلاق الأوضاع نحو مواجهة مفتوحة بين إيران والاحتلال الإسرائيلي، قد تشمل أطرافاً إقليمية ودولية متعددة.
بدأ الاحتلال، منذ فجر أمس الجمعة، عملية عسكرية واسعة النطاق ضد إيران، تحت اسم "الأسد الصاعد"، شنت خلالها غارات جوية مكثفة بمشاركة عشرات المقاتلات، استهدفت منشآت نووية، وقواعد صواريخ، ومواقع عسكرية حساسة في مناطق مختلفة من الأراضي الإيرانية، واغتالت عدداً من القادة العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين.
وأكد جيش الاحتلال أن هذه العملية جاءت "استباقية" وبناءً على توجيهات مباشرة من المستوى السياسي، فيما أعلن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أن الهجوم غير المسبوق يهدف إلى "تدمير البنية التحتية للبرنامج النووي الإيراني، ومصانع إنتاج الصواريخ الباليستية، فضلاً عن ضرب قدرات عسكرية أخرى تمثل تهديداً مباشراً لإسرائيل"، بحسب تعبيره.
ويأتي هذا الهجوم في ظل دعم ضمني من الإدارة الأمريكية، التي أُبلغت مسبقاً بالعملية، وفق ما أكدته مصادر أمريكية.
وفي المقابل، أطلقت إيران سلسلة من الردود العسكرية تحت اسم "الوعد الصادق 3"، شملت ست موجات متتالية من الضربات الباليستية وهجمات بالطائرات المسيّرة، استهدفت مواقع داخل العمق الإسرائيلي.
وأسفرت هذه الضربات، بحسب وسائل إعلام عبرية، عن مقتل ثلاثة إسرائيليين وإصابة 172 آخرين بجروح متفاوتة، إلى جانب أضرار مادية كبيرة طالت منشآت سكنية وتجارية ومركبات في عدة مناطق.