يقول الحق تعالى في سورة النمل .. ( حتى إذا أتوا على وادي النمل قالت نملة يا أيها النمل أدخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون ) ..
من هذه الآية الكريمة .. يمكننا أن ندرك ونستنتج الكثير من الحقائق عن قدرات النمل .. مثل إستشراف المستقبل والإنذار المبكر والتدبر والإستعداد والتخطيط والإحساس والتوجس بحدوث المخاطر .
تشير دراسة علمية الى أنه لو أراد الإنسان أن يصنع مخ نملة .. لأحتاج الى غرفة بحجم 64 مترا مكعبا .. هذا وبرغم صغر حجم النملة فهي تمتلك مخا معقدا يلبي إحتياجاتها ويؤدي وظائفها الحيوية ..
وبمقارنة مخ النملة بمخ الإنسان .. نجد أن مخها يتكون من 3 أجزاء ويحتوي على 250 000 خلية عصبية مقابل مليارات الخلايا العصبية التي تكون مخ الإنسان وبالرغم من ذلك .. نجد أن النملة لديها ذاكرة وقدرة على التعلم والتواصل وتنسيق جهودها من خلال العمل الجماعي وحل المشكلات .. هذا الى جانب قدرتها على تلبية إحتياجاتها البيلوجية والسلوكية ..
وفي دراسة أخرى إهتمت بسلوك النملة وطرق عيشها والتعامل مع بيئتها الحاضنة صيفا وشتاءا .. نجد أن لديها قدرات على التخطيط ووضع الأهداف والإستراتيجيات لحياتها .. ومنها عدم الإستسلام ومواصلة المحاولات في حالات الفشل لتحقيق الأهداف .. فاذا أبعدتها يمينا تأتيك من شمالك .. وإذا سقط حمل غذائها تعاود الكرة مرة أخرى .. والنمل يخطط لمستقبله .. فهو يعمل على جمع وتخزين طعامه طوال الصيف من أجل فصل الشتاء والنمل لا يفقد الأمل .. فإذا جاء الشتاء إنحشروا في مستعمراتهم تحت الأرض وينتظرون .. فهم يدركون أن الصيف قادم لا محالة .. فالنمل يعمل طوال حياته ليل نهار لا يكل ولا يمل ولا يسكن الى الراحة .. بل يواصل العمل إستعدادا لحالات الطوارئ وأحوال الطبيعة وهجوم الحشرات المعادية عليهم ..
وأخيرا .. أري بل يجب أن نعلم أبناءنا طريقة تفكير النمل وكيفية رسم إستراتيجياتهم وفلسفة حياتهم .. وإنتهاج أساليب عملهم الجماعي .. فالنملة يمكن أن تكون قدوة لشبابنا ..
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
دراسة ألمانية: العمل عن بُعد يزيد دخل الأمهات بنسبة مجزية
كشفت دراسة حديثة صادرة عن جامعة فوبرتال الألمانية، أن الأمهات اللاتي يعملن عن بُعد يحققن دخلًا ماديًا أعلى بنسبة تقارب 10% في المتوسط مقارنة بنظيراتهن العاملات من داخل المكاتب التقليدية، المفارقة أن هذه النتيجة لا تنطبق على الآباء أو النساء غير الأمهات، بحسب ما أفاد به موقع "روسيا اليوم"، وسنتحدث خلال السطور التالية عن أهم ما جاء في تلك الدراسة الحديثة.
أجرت هذه الدراسة الباحثة يوهانا باوليكس، التي كرّست عقدًا كاملًا لمتابعة وتحليل أنماط العمل وتأثيرها على الحياة الشخصية والمهنية للعاملين، وقد شملت الدراسة 8,869 موظفًا وموظفة، حيث تمّت المقارنة بين العاملين عن بعد ونظرائهم في المكاتب، مع الأخذ في الاعتبار عوامل مثل الفئة العمرية، والمستوى التعليمي، والجوانب الديموغرافية والمهنية الأخرى.
فارق واضح في الدخل لصالح الأمهاتأظهرت نتائج الدراسة أن الأمهات العاملات عن بُعد يحققن أرباحًا أعلى بنسبة تتراوح ما بين 9% و12% مقارنة بالنساء العاملات من المكاتب، وهي زيادة لا تشمل الآباء أو النساء غير الأمهات، وتشير النتائج إلى أن هذه الفئة تستفيد بشكل ملحوظ من بيئة العمل المرنة التي يوفرها العمل عن بُعد.
التوفيق بين الأسرة والعمل سرّ النجاحعلّقت الباحثة باوليكس على هذه النتائج موضحة أن الأمهات العاملات عن بعد يتمتعن بقدرة أكبر على التوفيق بين الالتزامات الأسرية والمهام الوظيفية، وهو ما ينعكس إيجابًا على مستوى الإنتاجية والأداء المهني، وبالتالي على تحقيق دخل أعلى، حيث تؤكد الباحثة أن المرونة التي يوفرها العمل من المنزل تتيح للأمهات التكامل واتمام المهام بشكل أفضل بين التزاماتهن الأسرية والمهنية، مما يؤدي إلى تحسين الأداء الوظيفي وارتفاع مستوى التفوق في العمل، وهو ما ينعكس ماليًا على دخل هذه الفئة.
كسر القوالب النمطية وتحقيق التوازنأثبتت الدراسة أن العمل عن بُعد لا يمنح الأمهات ميزة مادية فحسب، بل يساعدهن أيضًا في كسر القالب التقليدي الذي يفترض ضرورة الاختيار بين النجاح المهني أو أداء الأدوار الاجتماعية، فهو يتيح لهن الحفاظ على التوازن بين الحياة الأسرية والعملية، دون أن يأتي أحد الجانبين على حساب الآخر.