مع استمرار المعارك.. تحذيرات من مجاعة وشيكة في السودان
تاريخ النشر: 18th, July 2024 GMT
حذر المرصد السناري لحقوق الإنسان من كارثة غذائية وشيكة الحدوث ومجاعة تلوح في الأفق بعد خروج نحو 3.3 ملايين فدان من دائرة الإنتاج الزراعي بسبب سيطرة قوات الدعم السريع على أغلب ولاية سنار جنوب شرقي السودان في يونيو/حزيران الماضي.
ودعا المرصد في تقرير أصدره أمس الأربعاء طرفي الحرب (الجيش السوداني وقوات الدعم السريع) إلى تدارك الأمر في أسرع وقت ممكن، مشيرا إلى أن سيطرة الدعم السريع على الولاية تزامنت مع مواقيت الزراعة والعمليات التحضيرية.
وأشار التقرير إلى أن ولاية سنار تعد من الولايات الزراعية الأكثر أهمية في السودان، ويعتمد أكثر من 85% من سكانها على الزراعة، لكن قوات الدعم السريع اجتاحت عاصمة الولاية سنجة ومحليات (محافظات) الدالي والمزموم وأبو حجار والدندر التي تعتبر من أكبر المناطق الزراعية بالولاية.
وأوضح المركز الحقوقي أن إنتاج الذرة الغذاء الرئيسي للسودانيين يقدر في ولاية سنار بنحو 13 مليون جوال، إضافة إلى محاصيل نقدية أخرى مثل السمسم والفول السوداني وزهرة الشمس.
ونقل تقرير المرصد عن مزارعين أن قوات الدعم السريع وصلت إلى مناطق الإنتاج الزراعي شرقا وغربا وجنوبا ونهبت كل شيء، ابتداء من الجرارات والوقود وانتهاء بالأسمدة والبذور المحسنة، مشيرا إلى نهب أكثر من 370 جرار زراعي ومئات براميل الوقود المخصص للزراعة.
أزمة إنسانية
من جانبه، قال المبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو إن السودان يواجه أزمة إنسانية ملحة بسبب النزوح، داعيا طرفي النزاع إلى الاتفاق على وقف إطلاق النار ووقف المزيد من الفظائع.
وفي تغريدة نشرها على حسابه بمنصة "إكس"، قال بيرييلو إنه "مروع" من التقارير التي تحدثت عن مقتل 23 مدنيا في هجوم لقوات الدعم السريع في شمال كردفان.
Horrified by reports of 23+ civilians killed in RSF attack in North Kordofan, Sudan. This senseless violence must end. Sudan is facing a dire humanitarian displacement crisis. Both parties must agree to a ceasefire and to stop further atrocities. https://t.co/eaHyLLJr54
— U.S. Special Envoy for Sudan Tom Perriello (@USSESudan) July 17, 2024
واتهمت منظمات حقوقية وناشطون سودانيون قوات الدعم السريع بارتكاب مجزرة جديدة السبت الماضي راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى في قرية فنقوقة شمال كردفان.
ويشهد السودان حربا منذ أبريل/نيسان 2023 بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وأسفرت الحرب عن عشرات آلاف القتلى، وفي حين لم تتضح بعد الحصيلة الفعلية للنزاع تفيد تقديرات بأنها بلغت 150 ألفا، وفقا لبيرييلو.
ونزح نحو 10 ملايين شخص داخل البلاد أو لجؤوا إلى البلدان المجاورة منذ اندلاع المعارك، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة.
كما دمرت المعارك إلى حد كبير البنية التحتية للبلاد، وخرجت أكثر من 3 أرباع المرافق الصحية من الخدمة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
حميدتي يشكل حكومة موازية ومجلسا رئاسيا غربي السودان
مقدمة 2-ائتلاف سوداني بقيادة قوات الدعم السريع يعلن تشكيل حكومة موازية
أعلن ائتلاف سوداني بقيادة قوات الدعم السريع اليوم السبت أسماء أعضاء حكومة موازية في خطوة يرفضها الجيش، الخصم الرئيسي للقوات شبه العسكرية في الحرب المستمرة منذ 27 شهرا، مما يهدد بدفع البلاد نحو مزيد من التقسيم.
وسيرأس قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، المعروف أيضا باسم حميدتي، المجلس الرئاسي في الحكومة الموازية، فيما سيكون عبد العزيز الحلو، قائد الحركة الشعبية لتحرير السودان–شمال، نائبا له في المجلس المكون من 15 عضوا.
وخلال مؤتمر صحفي في نيالا، كبرى مدن إقليم دارفور الذي تسيطر الدعم السريع على معظمه، جرى الإعلان عن تعيين محمد حسن التعايشي رئيسا للوزراء، إلى جانب الإعلان عن حكام للأقاليم.
وتمكن الجيش السوداني من طرد القوات شبه العسكرية من وسط البلاد، في حين تحتدم الاشتباكات في إقليم كردفان بوسط غرب السودان وفي الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
وفي شباط/ فبراير الماضي اتفقت قوات الدعم السريع مع قادة جماعات متحالفة معها على تشكيل حكومة من أجل "سودان جديد" علماني في مسعى لتحدي شرعية الحكومة التي يقودها الجيش وتأمين واردات الأسلحة المُتطورة. وتضم الحكومة التي أُعلن عنها اليوم حكاما لمناطق يسيطر عليها الجيش.
وندد الجيش بقيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بفكرة تشكيل قوات الدعم السريع حكومة مُوازية، وتعهد بمواصلة القتال لحين السيطرة على كامل السودان.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على دقلو، بعدما اتهمته بارتكاب إبادة جماعية في وقت سابق من هذا العام.
وأعلنت الولايات المتحدة أيضا فرض عقوبات على البرهان في يناير كانون الثاني متهمة إياه بتفضيل الحرب على المفاوضات الرامية لإنهاء الصراع الذي أودى بحياة عشرات الآلاف.
وسبق أن تقاسم دقلو السلطة مع البرهان بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير عام 2019. إلا أن انقلابا عسكريا نفذه الطرفان عام 2021 أطاح بسياسيين مدنيين، مما أشعل فتيل حرب حول دمج القوتين خلال فترة انتقالية كانت تهدف لإرساء الديمقراطية.
وعين الجيش قبل أسابيع رئيسا للوزراء وأعضاء دائمين في مجلس الوزراء لأول مرة منذ عام 2021.
وأدى الصراع إلى تدمير السودان وخلف أزمة إنسانية غير مسبوقة في البلاد، حيث تقول الأمم المتحدة إن نصف السكان يواجهون جوعا ومجاعة.