طبقات سودان القرن العشرين: قواميس السِيَر العربية كمصدر للتاريخ الكلولونيالي، 1898 – 1956م (2-2)
Tabaqat of the 20th century Sudan: Arabic Biographical Dictionaries as a Source for Colonial History, 1898 -1956 (2-2)
هيذر شاركي Heather J. Sharkey
ترجمة: بدر الدين حامد الهاشمي

تقديم: هذا هو الجزء الثاني والأخير من ترجمة لمعظم ما ورد في مقال نشرته هيذر شاركي عام 1995م في المجلد السادس من مجلة اسكندنافية اسمها Sudanic Africa، صفحات 17 – 34، عن قواميس السِيَر العربية بحسبانها مصدراً للتاريخ الكلولونيالي بين عامي 1898 و1956م.


وكاتبة المقال هي أستاذة بجامعة فيلادلفيا تخصصت في تاريخ الشرق الأوسط وإفريقيا والعالمين المسيحي والإسلامي، وهي حاصلة على درجة البكالوريوس في الأنثروبولوجيا من جامعة ييل الأميركية، ودرجتي الماجستير والدكتوراه من جامعتي درم البريطانية وبرينستون الأميركية، على التوالي. وللكاتبة عدة مقالات وكتب عن السودان ومصر، لعل أشهرها هو كتاب "Living with Colonialism العيش مع الاستعمار".
المترجم
********** ********** ***********
اِسْتِقْصاء معاجم السير العربية السودانية
تحمل معاجم السِيَر العربية السودانية العشرة التي سنذكرها هنا الكثير من أوجه الشبه فيما بينها، ليس فقط في طريقة بنيتها السردية، ولكن أيضاً فيمن جاء ذكرهم فيها. وتحديداً، كان كل ما ورد في تلك السِيَر يدور حول أعمال رجال نالوا قسطا من التعليم (1)، وكانت تلك السِيَر تلقي الضوء على قطاع مهم من سكان السودان الشمالي، هو قطاع "الانتلجنسيا"؛ ولكنها تهمل تماماً قطاعات كبيرة أخرى من السكان. وليس هناك من ذكر في تلك المعاجم، لأي امرأة سودانية، أو شخصية سودانية جنوبية (عدا في كتاب واحد من بين تلك الكتب العشرة)، ولم يرد فيها أي ذكر لأشخاص من المجموعات العرقية في غرب أو شرق السودان، أو من مجموعات مهنية معينة (مثل المزارعين، ورجال الأعمال الصغار، وعمال المناطق الحضرية)، إلا نادراً جداً. وبعبارة أخرى، فإن معظم الأفراد الذين ذُكِرُوا في تلك المعاجم تنطبق عليهم المعايير التالية: إنهم ذكور، ومن ذوي التعليم العالي، وينحدرون من عائلات لها جذور في شمال السودان النهري. وبلا استثناء تقريباً، تعطي القواميس العشرة المذكورة هنا أهمية كبيرة للأنشطة الوطنية المناهضة للكولونيالية التي قام بها من ذكروا في تلك المعاجم، بغض النظر عن كون تلك الأنشطة سرية أو علنية.
وقد يؤطر الكثير من كُتَّاب تلك المعاجم تلك الأنشطة السياسية بمصطلحات أدبية، حتى أن الرجال الذين اشتهروا كشخصيات سياسية، مثل رئيس الوزراء الأسبق إسماعيل الأزهري (1953 – 1956م) أو محمد أحمد المحجوب (1965 – 1966، و1967 – 1969م)، يتم إدراجهم في تلك القواميس بحسبانهم شعراء وكتاب مقالات وخطباء وكتاب قصة قصيرة وغير ذلك. وينطبق هذا الاختيار الأدبي كذلك على أولئك الذين عملوا في مجالات مهنية مثل الطب والهندسة والتجارة والقانون وغيرها من المجالات المتنوعة الأخرى. وفيما يلي نناقش كل واحد من تلك المعاجم العشرة على حدة.
***** ***** *****
1/ محجوب عمر باشري – رواد الفكر السوداني (دار الجيل/ 1991م)
يمثل كتاب محجوب عمر باشري (1925- 2004م) عن سِيَر رواد الفكر السوداني كنزاً دفينا بالنسبة للمؤرخ. فقد تناول باشري فيه سيرة 117 من المفكرين السودانيين (في نحو ثلاث صفحات لكل واحد منهم). وكان كل أولئك الرجال قد ولدوا تقريباً بين عامي 1890 و1915م. وقد ذكر المؤلف تواريخ ميلادهم ووفاتهم، مع معلومات عامة عن عائلاتهم (شملت أسماء آبائهم وجدودهم، ومهنهم التقليدية، واسم القرية أو المدينة التي كانوا يقطنونها، وما إلى ذلك)، والخلفية التعليمية لكل واحد منهم، مع تفاصيل أخرى عن نشاطه الوطني أو المعارض للكولونيالية.
ومن أهم الملاحظات عن نصوص باشري أنها كانت شديدة الاهتمام بالنشاطات الأدبية والسياسية للرجال الذين كتب عنهم، خاصة في مجال الصحافة والشعر (خاصة في مجال القصائد التي تذم البريطانيين). وفي الواقع، قد تغلب أحياناً أوصاف أسلوب شعر الشخص المذكور في الكتاب على بقية ما كتب بقصد التعريف به. وتدور معظم السِيَر في هذا الكتاب حول "الأفندية" (أي الطبقة المتعلمة الحديثة من خريجي كلية غردون التذكارية في الخرطوم) الذين عملوا في الحكومة الكلولونيالية في وظائف مهندسين ومحاسبين ومترجمين ومحامين وأطباء وغير ذلك من المهن. ويظهر في تلك السير أحياناً بعض أعضاء الطبقات الدينية الإسلامية التقليدية أو طبقات التجار، كما يظهر كذلك عدد قليل من المسيحيين (الأقباط).
****** ****** ******
2/ محمد إبراهيم أبو سليم – أدباء وعلماء ومؤرخون في السودان (دار الجيل/ 1991م)
قام المؤرخ البارز محمد إبراهيم أبو سليم في هذا الكتاب بجمع وتلخيص عدد من المقالات التي تدور حول سِيَر بعض الأدباء السودانيين التي سبق له نشرها من قبل. واستخدم أبو سليم في مقالاته منهجاً تاريخياً صارماً اتسم بالوصف الدقيق والتحليل المتقن، وبلغة واضحة وأسلوب سلس. وقد شمل كتابه سِيَر عدد من المشاهير كان منهم:
1/ محمد أحمد محجوب (1908 – 1976م)، رئيس الوزراء بالسودان المستقل. غير أن المؤلف كتب عنه هنا بصفته شاعراً ومؤرخاً وكاتباً للمقالات السياسية.
2/ عبد الله أحمد يوسف الرباطابي (حوالي عام 1887 – 1948م)، وهو من القضاة الشرعيين وعالم دين، ومؤلف كتاب مثير عن النخيل (https://shorturl.at/jFxF8)، وعن تجربته الشخصية عند الجلوس تحت شجرة من أشجارها.
3/ محمد النور ود ضيف الله (1726 – 1809م)، مؤلف كتاب الطبقات الذي سبقت الإشارة له.
4/ أحمد السلاوي (1791 – 1840/1841م)، وهو عالم (مالكي) مغربي ومؤلف لعدد من الكتب الدينية، كان قد جاء مع الجيش التركي – المصري الذي غزا السودان عام 1820م، وأقام بالسودان لبعض الوقت (2).
5/ إبراهيم عبد الدافع (حوالي 1844 – 1897م) وهو شاعر ومؤلف حوليات الفونج / مخطوطة "كاتب الشونة" (3).
6/ إسماعيل عبد القادر الكردفاني (حوالي 1844 – 1897م)، وهو مؤرخ الدولة المهدية (1881 -1898م).
7/ نعوم شقير (حوالي 1864 – 1922م)، وهو لبناني عمل موظفاً في إدارة الحكم الثنائي الإنجليزي – المصري، ومؤلف أحد الكتب المهمة عن تاريخ السودان.
8/ مكي شبيكة (1905 – 1980م)، وهو من أهم المؤرخين السياسيين للسودان.

وشمل كتاب "أدباء وعلماء ومؤرخون في السودان" فصلاً صغيراً عن مخطوطات لا يُعْرَفُ عنها الكثير، وتتعلق بالطريقة (الصوفية) الختمية.
ومن بين كل الكتب التي نستعرضها هنا، فإن كتاب محمد إبراهيم أبو سليم هذا هو الكتاب الوحيد الذي تناول سِيَر مجموعة كبيرة من الأدباء والمؤرخين من مختلف الأجيال. ولم يحاول أبو سليم في مؤلفه هذا محاكاة النمط التقليدي في كتابة "الطبقات" إلا قليلاً، وبشكل فضفاض ومتحرر. ورتب أبو سليم أسماء الذين أراد الكتابة عنهم بحسب الفترات التي عاشوا فيها. فتناول سيرة ود ضيف الله في نهاية القرن الثامن عشر، وانتهى بمكي شبيكة عند نهايات القرن العشرين. غير أنه شذ عن قاعدته تلك مرة واحدة عندما بدأ كتابه بسيرة محمد أحمد المحجوب، ربما لرغبته في أن يعطي الرجل الأهمية والبروز الذي يستأهله. وجاءت سيرة المحجوب في هذه الكتاب مطولة ومفصلة بأكثر مما فعل بسير الشخصيات الأخرى التي تناولها في كتابه.
****** ****** ******
3/ سعد ميخائيل – شعراء السودان (1940م، المطبعة الخيرية)
إن كتاب سعد ميخائيل عن "شعراء السودان" هو نص أدبي وتاريخي بديع في حد ذاته. وهو من أقدم كتب "الطبقات" التي نستعرضها هنا. والكاتب هو مصري عمل في خدمة النظام الكلولونيالي بمصلحة البريد والبرق. وشمل الكتاب سِيَر 37 من شعراء السودان الذين ينتمون – بشكل عام - لجيلين كان الكاتب قد عاصرهما وهم ينتجون أشعارهم. وكان أفراد الجيل الأصغر منهما قد وُلِدُوا في مطلع القرن، وتلقوا تعليمهم في كلية غوردون التذكارية، إضافة لـ "الحرس القديم"، الذين كانوا قد وُلِدُوا في منتصف القرن الثامن عشر وتعلموا في المعاهد الدينية التقليدية. وكان كبار السن من تلك المجموعة قد عملوا مع الدولة المهدية (1881 – 1998م)، وعمل بعضهم أيضاً مع النظام الكلولونيالي. وخير مثال لهؤلاء هو بابكر بدري (ت 1954م)، الذي اشتهر بأنه رائد تعليم البنات بالسودان في بدايات القرن العشرين، لكنه أُدْرِجَ في هذا الكتاب بحسبانه شاعراً. وأدخل سعد ميخائيل في كتابه شاعرين كانا قد توفيا قبل زمن طويل كان أحدهما هو الشيخ الصوفي المشهور شيخ فرح ود تكتوك (الذي عاش في القرن الثامن عشر)، ربما كمثال على تراث البلاد الشعري.
وأفرد سعد ميخائيل في كتابه ما بين صفحتين إلى عشر صفحات لكل شاعر، كتب فيها سيرهم مع مقدمات مادحة، غير أن ما يعيبها كان هو المبالغة في الإطراء، والغموض في التواريخ. وكان يتبع مقدمته بقصيدة (أو أكثر) للشاعر. ووضع الكاتب رسم أو صورة كل شاعره ذكر في الكتاب، كلما كان ذلك ممكناً.
وكان عبد المجيد عابدين قد أشاد في كتابه المعنون "تاريخ الثقافة العربية في السودان" الصادر عام 1951م بسعد ميخائيل لنشره واحدة من أولى المختارات anthologiesلشعراء سودانيين بارزين في القرن العشرين؛ ومع ذلك انتقده عابدين لأنه لم يكن يقدم دائماً نماذج تمثل بحق الإنتاج الشعري لبعض من ذكرهم. وفي الوقت نفسه، لفت حسن نجيلة الانتباه في دراسته الوصفية للحياة الأدبية والسياسية في شمال السودان في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين، إلى كتاب "شعراء السودان" باعتباره أحد الكتب الباكرة التي نُشِرَتْ قبل اندلاع الانتفاضة السياسية عام 1924م. وبالفعل أهدى سعد ميخائيل كتابه "للأدباء عامة، وللوطنيين خاصة".
****** ****** ******
4/ أحمد أبو سعد - الشعر والشعراء في السودان بين 1900 و1958م: دراسة ومختارات- طبعة عام 1959م - بيروت.
نشر أحمد أبو سعد هذا الكتاب في ذات العام الذي نشر فيه كتاباً آخر بعنوان "الشعر والشعراء في العراق". وقام الكاتب في مؤلفه الذي نستعرضه الآن بمسح عام للشعر والشعراء بالسودان حتى عام 1958م، وذلك في سياق ما بعد الكلولونيالية، كما يتضح من هدفه المعلن المتمثل في مساعدة الشعوب الناطقة باللغة العربية على تجاوز الحواجز الجغرافية والثقافية التي فرضتها الكلولونيالية الأوروبية في الشرق الأوسط. لقد أدرك الكاتب بأن العرب غير السودانيين ليسوا على دِرَايَة كافية بالسودان، ولذلك ألف هذا الكتاب واضعاً في اعتباره الجمهور العربي (في كل الأقطار العربية).
وقدم أبو سعد وصفاً مطولاً لثلاثة تيارات أساسية في الشعر السوداني في سنوات القرن العشرين: التيار التقليدي، والتيار الرومانسي، وتيار الواقعية الاشتراكية. ثم قدم أمثلة لشعراء يمثلون تلك التصنيفات الثلاثة، عرض فيها لسيرة كل شاعر منهم، وقدم أمثلة لأشعارهم (وقدم أيضاً مختارات من أشعار أربعة شعراء آخرين من دون أن يذكر شيئاً عن سيرهم). وعلى الرغم من أن من أختارهم المؤلف كانوا من الشعراء المعاصرين، إلا أنهم يمثلون جيلين. فقد كان بعضهم من أوائل المثقفين الوطنيين الذين ذاع صيتهم في ثلاثينيات القرن العشرين (مثل حمزة الملك طمبل، ويوسف مصطفى التني)، وكان بعضهم الآخر من الشعراء الأصغر سناً الذين اشتهروا في الأربعينيات والخمسينيات (مثل عبد الله الطيب ومحي الدين فارس).
******* ****** ******
5/ ميرغني حسن علي – شخصيات عامة من الموردة –1977م
هذا قاموس ممتع ومفيد لسير رجال بارزين في حي الموردة بمدينة أم درمان. وفسر الكاتب – وهو نفسه من أبناء هذا الحي – سبب قيامه بتأليف هذه الدراسة التاريخية للموردة، وذكر شيئاً عن تاريخها، وأنها كانت قد أُنْشِئَتْ في عهد دولة المهدية كمستوطنة بعد سقوط / تحرير الخرطوم في عام 1885م. ومع بداية الحكم الإنجليزي – المصري للسودان في 1898م صارت "الموردة" ميناءً ترسو فيه المراكب التجارية، وغدت مركزاً مهماً لإنتاج الكثير من السلع المحلية والصناعات اليدوية. وذكر الكاتب أن عدداً كبيراً من قادة المهدية، وشهداء حركة 1924م، وأئمة الجوامع والخلاوى، وشيوخ الصوفية، والشعراء، والكتاب، كانوا من سكان ذلك الحي.
وفي هذا الجزء الأول من الكتاب (كان المؤلف قد أَلْمَحَ إلى أنه ينوي أن يتبع هذا الجزء بجزء ثانٍ) أفرد المؤلف سبع صفحات لإثني عشر من أبناء الموردة. ومن أبرز هؤلاء القاضي (والسياسي لاحقاً) أحمد السيد الفيل (1885 – 1956م)، والأديب الأريب (وليس الشاعر كما ذكرت كاتبة المقال. المترجم) ولكنه سيِّئ الطالع معاوية محمد نور (1909 – 1941م). وذُكِرَتْ أيضاً في هذا الكتاب بعض الشخصيات المغمورة، غير أن نشاطات هؤلاء ودينَامِيَّتهم تتضحان جلياً عند عرض المؤلف لسيرتهم. فقد أورد المؤلف سيرة رجل الأعمال والبر والإحسان الحاج الضو حجوج (1919 – 1988م)، (الذي كان أول من استورد خط انتاج بسكويت بالسودان، وأقام العديد من الأعمال الخيرية https://www.assayha.net/92052/ المترجم)، وشيخ أبو صالح رائد تقنيات التمريض الحديث في السودان.
إن كتاب قاموس الشخصيات الذي ألفه ميرغني حسن على هو كتاب قليل الصفحات (89 ص). غير أن انتباه مؤلفه لدقائق التفاصيل يجعله مصدراً غنيا للتاريخ الحضري والثقافي.
****** ***** ******
6/ مصطفى محمد الحسن – رجال ومواقف في الحركة الوطنية (لم يذكر في الكتاب تاريخ ومكان نشره)

هذا كتاب سيئ الطباعة والإخراج، يتناول – كما يدل عنوانه – سِيَر رجال الحركة الوطنية، ويدخل بين سطوره بعض صور الوثائق التاريخية، وعلى جوانبها كُتِبَتْ بالقلم بعض التعليقات، وبه أيضا إعلانات عن مصارف إسلامية وشركة للصمغ العربي ومصنع ثلج وعدد آخر من الأعمال التجارية بالخرطوم. وأهدى المؤلف (الذي كان فيما يبدو يعمل في مجال الإعلام ويقدم بعض البرامج التلفزيونية) كتابه هذا إلى قادة الحركة الوطنية، وإلى روح إسماعيل الأزهري وحزب الأشقاء، ولوالده. وقام المؤلف في كتابه (الذي جاء في 78 صفحة) بعرض سِيَر مختصرة لستة رجال (منهم أحمد خير ويحي الفضلي وآخرين) بصورة حِكائيّة / قصصية anecdotal محضة.
وبالنظر إلى أسلوب الكتاب وبنيته وطريقته، يبدو أن هذا القاموس الذي ألفه مصطفى محمد الحسن لم يكن القصد منه أن يكون كتاباً موجها للقراء الأكاديميين. ويبدو أنه من نوع الكتب التي قد لا تحرص المكتبات في السودان والخارج أن تحتفظ به ضمن مجموعاتها. غير أن هذا الكتاب – للغرابة – وجد مكاناً له في مكتبة جامعة برينستون Princeton (وهي من أشهر الجامعات الأمريكية. المترجم). ولعل الطابع غير الرسمي لهذا الكتاب هو ما جعله جدير بالملاحظة، لأنه يشير إلى قدرة أدب "الطبقات" على التكيف والجاذبية عند الجمهور "العادي"، وليس عند القراء الأكاديميين.
****** ***** ******
7/ يَحيَى محمد عبد القادر – شخصيات من السودان: أسرار وراء الرجال (3 أجزاء صدرت أعوام 1952 و1955 و1956، وأعيد طبع الكتاب بالخرطوم في 1987م)

كان يَحيَى محمد عبد القادر يعمل مراسلاً صحفياً، ولعل هذا قد انعكس في أسلوب كتابته في هذه الأجزاء الثلاثة. وأدخل المؤلف في كتبه بعض الصور والرسوم الكاريكاتيرية (الساخرة) عمن يكتب عنهم، مما يعزز الانطباع عن أسلوبه الصحفي. وخصص المؤلف القليل من الصفحات لكل الشخصيات التي وردت بالكتاب، وكانوا جميعا من رجال السودان الشمالي، باستثناء جنوبي واحد هو بوث ديو، مع قليل من الإداريين البريطانيين والمصريين. وضمت الأجزاء الثلاثة للكتاب أسماء كل (أو معظم. المترجم) الساسة البارزين الذين أدوا أدواراً مهمة في غضون سنوات الخمسينيات، والسودان في طريقه لينال استقلاله في 1956م.
لا يمكن إدخال كل ما سطره المؤلف في كتابه هذه في باب السير. فهناك في الجزء الأول من الكتاب بعض القطع الصغيرة عن الطوائف الدينية والأحزاب السياسية بالبلاد. ورتب الكاتب أسماء من ذكر سيرهم بحسب انتمائهم الطائفي أو الحزبي (وبهذه الطريقة جمع الشخصيات البارزة في حزب الأمة، على سبيل المثال، في قسم واحد). وانتهج المؤلف في الجزء الثاني ذات الطريقة، حيث أفرد بعض الأقسام في هذا الجزء للشخصيات المصرية المهمة بالسودان، ثم ذكر سير الشخصيات السودانية بحسب ولاءتهم الحزبية. وأظهر المؤلف اهتماما خاصاً بسير الصحافيين ورتب أسمائهم بحسب الصحف التي كانوا يعملون بها. وقام بعد ذلك بعرض سير المتميزين في مجالات أخرى مثل قوات الجيش والشرطة والتعليم وغيرها من المجالات.
ويقدم المؤلف في كتابه "شخصيات من السودان" سلسلة من اللقطات السريعة لسير شخصياته المختارة، وهي لقطات تميزت بالفورية والمباشرة (بأكثر من العمق التاريخي)، وهذا مما يجعلها بالغة الفائدة كمصدر عن السياسة السودانية في خمسينيات القرن العشرين. (وكان شاموق في صفحة 23 من معجمه قد أيد ذلك التقويم، وكان يرى أيضاً أن هذا الكتاب يمثل "انطباعات" شخصية لمؤلفه)
*************** ************ ***********
8/ يَحيَى محمد عبد القادر – على هامش الأحداث في السودان – الدار السودانية للكتب – بدون تاريخ إصدار

في هذا الكتاب يقف يحيى محمد عبد القادر على هامش الأحداث (كما ذكر في عنوان مؤلفه) ليشرك القراء في ملاحظاته حول عدد من شخصيات سودانية شمالية بارزة (وشخصيات أخرى أقل بروزاً) شملت الساسة وملاك الأبنية (الضخمة). ويقدم المؤلف في هذا الكتاب حكايات قصيرة منتقاة من لقاءاته الشخصية مع بعض الشخصيات بين ثلاثينيات وخمسينيات القرن العشرين. وأضاف في صفحات الكتاب الأخيرة قطعاً مختصرة عن زياراته للبنان وتركيا والسعودية. ولا أعتقد أن بهذا الكتاب – بكل ما فيه من تشتت وعدم ترابط بين المواضيع – مفيد لمن يرغب في البحث عن ملخص لمعلومة تاريخية أو تفاصيل محددة. غير أن الكتاب يقدم رؤى مثيرة للاهتمام عن عالم الصحافة السودانية.

9/ عبده بدوي – شخصيات أفريقية –– بدون ذكر لناشر أو تاريخ إصدار

الناقد والشاعر عبدو بدوي (1927 – 2005م) هو أحد الخبراء في الشعر العربي السوداني، (وله كتاب بعنوان "الشعر الحديث في السودان"، وآخر بعنوان "الشعر في السودان" المترجم). ورعت وزارة الثقافة والإرشاد والقومي المصرية نشر كتاب "شخصيات أفريقية" (ربما في الستينيات. المترجم). وهذا الكتاب ليس قاموساُ للشخصيات السودانية بالمعنى الدقيق للمصطلح، إذ أنه يتناول 34 شخصية من كل الدول الأفريقية (مع شخصيتين من الولايات المتحدة الأفريقية). ويعكس هذا الكتاب روح الوحدة / الانتماء الأفريقي pan – Africanism، مدعومة بالحماسة التي أثارتها عملية إنهاء الكلولونيالية في أفريقيا، التي حدثت في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات من القرن العشرين.
وشملت الشخصيات التي تناولها المؤلف في كتابه بعض قادة الجهاد في القرن التاسع عشر مثل محمد أحمد المهدي في السودان، وعثمان بن فودي في بلاد الهوسا، والحاج عمر(طعل) في المنطقة بين السنغال وغامبيا، والشيخ ماء العينين القلقمي في موريتانيا، وغيرهم. وشملت قائمة من كتب عنهم المؤلف بعض الزعماء الوطنيين الأفارقة في القرن العشرين مثل الكيني جومو كينياتا، والغاني كوامي نكروما، والمالي موديبو كيتا، والملاوي هيستنق باندا، والغيني سيكو توري. وأتى عبده بدوي على سيرة امرأة واحدة هي المغنية الأميركية من أصل أفريقي ماريان أندرسون Marian Anderson (1897 – 1993م)، غير أنه أخطأ في كتابة اسمها، إذ سماها "ماريا أندرسون". وأدخل المؤلف في كتابه سيرة شاعرين من السودان هما محمد المهدي مجذوب ومحمد محمد علي.
****** ******* ***********
9/ محمد عبد العظيم – كنت قريباً منهم –– دار النشر بجامعة الخرطوم عام 1993م

محمد عبد العظيم – مثله مثل يحي محمد عبد القادر – هو مراسل صحافي. وقدم الرجل في كتابه سلسلة من السِيَر الذاتية لأربعة وثلاثين رجلاً سودانيا، مستنداً على مقابلاته معهم باعتباره صحافيا. وعبر الكاتب في كتابه عن خشيته من أن تنسى الأجيال السودانية الطالعة تلك الشخصيات العظيمة التي قاومت الكلولونيالية وقادت النضال الوطني. ونثر المؤلف غير مألوف، ولا يخلو من بعض الغرائب، فهو مزيج من العبارات المبهمة، والحكايات المتناثرة، والتعابير العامية. وبالنسبة للمبتدئين في اللغة العربية، فهذا الكتاب ليس سهل القراءة.
******** ********** *******
الخلاصة
يقدم ما رصدناه من سِيَر الشخصيات السودانية فكرة عن مجموعة من كتب "الطبقات" السودانية الحديثة المتوفرة، وعن أنواع المعلومات التي من المحتمل أن تحتوي عليها. ومن بين الطبقات العشرة المذكورة هنا، يمكن أن يُصَنَّف كتاب "رواد الفكر السوداني" لمحجوب عمر باشري كأفضل أداة مرجعية عامة. وأرى أن كتاب محمد إبراهيم أبو سليم المعنون "أدباء وعلماء ومفكرين" من أكثر تلك "الطبقات" علميةً وقيمة عالية، إذ أنه يتعمق في تناول الشخصيات التي وردت في كتابه. ويجدر بالباحثين من ذوي الاهتمامات المتخصصة (مثل الصحافة أو الشعر أو التاريخ الحضري) أن ينظروا إلى نصوص يحيى محمد عبد القادر وأبو سعد وميرغني حسن علي وغيرهم. وجميع تلك الكتب تسد الفراغ الذي تركه ريتشارد هل في قاموسه، الذي غطى تقريبا سير كل الزعماء القبليين والدينيين في القرن العشرين، ولكنه تجاهل ذكر "الأفندية" من متعلمي القرن العشرين (5).
وقد يحصل المؤرخ على فائدتين من قواميس الشخصيات السودانية تلك: فائدة عملية وأخرى منهجية. فمن ناحية عملية تقدم تلك القواميس للعلماء والكتاب المنشغلين بأمر الكلولونيالية في شمال السودان ثراءً قصصياً وتفاصيل واقعية عن العديد من المسائل السياسة والثقافية والاجتماعية. أما في جانب المنهجي، فتلك القواميس تطرح منهجاً مختلفاً لتاريخ السودان في الفترة من 1898 – 1956م. فعبرها يمكن للمؤرخين أن يشكلوا قصصاً ترتكز على رؤى وأفعال الناس في شمال السودان، ولا تعتمد تماماً على كتابات الإداريين البريطانيين في العهد الكلولونيالي، وإحصاءاتهم وتقاريرهم. وبمعنى آخر، يمكن لقواميس الشخصيات السودانية أن تسهم بقوة في كتابة تاريخ المنطقة الاجتماعي والثقافي.
***** **** ****
مُلحَق
لم تتمكن كاتبة هذا المقال من العثور على المزيد من كتب "الطبقات" السودانية التي ذُكِرَتْ في مراجع مختلفة. وأثبت المؤرخ البريطاني ريتشارد هل في كتابه "قاموس الشخصيات السودانية" ثلاثة من تلك الكتب، وهي: كتاب محمد سليمان "سوار من البطولة" (الذي صدر حوالي عام 1956م)، وكتاب صلاح الدين محجوب المعنون "لمحات من تاريخ السودان" الذي ربما يكون قد صدر في عام 1960م، وكتاب "أدبيات السودان" بقلم منير صالح عبد القادر، الصادر عام 1960م (وتوجد نسخة منه في مكتبة العالم العربي بباريس. المترجم)
وهناك أيضاً كتاب للمؤرخ (الهاوي) محمد عبد الرحيم عنوانه "موسوعة الشخصيات السودانية من أقدم العصور حتى العهد الأخير" (6) الذي تحتفظ به "دار الوثائق السودانية" بمخطوطته. وهناك كتاب "طبقات" عن مدينة بربر بقلم عبد الرحيم باشري.
وقد علمت كاتبة هذا المقال أن هناك كتاباً (لم تطلع عليه بعد) لمحمد سعيد محمد الحسن عنوانه "شخصيات صحفية عرفتها" صدر بالخرطوم عام 1984م، وهو من مقتنيات مكتبة الكونغرس بواشنطن (وموجود أيضاً في بعض مكتبات جامعات بعض الدول العربية، مثل جامعة الكويت. المترجم)
*********** ********** ********
إحالات مرجعية
1/ ذكرت الكاتبة في الحاشية أن كتب "الطبقات" لم تكن دوماً تذكر الرجال فقط. واستشهدت بكتاب Ruth Roded روث روديد المعنون: " Women in Islamic Biographical Collections: From Ibn Sa’d to Who’s Who النساء في مجموعات السير الإسلامية: من ابن سعد إلى من هو".
2/ لأوفاهي مقال عن السلاوي تجده في هذا الرابط https://shorturl.at/JvF0V
3/ يمكن النظر في مقال عن ترجمة بيتر هولت لمخطوطة كاتب الشونة https://shorturl.at/cv3Sf
4/ نشر الباحث محمد عبد الرحيم إدريس مقالاً عن سعد ميخائيل تجده في هذا الرابط https://shorturl.at/tMVjz
5/ ذكرت الكاتبة في الحاشية أن عبد المجيد عابدين انتقد في كتابه "دراسات سودانية" قاموس ريتشارد هل لتجاهله ذكر كثير من القادة الوطنيين مثل علي عبد اللطيف.
6/ اُنْظُرْ المقال المترجم بعنوان "حياة وكتابات مؤرخ سوداني: محمد عبد الرحيم، 1878 – 1966م" في هذا الرابط https://shorturl.at/Rfnz6 .

sudanzebra@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی شمال السودان محمد عبد القادر الس ی ر العربیة القرن العشرین فی هذا الکتاب السودان فی عبد الرحیم ر السودانی فی السودان محمد أحمد فی القرن أبو سعد واحد من وهو من عدد من غیر أن ن کتاب من ذکر فی تلک ذکر فی من الس

إقرأ أيضاً:

غسان حسن محمد.. شاعر التهويدة التي لم تُنِم. والوليد الذي لم تمنحه الحياة فرصة البكاء

بقلم : سمير السعد ..

في عالمٍ تُثقله الحروب وتغرقه الفواجع، تبرز قصيدة “تهويدة لا تُنيم” للشاعر العراقي غسان حسن محمد كصرخة شعرية تحمل وجع الوطن، وتجسِّد الإنسان العراقي في زمنٍ لم يعد فيه للتهويدات مكان، ولا للطفولة حضنٌ آمن. غسان، ابن العمارة ودجلة والقصب، هو شاعر يكتب بقلبه قبل قلمه، ويغزل قصائده من نسيج الوجع العراقي بأدقّ خيوط الإحساس وأصفى نبرة صدق.
يفتتح الشاعر قصيدته بمشهد يختزل حجم الانهيار الداخلي في صورة جسدية/معمارية رمزية:

“من ربّت على ظهرِ الجسر..،
حتى انفصمت عُراه.”

ليتحوّل الجسر، رمز العبور والحياة، إلى معبر نحو الفقد والانفصال، ولتمتدّ صورة اليُتم على النهر كلحن لا يُفضي إلى الوصول:

“ليمتدَّ اليتمُ على كامل النهرِ،
يعزفُ لحنَ اللاوصول؟!”

هنا لا يتحدث الشاعر عن اليتيم بمعناه الفردي، بل يُحوّله إلى حالة جماعية تسري في جسد المكان، حالة بلد بأكمله يُرَبّى على غياب الآباء، وانقطاع الحكايات.

تدخل الحرب بوصفها شخصية غاشمة، لا تنتظر حتى تهدأ التهويدة، بل تُباغت الزمن وتفتك بالطمأنينة:

“الحرب..،
الحرب..،
(لعلعةٌ..):
كانت أسرعَ من تهويدة الأمِّ لوليدها”

هكذا يضع الشاعر التهويدة، رمز الحنان والرعاية، في مواجهة مباشرة مع صوت الحرب، لنعرف أن النتيجة ستكون فاجعةً لا محالة. ولا عجب حين نسمع عن الوليد الذي لم تمنحه الحياة حتى فرصة البكاء:

“الوليدُ الذي لم يفتر ثغرهُ
عن ابتسام..”

فهو لم يعرف الفجيعة بعد، ولم يلعب، ولم يسمع من أبيه سوى حكاية ناقصة، تُكملها المأساة:

“لم يَعُد أباه باللُعبِ..,
لم يُكمل حكايات وطنٍ..،
على خشبتهِ تزدهرُ المأساة لا غير.!”

في هذا البيت تحديدًا، يكشف غسان عن قدرة شعرية مدهشة على تحويل النعش إلى خشبة مسرح، حيث لا تزدهر إلا المأساة، في تورية درامية تفتك بالقلب.

ثم يأتي المشهد الفاصل، المشهد الذي يُكثّف حضور الغياب:

“عادَ الأبُّ بنعشٍ.. يكّفنهُ (زهرٌ)
لم يكُن على موعدٍ مع الفناء.!”

فالموت لم يكن مُنتظرًا، بل طارئًا، كما هي الحرب دومًا. لقد كان الأب يحلم بزقزقة العصافير، وسنابل تتراقص على وقع الحب:

“كان يمني النفسَ
بأفقٕ من زقزقات.،
وسنابلَ تتهادى على وقع
أغنية حبٍّ..
تعزفها قلوبٌ ولهى!”

بهذا المشهد، يقرّب الشاعر المأساة من القلب، يجعل القارئ يرى الأب لا كمقاتل، بل كعاشق كان يحلم بأغنية، لا بزئير دبابة. حلمُ الأب كُسر، أو بالأدق: أُجهض، على خيط لم يكن فاصلاً، ولا أبيض، بين الليل والنهار:

“حُلم أُجهض على الخيط
الذي لم يكن فاصلاً..،
ولا ابيضَ..
بين ليلٍ ونهار”

لا زمن في الحرب، لا بداية ولا نهاية، ولا فاصل بين حلمٍ وحطام. فالحرب تعيش في الفراغ، وتُشبع نهمها من أجساد الأبناء دون أن ترمش:

“ذلك أن لا مواقيت لحربٍ..
تُشبعُ نهمَ المدافع بالأبناء..”

وفي النهاية، تأتي القفلة العظيمة، القفلة التي تحوّل الحرب من آلة صمّاء إلى كائنٍ لو امتلك عيناً، لبكى، ولابتسم الطفل:

“فلو كانَ للحربِ عينٌ تدمع.،
لأبتسم الوليد!”

ما أوجع هذا البيت! إنه انقلابٌ شعريّ كامل يجعل من التهويدة التي لم تُنِم أيقونةً لفجيعة كاملة، وابتسامة الوليد غاية ما يتمنّاه الشاعر، وكأنّها وحدها قادرة على إنهاء الحرب.

غسان حسن محمد الساعدي ، المولود في بغداد عام 1974، والحاصل على بكالوريوس في اللغة الإنجليزية، هو عضو فاعل في اتحاد الأدباء والكتاب في العراق. صدرت له عدة مجموعات شعرية ونقدية منها “بصمة السماء”، و”باي صيف ستلمين المطر”، و”أسفار الوجد”، إضافة إلى كتابه النقدي “الإنصات إلى الجمال”. شاعرٌ واسع الحضور، يكتب بروح مغموسة بجماليات المكان وروح الجنوب العراقي، وينتمي بصدق إلى أرضه وناسها وتاريخها الأدبي والثقافي.

شاعر شفاف، حسن المعشر، لطيف في حضوره، عميق في إحساسه، يدخل القصيدة كمن يدخل الصلاة، ويخرج منها كما يخرج الطفل من حضن أمه، بكاءً وشوقًا وحلمًا. هو ابن العمارة، وابن دجلة، وابن النخيل والبردي، يدخل القلوب دون استئذان، ويترك فيها جُرحاً نديًّا لا يُنسى.

في “تهويدة لا تُنيم”، لا يكتب الساعدي الشعر، بل يعيش فيه. يكتب لا ليواسي، بل ليوقظ. لا ليبكي، بل ليُفكّر. قصيدته هذه، كما حياته الشعرية، تُعلن أن الشعر ما يزال قادراً على فضح الحرب، وردّ الضمير إلى مكانه، لعلّ الوليد يبتسم أخيرًا.

سمير السعد

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصائيات يُتوّج ميسي بلقب أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم
  • دعامي يحكي أنّ ظلمَ المليشيا بات أكثرُ فداحةً مِنْ ظلم الدولة التي قاتلها
  • المتاحف حاضنة للتاريخ
  • غسان حسن محمد.. شاعر التهويدة التي لم تُنِم. والوليد الذي لم تمنحه الحياة فرصة البكاء
  • كوابيس في الكواليس.. إصدار جديد من هيئة الكتاب لـ سعد الدين وهبة
  • اللازانيا.. طبق إيطالي شهي يتجاوز حدود المطبخ التقليدي
  • منصور بن زايد يشارك في القمة العربية التي بدأت أعمالها في بغداد
  • نائب إطاري يدعو السوداني إلى التعامل بالمثل مع الدول العربية التي حضرت للقمة بمستويات أدنى
  • ماهي الأدوار المهمة التي يمكن أن يلعبها الإعلام في السودان في فترة ما بعد الحرب
  • المفاجأة التي لم تخطر على المتمرد عبد العزيز الحلو، حليف ميليشيا آل دقلو الإرهابية، أن الجيش على بُعد 43 كيلومترًا من كاودا