سودانايل:
2025-06-02@02:33:38 GMT

اختناق حكومة بورتسودان ونهاية السياسة

تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT

أحمد ضحية

أي حاجة في الدنيا دي عندها قوانين ما مطلوقة ساي، عشان تحكم عليها لازم على الأقل يكون عندك وعي بقوانينها العامة. بداية بالقوانين التي تسير الكون، نهاية بالقوانين التي تجعل السمكة تتنفس تحت الماء، دون أن تغرق!
يعني لما تسمع "هردبيس" كتير من اللايفاتية والفيسبوكيين وصحافيين الأُجرة وبنكك، وهم بيتغالطوا: مين اتصل على مين.

. وابن زايد قال شنو.. ورد البرهان كان شنو.. والغلاط دة كلو بيدل على شنو، تتأكد تماماً أنه دة كلو رقص خارج الحلبة، وكلام "خارم بارم ساي"!؛ ما عنده علاقة لا بالسياسة ولا بالتحليل السياسي من قريب أو بعيد!
أن أهم ما تتسم به السياسة في تنفيذ أهدافها، هو تميزها بأنها عامة: "ليست مزاجية أو قبلية أو جهوية أو عرقية"، كما أنها تحتكر (وسائل الإكراه) أو العنف، كالجيش والشرطة والأمن والمخابرات. إلى جانب تمتعها بالشرعية. فهل تتمتع (حكومة بورتسودان) وسياساتها بأي من ذلك؟!
وإذا السياسة هي (رعاية شؤون الدولة) الداخلية والخارجية، السؤال البديهي هنا: هل ما حدث وظل يحدث في السودان البنعرفه دة، وليس السودان الموجود في خيال (العطا والبلابسة)، عنده أي علاقة برعاية شؤون الدولة أم بتدميرها؟
وإذا السياسة هي (دراسة السلطة) التي تحدد من يحصل على ماذا ومتى وكيف. بمعنى (دراسة تقسيم الموارد) في المجتمع عن طريق (السلطة)، هل ما ظل ساسة دولة 1956 يمارسونه تاريخياً وحتى الآن بأجيالها المختلفة، له أدنى علاقة بتقسيم الموارد على المجتمعات السودانية؟
إذا عنده علاقة، إذن لماذا اندلعت الحرب في جنوب السودان في 1955 إلى أن انتهت بانفصال الجنوب في 2011. ولماذا تأسس مؤتمر البجا في 1957. ولماذا بدأت منذ الخمسينيات تتأسس حركات دارفورية (مطلبية) بدأت (بسوني) مروراً (باللهيب الأحمر) ثم (نهضة دارفور) عبر العقود، وصولاً إلى حركة (تحرير دارفور) في 2002. وقس على ذلك نشوء وتطور الحركات المطلبية في جنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان!!
على ماذا يدل كل ذلك؟
يدل على أن هناك "اختلال حقيقي ومخيف في ميزان توزيع السلطة والثروة في السودان"، منذ استقلاله وحتى هذه اللحظة! ولذلك ظلت كل حرب تلد حرباً أخرى!! بمعنى أن هذا الاختلال هو (المصدر الرئيسي) الذي يغذي كل المشكلات الأخرى! و لنتخلص من هذه المشكلات الأخرى، يجب أن نعالج مشكلة (مصدر المشكلات)، أو ما درج المثقفين و (السياسيين المحترفين) على توصيفه بقولهم: "مخاطبة جذور الأزمة".
ودة يحيلنا هنا لموقف الداعمين بوعي أو بدونه لتدمير علاقات السودان الإقليمية والدولية، و لاستمرار هذه الحرب اللعينة!.. فمخاطبة جذور الأزمة ليست لصالحهم، لأنهم مستفيدين من هذا الاختلال، خصماً على المجتمعات السودانية كافة!
ومخاطبة جذور الأزمة ستنزلهم من أبراجهم الحصينة، و تحرمهم من القدرة على الفساد والإفساد، والنهب المنظم للثروات وتهريب الموارد. وتحولهم من جنرالات متسلطين وفاسدين و مثقفين ونخب دينية دعائية وإعلامية وسياسية، لمواطنين عاديين كباقي خلق الله من السودانيين، ليس لديهم حقوق أكثر من غيرهم، وفي نفس الوقت لهم واجبات كغيرهم، بما في ذلك القتال في الجبهات الساخنة، أُسوةً بغيرهم من أبناء غمار السودانيين!
لكن ما يهمنا الآن في هذا المنعطف الخطير، الذي يمر به السودان، أن السياسة هي (فن الممكن)؛ بمعنى "دراسة وتغيير الواقع السياسي موضوعياً"، وهنا لا أعني (الخضوع) للواقع السياسي وعدم تغييره بناء على حسابات (القوٌة والمصلحة). لا، وإنما أعني ما هي حدود ممكناتنا وفقاً للواقع الماثل على الأرض؟
الواقع على الأرض يقول أن "جمهورية بورتسودان" سرعان ما ستختنق بكماشة قوات الدعم السريع، بمجرد سقوط (الدمازين والقضارف). وستلفظ أنفاسها حتى بدون اقتحام هذه القوات لبورتسودان!
والواقع يقول أن الكيزان وحلفائهم، أضاعوا كل الفرص التي تتيح لهم البقاء في المشهد السياسي كلاعبين أساسيين. والواقع يقول أن الدعم السريع رقم ولاعب أساسي فاعل، لا يمكن تجاوزه أو تجاهله، مهما تكاثفت مساعي شيطنته! والخيار العقلاني والواقعي الأمثل، هو الوصول معه لحل تفاوضي، وإن أي كلام غير ذلك على شاكلة (حسمه عسكريا) بالاستمرار في الحرب، لن يقود سوى إلى تمزيق ما تبقى من الدولة السودانية.
والأمر كذلك، لا مناص من تحلي كل الأطراف بروح المسؤولية الوطنية، والعمل على أن تؤدي المفاوضات الجارية والتي ستجري إلى إيقاف الحرب، وانتاج قرارات ملزمة للطرفين لإقرار السلام الدائم، وابتكار آليات خلاقة لإلزام المجتمعات السودانية المنقسمة بهذه القرارات، ويجب أن لا تكتفي هذه القرارات بمخاطبة القيم المادية فحسب، بل عليها أن تتناول أيضاً القيم المعنوية لمجتمعات السودان الكبير.
ويجب أن ندرك أن أي قرارات لا تخاطب مطالب وضغوط الحرب، ستكون تحصيل حاصل. وأن ضمان تنفيذها يجب أن يتم عن طريق الجدية والتحلي بروح المسؤولية الوطنية، في تحقيق أهداف إيقاف الحرب، بحيث تكون آخر الحروب، بالحرص على مخاطبة جذور الأزمة السودانية كما وصفناها في بداية هذا المقال.
الممكنات التي أشرنا إليها سابقاً، يجب تصريفها في الخطابات السياسية والاعلامية والدعائية، ضمن خطط الأفراد في وسائل التواصل الاجتماعي والجماعات والمؤسسات والنخب، وفقاً لنظام تفكير "حلول الأزمة" وليس تعقيدها أكثر مما هي معقدة فعلاً. وإدراك أهمية العمل على التوفيق بين التوجهات الأيديولوجية المختلفة والتفاعلات بين أفراد المجتمعات السودانية، وابتكار آليات تفريغ العنف و الغبائن و الإحن والعداوات والنزوع العنصري أو ما درجنا على تسميته بخطاب الكراهية.

ahmeddhahia@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: جذور الأزمة

إقرأ أيضاً:

وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود “إماراتية”

رئيس حــــركة العـــــدل والمســــــاواة وزيـر الماليــة د. جبـــريل إبراهيـــــم لـ”الكرامـــــــــة” (2 _ 2)
وجود “محاباة” فى مخصصات القوات المشتركة اتهام غير صحيح
الحــــركة غير قوميـــــة في نظر هــــــــــؤلاء (….)
نؤجل صـــرف مستحقــــــــات الحــركات لهذا الســـــــبب (….)
مدخلات الطاقة الشمسيـــة معفاة من الجمارك والضرائب..
(….) هذه هي أسباب تأخر عودة الخدمات بالولايات المستردة..
المُسيّـــــــــــــرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود “إماراتيــــــة”..
مدخلات الطاقة الشمسيـــة معفاة من الجمارك والضرائب..
رغم الحرب.. أداء الاقتصاد القومي بتحسن مستمر..
حوار : محمـــد جمال قنــــدول- الكرامة
قال رئيس حركة العدل والمساواة وزير المالية د. جبــريل إبراهيـــــم إنّ الاقتصاد القومي في تحسن، وذلك رغم التحديات الاستثنائية التي فرضتها الحرب.
وأضاف إبراهيــــــم في الجزء الثاني من حواره مع (الكــــــرامة) قائلًا : إنّ عودة الحكومة الاتحادية إلى العاصمة تتم بصورة تدريجية وقد باشرت بعض الوزارات عملها من العاصمة قبل أكثر من شهر والبقية في الطريق.
د. جبريل قدم إفاداتٍ قويةٍ في محاور متعددة خلال الجزء الثاني، حيث تحدث عن الاقتصاد، وعودة الحكومة للعاصمة، ودور دويلة الشر في حرب السودان والكثير.
الحركة ما زالت متهمة بأنها غير قومية، ما مصير قوات الحركة بعد الحرب؟
الحركة غير قومية في عيون أعدائها لأنهم لا يريدون لها أن تكون كذلك. ولكن الحركة قومية بأدبياتها وتنظيمها وينتمي أعضاؤها وشهداؤها إلى كل أركان السودان، وشاركت قواتها في حرب “الكرامة” في كل محاورها دون تمييز. إذن.. ما الذي يجعلها غير قومية؟!
ماذا عن الأداء المالي خلال نصف العام؟
رغم التحديات الاستثنائية التي فرضتها الحرب إلّا أنّ أداء الاقتصاد القومي في تحسن نسبي مستمر، استقر سعر الصرف لفترة ليست بالقصيرة وتراجع معدل التضخم إلى 142 بعد أن تجاوز 25% وعدنا إلى صرف المرتبات الاتحادية بنسبة 100% ووفقنا إلى زيادة الإيرادات بنسبة جعلتنا نفي بمعظم التزاماتنا تجاه الخدمات العامة، بجانب دعم المجهود الحربي ومقابلة نفقات الاستجابة الإنسانية.
حدث هذا بعد فضل الله بالزيادة الكبيرة في الإنتاج الزراعي في الموسمين السابقين والزيادة المعتبرة في إنتاج الذهب، ولا ننسى فضل السودانيين في المهاجر الذين دعموا اقتصاد بلادهم بالإنفاق السخي على أسرهم الممتدة وجيرانهم ومعارفهم الذين أجبروا على النزوح أو اللجوء. اقتصادنا قوي في أساسياته وسينطلق بسرعة كبيرة بعد نهاية الحرب وعودة الاستقرار بإذن الله.
هنالك حديث عن مخصصات القوات المشتركة، واتهام لوزير المالية بالمحاباة في هذا الجانب. هل تحصلت الحركة على ميزات إضافية باستغلال وجودكم وزيـــــــرًا للماليـــــــة؟
الإجابة قطعـــــــــــًا لا، على مال الدولة ضوابط للصرف من حاول تجاوزها وقع في المحظور ولو بعد حين.
موظف صغير في ديوان المراجعة الداخلية يستطيع إيقاف صرف مبلغ صدق به أي وزير إن كان ذلك التصديق خارجـــــــًا عن أُطر الصرف وضوابطه.
يستطيع وزير المالية صرف مستحقات حركات الكفاح المسلح الواردة في اتفاقية السلام إن توفرت الموارد ولكننا نؤجل صرفها باستمرار لضيق ذات اليد، أيضـــــًا عليه الإنفاق على المجهود الحربي للقوات المشتركة في حدود ما يصدق به القائد العام للقوات المسلحة.
عدا ذلك لا يستطيع ولا ينبغي للوزير صرف جنيه واحد لحركته، وإن كان لأحد على غير ما ذهبنا إليه فليأت به.
ذكرت من قبل تصنيف الإمارات كدولة عدوان أنّ المُسيّرات المسلحة تنطلق منها، هل هذا بناءً على معلومات؟
كل الأدلة الدامغة تشير إلى أن الإمارات هي التي تزود الميليشيا بكل العتاد الحربي ومن ضمنها المُسيّرات، ليس ذلك فقط فالجهة التي باعت المُسيّرات للإمارات أكدت أن المُسيّرات التي أسقطتها القوات المسلحة السودانية ضمن المسيرات التي باعتها للإمارات.
ليس ذلك فحسب، ولكن الدول التي باعت عينة الدانات التي تستخدم في هذه المُسيّرات أيضاً أكدت أنها باعتها للإمارات. وفوق ذلك المُسيّرات البعيدة المدى التي تستخدم لضرب محولات الكهرباء ومستودعات الوقود موجهة بأقمار صناعية لا تملكها الميليشيا. علاوة على ذلك، أكدت جهات استخبارية كثيرة أن غرفة تحكم المُسيّرات الاستراتيجية كائنة في أبوظبي، وأن المُسيّرات التي قصفت بورتسودان انطلقت من ميناء “بوصاصو” في الصومال الذي تتحكم فيه الإمارات. إذن، دور الإمارات في الحرب الخبيثة الدائرة ضد السودان بما فيها حرب المُسيّرات أكبر من أن يخفى أو يبرر لها.
ماذا قدمت الحكومة لمبادرات إدخال الطاقة الشمسيـــــــة كبديل للكهرباء، وما هي سياسة الدولة المتوقعة في ظل إقبــــال الإفــــراد والشركات على هذا المجال، البعض يطالب باعتماد الطاقة الشمسية ضمن السلع الاستراتيجية؟
الحكومة مع التحول إلى الطاقات البديلة النظيفة وفي مقدمتها الطاقة الشمسية. وترتيبـــــــًا على ذلك، تبذل الحكومة ممثلة في وزارة الطاقة جهــــــــودًا حثيثة لإدخال الطاقة الشمسيـــــــة ضمن مصادر الطاقة عندنا في البلاد، كما قررت الحكومة إعفاء مدخلات الطاقة الشمسيــــــة المستوردة من القطاع الخاص من رسوم الجمارك والضرائب وهي تفضل الذين يسعون لتصنيع هذه المدخلات محليـــــــًا، كما تحتاط من أن يجعل البعض السودان مكبـــــــــًا لنفايات الطاقة الشمسيــــــة، ولذلك تقوم الهيئة العامة للمواصفــــــات والمقـــــــــاييس بدورها كاملًا في التأكد من أنّ المعدات المستوردة مستوفية للشروط والمواصفــــــات العالميـــــة المطلــــــوبة.
هل من بشريات تطمئن الشعب السوداني فيما يخص الخدمات الأســــــــاسية.. ومتى تنتقل الوزارة للعمل في الخرطوم؟
تبذل حكومات الولايات التي تمت استعادتها من سيطرة الميليشيا لإعادة خدمات المياه والكهرباء وإعادة تشغيل المستشفيات وفتح المدارس، بجانب توفير معاش العائدين من النزوح واللجوء قدر المستطاع. وتقوم وزارة المالية بدعم الولايات لتوفير هذه الخدمات الأساسية، وقد أخرت هجمات الميليشيا بالمُسيّرات على محطات الكهرباء والمستشفيات ومستودعات الوقود عودة هذه الخدمات بالسرعة المطلوبة. ولكن العمل فيها يسير على قــــــــدمٍ وســـــــاق. من ناحيةٍ أخرى، تسعى الحكومة الاتحادية إلى العودة إلى العاصمة بصورة تدريجية وقد باشرت بعض الوزارات عملها من العاصمة قبل أكثر من شهر والبقية في الطريق. عودة مطار الخرطوم للعمل ضرورة لعودة كل الحكومة والهيئات الدبلوماسية والمنظمات الدولية للعمل من الخرطوم، والعمل فيه يسير وفق جدول زمني متفق عليه.

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية السوداني يبلغ مسؤول مصري موقف السودان من إعلان حكومة موازية
  • السوداني:تبرعنا إلى لبنان (20) مليون دولار رغم الأزمة المالية التي يمر بها العراق
  • مع تصاعد الهجمات على بورتسودان.. رئيس وزراء السودان الجديد باختبار صعب
  • ⛔ لاحظ التعابير التي استخدمها فيصل محمد صالح في هذا اللقاء
  • ناشطة مصرية: أول زيارة لي كانت إلى جنوب السودان أثناء الأزمة قبل 10 سنوات
  • ملف المخدرات في السودان يُعد من أخطر الملفات التي واجهت البلاد
  • بعد توليه رئاسة الحكومة السودانية.. من هو كامل إدريس؟
  • العقوبات الاقتصادية الأميركية على السودان: شلّ الاقتصاد أم كبح آلة الحرب؟
  • نغوغي وا ثيونغو وكرازيات الحرب السودانية
  • وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود “إماراتية”