إستدراك البخاري طوّق مفاعيل البيان ولم يلغِ أسبابه
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
كتبت غادة حلاوي في" نداء الوطن":لا تفسير أمنياً مقنع بعد للبيان السعودي في شأن سحب الرعايا السعوديين من لبنان «بسرعة»، والذي استتبع بسلسلة بيانات لدول الخليج نصحت رعاياها بتجنب مناطق التوتر أو التواجد في محاذاتها.
خلال استقباله وفداً اقتصاديّاً حصر السفير السعودي في لبنان وليد البخاري الأسباب الموجبة بالأحداث التي شهدها مخيم عين الحلوة والخشية من توسع رقعتها.
وفي الكواليس من يربط البيان السعودي بمخاوف مستقبلية من ردود فعل محتملة في حال فرض عقوبات على شخصيات سياسية أساسية متهمة بتعطيل الإنتخابات الرئاسة. خطوة كهذه كفيلة وحدها إن حصلت بزعزعة الوضع داخلياً خاصة لناحية الأخبار التي تحدثت عن استهداف رئيس مجلس النواب نبيه بري. حينذاك لن تجد دول أوروبا وأميركا من تتفاهم معه أو تحاوره. وتعتبر مصادر سياسية أن خطوة كهذه ستكون بمثابة ضرب من الخيال من شأنه أن يعمّق الأزمة. أبعاد أخرى تتقاطع مع التعطيل الرئاسي يتحدث أصحابها عن وضع إقليمي غير مطمئن سببه عدم استكمال الإتفاق السعودي الإيراني في اليمن وعدم وجود أي تقدم في سوريا. واذا كانت أجواء المنطقة ملبدة سيكون لبنان، كالعادة ساحة لتبادل الرسائل بين الدول الساعية للتفاهم متى تعكّر صفو تفاهمها.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
عن أحداث لوس أنجلوس… ونحن
كتب / أزال عمر الجاوي
تشهد لوس أنجلوس موجة جديدة من الشغب نتيجة تصاعد التوترات حول قضية المهاجرين، في بلد قام وما يزال يقوم على الهجرة والتعدد الثقافي. وإذا لم تُحتوَ هذه الأزمة بحلول عادلة وسريعة، فإنها مرشحة للتوسع، كما حدث في احتجاجات “حياة السود مهمة” إبان رئاسة ترامب الاولى .
لطالما كان المهاجرون ركيزة أساسية للاقتصاد الأميركي، وقاعدة سياسية مؤثرة للحزب الديمقراطي، كما ساهموا في حفظ التوازن العرقي والاجتماعي. لكن الأزمة الاقتصادية الحالية، مع صعود اليمين “الأبيض” المتطرف وسعيه لإقصاء حتى اليمين المعتدل، باتت تهدد هذا التوازن بشكل مباشر.
تُمارس هذه السياسات تحت عناوين مثل “مكافحة الهجرة غير الشرعية” أو “إدارة الكفاءات”، وهي إجراءات غالبًا ما تستهدف تعطيل إدارات حيوية تعتمد عليها فئات معينة من خارج الطيف اليميني المتطرف، بالإضافة إلى حجج “حماية الأمن القومي”. لكنها في الواقع تعمّق الانقسام وتحوّل التنوع إلى ساحة صراع، تُنذر بانفجار اجتماعي وشيك.
وفي خضم هذا الارتباك الأميركي، يبرز تساؤل مشروع: لماذا قدّمت صنعاء لواشنطن هدنة مجانية دون أي مقابل سياسي؟ في وقت كانت فيه الأزمات تتفاقم، وكان مأزق اليمن جزءًا من الضغط الداخلي والخارجي على الإدارة الأميركية، كان يمكن استثمار اللحظة لصالح اليمن، بدل تفويتها بلا ثمن — كما حدث، للأسف.