شبكة انباء العراق:
2025-05-21@05:23:04 GMT

مجوهرات للأغنام والبعارين والأبقار

تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

حينما يقع المال في يد المجانين والسفهاء يصبح نكبة عليهم وعلى من حولهم (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم)، فالسفيه لا يُحسِن التصرف بالمال، إما بسبب غباءه، أو لأنه غير راشد، أو لأنه قليل الأدب (أعزكم الله). .
فقد بلغت مستويات السفاهة في بلادنا مبلغا لا مثيل له بين الشعوب والأمم. .
ولا أكتمكم سراً.

لقد أصبت بصدمة عنيفة قبل قليل عندما شاهدت صورة لرجل يشتري لناقته أغلى المجوهرات من ماركة (ڤان كليف) Van Cleef بقيمة 28 ألف ريال. وآخر يُلبس معزته المدللة اجمل العقود المزينة باللؤلؤ. وصارت عندنا عشرات المحال التجارية المتخصصة ببيع الأقراط والأساور والاكسسوارات للعجول والأغنام والأبقار والكلاب والقطط والسحالي، حالة غير مسبوقة في الأسراف والبذخ والتهور. .
وعرضت مواقع التواصل مجموعة من الصور لشاب خليجي توجه إلى متجر (كارتيه) لشراء قلادة ثمينة لناقته، ثم قام بالتقاط صورة سيلفي معها بعدما وضع القلادة حول رقبتها مرة، وحول قدمها مرة أخرى. سلوك عجيب لا يختلف عن سلوك الهندوس الذين يقدسون أبقارهم ويكسونها الذهب، ويشربون بولها. .
وفي الدمام بالمملكة العربية السعودية كانت الناقة (الهنوف) تتزين بقلادة من الذهب الخالص في حفل زواجها من البعير (عجلان). قيل ان قيمة القلادة كانت بنحو 16 مليون ريال. وقد اكتمل حفل الزواج بمشاركة حشد كبير من الباذخين والمسرفين والمتبطرين والمترفين وأصحاب الكروش المتورمة. .
وفي مكان لا يبعد كثيرا عن احتفالية الناقة (الهنوف) ترى الجوع يقتل الصغار والكبار. وتسمع صرخات الاستغاثة تتردد في مخيمات غزة. أطفال بهياكل عظمية، وآخرون يقفون في طوابير للحصول على بعض الطعام ليخفف عنهم ألم الجوع. أو جرعة ماء علها تطفئ بعض ظمئهم، ومشاهد أخرى لأطفال وهم يلتقطون ما بقي من حبات الرز في قِدْر. وثمة مقاطع تظهر عجز الآباء عن توفير كميات قليلة من الأكل لينقذوا بها حياة من تبقى من أفراد أسرهم، ويرعبك صراخ الأمهات وعويلهن بسبب سوء التغذية والجوع القاتل. بينما تتزين إبقار العرب وأغنامهم بأغلى العقود والأقراط والقلائد. .
ولله في خلقه شؤون. . .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

يوم في حياة 3 غزيين.. همسات الصمود في ظل الجوع

"ما زلنا على قيد الحياة من خلال تبادلات صغيرة، فبالأمس، ناضلنا من أجل السكر، وغدا سنقايضه بالخبز، فلا شيء يدوم"، هكذا تصف خلود، وهي زوج أحد الغزيين الثلاثة، جزءا من المعاناة الناجمة عن هذه الحرب.

بكلماتهم الجريئة والمؤثرة، يقدّم ظاهر وإسراء وسارة لمحة عن معاناة البقاء اليومية في غزة في ظل حصار خانق للمساعدات، وترسم يومياتهم صورة نابضة بالحياة للصمود الذي يختبر بالجوع والنزوح وظلال الصراع المستمر، ويكشفون عن التدابير الاستثنائية التي يتخذها الناس العاديون عندما تصبح أبسط مقومات الحياة ترفا بعيد المنال.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إلى متى يظل العالم ينظر لغزة وهي تموت دون أن يحرك ساكنا؟list 2 of 210 أشياء عن الرئيس الروماني الجديد نيكوسور دانend of list

هذا ما يمكن أن يمثل مقدمة لتقرير أعدته صحيفة هآرتس الإسرائيلية حول حياة 3 غزيين في ظل الحصار والحرب والجوع:

أولا ظاهر (33 عاما) نازح إلى خان يونس جنوب غزة:

حياة ظاهر عبارة عن بحث شاقّ عن القوت وسط ارتفاع حادّ في الأسعار وندرة في المواد الغذائية، فبعد أن كان قادرا على إعالة أسرته بكرامة، يقضي الآن ساعات في المساومة حتى على الخضروات الفاسدة.

ويشعر بالعجز الشديد وهو يرى التحليق المستمر للمسيرات الإسرائيلية في السماء، ويحمل في نفسه حزنا عميقا لفقدان جنينه، ولمشهد إصابة زوجته الحامل خلود أثناء قصف بعد فرارهما من منزلهما في الشمال بحثا عن الأمان.

إعلان

ولا تزال خلود منهكة نفسيا وجسديا، وتشكّل نحافة ابنهم يوسف، البالغ من العمر 4 سنوات، مصدر قلق دائم، فالضروريات البسيطة، مثل استخدام حمام مشترك، تتطلب انتظارا طويلا وتولد شعورا بالذنب.

ويعتمد البقاء على تبادلات صغيرة ومقايضة بين أشياء أساسية كالملح والسكر ويظل يتابع أخبار خلود بالهاتف، وتنتهي أيامه وهو في هم وغم من استمرار أزيز المسيرات والبحث اليائس عن أي شيء لتأمين وجبة اليوم التالي، مما يبرز هشاشة الوضع المعيشي، فحتى الحصول على الطعام الفاسد يعتبر الآن انتصارا في كفاحه اليومي للحفاظ على حياة عائلته.

ثانيا إسراء (33 عاما) نازحة في مخيم النصيرات للاجئين وسط غزة:

تتميز حياة إسراء بصراع لا هوادة فيه من أجل البقاء على قيد الحياة في ظل ظروف النزوح القاسية، إنها لاجئة فلسطينية قدمت من مصر إلى غزة عام 2005 فاستمتعت بالشعور بالانتماء لأرض الأجداد، لكن ها هي الآن تعاني من صدمة الغارات الجوية المستمرة، في تناقض صارخ مع أحلامها السابقة بدراسة تكنولوجيا المعلومات.

تقضي سارة أيامها في مهام شاقة كجلب الماء المالح للتنظيف والانتظار في طوابير طويلة للحصول على مياه الشرب الشحيحة، يعتصر الحزن قلبها وهي تتحدث عن فقدان زوجها لوظيفته وما كانت توفره لهم من كريم العيش.

يعدّ الطبخ تحديا يوميا، حيث تعتمد على الحطب المتناثر، وغالبا ما تكون الوجبات هزيلة من المعكرونة المسلوقة أو العدس لها ولأطفالها الثلاثة.

وتتحمل إسراء عبء إعالة أطفالها، وتطاردها ذكريات حروب الماضي والحرمان الحالي، ورغم جهودها لطلب المساعدة عبر الإنترنت، إلا أنها تشعر أن العالم قد سئم من محنتهم.

وتكشف ذكرياتها عن حبها العميق لأطفالها وخوفها الشديد من مستقبل لا يبدو أنه يقدم سوى المزيد من المعاناة اليائسة، وتبرز أن أملها في أبسط وسائل الراحة، كوجبة كاملة، يبرز مدى صعوبة وضعهم.

إعلان

ثالثا، سارة (27 عاما) نازحة إلى جنوب غزة:

تعيش سارة في مدرسة مكتظة تابعة للأونروا مع عائلتها الكبيرة، بمن فيهم أبناء إخوتها الأيتام الذين ترعاهم، لقد انقلبت حياتها رأسا على عقب بعد تدمير منزل عائلتها في شمال غزة، مما أجبرها على النزوح مرات عديدة.

يدور كفاحها اليومي للبقاء على قيد الحياة حول تأمين الطعام من مطبخ مشترك، وهي مهمة غالبا ما يقوم بها إخوتها الأصغر سنا الذين يواجهون منافسة شديدة ويعودون أحيانا خالي الوفاض.

والد سارة، الذي غمره الحزن في البداية بعد فقدان ابنه الأكبر، استأنف مهمة البحث عن الطعام الصعبة، فالطبخ عمل أساسي يتطلب مهارة، مثل إشعال قطع من خراطيم المياه لإشعال النار، كما أن جلب الماء مهمة شاقة هي الأخرى.

ومع تناقص الإمدادات غدت النظافة الأساسية أمرا صعبا، وما يزيد قلق سارة هو التهديد المستمر بالضربات الإسرائيلية، أما ألمها فيتجلى في عجزها عن مواساة أبناء أخيها الصغار الأيتام.

لقد أصبح مفهوم شراء الطعام غريبا عليها، وحل محله استهلاك يائس لمواد دون المستوى المطلوب، ويكمن أملها في الحصول على مساعدات لتخفيف جوعهم.

ورغم المشقة الهائلة، تجد سارة إحساسا غير متوقع بالقدرة على أداء مهام لم تتخيلها يوما، في تناقض صارخ مع حياتها السابقة كمصففة شعر.

والواقع أن هذه الروايات الثلاث من غزة تقدم شهادة قوية ومؤلمة حول التكلفة الإنسانية والحرمان الناجم عن استمرار الحرب، وتشكّل مذكرات هذه المجموعة نداء صارخا بالحاجة الملحّة إلى وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وإيجاد حّ دائم لتخفيف معاناة الناس العاديين العالقين في براثن الأزمة.

مقالات مشابهة

  • اليوم أولى جلسات طعن المخرج عمر زهران على حبسه بقضية مجوهرات شاليمار شربتلي
  • بعد ازمته الأخيرة .. عمر كمال يروج لأحدث أغانيه بشوات
  • غدا.. أولى جلسات طعن المخرج عمر زهران على حبسه في قضية مجوهرات شاليمار شربتلي.. خاص
  • بسبب حصار الاحتلال.. مستشفى كمال عدوان في غزة تخرج عن الخدمة
  • يوم في حياة 3 غزيين.. همسات الصمود في ظل الجوع
  • «الفارس الشهم 3» تواصل مواجهة «الجوع» في غزة
  • تفاصيل اللقاء القاتل بين كمال جنبلاط وحافظ الأسد.. محضر يُكشف لأول مرة
  • كاريكاتير كمال شرف
  • عمر كمال يشوّق متابعيه لأحدث أعماله الغنائية بشوات
  • طبيب متهم بوفاة مارادونا يفوز بمسابقة كمال الأجسام