"قاتل الشاشات".. موظف كرواد سترايك "المزيف" يغضب الملايين
تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT
بينما تعرض الإنترنت لاضطراب كبير بسبب الانهيار التقني العالمي، وبينما توقفت رحلات الطيران وسعت الشركات جاهدة للتعامل مع الموقف، ظهر رجل واحد، فينسنت فليبستيه، ليعلن مسؤوليته عن هذه الفوضى ويصبح المطلوب رقم واحد للغاضبين، فما القصة؟
فليبستيه ادعى أنه موظف في شركة CrowdStrike، أشعل الإنترنت بصورة معدلة بالذكاء الاصطناعي له خارج مكتب الشركة مع تعليق يقول: "اليوم الأول في CrowdStrike، قمت بتحديث بسيط وأخذت فترة راحة في المساء.
انتشرت الصورة بشكل كبير في دقائق، وحصلت على ما يقارب 400 ألف إعجاب وتمت مشاركتها من قبل أكثر من 36,000 مستخدم.
بعد ساعتين، نشر فليبستيه تحديثًا آخر أعلن فيه أن الشركة قد طردته. كما شارك فيديو قصير يعترف فيه بتحمله المسؤولية عن التسبب في الانقطاع العالمي ويصبح في نظر كثيرين "قاتل الشاشات" التي تحولت إلى اللون الأزرق بسبب خطأه الفادح..
وقام فليبستيه أيضًا بتعديل سيرته الذاتية على "إكس" لتتناسب مع المزحة، حيث كتب: "موظف سابق في CrowdStrike، طرد لأسباب غير عادلة، قمت بتغيير سطر واحد من الشيفرة لتحسين الأداء. أبحث عن وظيفة كمدير نظم."
بينما كان يحاول المزاح، اعتقد الآلاف عبر الإنترنت أن السخرية حقيقية وظنوا أنه المسؤول عن ظهور "شاشة الموت الزرقاء" على أنظمتهم.
شركات الطيران والبنوك والقنوات التلفزيونية والعديد من الصناعات الأخرى كانت تعاني من المشكلة، وانتشر الناس على وسائل التواصل الاجتماعي بحثاً عن "الجاني".
فيما أشاد بعض المستخدمين به لأنه ضمن لهم عدم العمل يوم الجمعة، قام آخرون بنشر رسائل مسيئة عنه.
أما الحقيقة، فإن فينسنت هو كاتب ساخر يدير موقع Nordpresse، وهو موقع أخبار هزلية بلجيكي.
وظهر كضيف على تلفزيون فرنسا وقال: "الناس ينجذبون إلى القصص التي تؤكد معتقداتهم المسبقة".
وموضحاً لماذا تجاوب الناس سريعاً مع مزحته، قال: "لم يتم تسمية أي جاني بعد، وأنا أقدمه على طبق، يحب الناس أن يكون هناك جاني. الجاني يبدو غبياً تماماً، يفتخر بغبائه، يأخذ فترة راحة في اليوم الأول من العمل. هذا يسقط في ضجة كبيرة يحتاج فيها الناس إلى معلومات جديدة، والزائف بطبيعته جديد، لن تقرأه في أي مكان آخر."
كما قال إن المنشور تمت مشاركته من قبل أولئك الذين يعلمون أنه مجرد مزحة، لكن التوسع في الانتشار أوصله إلى منطقة حيث أخذ الناس كل كلمة في التغريدة بجدية.
لا يزال ملايين المستخدمين حول العالم يواجهون مشاكل، بينما تحاول كل من مايكروسوفت وCrowdStrike حل المشكلة في أسرع وقت ممكن.
والإصدار الأخير من برنامج Falcon Sensor الخاص بشركة CrowdStrike كان يهدف إلى جعل أنظمة عملائها أكثر أماناً من الاختراق عن طريق تحديث التهديدات التي يدافع عنها.
ولكن الشيفرة المعيبة في ملفات التحديث أدت إلى واحدة من أكبر حالات الانقطاع التقني في السنوات الأخيرة للشركات التي تستخدم نظام تشغيل ويندوز من مايكروسوفت.
ظهرت المشاكل بسرعة بعد طرح التحديث يوم الجمعة، ونشر المستخدمون صورًا على وسائل التواصل الاجتماعي لأجهزة الكمبيوتر التي تظهر شاشات زرقاء تحتوي على رسائل خطأ، وتُعرف هذه الشاشات في الصناعة بـ "شاشات الموت الزرقاء".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات كراود سترايك تكنولوجيا
إقرأ أيضاً:
مجلة تايم تختزل مأساة غزة في غلاف.. جوعى ينتظرون الطعام بينما العالم ينظر
اختارت مجلة "تايم" الأمريكية الشهيرة صورة التقطها مصور وكالة الأناضول علي جاد الله٬ لغلاف عددها الأسبوعي، مع عنوان بارز: "مأساة غزة"، في إشارة إلى الوضع الإنساني الكارثي الذي يواجهه أكثر من مليوني فلسطيني محاصر في القطاع.
وفي ظل تصاعد المجاعة الكارثية في قطاع غزة، حظيت الصور التي التقطها مصورو وكالة "الأناضول" لتوثيق الأزمة الإنسانية باهتمام واسع في وسائل الإعلام الدولية، لتتحوّل إلى رموز بصرية مؤلمة تعكس حجم المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي.
وتصدّرت صور "الأناضول" أغلفة وصفحات كبريات الصحف والمجلات العالمية، التي سلطت الضوء على مأساة غزة الممتدة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، نتيجة حرب الإبادة الجماعية والحصار الإسرائيلي المشدد.
"When children are starving, the enemy is hunger."
TIME's new cover goes inside the crisis unfolding in Gaza—and what needs to happen next https://t.co/95KdsdroaN
Photograph by Ali Jadallah—Anadolu/Getty Images pic.twitter.com/l65mDBM173 — TIME (@TIME) August 1, 2025
مشاهد الجوع تتصدر الصحف العالمية
من جانبها، نشرت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية صورة للمراسل أحمد العريني تظهر فيها حشوداً من الفلسطينيين يحملون أواني فارغة خلف أحد الحواجز بانتظار الحصول على وجبات طعام، في مشهد جسّد اليأس الإنساني في غزة.
أما شبكة "بي بي سي" البريطانية، فاختارت صورة التقطتها "الأناضول" لأب فلسطيني يحمل جثمان طفله الذي توفي جوعاً، في واحدة من أكثر الصور تأثيراً وانتشاراً على وسائل الإعلام ومنصات التواصل.
كما عرضت الشبكة صورة أخرى لطفل يحمل كيساً من الطحين، بينما تبدو على وجهه ملامح العوز والانكسار.
بكاء الأطفال والأمهات في الصفوف
صحيفة "ديلي ميرور" البريطانية نشرت بدورها تقريراً بعنوان "كارثة غزة"، استخدمت فيه صورة من "الأناضول" لنساء وأطفال يبكون بينما يمسكون أواني طعام فارغة بانتظار المساعدات الغذائية.
ولم تكن الصحف الأوروبية بعيدة عن هذا التفاعل؛ إذ نشرت "إل بايس" الإسبانية، إلى جانب "الغارديان" و"فايننشال تايمز" و"وول ستريت جورنال" و"لوس أنجلوس تايمز"، مجموعة من صور "الأناضول" التي وثّقت الحرمان والمجاعة في أحياء غزة، لا سيما في شمال القطاع ومخيمات النزوح.
الأمم المتحدة تحذّر: ثلث سكان غزة بلا طعام منذ أيام
وفي 27 تموز/ يوليو الماضي، أصدر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة تحذيراً بالغ الخطورة، أكد فيه أن ثلث سكان قطاع غزة لم يأكلوا منذ عدة أيام متتالية.
وقال روس سميث، مدير الاستجابة الطارئة في البرنامج، إن "أزمة الجوع وصلت إلى مستويات غير مسبوقة من اليأس، وهناك ما لا يقل عن 100 ألف طفل وامرأة يعانون من سوء تغذية حاد".
ويواجه ربع سكان القطاع ظروفاً أشبه بالمجاعة، وفق تقديرات البرنامج الأممي، في وقت ما تزال فيه المعابر مغلقة بشكل شبه كامل منذ آذار/مارس الماضي، ما أدى إلى تفشي المجاعة وانتشار الأمراض، وسط تحذيرات من انهيار النظام الصحي بالكامل.
ورغم إعلان الاحتلال الإسرائيلي الأحد الماضي السماح بدخول "عشرات الشاحنات" الإنسانية، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن القطاع بحاجة إلى ما لا يقل عن 600 شاحنة يومياً لإنقاذ حياة السكان، متهماً الاحتلال بـ"تسهيل عمليات سرقة المساعدات وحماية الفوضى حولها".
ومنذ اندلاع العدوان الإسرائيلي في 7 تشرين الأول/أكتوبر٬ استشهد وأصيب أكثر من 208 آلاف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، فيما لا يزال أكثر من 9 آلاف شخص في عداد المفقودين تحت الأنقاض، وسط نزوح قسري يطال مئات آلاف العائلات.
وتأتي هذه الكارثة الإنسانية في ظل دعم أمريكي مطلق للاحتلال الإسرائيلي، وتواطؤ دولي أتاح استمرار المجازر والتجويع، في مشهد يعيد إلى الأذهان فظائع تاريخية لم يشهد لها العالم مثيلاً منذ عقود.
وفيما تتوالى الصور من غزة لتكشف حجم المأساة، تتحوّل عدسات الكاميرات إلى شاهد حيّ على جريمة العصر، وناقوس خطر يقرع ضمائر العالم.