جرت حِكمة الله تعالى وسُنَّته على تفضيل بعض المخلوقات على بعض، وكذلك الأمر فيما يتعلق بالأماكن، فقد فضَّل الله تعالى مكة المكرمة على غيرها من بقاع الأرض، فجعلها مركز الأرض، وأشرف البقاع وأجلَّها، وجعل عمل الخير والحسنات فيها مضاعفاً، فهل تتضاعف السيئات أيضاً إذا تمّ ارتكابها على تلك الأرض؟

تفضيل مكة على غيرها في الثواب والأجر

أوضح الشيخ خالد الجمل، الداعية الإسلامي والخطيب بالأوقاف أنّ الله تعالى قد فضَل مكة على غيرها من البلاد في الأجر والثواب وجعله مضاعفًا، متابعًا: «وذلك حتى يحرص المسلم فيها على الإكثار من الطاعات، وتجنب المعاصي والمذلات، فيسود فيها الخير والنفع»، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وآله وسَلَّمَ قال: «مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ بِمَكَّةَ، فَصَامَهُ، وَقَامَ مِنْهُ مَا تَيَسَّرَ لَهُ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِئَةَ أَلْفِ شَهْرِ رَمَضَانَ فِيمَا سِوَاهَا».

التحذير من ارتكاب المعاصي في الأرض الحرام

وأشار الخطيب بالأوقاف، إلى أنّه كما ضُعِّف الثواب وعظم الأجر في مكة، قبح فيها أيضاً الذنوب والمعاصي عن غيرها من البلاد، موضحًا أنَّ «دليل ذلك قول الشيخ ابن القيم إنّه تضاعف مقادير السيئات فيه لا كمياتها، فإن السيئة جزاؤها سيئة، لكن سيئة كبيرة جزاؤها مثلها، وصغيرة جزاؤها مثلها، فالسيئة في حرم الله وبلده وعلى بساطه أعظم منها في طرف من أطراف الأرض، ولهذا ليس من عصى الملك على بساط ملكه كمن عصاه في الموضع البعيد من داره وبساطه، فهذا فصل النزاع في تضعيف السيئات».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأوقاف مكة المكرمة

إقرأ أيضاً:

هل كتابة أسماء الله والأذكار على الكفن حرام شرعا؟ دار الإفتاء تجيب

قالت دار الإفتاء المصرية، إن كتابةَ بعض آيات القرآن الكريم أو غيرها مما يشتمل على صيغ الذكر وأسماء الله تعالى على الكفن حرامٌ شرعًا، ولا يجوز الإقدام عليها.

أفضل كلمات الاستغفار.. 6 صيغ وردت في القرآن والسنة تمحو الذنوباستشهد بآية من القرآن.. «كهربا» يُوجّه رسالة غامضة في أحدث ظهور له عبر إنستجرام

وأضافت دار الإفتاء، أن ما يُكتب من بعض آيات القرآن الكريم وذكر الله عَزَّ وَجَلَّ يجب أن يُعامل معاملةً فيها من التعظيم والاحترام ما يليق بقُدسيَّته ومكانته في الشرع الشريف، ومن ذلك: ألَّا يوضَع على الأرض أو أيِّ مكان يكون فيه عُرضةً للامتهان أو التنجيس من نحو مُلاقاة الصديد الخارج من بدن الميت أو غير ذلك.

وقد حثَّ الشرع الشريف على استحباب تكفين الميت بالثياب الحسنة، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا كَفَّنَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ، فَلْيُحَسِّنْ كَفَنَهُ» أخرجه الإمام مسلم.

وأوضحت أن من جُملة ذلك أن يكون الكفن أبيض، سواءٌ كان جديدًا أو مغسولًا، لكن الجديد أفضل؛ لما تقدم من أمرِ الشَّارِعِ بتحسِينِ الكفن.

أما كتابة القرآن والذكر على الكفن فإنه مما لا يتفق مع ما أمرنا الله سبحانه وتعالى به من تعظيم شعائره واحترامها وحُسن التعامل معها، حيث قال سبحانه وتعالى: ﴿ذَٰلِكَۖ وَمَن يُعَظِّمۡ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ﴾ [الحج: 32]، فالقرآن الكريم والذكر من شعائر الله التي جعل تعظيمها علامة على تقوى العبد، وقد بيَّن سبحانه مكانة القرآن العُظمى، فقال تعالى: ﴿وَإِنَّهُۥ فِيٓ أُمِّ ٱلۡكِتَٰبِ لَدَيۡنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ﴾ [الزخرف: 4].

ومن جملة أوجه تعظيم القرآن الكريم التي أجمعت الأمة عليها: وجوب صيانته رَسْمًا وقِرطَاسًا، واحترام ما حَوَاهُ المصحف الشريف من الَخطِّ والنَّظمِ المُعَبِّر عما فيه من كلام الله جَلَّ وعَلَا، ومِثلُ ذلك كل اسمٍ معظَّمٍ من أسمائه تعالى وأسماء أنبيائه، فكل ذلك مقدَّسٌ يجب تنزيهه عن كل ما لا يليق بمكانته، ويَحرُم الإقدام على ما فيه امتهانٌ له أو ما ينافي تكريمه، ولا شك أن كتابة آيات القرآن والأسماء المعظَّمة على الكفن، فيه غاية الامتهان، وذلك لملاقاتها للنجاسة الخارجة من الميت كالصديد والدم ونحو ذلك، ومعلومٌ أنه لا إهانة كالإهانة بالتَّنجِيس؛ لأن النجاسة ناتجة عمَّا هو مُستقذر من الصديد والدماء والأعيان النجسة، التي يأنَفُ الإنسان منها ويحترز عنها، ولأن النجاسة غاية الامتهان، إذ جعلها اللهُ عذابًا للكافرين، قال الله تعالى: ﴿وَيُسۡقَىٰ مِن مَّآءٍ صَدِيدٍ ۝ يَتَجَرَّعُهُۥ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُۥ﴾ [إبراهيم: 16- 17]، وقال عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِٔايَٰتِ رَبِّهِمۡ لَهُمۡ عَذَابٌ مِّن رِّجۡزٍ أَلِيمٌ﴾ [الجاثية: 11].

ولَمَّا كانت الإهانة بتنجيس الأسماء المعظمة يجتمع فيها رفع القداسة عنها، مع مُلاقاة القذارة عَظُمَت وكانت غاية الامتهان.

طباعة شارك آيات القرآن القرآن الكريم الكفن دار الإفتاء تكفين الميت

مقالات مشابهة

  • فضل كثرة ذكر الله وثوابها للمسلم .. من أحب وأفضل الأعمال
  • ما حكم إجراء عملية حقن مجهري لتحديد نوع الجنين؟.. الإفتاء تجيب
  • هل كتابة أسماء الله والأذكار على الكفن حرام شرعا؟ دار الإفتاء تجيب
  • ما سبب عدم البركة في المال؟.. اجتنب7 أفعال وردد هذا الدعاء
  • أفضل كلمات الاستغفار.. 6 صيغ وردت في القرآن والسنة تمحو الذنوب
  • خطبتا الجمعة من المسجد النبوي والمسجد الحرام
  • كفارة من ترك صلاة الجمعة ثلاث مرات متتالية .. عليك 4 أمور واجبة
  • تأملات قرآنية
  • التيجان السبع.. لتفريج الكرب وراحة البال
  • "الأرصاد": رياح وأتربة بعدة مناطق.. وأمطار حتى الثلاثاء