جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-27@14:35:13 GMT

حصَاة في بحر عُمان الكبير

تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT

حصَاة في بحر عُمان الكبير

 

 

حمد الناصري

قد تُؤثر حصَاة في بركة صغيرة فتعكّر ماءها أو صَفاءها، ولطالما عُرفت سَلطنة عُمان بأنها أمّ البحار السِتّ، وحادثة صغيرة كهذه، لم ولن تُعكر صَفو مائها مَهما حاول المُغرضون تهويلها؛ فالجبل العُماني لنْ تهزّه ريح صَفراء ولا كل رياح الأرض.

وعُمان بها رجال يحمُونها بأرواحهم قبل أجسادهم فبوركت عُمان الأبيّة وبُورك شَعبها الوفيّ الشامخ العَصِيّ على المُلمات والمِحَن.

جاءت "حادثة الوادي الكبير" لتُثبت للعالم ما أشرنا إليه مِراراً وتكراراً أنّ هذا البلد قلعةً ثابتة ورصينة بأهله وقواته الأمنية البَطلة، وأنّ مُحاولات الأعداء ورياحهم الصّفراء سوف تتكسّر لا محالة على جُدران قلعتنا الحصينة مهما كان الوجه الذي يَلبسه العدو الضال الغاشم.

والحادثة كانت -وحسب شُرطة عُمان السُلطانية- عبارة عن إطلاق نار من أحد المَباني تجاه مجموعة من الوافدين المُتجمهرين لإحياء ذكرى عاشوراء، وأدَّى إلى مَقتل خمسة منهم ومَقتل الجُناة الثلاثة الذين تبيّن أنهم ثلاثة إخوة عُمانيون ضَلّوا طريقهم وانحرفوا عن جادة الصواب، وأصْبحوا أداة بيد قُوى الظلام ضِد وطنهم وشعبهم، كما أدَّى الحادث إلى استشهاد عنصر من شُرطة عُمان السلطانية وهو يقوم بواجبه المُقدس في حماية أمن وسلامة الوطن والشعب وجُرح أربعة من مُنتسبي الدفاع المدني الأبطال، وعدد آخر من الوافدين والمُواطنين.

والحادثة رغم بساطتها، تمكَّنت أجهزة الشُرطة من حَسْمها والقضاء على المُعتدين في دقائق إلاّ أنْ المُتصيدين في الماء العكر جعلوا منها حدثاً مُخيفاً، وألّفوا فيه قِصَصاً وأساطير لا يَعقلها عاقل.

إنَّ قيادتنا الرشيدة ممثلة بمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- لطالما أكّدت على أنّ سَلطنة عُمان دولة السلام والحُرية، وأنّ سياستها كانت وستبقى سياسة مُحايدة وداعمة للاستقرار في المنطقة ولكلّ العالم، ولها مواقف كثيرة ومَشهودة في هذا الشأن، كما أعْلَنت مَوقفها الثابت في نبذ وإدانة كلّ أشْكال التطرف والتعصّب الديني أو القومي وبكل أشكاله.

إنَّنا وفي هذا البلد الآمن القوي بالله وبرجاله الذين وهبوا أنفسهم للذّود عن حياض الوطن الطاهر "رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه"، رجال لم ولن يترددوا في التضحية بدمائهم وأرواحهم لتبقى عُمان واحة الأمن والأمان.

ومن كان يَحلم أنّ أحداثاً كهذه ستغير من تمسّك العُمانيين بوطنهم وبقضايا أمّتهم، فأحْلامه ستطير مع خفافيش الظلام، ومع أوّل بصيص لنور الشمس العُمانية الساطعة.

إنَّنا واثقون تمام الثقة بالأجهزة الأمنية البطلة ومهنيّتها وحصانتها وثقتنا مُطلقة في أجهزتنا المُخلصة بوفائها وعهدها، بأنه حتى العصافير في بَلدنا آمنة مُطمئنة لا يُعَكّر صَفو وداعتها مُعَكّر ولا يُهدد أمْنها عدو أو كائد.

وجوهر القول.. إنّ دولة عُمرها آلاف السنين وشعباً تمرَّس على مُواجهة الصُعوبات والمِحَن لنْ تُعَكّر صَفو مياهها حصاة صَغيرة ولا كائناً مَن كانَ ويكون، وأنّ أهل عُمان أثبتوا للعالم أنّهم هُم مَن يُعَلّم البشرية الدروس في الثبات والمَنعة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

عمر خيرت يتصدر تريند جوجل.. ويُشعل المسرح الكبير بأشهر مقطوعاته الموسيقية

 

تصدر الموسيقار الكبير عمر خيرت تريند محرك البحث "جوجل" في مصر، تزامنًا مع حفله المنتظر مساء اليوم، والذي يُقام على خشبة المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية في تمام التاسعة مساءً، وسط حضور جماهيري ضخم من عشاق موسيقاه ومحبيه من مختلف الأعمار.

ومن المقرر أن يقدم عمر خيرت خلال الحفل مجموعة من أبرز وأشهر أعماله الموسيقية التي لا تزال محفورة في ذاكرة الجمهور العربي، من بينها مقطوعات: "صابر يا عم صابر"، "ليلة القبض على فاطمة"، "ضمير أبلة حكمت"، و"خلي بالك من عقلك"، إلى جانب باقة أخرى من مقطوعاته التي تراوحت بين الموسيقى التصويرية للأعمال الدرامية والسينمائية والمقطوعات المستقلة التي أسرت قلوب المستمعين لعقود.

ويأتي هذا الحفل وسط احتفاء جماهيري واسع بمسيرة عمر خيرت الفنية، التي تجاوزت الأربعة عقود من الإبداع المتواصل، وهو ما جعله من بين أبرز صنّاع الموسيقى في الوطن العربي، حيث استطاع أن يمزج بين الأصالة والمعاصرة، وأن يقدم نموذجًا موسيقيًا فريدًا يحمل بصمته الخاصة.

ولد عمر خيرت عام 1948، وتلقى تعليمه الموسيقي في سن مبكرة على آلة البيانو في معهد الكونسرفتوار المصري تحت إشراف البروفيسور الإيطالي "كارو"، قبل أن يواصل دراسته في التأليف الموسيقي بكلية "ترينتي" في لندن، وهي المرحلة التي صقلت رؤيته الإبداعية ومنحته القدرة على تشكيل أسلوبه الموسيقي المستقل، الذي يتميز بالتنوع بين الكلاسيكي والمعاصر، وبالتدفق النغمي الذي يمس وجدان المستمع.

ولا يقتصر إبداع عمر خيرت على العزف والتأليف فحسب، بل امتد أيضًا إلى عالم الموسيقى التصويرية، حيث وضع بصمته المميزة على عدد كبير من الأفلام والمسلسلات المصرية والعربية. وكان من أبرز محطاته في هذا المجال موسيقى فيلم "ليلة القبض على فاطمة" عام 1984، والتي كانت بمثابة انطلاقة قوية في مشواره مع الموسيقى التصويرية، وحققت له شهرة واسعة.

ومنذ ذلك الحين، توالت أعماله في هذا المجال لتشمل أكثر من 100 عمل درامي وسينمائي، منها: "إعدام ميت"، "عفوًا أيها القانون"، "قضية العم أحمد"، "اللقاء الثاني"، "النوم في العسل"، و"العار"، وغيرها من الأعمال التي ارتبطت موسيقاها بوجدان الجمهور وذاكرته.

وفي عام 2023، نال عمر خيرت تكريمًا رفيعًا بحصوله على لقب شخصية العام الثقافية ضمن جائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها الـ17، وذلك تقديرًا لعطائه الموسيقي الذي لعب دورًا محوريًا في تشكيل الثقافة الموسيقية العربية الحديثة، وفي تأصيل الذائقة الموسيقية لدى أجيال متعددة.

ويعد عمر خيرت حالة فنية فريدة في تاريخ الموسيقى العربية، فهو موسيقي متجدد دائمًا، يعرف كيف يمزج بين الفخامة الكلاسيكية والحس الشعبي المصري، وبين الرومانسية والدراما، لذلك لم يكن غريبًا أن يكون حفله اليوم من بين أبرز الأحداث الثقافية التي لاقت رواجًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، ليتصدر اسمه التريند، ويعيد التأكيد على مكانته كأحد رموز الإبداع في مصر والعالم العربي.

مقالات مشابهة

  • الدوسري يرفع شعار الهلال من الأرض بعد فوز “الزعيم” الكبير.. فيديو
  • أشرف إمام: حمزة المثلوثي زملكاوي وخرج من الباب الكبير
  • المشرف العام على محيط المتحف الكبير: لا صحة إطلاقًا للأخبار حول عمل "تليفريك" بمنطقة الأهرامات
  • سعر الفراخ البيضاء اليوم الخميس بعد التراجع الكبير في الأسواق
  • غدا.. مدحت صالح وعمرو سليم على المسرح الكبير بالأوبرا
  • الأوبرا تحتفل بذكرى 30 يونيو على المسرح الكبير
  • هزة جديدة في بحر مرمرة تهز مشاعر سكان إسطنبول وتُعيد شبح “الزلزال الكبير”
  • زلزال يهز إسطنبول.. الهزة أعادت للأذهان “زلزال مرمرة الكبير”
  • ترامب يصف وقف إطلاق النار بين طهران وتل أبيب بـ"الإنجاز الكبير"
  • عمر خيرت يتصدر تريند جوجل.. ويُشعل المسرح الكبير بأشهر مقطوعاته الموسيقية