لجريدة عمان:
2025-07-04@21:13:01 GMT

افتتاحية.. عن النجاة من التطرف

تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT

افتتاحية.. عن النجاة من التطرف

هذا عصر مزدحم بالأحداث، والمتغيرات والتحولات تحت ضغط وتأثير الثورة التكنولوجية التي وظف جزء منها لمسارات ضارة وأفكار ضالة. ومن بين أهم الأخطار التي تواجه البشرية في الوقت الحالي خطر الفكر المتطرف الذي يقود أصحابه إلى هاويات فردية وجماعية تمس عموم المجتمع وعلاقاته ونسيجه المتماسك.

تجد الأيديولوجيات المتطرفة، التي كثيرًا ما تتخفى تحت ستار الحقيقة المطلقة والحلول التبسيطية لمشاكل معقدة، أرضًا خصبة في عقول المحبطين وخائبي الأمل والجهلة في أحيانا كثيرة، ومن الضروري أن ندرك، كمجتمع، قوة الثقافة والفلسفة في بناء عقول مستنيرة وفي ملء الكثير من الفراغات المتشكلة لدى بعض الشباب والتي تقودهم إلى مسارات التطرف والتشدد.

تبدأ جذور التطرف عند عتبات الجهل، وحول الخوف وفي عمق الشعور بالعزلة وفق ما يذهب إليه الفيلسوف ابن رشد الذي يقول: «الجهل يقود إلى الخوف، والخوف يقود إلى الكراهية، والكراهية تقود إلى العنف.. هذه هي المعادلة». ولتفكيك هذه المعادلة، يجب علينا أن نبني في شبابنا القدرة على فهم وتقدير تعقيدات العالم من حولهم، وهذه العملية البنائية هي جوهر البناء الحضاري والتي تتم عبر المنتج الثقافي والفكري والفلسفي وهي أسس تقوم عليها الحضارة ويمكن عبر الوعي بها تعزيز التفكير النقدي والتعاطف والشعور بالإنسانية المشتركة.

ما زالت كلمات الفيلسوف جون ستيوارت ميل تتردد وهو يقول: «إن من لا يعرف إلا الجانب الخاص به في القضية فإنه لا يعرف سوى القليل»، ولذلك فإن فهم وجهات النظر الأخرى في أي قضية من شأنه أن يفتح الكثير من الآفاق، آفاق الرؤية وآفاق الحوار وكذلك آفاق تقدير الآخر وفهم أفكاره، وتقوم الفنون على اختلافها بالكثير من هذا الدور، وفي العموم فإن مثل هذا الفهم من شأنه أن يكرس فكر التحليل والتساؤل وفي نهاية المطاف مقاومة التبسيط المخل الذي يبنى عليه الخطاب المتطرف.

وتقدم الفنون والثقافة ثراء معرفيا عبر رطنٍ بالتجربة الإنسانية التي تذكرنا بتراثنا الإنساني المشترك والجهود التي بذلها البشر عبر القرون في محاولة تفكيك تعقيدات الحياة عبر الإبداع.

وتوفر الفلسفة إطارا للبحث النقدي والتفكير الأخلاقي.. وتشجع أفكار ابن رشد والفارابي وابن سينا وسقراط وكونفوشيوس العقول الشابة على البحث عن الحكمة والسعي لتحقيق النزاهة الأخلاقية. وكما قال الفيلسوف العربي يعقوب بن إسحاق الكندي: «لا ينبغي لنا أن نخجل من تقدير الحقيقة والحصول عليها أينما جاءت، حتى لو جاءت من أعراق بعيدة وأمم مختلفة عنا».

إن العالم اليوم في أمسّ الحاجة إلى تكريس حضور الفن والثقافة والفلسفة في حياته وتشكيله الفكري من أجل كسر مسارات التطرف، وهذا بدوره يسهم في تمكين الأجيال الشابة من نقد التطرف بشكل منهجي ونبذه والبعد عن طرقه وتوجيه الطاقات نحو مستقبل متمسك بالتسامح والتفاهم والسعي الدؤوب نحو الحقيقة. هذا الأمر في مجمله يكرم الإنسان وإنسانيته المشتركة ويبني عالما ينتصر فيه نور العقل على ظلمة الجهل.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

مفاجأة.. حمد الله يقود هجوم الهلال في مونديال الأندية

كشفت تقارير صحفية، مساء الأربعاء، أن المهاجم المغربي عبد الرزاق حمد الله سيقود هجوم الهلال السعودي في مبارياته المقبلة بكأس العالم للأندية.

وأفادت صحيفة "عكاظ الرياضية" بأن النادي السعودي وقع عقدا مع حمد الله على سبيل الإعارة للمشاركة مع النادي في كأس العالم للأندية المقام في الولايات المتحدة.

وقال المصدر إنه يتم حاليا انتظار تسجيل الدولي المغربي ضمن قائمة الفريق المشارك في البطولة.

كما أشار إلى أن حمد الله قد ينضم لتداريب الهلال في وقت لاحق الأربعاء.

وأوضحت الصحيفة أن المفاوضات بين فريقي الهلال والشباب، الذي يلعب له حمد الله، لم تستغرق وقتا طويلا، إذ انطلقت في الساعات المتأخرة من مساء الثلاثاء.

ولم يعلن الهلال السعودي حتى الآن عن الصفقة، التي اعتبرها متابعون ومحللون "مفاجأة من العيار الثقيل".

وجاء هذا التحرك من إدارة الهلال بعد إصابة المهاجم الصربي ألكسندر ميتروفيتش.

وكشفت صحيفة "الرياضية" السعودية، الأربعاء، أن فرص ميتروفيتش أمام فلومينينسي "شبه منعدمة" بسبب الإصابة.

وسيواجه "الزعيم" السعودي فريق فلومينينسي البرازيلي على ملعب كامبينغ وورلد في أورلاندو، الجمعة، لحساب دور ربع النهائي.

وكان الهلال السعودي حقق انتصارا تاريخيا على مانشستر سيتي الإنجليزي في دور الـ16، بعدما فاز عليه بنتيجة 4-3.

مقالات مشابهة

  • وفاة الفيلسوف الليبي نجيب الحصادي.. مسيرة أكاديمية وفكرية حافلة
  • من كاوست إلى العالمية.. سعودي يقود مستقبل الابتكار في أشباه الموصلات
  • حمدالله يقود هجوم الهلال أمام فلومينينسي
  • مفاجأة.. حمد الله يقود هجوم الهلال في مونديال الأندية
  • في ذكرى ميلاده.. وحيد حامد صوت الحقيقة في زمن الصمت (تقرير)
  • تقرير الزمالك المسرب .. الرمادي يكشف الحقيقة ويبرئ صلاح مصدق
  • هل يحدث تسونامي بالبحر المتوسط.. أستاذ المناخ يكشف الحقيقة
  • جارسيا يقود الريال لمواجهة دورتموند في ربع النهائي
  • طعن مختل بمستشفى بني ملال ووفاة طفل بأغبالو... AMDH تطالب بكشف الحقيقة وتدق ناقوس الخطر
  • النوم في العمل.. هل هو تفانٍ أم كسل؟ اليابان تكشف الحقيقة!