يمانيون – متابعات
تتواصَلُ العملياتُ اليمنية النوعية ضد العدوّ الصهيوني ورعاته في البحر العربي والأحمر والأبيض المتوسط والمحيط الهندي، ومعها تتواصلُ الإفرازاتُ الناتجة عنها، والتي انعكست على شكل خسائرَ تجارية مهولة، ونزيف اقتصادي غزير، يتجلى الجانب الأبرز منه إفلاس ميناء أم الرشراش وبدء تسريح بقية العاملين بعد أن تم تسريعُ النصف منهم خلال الفترات الماضية؛ وهو الأمر الذي يجعلُ من العمليات اليمنية واستمراريتها، حَكَماً يحدّد المصير الاقتصادي للعدو الصهيوني، ويضاعف كُلفةَ إجرامه أكثر من أي وقت مضى.

ومنذ مطلع شهر يوليو الجاري، تتسارع خطواتِ الانهيار الاقتصادي داخل الكيان الصهيوني، على مستويات عدة، ابتداءً بعزوف الشركات والمستثمرين، وإغلاق آلاف الشركات التي تشكل السواد الأعظم من قوام التجارة والحركة الاقتصادية “الإسرائيلية” بعد أن كانت تعمل قبل الطوفان، وُصُـولاً إلى تعطّل الملاحة وما ترتب عليها من ارتفاع في أسعار الشحن وغلاء أسعار السلع وإفلاس الميناء ونشوب أزمة عمالة غير مسبوقة، بعد انتشار البطالة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلّة.

انكماش كبير للشركات:

ومنتصف الشهر الجاري أفادت صحيفة معاريف العبرية بأن 46 ألفَ شركة “إسرائيلية” اضطرت إلى إغلاق أبوابها؛ نتيجةً للحرب المُستمرّة وتأثيرها المدمّـر على الاقتصاد، في إشارة إلى تأثيرات العمليات اليمنية، وكذلك عمليات الإسناد الأُخرى القادمة من العراق ولبنان.

ووصفت صحيفة معاريف العبرية، الكيان الصهيوني بأنه “دولة منهارة”؛ وهو ما يكشف حجم الانهيار الداخلي وتأثيرات ذلك على الداخل الصهيوني المتهاوي.

فيما قال الرئيس التنفيذي لشركة خدمات المعلومات وإدارة مخاطر الائتمان الإسرائيلية “كوفاسي بي دي آي” المدعو “يوئيل أمير”: “هذا رقم مرتفع للغاية، ويشمل العديد من القطاعات، حوالي 77 % من الشركات التي أغلقت أبوابها منذ بداية الحرب، والتي تشكل حوالي 35 ألف شركة، وهي شركات صغيرة.

بدورها لفتت وسائلُ إعلام صهيونية إلى ارتفاع أسعار مختلف أنواع السلع، لا سيما مدخلاتِ الإنتاج الصناعي الخام، في حين أن قطاع السيارات قد أخذ نصيب الأسد من المعاناة.

وقد شهدت الأراضي الفلسطينيةُ المحتلّة انعدامًا لمعظم السلع، وغلاءً كبيرًا في أسعار المتوفر منها، وذلك بنسبة تجاوزت ضعف ما كانت عليه.

إفلاس ميناء أم الرشراش.. سلاسل توريدات العدوّ محاصرة من كُـلّ الاتّجاهات:

وفي ذات الصدد، يعاني القطاعُ الاقتصادي والتجاري الصهيوني من عدة اضطرابات، وعطفاً على العمليات اليمنية وتداعياتها، ما تزال هناك ضربات أُخرى يتلقاها الكيان في هذا الجانب، وهو فقدان البضائع المنقولة على السفن الفارة من البحر الأحمر والتي تسعى للإبحار عبر المحيط الهندي والتي تمر وسط ظروف جوية مميتة، حسبما أكّـده الإعلام الصهيوني.

وقالت صحيفة “ذا كريدل” الأمريكية: إن “السفن المبحرة حول الطرف الجنوبي لإفريقيا تواجه موجة من سوء الأحوال الجوية والعواصف التي أَدَّت بالفعل إلى جنوح سفينة وفقدان سفينة أُخرى أكثر من 40 حاوية في البحر”.

وأكّـدت الصحيفة الأمريكية أن الأحوال الجوية التي تمر بها السفن هرباً من الصواريخ اليمنية، قد أَدَّت إلى تعطل غالبية عمليات الشحن، للسفن التي حولت طريقها باتّجاه الرجاء الصالح؛ وهو ما يجعل العدوّ غير قادر على الهروب والتأقلم مع متغيرات مسرح العمليات البحري الواسع.

وفيما تواجه السفن المتجهة لموانئ فلسطين المحتلّة، شبح الاستهداف المباشر في البحرين العربي والأحمر والمحيط الهندي، علاوة على سوء الأحوال الجوية، فَــإنَّ ذلك قد أفرز عدة مصاعبَ على الكيان، أبرزُها إفلاسُ ميناء أُمِّ الرشراش، حَيثُ أكّـد مسؤولون صهاينة الأسبوع الفائت إفلاس الميناء؛ بسَببِ عزوف السفن وشركات الشحن وعجز إيصال أية سفينة إلى الميناء، بالإضافة إلى عدم قدرة الحكومة الصهيونية على دعم الميناء؛ بما يغطي أجور العاملين وباقي النفقات التشغيلية.

وفي هذا الصدد أكّـد الرئيس التنفيذي لميناء أم الرشراش “جدعون جولبرت”، أن الميناء أفلس بنسبة تزيد عن 90 %، منوِّهًا إلى أنه لم يكن هناك أي نشاط في الميناء لمدة ثمانية أشهر ولم ترد أية إيرادات.

بطالة تجتاح العمالة الصهيونية وعزوم كامل للاستثمار:

وقد أَدَّت هذه الخسائر في صفوف الميناء بشكل خاص، وباقي القطاعات الاقتصادية والتجارية الصهيونية بشكل عام في الداخل الصهيوني، إلى أزمة بطالة كبيرة؛ جراء تسريح عمال الميناء المفلس، وكذلك تسريح عمال غالبية الشركات الصهيونية؛ جراء الركود التجاري الكبير بفعل العمليات اليمنية المباركة وتداعياتها.

وأوردت صحيفة يديعوت أحرونوت في تقرير لها الأسبوع الفائت، أن شركة الطاقة المتجددة “سولاريدج”، أعلنت عن خطة كفاءة ستقوم بموجبها بتسريح حوالي 400 موظف، منهم 200 في الأراضي الفلسطينية المحتلّة، وهذه هي الموجة الثانية من تسريح العمال للشركة هذا العام، بعد أن قامت في يناير بطرد حوالي 900 موظف، والذين كانوا يشكِّلون آنذاك 16 % من إجمالي قوتها العاملة.

كما أوضحت الصحيفة العبرية، أن “التكنولوجيا الفائقة تفتقر إلى 9070 مهندسًا، في غضون ذلك، تم تسجيل زيادة كبيرة في عدد الوظائف الشاغرة في الأشهر من إبريل إلى يونيو من هذا العام في صناعات الأمن والموظفين، وعلى وجه الخصوص هناك نقص في قطاع فنيي الشبكات، حَيثُ ارتفع عددُ الوظائف بنسبة 46 %، وتم تسجيل الشواغر”.

وهذا فضلًا عما يعانيه ميناء أم الرشراش في هذا الجانب، وحيث كان قد استغنى عن نصف الموظفين في الأشهر الماضية، قبل أن يطرد دفعة تمثل غالبية المتبقين، وكل ذلك في أعقاب الإفلاس الناتج عن العمليات اليمنية، فيما يعاني القطاع العمالي بشكل عام داخل الاحتلال من بطالة تتجاوز 25 %.

ووسط هذا الانكماش في القطاع الاقتصادي الصهيوني، فقد كشفت تقارير متعددة عن عزوف الاستثمار عن الأراضي الفلسطينية المحتلّة، وقد عبر ما يوصف بـ”رئيس” هيئة الأوراق المالية التابعة للكيان عن قلقه البالغ من أن “الوضع الحالي دفع بالمستثمرين إلى نقل أموالهم بعيدًا عن “إسرائيل”، وأنهم يرفضون شراء السندات الإسرائيلية (تطرح الحكومة سندات بفوائدَ للحصول على الأموال كديون)”، مُضيفاً “أنهم يشعرون بالفعل بالمقاطعة الاقتصادية التي تجعل “إسرائيل” مصابة بالجذام”، فيما تعتبر هذه التصريحات من أهم ما يعبّر عن حال الاقتصاد والتجارة الصهيونية؛ وهو ما يجعل من استمرارية العمليات اليمنية ضربة قاضيةً تُجْهِزُ على ما تبقى؛ ليضع اليمن وجبهات الإسناد بذلك مطرقةً على آخر مسمار في نعش الكيان الصهيوني برمته.

– صحيفة المسيرة

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الأراضی الفلسطینیة العملیات الیمنیة میناء أم الرشراش المحتل ة میناء أ

إقرأ أيضاً:

من يحدد الوقت الضائع لنتنياهو؟

ناشدت المحامية دافنا هولتز ليتشنر، التي تمثل مجموعة "الدفاع عن الديمقراطية" المستشارة القانونية لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، جالي بهاراف مايارا، باستبعاد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن مهامه رسميا لعدم اهليته.

المطالبة جاءت في ضوء أحكام المحكمة العليا التي تقضي بعدم قدرة نتنياهو على تعيين رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) ديفيد زيني بسبب تضارب المصالح، محذرة بأنه في حال لم تتخذ المستشارة القانونية أي إجراء بشأن هذه القضية، فسوف تتقدم هولتز ليتشنر بالتماس إلى المحكمة العليا بالنيابة عن مجموعة مراقبة الديمقراطية.

الرسالة نشرتها صحيفة معاريف العبرية يوم الخميس تحت عنوان تحول دراماتيكي: التحرك لعزل نتنياهو بدأ رسميا. والتحرك لعزل نتنياهو وإبعاده عن المشهد السياسي لم يبدأ برسالة المحامية ليتشنر، إذ استبقها قبل شهر رئيس الكيان الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ بدعوته نتنياهو عبر صحيفة هآرتس ومن ثم يديعوت أحرنوت نهاية نيسان/ أبريل الفائت؛ إلى دراسة إمكانية إبرام صفقة إقرار ذنب في محاكمته بتهم الفساد، يخرج بموجبها نتنياهو من الحياة السياسية دون الزج به في السجن.

خيار هرتسوغ لنتنياهو للاعتراف بالذنب مقابل اعتزاله الحياة السياسية الأمثل والأفضل للكيان الإسرائيلي ولمكانته في المعسكر الغربي، إذ يسمح بالمناورة لتعويم الكيان الإسرائيلي داخليا وإقليميا ودوليا
إسحاق هرتسوغ يفضل خيار الصفقة على نزع الأهلية من نتنياهو، وقد حاول جاهدا إقناعه به عبر مناشدات سرية وأخرى علنية في مقابلات صحفية، قبل تحرك المحامية ليتشنر الذي بدأته يوم أمس الخميس (29 أيار/ مايو).

يُفهم من هذا التسارع الدراماتيكي الذي أشارت إليه صحيفة معاريف بعد مضي شهر على مقترح هرتسوغ؛ أن الوقت نفد من نتنياهو، وأن ما تبقى هو وقت ضائع ليس من الواضح من الطرف الذي سيحدد مقداره، هل سيكون ستيف ويتكوف، الوسيط الأمريكي بالنيابة عن ترامب، أم وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي ورئيس الحكومة كير ستارمر؛ الذي ذهبت حكومته نحو تأجيل فرض عقوبات على وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن إيتمار بن غفير بحجة حادثة مصرع اثنين من دبلوماسيي السفارة الإسرائيلية في واشنطن الأسبوع الماضي، وهي أخبار سُربت من لندن بالتوازي مع ما تم كشفه حول نية المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرتي جلب بحق سموتريتش وبن غفير؛ قبل أن يجمد نشاطه بسبب تحقيقات ارتبطت بشكوى ضده من موظفة تعمل في مكتبه.

في كل الأحوال، الأصابع على الزناد لبنادق سياسية وقانونية واقتصادية محشوة وموجهة نحو نتنياهو وأعضاء حكومته، ما جعل من خيار هرتسوغ لنتنياهو للاعتراف بالذنب مقابل اعتزاله الحياة السياسية الأمثل والأفضل للكيان الإسرائيلي ولمكانته في المعسكر الغربي، إذ يسمح بالمناورة لتعويم الكيان الإسرائيلي داخليا وإقليميا ودوليا .

خيار هرتسوغ لم يُستبعد وزُوّد بوقت إضافي استثمره نتنياهو بتفعيل ورقة المساعدات والمفاوضات في الآن ذاته، أوراق فاقمت من أزمة العلاقة بين الإدارة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي بدل أن تحد من تدهورها، خصوصا مع الجانب الأمريكي والبريطاني والألماني، فالوسيط الأمريكي بات مأزوما، ذلك أن مشروع مؤسسة غزة (GHF) وشركة البحوث والحلول الأمنية (SRS) إلى جانب شركة أوربيس (ORBS)؛ انطوى على شبه فساد داخل ائتلاف نتنياهو وامتد نحو شركائه في أمريكا، بالتوازي مع اتهام هذه الشركات بالشراكة في ارتكاب جرائم حرب وتجويع بحق الشعب الفلسطيني، وهي اتهامات عكستها التحقيقات الصحفية داخل الكيان وأمريكا عبر صحيفة نيويورك تايمز ووول ستريت جورنال وصحيفة هآرتس العبرية، وانضمت إليها مؤخرا واشنطن بوست، ما وضع هذه الشركات وعلاقات المتنفذين بها داخل حكومة نتنياهو تحت الضوء، ودفع اثنين من مدراء مؤسسة غزة للقفز من السفينة الجانحة بسبب العواصف القانونية والسياسية التي اجتاحت العالم .

الوقت الإضافي أو ما تبقى منه لنتنياهو يناور فيه داخليا وإقليميا، مستعينا بمن تبقى لديه على مقاعد الاحتياط من مسؤولين أمنيين وعسكريين، أو شركاء إقليميين عرب وعجم، يشركهم في معركته للسيطرة على المساعدات وسلاح التجويع في قطاع غزة، وللسيطرة على خصومه ومواجهة الحراك العالمي
أمام هذه التحولات المشبعة بضغوط سياسية وأمنية وقانونية داخلية وخارجية على نتنياهو، يُطرح السؤال حول الطرف الذي يحدد الوقت الضائع المتبقي من عهد نتنياهو وفريقه السياسي والأمني، هل هو نتنياهو نفسه، أم دونالد ترامب؟ إذ تتزايد الإعلانات المتكررة من المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف حول إمكانية التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة يفضي لاتفاق شامل ونهائي، بقوله الخميس: أعتقد أننا على وشك إصدار ورقة تتضمن شروطا جديدة، نأمل أن يتم تسليمها قريبا، مضيفا القول: إن الرئيس (الأمريكي) سيقوم اليوم (الخميس) بمراجعة هذه الوثيقة، ولدي شعور إيجابي جدا حيال إمكانية التوصل إلى حل دائم، يشمل وقفا مؤقتا لإطلاق النار، وتسوية سلمية لهذا الصراع.

في المقابل، فإن نتنياهو يستثمر وقته في إغلاق ثغرة الشاباك من خلال الإتيان بالجنرال ديفيد زيني خلفا لرونين بار، حيث يعوّل عليه في إكسابه مزيدا من الوقت والقدرة على الحسم لصراعاته الداخلية والإطاحة بخصومة.

ختاما.. الوقت الإضافي أو ما تبقى منه لنتنياهو يناور فيه داخليا وإقليميا، مستعينا بمن تبقى لديه على مقاعد الاحتياط من مسؤولين أمنيين وعسكريين، أو شركاء إقليميين عرب وعجم، يشركهم في معركته للسيطرة على المساعدات وسلاح التجويع في قطاع غزة، وللسيطرة على خصومه ومواجهة الحراك العالمي الذي بات ضاغطا وفاعلا ومنفلتا من عقاله في أوروبا وأمريكا، وكامنا مقلقا في العالم العربي والإسلامي، فصافرة النهاية لم تعد بيد الحكومات ومعتمدة على صبر ويتكوف، بل بيد الشعوب في العالم الحر الذي يكاد ينفد صبرها وهي تراقب شاشة النهاية وثوانيها الأخيرة.

x.com/hma36

مقالات مشابهة

  • العمليات اليمنية لإسناد غزة (2-2) فعالية التكتيك، ودروس الإنجاز
  • صحيفة إسرائيلية: تركيا أصبحت القوة الجديدة التي تُقلق إسرائيل في الشرق الأوسط!
  • صحيفة بريطانية: الضربات اليمنية أجبرت واشنطن ولندن على الانسحاب وترك “إسرائيل” تواجه مصيرها منفردة
  • كرامي استقبل النائب ناصر ورئيس بلدية الميناء والشيخ البصيلي
  • رضوان فارق الحياة بحادث مروع في الميناء ـ طرابلس
  • الدور الإماراتي في احتلال الجزر اليمنية وتحويلها إلى مناطق نفوذ مشترك مع كيان العدو الصهيوني .. ميون وسقطرى نموذجًا
  • من يحدد الوقت الضائع لنتنياهو؟
  • السلطة المحلية بالبيضاء تدين جريمة استهداف العدو الصهيوني مطار صنعاء وتدمير طائرة اليمنية
  • مناقشة سبل تذليل التحديات المالية التي تواجه الصناعيين في حماة
  • السوداني يوجه بتسهيل عمل المقاولين ومعالجة المعوقات التي تواجههم