الوطن:
2025-07-09@01:36:34 GMT

محمد ممدوح يكتب: خطوة مهمة تليق بالجمهورية الجديدة

تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT

محمد ممدوح يكتب: خطوة مهمة تليق بالجمهورية الجديدة

تعتبر قضية الحبس الاحتياطى من أبرز القضايا الحقوقية والقانونية، التى تشغل الرأى العام المصرى خلال السنوات الأخيرة، ففى ظل الخطوات الإيجابية التى تقوم بها الدولة المصرية لتعزيز مسيرة حقوق الإنسان فى مصر، تبرز الحاجة الملحة لإعادة النظر فى هذا الإجراء وتبنى بدائل أكثر عدالة وإنسانية، حيث يجب علينا تسليط الضوء على أبعاد هذه القضية، وتقديم تحليل معمق للتجارب الدولية الناجحة فى هذا المجال، واقتراح حلول عملية قابلة للتطبيق فى السياق المصرى، وذلك فى ظل المطالبات المتزايدة من مختلف الأطراف بضرورة الإصلاح الشامل للنظام القضائى المصرى.

- أسباب اللجوء إلى الحبس الاحتياطى:

الخوف من هروب المتهم: يعتبر هذا السبب من أهم الأسباب التى تدفع النيابة إلى طلب الحبس الاحتياطى، خاصة فى الجرائم الخطيرة.

التأثير على الشهود.

ضمان حضور المتهم للمحاكمة: يهدف الحبس الاحتياطى إلى ضمان حضور المتهم لجلسات المحاكمة وعدم فراره.

الاعتقاد بأن الحبس الاحتياطى ضرورى لحفظ النظام العام.

- الآثار السلبية للحبس الاحتياطى:

يعد انتهاكاً لحقوق الإنسان: يمثل الحبس الاحتياطى انتهاكاً صريحاً لحقوق الإنسان، بما فى ذلك الحق فى الحرية الشخصية خاصة فى حال ثبوت براءة المتهم.

الاكتظاظ فى أماكن الاحتجاز: تؤدى زيادة أعداد المسجونين الاحتياطيين إلى تفاقم مشكلة الاكتظاظ فى أماكن الاحتجاز، مما يؤثر سلباً على ظروف الاحتجاز.

تأثير سلبى على الاقتصاد: يكلف الحبس الاحتياطى الدولة مبالغ طائلة، ويمكن توجيه هذه المبالغ إلى مشاريع تنموية أخرى.

إضعاف الثقة فى منظومة العدالة: حيث يؤدى الإفراج عن العديد من المتهمين بعد فترة طويلة من الحبس الاحتياطى بسبب عدم كفاية الأدلة إلى تآكل الثقة فى القضاء.

- بدائل الحبس الاحتياطى: تجارب دولية ناجحة:

تعد العديد من الدول المتقدمة والنامية قدوة فى مجال تطبيق بدائل الحبس الاحتياطى، حيث أثبتت هذه البدائل نجاحها فى تحقيق أهداف العدالة وحماية حقوق الإنسان:

ألمانيا: تعتبر ألمانيا من الرواد فى مجال تطبيق بدائل الحبس الاحتياطى، حيث يتم اللجوء إلى هذه البدائل بشكل واسع، مثل الإقامة الجبرية والمراقبة الإلكترونية، ما أدى إلى تقليل عدد المسجونين الاحتياطيين بشكل كبير.

فرنسا: اعتمدت فرنسا نظاماً شاملاً لبدائل الحبس الاحتياطى، بما فى ذلك الكفالة المالية والحظر من السفر، مما ساهم فى تخفيف الضغط على السجون وتحسين ظروف الاحتجاز.

إيطاليا: نجحت إيطاليا فى تطبيق نظام مراقبة إلكترونية متطور، حيث يتم ربط المتهم بجهاز تتبع يتيح للمحكمة مراقبة تحركاته والتأكد من التزامه بشروط الإفراج عنه.

أمريكا: على الرغم من الانتقادات الموجهة إلى نظام العدالة الجنائية الأمريكية، فإن بعض الولايات الأمريكية تبنت برامج ناجحة لبدائل الحبس الاحتياطى، مثل برامج الإفراج المشروط تحت الإشراف.

- مقترحات لتطبيق بدائل الحبس الاحتياطى فى مصر:

لتطبيق بدائل الحبس الاحتياطى فى مصر بشكل فعال، يجب اتخاذ مجموعة من الإجراءات، منها:

تعديل تشريعى: تشمل إجراء تعديلات على قانون الإجراءات الجنائية لتوسيع نطاق تطبيق بدائل الحبس الاحتياطى، وتحديد الحالات التى يكون فيها الحبس الاحتياطى ضرورياً.

تطوير البنية التحتية: إنشاء نظام معلوماتى متكامل لإدارة بدائل الحبس الاحتياطى، وتوفير الأجهزة والمعدات اللازمة لتطبيق هذه البدائل، مثل أجهزة التتبع الإلكترونى.

تدريب أعضاء الهيئات القضائية: بما يشمل تنظيم برامج تدريبية للقضاة والنيابة لتوعيتهم بأهمية بدائل الحبس الاحتياطى وكيفية تطبيقها.

تعزيز دور المجتمع المدنى: تشجيع دور المنظمات الحقوقية والمجتمع المدنى فى مراقبة تطبيق هذه البدائل والعمل من أجل إصلاح النظام القضائى.

توفير برامج تأهيل للمتهمين: تقديم برامج تأهيل للمتهمين الذين يتم الإفراج عنهم تحت الإشراف، بهدف إعادة دمجهم فى المجتمع ومنعهم من العودة إلى سبب الاحتجاز.

ودعونا نؤكد أن تطبيق بدائل الحبس الاحتياطى فى مصر يمثل خطوة حاسمة نحو بناء نظام قضائى أكثر عدالة وإنسانية، بما يتوافق مع الخطوات الجادة التى اتخذتها الدولة المصرية لعملية الإصلاح، ابتداء من دستور عام 2014 وصولاً للاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، حيث يتطلب هذا الأمر تضافر جهود جميع الأطراف المعنية، بما فى ذلك الحكومة والبرلمان والسلطة القضائية والمجتمع المدنى، من خلال تبنى هذه البدائل يمكن لمصر أن تحقق تقدماً ملحوظاً فى مجال حقوق الإنسان وتعزيز سيادة القانون

*عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الحبس الاحتياطي الحوار الوطني البرلمان لحقوق الإنسان هذه البدائل فى مصر

إقرأ أيضاً:

د. عصام محمد عبد القادر يكتب: التربية على مواجهة الأزمات

رغم ما قد نواجهه من تحديات، وما نعاني منه من أزمات؛ إلا أن الإرادة، والعزيمة، التي خلقها اللهُ – تعالى - في نفوسنا، ناهيك عن القيم النبيلة، التي قد ترَّسخت في وجدانياتنا، كل ذلك قد ساهم في مقْدرتنا على تحويل المحن، التي نمرُ بها إلى منح، نجني ثمارها جيلاً، تلو الآخر، وهذا ما عليه الإنسان على المستوى الفرديّ، أو في خضمّ عمل جماعيّ؛ حيث إن فلسفة الحياة لا تعترف بالانكسار، ولا تتقبل الاستسلام.

الأمُّة المصرية في ظل تاريخها المجيد، كثيرًا ما مرّت بشدائد؛ لكن طبيعة مجتمعاتها تُوصف بالمرونة، والإيجابيّة؛ ومن ثم تخلق فرص الخلاص، من سياج الخُنوع، أو الخُضوع؛ لتعتليَ سُلَّم التقدم، والازدهار، وتصبح في مقدمة الأمم، التي تحمل حضارة زاخرة بالبطولات، وشُروفات المواقف، والأحداث، بل، هناك تراث يتحدث عن منْعة، وقوة، وإرادة، وعطاء هذا الشعب العظيم في مكنونه، ومُكوّنه.

من باطن الأزمة تتفجر الأفكار المُلْهمة، وتطْفو الابتكارات، التي تحدث نقلاتٍ نوعيّة في شتَّى مجالات الحياة، وفي هذا بيانٌ واضحٌ، يؤكد على صلابة، وصمود المواطن المصريّ، وتعاطيه بمنتهى المرونة مع التغيرات، والأحداث الشائكة المليئة بالتحديات؛ لكن عزيمته، وإقدامه نحو المواجهة، يخلق الأمل، والطموح، ويُعزّز من الثقة بالنفس بأنه قادر على تحقيق الغاية، وهذا يستند على وعي صحيح تجاه النفس، وكل ما يحيط بالإنسان.

التربية على مواجهة الأزمات، نستلهما دون مواربة من شعب مصر العظيم، الذي يمتلك الوعي الرشيد تجاه كل ما يمرُّ به من تحديات، أو صعوبات على كافة المستويات، كون هذا الشعب الأصيل لديه قناعةٌ تامةٌ بأن ما يجري في ملك الله- عزوجل- بإرادته؛ ومن ثم يثابر، ويعمل ويجتهد، ويبذل الغالي، والنَّفيس من أجل بناء الوطن، وصوْن مُقدّراته والحفاظ على أمنه، وأمانه؛ لذا تجد أن الرباط بين المجتمع المصريّ، ومؤسساته، وقيادته السياسيّة قويّة، لا تنْفكُّ عُقْدتها، ووثاقها.

النضج المجتمعيّ نراه في اندماجه، حينما تتفاقم الأزمات، وتصل إلى مستويات، لا يتحمَّلها غير المصريين؛ فهناك قيم، ومبادئ حاكمة، تؤكد على أن هذا الشعب قد تربَّي على التحمّل، والصبر الجميل، بل، قد عزّز لدى أجياله إعمال ميزان العقل في التصرف، والحكمة في مُدارسة الأمور؛ فلا مجال للسّقوط في دائرة الصراعات، والخلافات بين أبناء المجتمع الواحد، ولا استثناء لفئة على حساب أخرى في شراكة بناء الوطن، والخطوط الحمراء في قضايا الوطن المصيريّة، تُطبَّقُ على الجميع، ويدركها القاصي، والدَّاني.

التربية على مواجهة التحديات، والصعوبات، والأزمات والنَّوازل لدى الإنسان، ليست من قُبيل التَّرف، أو الاختيار؛ لكنّها ضرورة قصوى، تصْقل في النفس ماهيّة مفاهيم، يصعب الاستغناء عنها في خضمّ، عالم مُتقلِّب؛ حيث تبدأ بالثبات، حال التموّجات، التي تمر بها المجتمعات، والتمسك بقيم أصيلة، تؤكد على اللُّحمة، والتلاحم، وقوة النَّسيج، بداية من تحمُّل المسئولية، والاهتداء بطريق المعرفة العلمية، الرصينة؛ ليترَّسخَ في النفوس المنهجية القويمة، التي تسهم في تحقيق نجاحات، غير مسبوقة بالطبع تقوم على العمل، والجدِّ، والاجتهاد، والإتقان.

في التربية على مواجهة الأزمات، تتضاعف أهميّة التضامن، والاندماج بين أطياف المجتمع المصريّ؛ ومن ثم تقوى العزيمة، وتزداد الهمم، وتتضافر الجهود من أجل تحقيق الهدف، وهنا ندركُ أن قوّة المجتمع في تماسك جبْهته الداخليّة، التي لا تتقبل الوصاية، ولا تتسمَّع  إلى بعض الشائعات، التي تودُّ الفتْك بالمجتمع، وإضعاف الثقة بين مكوّنه؛ ومن ثم نرصد حالة من التواصل الفعّال بين الجميع، ونشاهد تضاعف في الطاقات، التي تسْتثمر بشكل إيجابيّ من أجل خدمة المصالح العُلْيا للدولة؛ حينئذٍ نوقن أن العاطفة المصريّة الجيّاشة، قد أخذت طريقها نحو الرَّغبة الجامحة في بُلوغ النَّصر المُبين.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.

طباعة شارك فلسفة الحياة الاستسلام الأمُّة المصرية

مقالات مشابهة

  • أمن سلا الجديدة يضبط ويحجز كمية مهمة من “الحشيش”
  • نجاح كبير لألبوم "محسبتهاش" لرامي جمال: خطوة مهمة تضعه في صدارة المشهد الغنائي
  • محمد مندور يكتب: أبطال المناخ وسفراء الزراعة
  • تأجيل محاكمة 32 متهما بخلية اللجان الإدارية لجلسة 4 أكتوبر للاطلاع
  • الحبس 14 سنة لمتهمة بانتحال صفة طبيبة وإجراء عمليات تجميل بمصر الجديدة
  • الحبس 5 سنوات لمتهمة بانتحال صفة طبيبة وإجراء عمليات تجميل بمصر الجديدة
  • ممدوح عباس تدخل لحسم هذه الصفقة للزمالك.. تفاصيل
  • عزة مصطفى: إعادة مشروع البكالوريا الجديدة للحكومة خطوة مهمة لإعادة الصياغة
  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: التربية على مواجهة الأزمات
  • أبو العلا: تعديلات المهن الطبية خطوة مهمة لأخصائي تكنولوجيا العلوم الصحية التطبيقية