إستمرار العدوان الإسرائيلي على غزة .. والسكان يلجأون لسجن سابق مع عدم وجود مكان يذهبون إليه
تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT
عواصم "رويترز": لجأ مئات الفلسطينيين إلى منشأة في غزة كانت تُستخدم سجنا لاحتجاز القتلة واللصوص في وقت سابق، وذلك بعد أن تسبب قصف إسرائيلي مستمر منذ أسابيع في تشريدهم وعدم وجود مكان آخر يذهبون إليه.
وقالت ياسمين الدرديسي إنها وعائلتها مروا على جرحى لكنهم لم يتمكنوا من مساعدتهم في أثناء إجلائهم من إحدى مناطق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة باتجاه سجن أصداء المركزي في غزة.
وأضافت ياسمين أنها أمضت هي وعائلتها يوما تحت شجرة قبل أن ينتقلوا إلى هذا السجن السابق، حيث يعيشون الآن في غرفة للصلاة.
وتوفر الغرفة لهم الحماية من أشعة الشمس الحارقة، ولكنها غير مجهزة على الإطلاق للمعيشة.
ويعاني زوج ياسمين من فشل في إحدى كليتيه ويعيش برئة واحدة، وقالت إنه ليس لديه أي فراش.
وأضافت ياسمين التي تخشى مثل الكثير من الفلسطينيين من إجبارها على النزوح مرة أخرى "لحتى الآن أصلا احنا مش مستقرين فيه كمان".
وتقول إسرائيل إنها تبذل قصارى جهدها لحماية المدنيين في حربها مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) التي تدير قطاع غزة.
وقادت الحركة هجوما على إسرائيل في السابع من أكتوبر وهو ما أشعل فتيل أحدث موجة من الصراع في غزة.
ويقول فلسطينيون، وكثيرون منهم نزحوا عدة مرات بالفعل، إنه لا يوجد مكان في غزة يخلو من القصف الإسرائيلي، الذي حول أجزاء كبيرة من غزة إلى أنقاض.
وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن غارة جوية إسرائيلية تسببت في مقتل 90 فلسطينيا على الأقل في منطقة المواصي الإنسانية في 13 يوليو في هجوم قالت إسرائيل إنه استهدف قائد الجناح العسكري لحركة حماس محمد الضيف.
وقالت الوزارة الخميس إن غارات جوية إسرائيلية على مناطق في شرق خان يونس أدت إلى مقتل 14 شخصا.
ودُمرت أحياء بأكملها في واحد من أكثر الأماكن كثافة سكانية في العالم، حيث ينتشر الفقر والبطالة على نطاق واسع منذ فترة طويلة.
وتقول الأمم المتحدة إن نحو تسعة من كل عشرة أشخاص في قطاع غزة أصبحوا الآن نازحين داخليا.
وقالت سارية أبو مصطفى إن القوات الإسرائيلية أبلغتها هي وعائلتها بضرورة الفرار بحثا عن مأوى لأن الدبابات كانت في طريقها إليهم.
وبعد أن ناموا في العراء على أرض رملية، وجدوا ضالتهم في هذا السجن بين الأنقاض والثقوب التي تملأ جدران المباني التي خلفتها المعارك التي دارت هناك. وكان السجناء قد أُطلق سراحهم قبل وقت طويل من الهجوم الإسرائيلي.
وقالت "ما أخدناش معنا ولا اشي. وماشية جينا هنا مشي... أطفال صغار يمشوا معانا"، مضيفة أن الكثير من النساء كان معهن خمسة أو ستة أطفال وكان من الصعب العثور على الماء.
واحتضنت ابنة أخيها التي ولدت في أثناء الصراع الذي أدى إلى مقتل والدها وإخوتها.
وتشير إحصاءات إسرائيلية إلى أن الهجوم الذي قادته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول تسبب في مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة.
ويقول مسؤولو صحة فلسطينيون إن أكثر من 39 ألف فلسطيني قتلوا في الهجوم اللاحق الذي شنته إسرائيل على القطاع.
ووصلت هنا السيد أبو مصطفى إلى السجن بعد نزوحها ست مرات.
وإذا فشل الوسطاء المصريون والأمريكيون والقطريون في التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار الذي قالوا في أكثر من مناسبة إنه قريب، فقد تضطر هي وغيرها من الفلسطينيين إلى النزوح مرة أخرى. وقالت "وين بدنا نروح؟ كل الأماكن اللي بنروح إليها خطرة".
إستشهاد قيادي
ذكرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية في ساعة مبكرة من صباح الجمعة أن قياديا بحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في الضفة الغربية توفي بعد نقله من سجن إسرائيلي لمستشفى.
وأوضحت الهيئة أن مصطفى محمد أبو عره (63 عاما) توفي جراء تدهور خطير طرأ على وضعه الصحي نقل على إثره من سجن ريمون إلى مستشفى.
وقالت الهيئة في بيان "قبل اعتقاله كان يعاني من مشاكل صحية صعبة، وكان بحاجة إلى متابعة صحية حثيثة، إلا أنه ومنذ لحظة اعتقاله، واجه الشيخ أبو عره كما الأسرى كافة، جرائم وإجراءات غير مسبوقة بمستواها منذ بدء حرب الإبادة".
واعتبرت الهيئة أن أبو عره تعرض منذ اعتقاله في أكتوبر تشرين الأول الماضي "لعملية قتل بطيء نفذت بحقه... وحرمانه من العلاج".
ولم يصدر على الفور تعقيب من جانب إسرائيل.
وذكرت مؤسسات فلسطينية في الآونة الأخيرة أن 18 فلسطينيا على الأقل لقوا حتفهم خلال احتجازهم لدى إسرائيل منذ اندلاع حرب غزة في السابع من أكتوبر.
مليون جرعة
قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس الجمعة إن المنظمة سترسل أكثر من مليون جرعة من لقاح ضد شلل الأطفال إلى غزة وسيتم توزيعه على مدى الأسابيع المقبلة لمنع إصابة الأطفال بالعدوى بعد رصد الفيروس في عينات من مياه الصرف الصحي بالقطاع.
وذكر جيبريسوس في مقال رأي بصحيفة الجارديان البريطانية "رغم عدم تسجيل أي حالة إصابة بشلل الأطفال حتى الآن، بدون اتخاذ إجراءات فورية سيكون الأمر مجرد مسألة وقت قبل إصابة آلاف الأطفال الذين أصبحوا بلا حماية".
وكتب جيبريسوس أن الأطفال دون سن الخامسة هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بهذا الفيروس، وخاصة الرضع دون سن الثانية بسبب تعطل حملات التطعيم العادية نتيجة الصراع المستمر منذ تسعة أشهر.
وشلل الأطفال، الذي ينتشر بشكل أساسي عبر انتقال المواد البرازية من الشخص المصاب عن طريق الفم، هو فيروس شديد العدوى يصيب الجهاز العصبي ويسبب الشلل. وانخفضت حالات الإصابة بالفيروس بنسبة 99 بالمئة في العالم منذ عام 1988 بفضل حملات التطعيم الجماعية ولا تزال الجهود مستمرة للقضاء عليه تماما.
وقال الجيش الإسرائيلي الأحد الماضي إنه سيبدأ تطعيم جنوده في غزة بلقاح شلل الأطفال بعد رصد آثار للفيروس في العينات المأخوذة من القطاع.
وبالإضافة إلى شلل الأطفال، أعلنت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي زيادة كبيرة في حالات الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي (أ) والدوسنتاريا والتهاب المعدة والأمعاء مع تدهور الظروف الصحية في غزة بسبب تسرب مياه الصرف الصحي إلى الشوارع القريبة من بعض مخيمات النازحين.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: قطاع غزة أکثر من فی غزة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل مسؤولة.. هآرتس: المياه أغرقت خيام غزة والأوضاع تنذر بالخطر
قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إنه رغم دخول وقف إطلاق النار في غزة حيّز التنفيذ في أكتوبر/تشرين الأول، فإن آلاف الغزيين لا يزالون يعيشون في خيام بدائية لا تقيهم المطر، حيث غمرت المياه مخيمات النازحين المكدسة بالنفايات والمياه العادمة، مما يزيد من مخاطر الأمراض المعدية.
ونقلت الصحيفة عن أطباء ومنظمات إنسانية تعبيرهم عن قلقهم البالغ من التلوث البيئي الذي تسببت به العاصفة، فمياه الأمطار تغمر مخيمات النازحين وتجرف النفايات والمخلفات البشرية نحو المناطق السكنية، مما يجعل الحفاظ على النظافة أمرا مستحيلا.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بلا خيام وبلا مقومات.. الغزيون يواجهون منخفضا جويا فاقم معاناتهمlist 2 of 2مراسل بريطاني: لم أتوقع أن تكون حياة الفلسطينيين بالضفة بهذا السوءend of listوذكرت أن المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، تيس إنغرام، المقيمة حاليا في القطاع، أكدت تسجيل ارتفاع في حالات الإسهال وأمراض معدية أخرى، وقالت إنها شاهدت أطفالا يمشون حفاة بلا معاطف وسط مستنقعات الطين.
إسرائيل مسؤولةوقالت تانيا هاري، المديرة التنفيذية لمنظمة "غيشا" الإسرائيلية لحقوق الإنسان، للصحيفة إن الوضع في غزة "ليس كارثة طبيعية، بل كارثة كانت معروفة سلفا".
وأضافت أن "إسرائيل تتحمل مسؤولية الأرواح التي ستُزهق والمعاناة الهائلة للمدنيين".
واستعدادا للعاصفة، نفذت الأمم المتحدة وجهات أخرى عملية تفريغ حوض للصرف الصحي ومياه الفيضانات في وسط غزة خشية أن تفيض، بحسب الصحيفة.
كما جرت عمليات لتوزيع خيام وأغطية مشمعة وبطانيات وملابس شتوية على الأسر، في حين يعيش كثيرون في خيام ممزقة لا توفر أي حماية من المطر، وفقا لهآرتس.
المتحدثة باسم اليونيسيف، تيس إنغرام، المقيمة حاليا في القطاع، أكدت تسجيل ارتفاع في حالات الإسهال وأمراض معدية أخرى، وقالت إنها شاهدت أطفالا يمشون حفاة بلا معاطف وسط مستنقعات الطين
وقال مسؤولون كبار في بلدية غزة ومنظمات الإغاثة لصحيفة هآرتس إنه رغم وقف إطلاق النار لم يدخل أي دعم حقيقي إلى غزة لحماية السكان من العواصف، فلم تدخل خيام مقاومة للماء، أو بيوت متنقلة، أو أي حلول سكنية شتوية.
وكل ما دخل مؤخرا كان بضائع مدنية أدخلها تجار من القطاع الخاص، وليس ضمن منظومة مساعدات إنسانية منظمة.
إعلانوقال مصدر في بلدية غزة للصحيفة: "تم تدمير كل أنظمة الصرف الصحي والمياه والكهرباء، لا يوجد أي مؤشر على تحسن أو بدء إعادة إعمار فعلية".
وكشف مسؤول كبير آخر للصحيفة أن المعدات الهندسية التي دخلت القطاع مؤخرا لم تُستخدم في إعادة الإعمار المدني، حيث استخدمت جرافات لفتح بعض الطرق أو تنفيذ أعمال محددة، وليس لبرنامج إعادة إعمار منهجي.
وقالت سلمى، وهي صحفية في شمال غزة: "البنية التحتية مدمرة بالكامل بعد عامين من الحرب؛ لا حل قادرا على توفير استجابة كافية. وحده الإعمار المتسارع، إن حدث، قد يساعد".
وصرح الدكتور محمد أبو سلمية، مدير مستشفى الشفاء في غزة، لهآرتس بأن هناك ازديادا ملحوظا في حالات انخفاض حرارة الجسم بين الأطفال، وارتفاعا في حالات إدخال كبار السن ومرضى القلب والجهاز التنفسي إلى المستشفيات.
وأضاف: "نحذر من أن استمرار تأثير الأحوال الجوية قد يؤدي إلى ارتفاع الوفيات، خصوصا بين الرضع والحوامل وكبار السن وذوي الأمراض المزمنة، ويتفاقم الخطر بسبب نقص الأدوية".