نقل السلاح والخبراء.. ذراع إيران تشغل طائرات اليمنية في أغراض عسكرية
تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT
كشفت مصادر محلية وأخرى دولية عن استخدام ميليشيا الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في اليمن، طائرات الناقل الوطني الخطوط الجوية اليمنية لأغراض عسكرية تشمل نقل خبراء وأسلحة إيرانية إلى صنعاء.
وأظهر تطبيق فلاي رادار 24 المتخصص بحركة الطائرات التجارية، رحلة لطائرة اليمنية الجمعة 26 يوليو، انطلقت من مطار الملكة علياء الدولي في العاصمة الأردنية عمان إلى مطار مجهول قبل أن تعود بعد ساعات لاستكمال خط رحلاتها بين صنعاء وعمان.
وبحسب التطبيق فإن رحلة طائرة اليمنية أقلعت أولا من صنعاء إلى عمّان ثم من عمّان إلى مطار مجهول، ولاحقا عادت إلى عمّان ثم من عمّان إلى صنعاء.
وتأتي هذه الرحلة بعد يومين فقط من بدء سريان اتفاق الحكومة وميليشيا الحوثي الإرهابية بشأن استئناف الرحلات من صنعاء إلى عمان بالأردن بواقع ثلاث رحلات يوميا.
وقالت قناة الجمهورية إن الرحلة رقم IYE643 التي وصفتها بالسرية كونها غير مدرجة على جدول رحلات اليمنية انطلقت من مطار الملكة علياء في عمان الأردن إلى مطار بيروت أو رفيق الحريري في لبنان.
وفي أواخر يونيو الماضي، كشفت صحيفة التلغراف البريطانية نقلا عن مصادرها، أن حزب الله ذراع إيران في لبنان، يقوم بتخزين كميات هائلة من الأسلحة والصواريخ والمتفجرات الإيرانية في مطار رفيق الحريري ببيروت.
وشملت الأسلحة المخزنة، صواريخ "فلق" غير موجهة إيرانية الصنع، وصواريخ "فاتح-110" قصيرة المدى، وصواريخ باليستية متنقلة على الطرق، وصواريخ "إم-600" بمدى يزيد عن 150 إلى 200 ميل"، حسب "التلغراف".
وقالت "التلغراف" إنه "يوجد أيضا في المطار صواريخ من نوع "AT-14 Kornet"، والصواريخ الموجهة المضادة للدبابات "ATGM"، وكميات ضخمة من صواريخ "بركان" الباليستية القصيرة المدى والمتفجرات "RDX"، وهو مسحوق أبيض سام يُعرف أيضًا باسم السيكلونيت أو "السداسي".
ونقلت الصحيفة البريطانية عن "أحد عمال المطار"، الذي اشترط عدم الكشف عن هويته، قوله: "إن هناك صناديق كبيرة وغامضة تصل على متن رحلات جوية مباشرة من إيران".
وتؤكد هذه المعلومات أن هذه الرحلة السرية قد يكون هدفها نقل أسلحة وخبراء إيرانيين إلى صنعاء خاصة وأن الطائرة لن تخضع لأي تفتيش في مطار عمان.
المصدر: نيوزيمن
إقرأ أيضاً:
بعد عودته.. مراسل الجزيرة محمد البقالي يحكي ما جرى مع حنظلة
عاد مراسل قناة الجزيرة في باريس محمد البقالي إلى مطار شارل ديغول، بعد أن أبعدته سلطات الاحتلال الإسرائيلي إثر اعتقاله ضمن طاقم السفينة "حنظلة" التي أبحرت في محاولة لكسر الحصار عن قطاع غزة.
الرحلة التي بدأت من ميناء غاليبولي الإيطالي كان من المفترض أن تنتهي على شواطئ غزة، لكنها اعتُرضت في المياه الدولية، وسيطرت عليها البحرية الإسرائيلية بالقوة، قبل أن تبدأ رحلة قاسية من التحقيق والاحتجاز.
ويصف البقالي لحظة الاقتحام بأنها كانت متوقعة، إذ استعد الطاقم بارتداء سترات النجاة، وأعلنوا فورا الإضراب عن الطعام، احتجاجا على "حملة العلاقات العامة" التي عادة ما ينفذها الجيش الإسرائيلي بتصوير توزيع الماء والطعام على المعتقلين لإضفاء طابع إنساني زائف.
ويؤكد البقالي -في حديثه للجزيرة نت- أن الرحلة لم تكن محاولة لاختراق الحدود، بل كانت نداء أخلاقيّا لكسر جدار الصمت، مشيرا في هذا السياق إلى أن ما حمله المشاركون لم يكن سلاحا بل "رواية تُدين الحصار وتفضح صمت العالم عن الإبادة في غزة".
ووفق الصحفي المغربي، رافق "حنظلة" ما بين 8 إلى 10 زوارق حربية طوال الرحلة التي استمرت قرابة 12 ساعة إلى ميناء أسدود، حيث كان في استقبالهم جهاز الشرطة وممثلو الأمن الإسرائيلي، الذين تعاملوا بفظاظة ظاهرة ومهينة منذ اللحظة الأولى.
وعند الوصول، ردد النشطاء شعار "الحرية لفلسطين" بصوت واحد، وهو ما أثار حنق الجنود الإسرائيليين، وتحول الغضب الرسمي إلى غضب شخصي ضد النشطاء، تجلى في التهديدات المباشرة والحرب النفسية في أثناء الاستجواب والاحتجاز.
فظاظة وعدائية
ويشير مراسل الجزيرة إلى أن التعامل مع النشطاء، خاصة المشاركين من جنسيات غير عربية، كان عدائيا، وخص بالذكر أميركيا من أصل أفريقي تعرض لمعاملة قاسية، مؤكدا أن جميع المعتقلين واجهوا ظروفا متردية داخل الزنازين.
إعلانوكان المعتقلون محرومين من أي اتصال بالعالم الخارجي، حسب البقالي، ولم يكن يُسمح لهم بدخول الحمام إلا تحت المراقبة، وكان عليهم إبقاء الأبواب مفتوحة أمام الكاميرات، حتى في الزنزانة ضيقة المساحة.
ويكشف عن أن لائحة الاتهامات التي وُجهت للمحتجزين كانت عبثية، إذ اتُهموا زورا بحيازة مخدرات والارتباط بتنظيمات إرهابية، رغم أن المهمة كانت إنسانية واضحة، وفق ما شدد عليه النشطاء أمام سلطات الاحتلال.
ورغم الإفراج عن بعض النشطاء -ومنهم البقالي، والنائبة الفرنسية غابرييل كاتالا، ومصور الجزيرة، ومواطنان من أميركا وإيطاليا– فإن مصير 14 ناشطا آخرين لا يزال مجهولا، في ظل انقطاع المعلومات وتضارب الروايات.
وفي هذا السياق، ناشد البقالي مجددا ضرورة إطلاق سراح زملائه الذين ما زالوا قيد الاحتجاز في سجن "جفعون"، مؤكدا أن بعضهم يواصل الإضراب عن الطعام، احتجاجا على إجراءات الترحيل القسري وممارسات الاحتلال.
ورأى أن التعامل الإسرائيلي منذ لحظة الاعتراض وحتى الترحيل يعكس رغبة واضحة في إسكات الشهود ومنع الرواية من الوصول إلى الرأي العام، مشددا على أن القصة أقوى من الحصار، وأنها ستصل للعالم رغم محاولات الطمس.
الرحلة لم تنته
وعن لحظة المغادرة، قال البقالي إن ما حدث "ليس نهاية الرحلة، بل بداية لسرد جديد"، مؤكدا أن سفينة "حنظلة" وإن لم تصل إلى غزة، إلا أنها قرّبت العالم خطوة من معاناة سكانها، وكشفت للعالم حقيقة ما يجري في ظل التعتيم.
في هذه الأثناء، لا تزال تداعيات احتجاز سفينة "حنظلة" تتفاعل، في وقتٍ يستعد فيه تحالف "صمود" لإطلاق إحدى أكبر القوافل البحرية المدنية، بمشاركة زوارق من 39 دولة، في محاولة رمزية جديدة لفك الحصار عن القطاع.
وتحمل هذه المبادرة طابعا إنسانيّا ومدنيّا، وتهدف إلى فضح صمت الحكومات إزاء جرائم الحرب المستمرة في غزة، والتأكيد أن التضامن الشعبي العالمي ما زال قادرا على تجاوز الجدران البحرية والسياسية في آن.
يُذكر أن مركز "عدالة" الحقوقي أكد -في بيان له- أن جميع النشطاء الموقوفين رفضوا إجراءات الترحيل السريع، وأصروا على تقديم مرافعات قانونية تثبت مشروعية تحركهم الإنساني، كما واصلوا إضرابهم عن الطعام داخل المعتقل.
وشدد البقالي على أن المعركة اليوم لم تعد فقط من أجل كسر الحصار البحري، بل من أجل كسر جدار التواطؤ الدولي، وإعادة الاعتبار لصوت الشاهد والإنسان، في وجه منظومة احتلال لا تقبل أن تُفضَح جرائمها.