يقدم ركن متحف جناح الأزهر بمعرض الإسكندرية الدولي للكتاب مخطوط " حياة الحيوان الكبرى"، تأليف العالم الأزهري الدميري: كمال الدين أبو البقاء محمد بن موسى بن عيسى بن علي المصري الشافعي، المنسوخ في عام ٨٢٩ هجريا.

وتمتاز موسوعة حياة الحيوان أن المؤلف عمل فيها على تصويب الأخطاء والبُعد عن الخرافات والشائعات حول الحيوان في عصره، مما جعله مرجعا علميا مهما عن عالم الحيوان.

وكانت أهم المراجع التي نهل منها الدميري ووضعها في كتابه مكتبة الجامع الأزهر لما تضمه من كتب وترجمات في كل التخصصات العلمية، فقد تعلم على يد أكابر العلماء بالجامع الأزهر، وقد مكّنه نبوغه وتميزه من اجتياز فترة دراسته بنجاح ليصبح أستاذا في الجامع الأزهر.

وقدم الدميري في موسوعته حياة الحيوان الكبرى 1069 حيوانا وطائرا، حيث قدم عنهم كل ما يتعلق بهم في قالب ديني تاريخي، وقد كان التقرب من الحيوانات ومعايشتها الأساس الذي أقام عليه الدميري معرفته بالحيوانات.

وعمل الدميري على توضيح الصفات المميزة لكل كائن منها مما كان معروفًا في عهده، وموضحًا أيضا أسماء تلك الكائنات خلال مراحل نموها، وكذلك أسماءها في مختلف البلدان، وأحكام الشريعة لتلك الحيوانات ومنتجاتها، وبعض الأحاديث النبوية التى ذكرت فيها، وقد جمع مادته من 560 كتابا، و199 ديوانا شعريا.

وجاء تسلسل كتاب حياة الحيوان حسب الحروف الأبجدية بداية من حرف الألف إلى نهاية الحروف الأبجدية، وقد كان المنهج العلمي الوصفي الذي انتهجها في كتابه قد جعله مرجعا علميا مهما من أساسيات علم الحيوان، وقد استفاد منه الغرب كثيرا.

وذكر الأستاذ محمود عبد الوهاب، مسؤول متحف المخطوطات بجناح الأزهر، أن مكتبة الأزهر تحتوي على نسخة أصلية من مخطوط حياة الحيوان الكبرى، وهذه النسخة جاوز عمرها أكثر من ٦٠٠ عام، وهي بحالة جيدة، وتتيح مكتبة الأزهر الشريف الاطلاع على المخطوطات بشكل إلكتروني دون المساس بالمخطوطات الأصلية، وهذا بدوره يعمل على الحفاظ عليها.

ويتضمن الجناح سبعة أركان وهم: الفتوى ومجلة نور واللوحات الفنية وبيت الزكاة والصدقات ومنفذ بيع الكتب والخط العربي بالإضافة إلى متحف المخطوطات كما يتيح الجناح كتابة أسماء الزائرين، ويعقد دورات تدريبية لتعليم أساسيات الخط العربي بأنواعه، وورش عمل مصغرة للأطفال والكبار، وتعريف المتدربين بأماكن تعليم الخط العربي في مصر، وكذلك المواقع الإلكترونية التي تساعد على إتقانه.

ﻭﻳﻘﻊ ﺟﻨﺎﺡ ﺍﻷﺯﻫﺮ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﺽ مكتبة ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ، ﺑﺠوار ﺍﻟﻘﺒﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ، ﺑﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ على مساحة كبيرة تضم أركانه المتنوعة وإصداراته الأصيلة والمتجددة.

مخطوط يضم أهم موسوعة عن عالم الحيوان

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: عالم أزهري معرض الإسكندرية للكتاب مخطوطات مكتبة الأزهر

إقرأ أيضاً:

معرض مسقط الدولي للمجوهرات

يرتبط عالم الذهب والمجوهرات بالثقافة الإنسانية، وقدرتها على التجلي من خلال تلك الرمزيات التي يقدمها الفنانون المصممون، التي تعكس الحضارة الفكرية والاجتماعية من ناحية، والبراعة الفنية والتقنيات المبتكرة من ناحية أخرى؛ حيث عُرفت المجوهرات باختلاف أشكالها وأنواع أحجارها بالكشف عن تاريخ الأمم وأنماط تطوراتها الثقافية، فكانت لها رمزيتها الاجتماعية التي تبرز الأنساق والمكانة الاجتماعية، إضافة إلى ما تعكسه من معتقدات فكرية ودينية وطقوس ذات أبعاد حضارية؛ ولهذا فإن هذا العالم ليس جماليا وحسب بقدر ما هو ثقافي وحضاري.

إن المجوهرات تمثِّل قيمة فنية وثقافية كشفت عبر التاريخ، توجهات الأمم وقدرتها على تحويل المواد الخام إلى تحف فنية، تعبِّر عن إمكاناتهم الإبداعية وتصوراتهم، فهي واحدة من ممكنات الهُوية الوطنية؛ ذلك لأنها تقدِّم الروابط الاجتماعية والإنسانية التي تحرص عليها الأمم، سواء على مستوى الالتزامات بين الناس، أو ارتباطهم بمجتمعاتهم الإثنية، التي يعملون على امتدادها وتطورها عبر الأجيال؛ حيث نجد أن كثيرا من تلك المجوهرات تحتفظ بهُويتها الدالة على رسوخها الحضاري حتى وإن تطورت أو اتخذت أشكالا مغايرة بفعل التقنيات الحديثة.

ولهذا سنجد أن المجتمعات تحافظ على تلك الهُوية، وتجعل منها منطلقا أساسيا للإبداع. فرغم التطورات الهائلة والطفرات المتسارعة في التصميم والإنتاج في عالم الذهب والمجوهرات، إلاَّ أن هناك ثيمة أساسية لكل مبدع تدل على إرثه الفكري والحضاري، وتقدِّم كشفا مهما لتطورات ذلك الإرث وفق ما يرتبط به من تصورات وأنماط تفكير وآليات إنتاج، تقود هذا العالم وتوجِّه مساراته؛ فكثير من المبدعين يستلهمون تصاميمهم المعاصرة من حضاراتهم الإنسانية القديمة، ولعل ما تقوم به المصممة عزة فهمي خير شاهد على ذلك؛ حيث تستوحي تصاميمها للمجوهرات من حضارات تعود إلى سبعة آلاف عام، وغيرها الكثير من مصممي المجوهرات الذين قدموا تحفا فنيا لا تقدَّر بثمن.

لقد شكَّلت المجوهرات علامات ثقافية وإنتاجات إنسانية ذات أنماط متنوعة، تكشف تاريخ المجتمعات وطريقة عيشهم بل وحتى مستوياتهم الاجتماعية والاقتصادية؛ فمنذ أن نقش الإنسان على العظام والأخشاب وحتى إبداعه بتشكيل الذهب والفضة والأحجار الكريمة، عبَّر عن تلك الأنماط والمستويات، وقدِّم كشفا للبيئة التي عاشها واستطاع أن يبتكر خلالها أنماطا من الجمال يعبر بها عن مكنوناته النفسية والفكرية والدينية. إنها جمال يحمل أفقا من التجليات الإنسانية المرتبطة بالزمان والمكان والفكر.

وكما يكشف عالم الذهب والمجوهرات ثقافة المجتمعات وحضارتهم، فإنه يرتبط بعالم الاقتصاد والمال لما لهذه المعادن الثمينة من علاقة ليست فقط بالإبداع والجمال بل بعلاقتها باستقرار الأوضاع المالية والأوراق النقدية، ولذلك فإن هذا العالم يقدِّم نفسه باعتباره قيمة نقدية متغيرة صعودا وهبوطا نتيجة للمتغيرات التي تطرأ على الأسواق الدولية من ناحية، والأوضاع السياسية من ناحية أخرى، إضافة إلى متطلبات البنوك المركزية في العالم.

لقد أصدر المجلس العالمي للذهب (WGC) تقريرا بشأن توقعات الذهب للعام 2026، وتحت عنوان (ادفع للأمام أو اسحب للخلف)، يخبرنا التقرير أن الذهب شهد عاما استثنائيا؛ حيث حقَّق أعلى مستويات نموه، مدعوما بعدم اليقين والتوترات الجيوسياسية والاقتصادية، إضافة إلى ضعف الدولار الأمريكي، وزخم الأسعار؛ وبالتالي فإن استمرار الظروف الحالية المرتبطة تباطؤ النمو الاقتصادي وانخفاض أسعار الفائدة إلى العام 2026، سيُسبِّب مكاسب معتدلة للذهب، وفي المقابل فإن التقرير يستعرض إمكانات انخفاض أسعار الذهب إذا ما أدَّت الإدارة الأمريكية الساعية إلى تسريع النمو الاقتصادي وتقليل المخاطر الجيوسياسية دورها بشكل يزيد من قوة الدولار الأمريكي.

لذا فإن المجلس لا يتوقع سنة واضحة لاتجاه أسعار الذهب؛ حيث يعتمد ذلك على بيئة الاقتصاد الكلي، إضافة إلى طلبات البنوك المركزية واتجاهات إعادة تدوير الذهب، التي تقوم بدور بارز في تقلبات أسعاره وعلى الرغم من ذلك، إلاَّ أن الذهب سيبقى مصدرًا أساسيًا في الاستقرار وتنويع المحافظ المالية؛ إذ كان أقوى الأصول أداءً خلال العام 2025؛ حيث (قام المستثمرون بزيادة مخصصاتهم من الذهب، و واصلت البنوك المركزية مشترياتها).

إن الوضع غير المستقر لأسواق الذهب أثَّر على صناعات الإبداع في عالم الذهب والمجوهرات، وجعل الكثير من مقتنيها في حالة من عدم اليقين، وترقُّب لأسعار السوق، في حين أن المبدعين والمصممين في هذا المجال مستمرون في تقديم إبداعاتهم الفنية التي تكشف أنماطا جديدة وتشكيلات تعبِّر عن عمق الحضارات وروح المعاصرة الجديدة؛ إذ تكشف العديد من المعارض أن صناعة المجوهرات للعام 2026 تقوم على (التصاميم الجريئة والعودة للألوان والدمج المتقن للمعادن الثمينة).

ولأن المصوغات الفنية ترتبط بالذات الإنسانية والفكر الثقافي الذي يتأسَّس على الحضارة الضاربة في القدم، والفخامة المعاصرة والتميُّز في الابتكار؛ فإن المصممين يبدعون في تقديم رموز من التصاميم الفريدة التي تعبِّر عن الهُويات، عبر علامات تجارية لا تقدِّم الجمال وحسب بل تعزِّز التحولات الثقافية والاجتماعية في قطع إبداعية فريدة، وهذا ما يكشفه (معرض مسقط الدولي للمجوهرات)؛ الذي يجعل من ثيمة (المندوس العماني) رمزًا ثقافيًا لهذه التظاهرة الجمالية، لما لهذا الرمز من قيمة حضارية وحاضنة لكل ما هو ثمين ومميَّز.

إن معرض مسقط الدولي للمجوهرات يقدِّم حالة ثقافية تربط التراث الثقافي بالابتكار والإبداع والتميُّز المعاصر؛ حيث يقدِّم للزوار تجربة فريدة تمزج الثقافة والجمال بعالم الاقتصاد والاستثمار في جماليات الذهب والأحجار الثمينة، من خلال بيئة متنوعة يشارك فيها مجموعة كبيرة من المصممين من دول مختلفة، يمثلون نخبة من العلامات التجارية المحلية والإقليمية والدولية، يقدمون أحدث الابتكارات في مصوغات الذهب والألماس والأحجار الكريمة، في تصاميم حديثة تعبِّر عن ثقافتهم وهُوياتهم بروح عصرية جريئة تقوم على التطورات التقنية الحديثة التي أسهمت في نمو هذه الصناعة الإبداعية.

إن معرض مسقط الدولي للمجوهرات يكشف من ناحية أخرى تلك الإمكانات التي يمتلكها المبدع العماني في تصميم الذهب والأحجار الكريمة، وقدرته على استلهام الإبداع من الثقافة العمانية والتراث الزاخر المتنوِّع، ليقدِّم نماذج إبداعية وابتكارات تكشف ارتباط هذه الصناعة بالهُوية الثقافية؛ فالإبداع العماني في عالم الذهب والمجوهرات يتميَّز بإمكاناته الجمالية القائمة على الموروث الحضاري من ناحية، وجرأته في اتخاذ أشكال وأنماط عصرية مستوحاة من روح ذلك الموروث، وقدرته على المحافظة على نقاء هذه المعادن والأحجار الكريمة والاحتفاظ بجوهرها الثمين من ناحية أخرى.

يبقى عالم الذهب والمجوهرات فضاء واسعا للإبداع والابتكار، كاشفا للأنماط الثقافية والحضارية التي ترسِّخ الفكر الإنساني، وفق مقتضيات الحياة العصرية المتسارعة، لتعبِّر عن الهُوية الثقافية بمفاهيم الجمال لتكون كل قطعة فنية (زينة وخزينة).  

عائشة الدرمكية باحثة متخصصة فـي مجال السيميائيات وعضوة مجلس الدولة

مقالات مشابهة

  • معرض مسقط الدولي للمجوهرات
  • زلزال في هوليوود.. نتفليكس تدخل عالم الاستوديوهات الكبرى عبر بوابة وارنر براذرز
  • مكتبة القاهرة الكبرى تناقش كليوباترا السابعة بين مصر وروما في ندوة تاريخية.. اليوم
  • ساعة بلا كتاب قرون من التأخر.. شعار معرض القاهرة للكتاب.. ونجيب محفوظ شخصية العام
  • "الأمَّة بين وحدة المقاصد وأدب الاختلاف".. ندوة بجناح حكماء المسلمين بمعرض العراق الدولي للكتاب
  • عماد النشار: معرض القاهرة للكتاب ذاكرة أمة لا تهدأ
  • بعد إطلاق فيلم «أصلك مستقبلك».. «مكتبة الإسكندرية»: كل أثر هو جذر من شجرتنا الطيبة
  • بعد إطلاق فيلم "أصلك مستقبلك".. مكتبة الإسكندرية: كل أثر هو جذر من شجرتنا الطيبة
  • مكتبة الإسكندرية تكشف الرسالة الأساسية للفيلم الجديد أصلك مستقبلك
  • بيت الحكمة يشارك في معرض «سيلانجور للكتاب»