مرضى الثلاسيميا بغزة يصارعون الموت
تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT
في ظل الحرب والنزوح في قطاع غزة يعاني مرضى الثلاسيميا معاناة مضاعفة حيث يواجهون نقصا حادا في الدم والأدوية والغذاء اللازم لعلاجهم مما يهدد حياتهم ويفاقم آلامهم وسط ظروف إنسانية قاسية.
وقال أحد الكوادر الطبية بحزن إن الأطفال المصابين بالثلاسيميا (أحد أمراض فقر الدم "الأنيميا") يعانون معاناة مضاعفة في ظل الحرب؛ فنقص "وحدات الدم" والأدوية يهدد حياتهم ويفاقم آلامهم وقد يؤدي إلى الوفاة في نهاية المطاف.
وقالت فتاة في العشرينات من عمرها -تنتظر دورها للحصول على وحدة دم- بصوت متعب، إن وحدة الدم هي شريان الحياة بالنسبة لي فبدونها أشعر بصداع شديد ودوخة مستمرة لكن الحصول عليها أصبح معاناة حقيقية في ظل احتياج الجرحى المستمر للدم.
وفي خيمة متهالكة على أطراف مخيم للنازحين تجلس أم محمد مع أطفالها الأربعة المصابين بمرض الثلاسيميا تراقب بقلق حالتهم الصحية المتدهورة يوما بعد يوم عيناها الذابلتان تحكيان قصة معاناة طويلة مع المرض والفقر والنزوح.
وتقول الأم بصوت متهدج، أطفالي يعانون من ضيق في التنفس ودُوار مستمر في الرأس.. نصحنا الطبيب بتناول السمك والدجاج لتحسين حالتهم، لكن من أين لنا بثمن هذا الطعام ونحن بالكاد نجد قوت يومنا؟!
وفي الجانب الآخر من المخيم، يجلس أبو حنان قرب ابنته الصغيرة التي تحتاج لنصف وحدة دم كل أسبوع أو اثنين، ويقول بحسرة أصبح من شبه المستحيل الحصول على الدم اللازم لها فالمستشفيات مكتظة بالجرحى والمصابين، وقد نقضي أكثر من يوم في محاولة الحصول على وحدة دم واحدة.
أما الطفلة المريضة، جوري، فتعاني من سوء التغذية الشديد، وتقول والدتها بدموع في عينيها، قبل الحرب كنت أطعمها اللحم والرمان والفواكه لتقوية جسمها أما الآن فقد انعدم كل شيء بسبب الحرب وشح المال والغذاء.
وفي إحدى الخيام انزوى الطفل عبد الرحمن بعيدا عن أقرانه يشكو تشوهات على جسده النحيل بسبب تراكم الحديد في أعضائه نتيجة نقص الأدوية اللازمة للسيطرة على نسبة الحديد في دمه ويتألم بصمت.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
بسبب منخفض جوي شديد.. وفاة 10 فلسطينيين في انهيار منازل بغزة
ضرب منخفض جوي شديد قطاع غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، متسببًا في وفاة 10 فلسطينيين وإصابة آخرين، إثر سلسلة انهيارات طالت منازل مدمرة وخيام نازحين يعيشون في ظروف قاسية منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع قبل أكثر من عامين.
وأفادت مصادر محلية صباح اليوم الجمعة بوفاة الرضيعة تيم الخواجة في مخيم الشاطئ نتيجة البرد القارس، في ظل العجز التام عن توفير وسائل التدفئة داخل المخيمات. وفي وقت سابق، أعلن الدفاع المدني انتشال جثماني مواطنين توفيا في حي الرمال بعد انهيار جدار عليهما قرب ملعب فلسطين بسبب الأمطار الغزيرة.
انهيارات تفاقم الكارثةوفي شمال القطاع، قال مصدر في الإسعاف والطوارئ إن خمسة أشخاص توفوا وأصيب آخرون جراء انهيار منزل في منطقة بئر النعجة ببيت لاهيا فجر اليوم، فيما قضى مواطن آخر في مخيم الشاطئ نتيجة انهيار منزل متضرر جراء الهطولات الكثيفة. كما أعلنت وزارة الصحة وفاة الطفلة رهف أبو جزر في خان يونس، بعدما غمرت السيول خيام النازحين بمنطقة المواصي.
وخلال اليومين الماضيين، شهدت غزة انهيار أربعة مبانٍ في أحياء متفرقة، ما عزز مخاوف الدفاع المدني الذي حذر من خطورة المباني المتصدعة والآيلة للسقوط، خاصة تلك التي تحولت إلى مراكز إيواء عشوائية لنحو ربع مليون نازح. ودعت الطواقم المواطنين إلى إخلاء تلك المباني فورًا، محذرة من أن استمرار الأمطار قد يؤدي إلى كوارث جديدة.
ومع اشتداد تأثير المنخفض منذ فجر الأربعاء، غرقت آلاف الخيام في مختلف مناطق القطاع، وسط توقعات باستمرار الحالة الجوية حتى مساء الجمعة. إلا أن الخيام المهترئة، التي تستخدمها العائلات منذ تهجيرها القسري، لم تعد قادرة على الصمود، إذ تشير بيانات المكتب الإعلامي الحكومي إلى أن 93% من خيام غزة باتت غير صالحة للاستخدام، أي نحو 125 ألف خيمة من أصل 135 ألفًا، نتيجة الحرب والقصف والعوامل الجوية المتواصلة.
وتكشف تقديرات الدفاع المدني أن 250 ألف أسرة تعيش في مخيمات نزوح تفتقر لأبسط مقومات الحياة: لا تدفئة، لا صرف صحي، لا بنية تحتية، ونقص حاد في المواد الغذائية ومواد الإيواء، في ظل استمرار القيود الإسرائيلية على دخول المساعدات الإنسانية.
ويأتي هذا المنخفض ليضيف طبقة جديدة من المعاناة لفلسطينيي غزة، الذين يواجهون واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخهم، حيث تهدد السيول والانهيارات حياة آلاف العائلات المحاصرة بين البرد والجوع والدمار المستمر منذ حرب 7 أكتوبر 2023.