زنقة 20. الرباط

يبدو أن الفشل مرادف لكل ما يشرف عليه فيصل العرايشي، من قبعة رئيس اللجنة الأولمبية حيث الخيبات تتوالى لتكشف زيف تدبير أمور الرياضيات الأولمبية إلى رئاسة جامعة التنس التي ضربها الجفاف والعقم منذ عقدين من الزمن بعد الجيل الذهبي لهشام أرازي، يونس العيناوي وكريم العلمي.

قطاع آخر تدرب ببراعة العرايشي على صناعة الفشل فيه هو التلفزيون.

فرغم كل الإمكانات المرصودة لتأهيل التلفزيون المغربي ليقدم خدمة عمومية حقيقية، ويقارع إعلام دول مجاورة كإسبانيا والبرتغال حيث أصبح صناعة قائمة بذاتها، بل وحتى جمهورية مصر التي تأسس فيها التلفزيون في نفس العام مع تأسيس التلفزيون المغربي، حيث أصبح هناك صناعة وقوة بينما أصبح لدينا قطاعاً لصناعة الفشل وإقبار الكفاءات الإعلامية.

قطاع السينما، الذي يشرف بدوره فيصل العرايشي على مهرجانه للسينما الدولي لمدينة مراكش، يبدو أن الإشراف الشخصي للأمير مولاي رشيد على كل صغيرة وكبيرة جنبه لقاح الفشل الذي يجلبه معه العرائشي أينما حل وإرتحل.

متتبعون للشأن الرياضي إعتبروا أن خيبات الأمل التي رافقت الوفد المغربي المشارك في أولمبياد باريس، ستعجل بنهاية العرايشي على رأس هذه اللجنة الأولمبية وجامعة كرة المضرب، ليعود لحضن التلفزيون الذي عمر فيه ربع قرن، دون أن يشهد أي تطور بل إزداد بؤساً وتردياً.

المصدر: زنقة 20

إقرأ أيضاً:

قمة "خليجية- أمريكية" بلا "يمن".. حين يصبح الغياب دليلاً على الفشل

في مشهد دولي لافت، تصدرت الصورة التي جمعت الرئيس الأميركي دونالد ترامب برئيس القيادة السورية أحمد الشرع، وبحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، واجهة القمة الخليجية المنعقدة في العاصمة السعودية الرياض، لتصبح محور تحليلات المراقبين الدوليين.

وبينما انشغل العالم بلحظة اللقاء، تصاعدت تساؤلات المحللين وملايين اليمنيين حول الغياب التام للملف اليمني عن الطاولة السياسية، رغم أن قيادة المجلس الرئاسي اليمني تقيم في ذات المدينة منذ سنوات.

لم يكن اللقاء حدثاً بروتوكولياً عابراً، بل لحظة سياسية فارقة، حملت في طياتها رسائل عميقة عن موازين القوى الجديدة في المنطقة، وإعادة ترتيب أولويات الشرعيات السياسية.

في المقابل، كان الغياب اليمني عن هذا الحدث حضوراً باهتاً من حيث الوجود، وغائباً كلياً من حيث التأثير. فلم يُذكر اليمن المثقل بالحروب والمآسي منذ أكثر من عقد، لا في الكلمات الرسمية، ولا في الأحاديث الجانبية، رغم أن السعودية – الدولة المضيفة – كانت ولا تزال تقود التحالف العربي لدعم الشرعية اليمنية.

ويرى محللون سياسيون أن هذا التجاهل لم يكن صدفة عابرة، بل نتيجة تراكمات سياسية وإدارية أضعفت من صورة القيادة اليمنية وموقعها في المعادلة الإقليمية والدولية.

وفيما نجحت القيادة السورية الجديدة في فرض نفسها كفاعل سياسي يُعبّر عن مرحلة ما بعد الحرب، بوجه تفاوضي قادر على التأثير، بدا مجلس القيادة الرئاسي اليمني غائباً لا عن القمة فحسب، بل عن المشهد السياسي الدولي بأسره.

في واحدة من كلماته، تساءل ترامب عن سر التحول اللافت في المملكة، موجهاً حديثه إلى ولي العهد السعودي: "عزيزي محمد، كيف تنام؟!.."، ثم أضاف ما معناه: "من المؤكد أنك حتى في منامك تفكر في هذا المشروع الكبير للتطوير".

هذا التساؤل، برأي المراقبين، قد يكون كافياً لهز ضمائر أولئك الذين غرقوا في سبات عميق لعقد كامل، لم يُحقق فيه سوى ارتفاع أعداد النازحين، وتفاقم معاناة اليمنيين بفقدان منازلهم، ووظائفهم، وأبنائهم، وانهيار عملتهم واقتصادهم، بينما قياداتهم لا تزال تقف كأصنام تراقب المشهد بدهشة، دون أن تكون جزءاً فاعلاً فيه.

قيادة يمنية مشتتة، عاجزة عن بناء مشروع وطني موحّد، غارقة في دوامة الخلافات الداخلية والارتهان الإقليمي، لا تستطيع أن تكون رقماً صعباً إلا في كشوف المساعدات أو في تقارير الفساد، هكذا يصفها المراقبون في حديثهم لوكالة "خبر".

ورغم سنوات من الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري غير المسبوق، فشلت الشرعية اليمنية في بناء مؤسسة دولة تعبّر عن تطلعات شعبها، وتتحدث إلى العالم بلغة الدولة لا بلغة الشكوى والتذمر.

ويؤكد مراقبون أن غياب اليمن عن طاولة الكبار لم يكن مؤامرة مقصودة، بل نتيجة فراغ حقيقي في الأداء والرؤية والقرار.

ما بين سوريا التي استطاعت، رغم الجراح، أن تفرز قيادة سياسية قادرة على تمثيلها، واليمن الذي غاب عن الوعي السياسي، تتجلى الفروق الجوهرية بين مشروعين هما: "مشروع يسعى لإعادة بناء الدولة، وآخر يكتفي بالعيش على أنقاضها".

لقد آن أوان المراجعة الجادة، ليس فقط لأداء القيادة، بل لمفهوم "الشرعية" ذاته، الذي يبدو أنه بحاجة إلى إعادة تعريف وفق متغيرات الداخل والمحيط. فالتاريخ لا ينتظر أحدا، والسياسة لا تعترف بالفراغ، ومن لا يُحسن تمثيل قضيته، سيتجاوزه الزمن.

مقالات مشابهة

  • رئيس رابطة محترفات التنس يحدد موعد تقاعده
  • التلفزيون العمومي: اكتشاف نفق لتهريب المخدرات من المغرب نحو الجزائر
  • التلفزيون العمومي: مصادر إعلامية تكشف عن نفق لتهريب المخدرات من المغرب نحو الجزائر
  • قمة "خليجية- أمريكية" بلا "يمن".. حين يصبح الغياب دليلاً على الفشل
  • زيارة ترسيخ الفشل والخيبات والانبطاح العربي
  • وزير المالية يبحث مع رئيس غرفة صناعة دمشق وريفها تعزيز التشاركية بين الوزارة والقطاع الخاص
  • الزراعة: الاستثمار في صناعة الدواجن يقدر بحوالي 200 مليار جنيه
  • رئيس قطاع الثروة الحيوانية: 200 مليار جنيه حجم الاستثمارات في الدواجن المصرية
  • الرئيس أحمد الشرع: وخلال الستة أشهر الماضية، وضعنا أولويات العلاج للواقع المرير الذي كانت تعيشه سوريا، وواصلنا الليل بالنهار، فمن الحفاظ على الوحدة الداخلية والسلم الأهلي، وفرض الأمن وحصر السلاح، إلى تشكيل الحكومة واللجنة الانتخابية.
  • وزير الخارجية أسعد الشيباني: نشارك هذا الإنجاز شعبنا السوري الذي ضحّى لأجل إعادة سوريا إلى مكانتها التي تستحق، والآن بدأ العمل نحو سوريا العظيمة، والحمد لله رب العالمين. (تغريدة عبر X)