مخيم بلاطة.. أحد أكبر مخيمات الضفة الغربية
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
مخيم أنشأته وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) نتيجة التهجير الناجم عن نكبة 1948، يعدّ أحد أكبر مخيمات الضفة الغربية، ويعاني سكانه من ارتفاع معدلات البطالة والفقر ونقص في الرعاية الصحية فضلا عن الاجتياحات الإسرائيلية المتكررة.
النشأة والتأسيسأُسّس مخيم بلاطة عام 1950 في الضفة الغريبة شرقي مدينة نابلس على أرض زراعية استأجرتها حكومة المملكة الأردنية الهاشمية من أراض تابعة لقرية بلاطة بأقصى الطرف الغربي من سهل عسكر.
ينحدر سكانه من عشرات القرى التابعة لمناطق اللد والرملة ويافا، والعديد منهم أصولهم بدوية.
يعدّ المخيم أحد أكبر المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية، بني على أرض ضيقة مساحتها 0.25 كيلومتر مربع، ويعد أحد أكثر مخيمات الضفة كثافة، إذ بلغ عدد سكانه عام 2023 أكثر من 23 ألف لاجئ فلسطيني -حسب الموقع الرسمي للأونروا- بينما كان يضم نحو 5 آلاف لاجئ عند تأسيسه، ثم تزايد عدد سكانه بحلول 1995 ليصبح نحو 16 ألف نسمة.
تحيط به عدد من الآثار القديمة منها تل بلاطة وكنيسة بئر يعقوب التي تعدّ مزارا للعديد من السياح.
سمي المخيم بهذا الاسم نسبة إلى سكان القرية التي أقيم على أراضيها، والذين عُرفوا باسم البلالطة أو البلاطيين، فأخذت القرية اسمهم وسميت بلاطة، وسمي المخيم باسمها.
وفي رواية أخرى، قيل إن القرية سميت بلاطة للدلالة على قساوة صخورها، لأن البلاط يُطلق على الوجه الصلب للأرض وأيضا سمي المخيم نسبة إليها.
التعليمأنشأت "الأونروا" خيمة خاصة بالتدريس يجلس فيها الطلبة على الأرض، ثم تطور نظام التعليم حتى أُنشئت 4 مدارس تابعة للأونروا داخل المخيم تشمل المراحل الابتدائية والإعدادية حتى الصف العاشر، ثم ينتقل الطلاب إلى المدارس الحكومية.
تعاني مدارس المخيم اكتظاظا في الصفوف المدرسية، ولذلك لجأت إلى تقسيم الدوام إلى فترتين في اليوم الواحد.
البنية التحتيةبدأ المخيم بمرحلة الخيام التي أنشأتها الأونروا عام 1950، ثم تطورت في الفترة (1954-1956) فأصبحت وحدات سكنية متشابهة تتكون من غرفتين وحمام ومطبخ للأسرة الواحدة.
يوجد في المخيم شارع رئيسي وحيد فيه محلات تجارية ومسجد، إلى جانب شوارع فرعية غير معبدة وطرق وممرات بين البيوت والخيام، ويتأزم الوضع خلال فصل الشتاء بسبب الوحل وغرق الخيام أما في فصل الصيف فيعاني المخيم من ارتفاع درجات الحرارة.
وبعد زيادة أعداد اللاجئين في المخيم أنشئت وحدات سكنية جديدة من خلال تراخيص من الأونروا كانت تساعد في البناء وتوفير بعض المواد اللازمة، كما كانت تسمح بالبناء العمودي حتى طابقين، للحفاظ على مساحة الشوارع دون خلق أزمات أو فوضى.
وبسبب زيادة حالة اللجوء إلى المخيم وزيادة عدد سكانه في ظل المساحة الجغرافية نفسها، زادت مرحلة التوسع العمودي العشوائي.
ويعاني المخيم من مشاكل حادة تعصف بشبكتي المياه والمجاري رغم ارتباط شبكة المياه والكهرباء ببلدية نابلس.
الوضع الاقتصادي والصحييعاني المخيم منذ تأسيسه من ارتفاع نسبة الفقر والبطالة وتدنّي المستوى الاقتصادي للعديد من الأسر، وتفاقم هذا الوضع بسبب سياسة تقليص الخدمات التي انتهجتها الأونروا.
وأكد الاقتصادي عز الدين جلال أن نسبة الفقر في مخيم بلاطة هي الأعلى بين المخيمات الفلسطينية، وعزا ذلك إلى كثرة عدد سكانه وضيق مساحته وقلة فرص العمل.
أسست الأونروا منذ إنشائها المخيم عددا من المنشآت الصحية تمثلت بخيمة فيها عيادة ثم تطورت لتصبح مركزا صحيا هو الوحيد في المخيم، ويعاني القطاع الصحي من نقص في الخدمات وعدد الأطباء والأدوية.
الاجتياحات الإسرائيليةيعاني المخيم من الاجتياحات الإسرائيلية المتكررة وبعض الإجراءات التعسفية من حصار مشدد وحظر تجوال وحملات دهم بحثا عن مقاومين فلسطينيين، ويستخدم الإسرائيليون قنابل الغاز والرصاص المطاطي في اقتحاماتهم.
وفي يوم 27 يوليو/تموز 2024 أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد اثنين وإصابة 22 بينهم 3 بحالة خطرة، جراء اشتباكات بين قوات الاحتلال ومقاومين في المخيم، عقب محاصرة المخيم من محاور عدة ودفع تعزيزات إسرائيلية إلى المنطقة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات مخیم بلاطة
إقرأ أيضاً:
تحذيرات إسرائيلية من أسلحة كاسرة للتوازن في الضفة الغربية
حذر مسؤول عسكري إسرائيلي رفيع، مساء الأربعاء الماضي، من تصاعد ما وصفه بـ"التهديد النوعي" في الضفة الغربية، بعد وصول أسلحة ووسائل قتالية إيرانية الصنع إلى أيدي خلايا المقاومة، معتبرا أن هذه التطورات تشكل "قنبلة موقوتة" قد تنفجر في أي لحظة.
ونقلت القناة 14 العبرية عن المسؤول قوله إن الأجهزة الأمنية باتت تلاحظ دخول "أسلحة كاسرة للتوازن" إلى الضفة، في إشارة إلى معدات قتالية إيرانية المنشأ، محذرا من أن تركيز جيش الاحتلال على التدريبات الواسعة التي تحاكي عمليات كبرى على غرار هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، يتم على حساب الاستعداد لعمليات أخرى "صغيرة" لكن بالغة التأثير، مثل هجمات التسلل إلى المستوطنات.
ووفق المصدر نفسه، يرى المسؤول أن سيناريو تنفيذ خلايا صغيرة لعمليات نوعية داخل المستوطنات "مرجح جدا"، وأن التعامل معه يتطلب تغييرا عاجلا في الفرضيات الأمنية.
وشدد على أن جيش الاحتلال "يسابق الزمن" لملاحقة هذه الأسلحة، اعتمادا على معلومات استخباراتية تقول تل أبيب إنها تتابعها عن قرب.
كشف بنية عسكرية في طولكرم
وجاءت هذه التحذيرات بعد ساعات من إعلان الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، الثلاثاء الماضي، كشف ما قالت إنه "بنية تحتية" في منطقة طولكرم.
وزعم جيش الاحتلال العثور على ثلاث قذائف صاروخية في مراحل تصنيع مختلفة، بينها واحدة مزودة برأس حربي، إلى جانب عبوات ناسفة ومواد كيميائية متفجرة.
وتشهد مناطق الضفة الغربية منذ أشهر تصعيدا كبيرا في عمليات الاقتحام والاعتقال، وسط اشتباكات متكررة مع مجموعات المقاومة الفلسطينية.
ومنذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 واستمرارها على مدى عامين، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون في الضفة الغربية أكثر من 1092 فلسطينيا، وأصابوا نحو 11 ألفا، إضافة إلى اعتقال ما يزيد على 21 ألفا، وفق المعطيات الفلسطينية.
وفي قطاع غزة، خلفت حرب الإبادة أكثر من 70 ألف شهيد وما يزيد على 171 ألف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب دمار هائل قدرت الأمم المتحدة كلفة إعادة إعماره بنحو 70 مليار دولار.
وتؤكد المعطيات الفلسطينية أن دولة الاحتلال الإسرائيلي، التي أقيمت عام 1948 على أراض فلسطينية محتلة، تواصل احتلالها لبقية الأراضي الفلسطينية وترفض الانسحاب أو السماح بقيام دولة فلسطينية مستقلة.