إسرائيل وحزب الله.. مخاطر اتساع المواجهات إقليميّاً
تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT
اتجاهات مستقبلية
إسرائيل وحزب الله.. مخاطر اتساع المواجهات إقليميّاً
من المرجح أن تدفع حرب إسرائيلية أوسع نطاقًا ضد حزب الله، شبكة الوكلاء داخل ما يسمى بــ” محور المقاومة” إلى تصعيد مشاركتهم؛ ما يزيد من خطر اتساع نطاق المواجهات في الإقليم. وفي حين أن الرد الإسرائيلي المحدود هو الأكثر احتمالًا حاليًا، فمن الوارد أن يبقى خطر الخطأ قائمًا في الحسابات، خاصة وأن الديناميات الأمنية والعسكرية ارتباطية بطبعها.
من وجهة نظر أركان “محور المقاومة” فإن الهجوم الإسرائيلي المحدود لن يكون كافيًا لهزيمة حزب الله، فضلًا عن أنه لن يفرض عليه تحديًا وجوديًّا. ونتيجة لذلك، في حالة شن هجوم إسرائيلي محدود يهدف إلى إنشاء منطقة عازلة على بعد بضعة كيلومترات داخل الأراضي اللبنانية؛ فمن المرجح أن تشن الجماعات المسلحة في شبكة الوكلاء هجمات رمزية ضد الأصول الإسرائيلية، في استمرار لهجماتها المعتادة منذ السابع من أكتوبر. ومن المرجح كذلك أن تنضم الفصائل الفلسطينية المسلحة المتمركزة في لبنان- وأبرزها حماس والجهاد- إلى القتال مع حزب الله لدعمه، كما انضم حزب الله إلى حماس في غزة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن إسرائيل تستهدف بالفعل هذه الجماعات داخل لبنان، مثلما حدث في اغتيال نائب زعيم حماس صالح العاروري، أو في تكرار تعقب إسرائيل بضرباتها لكوادر جناح حماس العسكري في لبنان.
وفق هذا السيناريو، ستحافظ إيران من جانبها على تدفق الأسلحة إلى حزب الله، سواء عبر سوريا أو العراق، الأمر الذي من شأنه أن يوفر لحزب الله فرصة استعواض خسائره إذا ما تحول هذا الصراع المحدود إلى حرب استنزاف مطوَّلة. وبالمثل ستفعل الولايات المتحدة الأمريكية، حيث ستساعد إسرائيل في جمع المعلومات الاستخباراتية وتبادلها، مع الحفاظ على تدفق الأسلحة والذخيرة إلى الجيش الإسرائيلي.
ونظرًا لأن الحرب تظل محدودة- وفق هذا السيناريو- وأن الدعم الإيراني والأمريكي لحلفائهما لا ينطوي على تدخل عسكري مباشر، فمن المرجح أن تظل الحرب محصورة بين إسرائيل وحزب الله، بدلًا من أن تتحول إلى صراع إقليمي أوسع.
ربما المفارقة في ظل هذا السيناريو المحتمل أنه وبينما تتوافر الدوافع لدى جماعة الحوثي- بعد الهجوم الإسرائيلي على ميناء الحديدة- لشن المزيد من الهجمات على العمق الإسرائيلي (على غرار هجوم 19 يوليو في تل أبيب)، فإن المتوقع الآن أن ينضبط الانخراط الحوثي عملياتيًا بسقف عدم الرغبة الإيرانية في الانزلاق نحو مواجهة إقليمية شاملة؛ ولهذا ستكون الحسابات أكثر تعقيدًا عندما يتعلق الأمر بهجمات حوثية محتملة داخل العمق الإسرائيلي، في حين سيستمر الحوثيون في تهديد الملاحة بشكل متقطع في البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب، مع محاولة استهداف شرق البحر الأبيض المتوسط.
*في النهاية، ستظل الآمال معلقة بأن تؤدي ضغوط اللحظة الراهنة، دوليًّا وإقليميًّا، على طرفي الصراع، إلى ما يحفظ المنطقة من تداعيات غير مرغوب فيها، نتيجة تصاعد الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: إسرائیل وحزب الله من المرجح حزب الله
إقرأ أيضاً:
اليمن يقصف تل أبيب ويتوعد بتصعيد الهجمات داخل العمق الإسرائيلي.
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن، وذلك بعد ساعات من إعلان جماعة أنصار الله (الحوثيين) نيتهم تصعيد الهجمات داخل العمق الإسرائيلي.
وذكرت وسائل إعلام عبرية أن منظومات الدفاع الجوي لدى الاحتلال أطلقت عدة صواريخ اعتراضية وتمكنت من إسقاط الصاروخ، دون تسجيل إصابات.
ودوت صفارات الإنذار في مئات المواقع داخل ما يعرف بتل أبيب الكبرى والقدس، بالإضافة إلى عدد من المستوطنات في الضفة الغربية، وفق ما أعلنته الجبهة الداخلية التابعة للاحتلال.
وفي وقت سابق من اليوم نفسه، أعلنت جماعة أنصار الله أن الاحتلال الإسرائيلي نفذ غارتين جويتين استهدفتا ميناء الحديدة اليمني. وأفادت قناة المسيرة التابعة للجماعة بأن الغارتين أصابتا أرصفة الميناء، بينما أكد جيش الاحتلال في بيان أن سفنًا حربية تابعة له هاجمت أهدافًا في الميناء بهدف "تعميق الضرر".
من جهته، علّق نصر الدين عامر، نائب رئيس الهيئة الإعلامية للجماعة، على منصة إكس قائلاً إن "العدوان الإسرائيلي الجديد على ميناء الحديدة لم يُحدث أي تأثير يُذكر على عمليات المساندة لغزة، ولا على معنويات شعبنا الذي يخرج أسبوعيًا بالملايين نصرة لغزة".
وأكد عامر أن هذا الهجوم الجوي لم يُعرقل الاستعدادات الجارية لتوسيع نطاق الهجمات ضد الاحتلال الإسرائيلي.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي الواسع على قطاع غزة، شنت جماعة أنصار الله عشرات الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة باتجاه الأراضي المحتلة، ضمن مساندة المقاومة الفلسطينية. كما استهدفت الجماعة سفنًا مرتبطة بالاحتلال في البحر الأحمر، معلنة فرض حظر جوي على مطار بن غوريون، وبحري على ميناءي إيلات وحيفا.
وردّ الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ عدة غارات جوية على أهداف في اليمن، تضمنت تدمير مطار صنعاء الدولي وبُنى تحتية في موانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف غرب البلاد.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن