قال نائب رئيس مجلس النواب، عبدالعزيز جباري، إن الوضع القائم في اليمن معقد، وكلما مرت الأيام يزداد تعقيدا، مؤكدا أن اليمن لن يعيش بسلام في ظل التواجد الإيراني والسعودي والإماراتي.

 

وأضاف جباري في لقاء خاص مع قناة "بلقيس" إن "المشروع الإيراني في المنطقة، إلى الآن، يعتبر هو المنتصر في المنطقة، ونحن في اليمن عندما تتركنا إيران والسعودية والإمارات سنصل إلى سلام".

 

وتابع "عندما تصل الأطراف اليمنية إلى قناعة أنه لا بُد أن تستقر اليمن سنصل إلى حلول، ونحن كيمنيين ليس لدينا الشجاعة أن نصل إلى سلام، لا عند مليشيا الحوثي، ولا عند الآخرين، فكل طرف يريد أن يحقق مشروعه".

 

ويرى أن "إيران، حتى الآن، تعتبر انتصرت في معركتها في اليمن، وهزم الجانب العربي للأسف الشديد".

 

وذكر أن "هناك عدة مشاريع في المنطقة، المشروع الصهيوني، والمشروع الفارسي - الإيراني، والمشروع التركي، وهو المشروع الأقل ضررا -في تقديري- أما المشروع العربي فهو مشروع غائب، ومشروعهم المماحكات، وكل دولة تؤذي الأخرى، وكل دولة تعتقد بأنها تحافظ على نظامها بإضعاف النظام الآخر".

 

وقال جباري جماعة الحوثي تريد أن تحقق مشروعها، وهو مشروع ولاية الفقيه، وهذا معروف، تسعى إليه، ويصرحون به كل يوم، ويدرسونه، ويعلنون عن الولاية، وهذا هو النظام الإيراني، نظام ولاية الفقيه".

 

واستدرك "للأسف الشديد، لا القوى السياسية، ولا الجهات الإقليمية، ولا المجتمع الدولي، لديهم الرغبة في إنهاء الوضع القائم في اليمن، حسب كلامه.

 

وأضاف "ما نسمعه عن تسوية سياسية، أو ما يسمى بخارطة الطريق، ما هي إلا أخبار عبر وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي، أما بشكل رسمي لم تصلنا ولم نسمعها، للأسف الشديد".

 

وتابع: "من المفترض أن القوى السياسية هي المعنية بالحوار مع مليشيا الحوثي، وليس الجانب السعودي، لكن السعودية نحَّت كل القوى السياسية والمجلس الرئاسي، والحكومة جانبا، وتتفاوض هي مع الحوثيين".

 

وذكر: "عندما وجدت مليشيا الحوثي أنه ليس هناك جهة تتخذ القرار لمصلحة اليمن، فكما يعرف الجميع أن كل دولة تراعي مصالحها، وتعمل من أجل مصلحتها، والسعودية والإمارات والمجتمع الدولي، والإقليمي، جميعهم يعملون من أجل مصالحهم، ما عدا اليمنيين قرارهم أصبح ليس بأيديهم".

 

وزاد: "مصلحة السعودية الحقيقية في أن اليمن يستقر، ويعيش بسلام مع جيرانه، وأن يحصل فيه نوع من التنمية، وأن تنتهي هذه الحرب، وهي مصلحة يمنية وسعودية، لكن الإخوة السعوديين لا ينظرون إلى الوضع في اليمن بهذا الشكل، وإنما يعتقدون بأن بقاء اليمن ضعيفا ومشتتا وممزقا هو مصلحة سعودية".

 

وقال: "عندما قرأنا بعض الأخبار بشأن خارطة الطريق كلها تشير إلى أنهم اتفقوا على أن يظل الوضع على ما هو عليه، وأن تظل كل جهة من هذه المليشيات، التي تحكم اليمن، تسيطر على ما  تحت يدها".

 

وأشار إلى أن "اليمن بحاجة إلى مشروع سلام متكامل، لفترة انتقالية معيّنة، لا يبحث عن نقاط نظل نختلف حولها".

 

وأضاف: "يجب أن يكون هناك سلام تعاد فيه مؤسسات الدولة، وتدار بعقلية الدولة وفقا للدستور، وعلى أساس أن الجميع يتشاركون في حكم البلد، وأن يحتكموا للدستور والقانون، وللإرادة الشعبية".

 

وتابع: "كل الموجودين، في الساحة اليمنية، ممكن يكونوا شركاء، فعندما نحاول إقصاء جهة، مهما كانت، فإن هذه الجهة ستعمل من أجل مصالحها، وستبحث بطريقة غير دستورية، وغير قانونية، للعودة إلى الحكم، لكن إذا تم الاتفاق، ووجدت شراكة حقيقية وفقا للدستور، حتى تأتي فترة معينة ويحتكم الناس إلى الانتخابات، (فإن الكل سيخضع للدستور والقانون)".

 

واستدرك: "لكن الوضع القائم الآن ليس بيد اليمنيين، وإنما بيد إيران والسعودية والإمارات، فيما القرار اليمني غائب، ومن يدّعي أنه يمثل اليمنيين، وأنه يقوم بهذا الدور، فهذا غير صحيح، وكل اليمنيين، وكل العالم يدرك هذا الكلام".

 

وأكد أن "إيران والسعودية والإمارات جميعها تعمل لمصالحها، ولا تعمل لمصلحة اليمن؛ لأن مصلحة اليمن في السلام، وفي عودة مؤسسات الدولة، وفي التعايش".

 

يضيف جباري: "إن ما حدث في اليمن ما بعد 2011، وإلى الآن، فيه نسبة كبيرة من التدخلات الخارجية، وإن كان من في اليمن يعتقد بأنه هو المحرك، وهو من يقوم بهذا الدور، لكن في الأساس الخارج يلعب دورا، والإقليم يلعب دورا فيما حدث في اليمن".

 

وأضاف: "نحن -كيمنيين- نتحمّل الجزء الأكبر فيما حصل لبلادنا؛ لأننا لم نقبل بالآخر، ولم نتشارك، ولم نقبل بدولة النظام والقانون، وتركنا مساحة كبيرة للفساد والمحسوبية، لذلك وصلنا إلى ما وصلنا إليه".

 

ولفت إلى أن "المبادرة الخليجية، بعد 2011، لم تنفذ بالشكل الصحيح، وكل جهة أصبحت لديها جهة خارجية تدعمها وتموِّلها، ولهذا وصلنا إلى ما وصلنا إليه".

 

وأشار إلى أن "بلدنا اليمن مثلها مثل البلدان العربية، التي انزلقت إلى مستوى معين من الفوضى، وأصبحنا ما يسمى بالدول الفاشلة، وذلك نتيجة التدخلات الخارجية".

 

وتابع: "العامل الداخلي له الدور الحاسم، لكن هذه الدول: السودان والعراق وليبيا ولبنان، كان التدخل الخارجي فيها مؤثرا جدا، ونحن في اليمن، كل جهة من الجهات المحلية تعتقد أن تمسكها بهذا الداعم الخارجي ممكن أن يوصلها إلى مبتغاها".

 

وأردف: "مصلحتنا كلنا كيمنيين بعودة مؤسسات الدولة، فالذي مرتبط بإيران، فإيران لديها مشروع في اليمن، وفي المنطقة، وهذا معروف، منذ بداية الثورة الإيرانية".

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن عبدالعزيز جباري السعودية ايران الحوثي والسعودیة والإمارات فی المنطقة فی الیمن إلى أن

إقرأ أيضاً:

المؤرخ والأكاديمي الإيراني حميد دباشي: العالم العربي أصبح وطني

ولد دباشي وترعرع في الأهواز جنوب غرب إيران، ودرس اللغة العربية، وكان يتقنها جيدا في المدرسة الثانوية وخاصة تصريف الأفعال، ويقول إن أسرته تأثرت بالعرب بشكل كبير بسبب العراق والسعودية والخليج، وكان التأثير ظاهرا في المطبخ واللغة والمفردات والمشاعر والانتماء السياسي.

ويعود ارتباطه بالثقافة العربية -كما يقول دباشي- لالتزامه الثوري تجاه الفلسطينيين، وأيضا لكونه ناشطا سياسيا، ولم يعد ممكنا بالنسبة له أن يعود إلى بلاده إيران، ويقول "أصبح العالم العربي وطني، من المغرب إلى مصر، ومن مصر إلى سوريا، شعرت بأنني في بيتي مع شعبي".

تأثر المؤرخ الإيراني بالمفكر والناقد الفلسطيني الأميركي الراحل إدوارد سعيد، ويذكر أنه تعرف إليه مما سمعه عنه، ومن طروحاته الفكرية حتى قبل أن يكتب كتاب "الاستشراق" عام 1978، والذي يقول إنه كتبه للعالم كله وليس فقط للعرب، وإن هذا الكتاب أحدث ثورة في مجال كيفية الكتابة عن الثقافة.

ويروي لبرنامج "المقابلة" ضمن حلقة (2025/12/14) أنه في عام 1988 عندما كان أكاديميا شابا كان لديه عرضان، واحد من جامعة كولومبيا، والآخر من جامعة نيويورك، وكان محتارا في الاختيار بينهما، وذات يوم اتصل به إدوارد سعيد هاتفيا لتتوطد علاقتهما بعد ذلك.

وعن سر اهتمامه بالقضية الفلسطينية، وبالسينما، وبقضايا كثيرة عربية، يقول المؤرخ والأكاديمي الإيراني إنه كان ينتمي لجيل الطلاب أصحاب الالتزام بالقضايا الثورية، سواء أكان ذلك في الجزائر، أو مصر، أو فلسطين، أو في أي مكان آخر في العالم.

ويقول إنه ذهب مرة إلى إدوارد سعيد وأخبره برغبته في أن يصنع سينما فلسطينية، وطلب منه فيديوهات للسينما الفلسطينية، لكنه قال له: "لا توجد سينما فلسطينية!"، ثم جعله على اتصال مع ميشيل خليفي، وهو مخرج فلسطيني آخر، وعلى ضوء ذلك بدأ بجمع الأفلام الفلسطينية، ثم أنشأ أرشيفا ضخما للسينما الفلسطينية في نهاية المطاف.

وعن السينما الإيرانية، يقول إنها سينما جميلة جدا، وهناك نمطان أو خطان: خط سينما له علاقة بإيران الثورة، بالجمهورية، بنظام الحكم، وهناك خط آخر مختلف أو معارض.

ويتأسف لكون السينما العربية والسينما الإيرانية لا يعرفان بعضهما البعض، رغم أنهما يشاركان في مهرجانات عالمية مثل "كان".

فهم ضحل

ويتطرق المؤرخ والأكاديمي الإيراني إلى الإشكالات التي يواجهها المسلمون اليوم، ويركز على ما سماه طبيعة الفهم الضحل الذي كونه المستشرقون عن الإسلام على مدى الـ200 عام الماضية، ويعلق بالقول "فهم ضحل للغاية عن الإسلام".

ويضيف في السياق نفسه أن "المسلمين لم يكن لديهم فلسفة واحدة فحسب، بل كان لديهم عدة أنواع من الفلسفات. فقد اختلف ابن سينا مع الفارابي، والغزالي كتب كتابا سماه (تهافت الفلاسفة) فنّد فيه رأي الفلاسفة، ورد عليه ابن رشد بكتابه (تهافت التهافت) والذي عارضه فيه".

وعن أسباب هيمنة النموذج الغربي على العالم كله، يوضح ضيف برنامج "المقابلة" أن الدول الغربية لم تعد تمتلك تلك القوة، فالصين تتفوق في عدد كبير في مجالات الإنتاج التكنولوجي، واليابان متميزة أيضا.

ويقول دباشي "إذا ذهبت في جولة حول العالم ثم جئت إلى الولايات المتحدة، تجد أن البنية التحتية لهذه الدولة تتآكل".

يذكر أن المؤرخ والأكاديمي الإيراني حميد دباشي ولد مطلع خمسينيات القرن الماضي، وبعد أن تلقى تعليمه في بلاده، انتقل عام 1976 إلى الولايات المتحدة، حيث نال شهادة الدكتوراه مزدوجة في علم الاجتماع الثقافي والدراسات الإسلامية.

وبعدها حاز دباشي زمالة ما بعد الدكتوراه من جامعة هارفارد المرموقة. ويشغل منصب أستاذ كرسي "هاغوب كيفوركيان" للدراسات الإيرانية والأدب المقارن بجامعة كولومبيا في نيويورك.

وله كتب عدة وعشرات المقالات والمراجعات المنشورة في دوريات أكاديمية، فضلا عن مساهمته بفصول في كثير من الكتب الأخرى. وتتنوع المجالات التي يُعنى بها دباشي لتشمل موضوعات شتى، هي الدراسات الإيرانية، والدراسات الإسلامية، والأدب المقارن، والسينما العالمية.

Published On 14/12/202514/12/2025|آخر تحديث: 22:37 (توقيت مكة)آخر تحديث: 22:37 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2

شارِكْ

facebooktwitterwhatsappcopylink

حفظ

مقالات مشابهة

  • المؤرخ والأكاديمي الإيراني حميد دباشي: العالم العربي أصبح وطني
  • مزارعو اليمن يواجهون الانهيار وسط تصاعد جبايات الحوثي وتكدّس المحاصيل
  • نائب سابق:لاسيادة للعراق في ظل الاحتلال الأمريكي والنفوذ الإيراني
  • طهران: إجراءات تعيين السفير الإيراني الجديد في لبنان جارية ونأمل أن تسير بشكل طبيعي
  • معاناة بلا نهاية.. الشعب السوداني يعيش أعمق أزمة إنسانية
  • برامج البودكاست تحظى بمكانة متقدمة في المشهد الإعلامي الإيراني
  • تسلم كأس «الفورمولا-1».. نوريس يعيش «حلم الطفولة»!
  • تصاعدت بشكل لافت...كيف تستفيد مليشيا الحوثي من قضايا الثأر في اليمن
  • كيف يعيش ويموت سكان غزة خلال المنخفض الجوي؟
  • إعلامي سعودي: السعودية ترفض استنساخ نموذج الحوثي في شرق اليمن والانتقالي يتحمل المسؤولية