بعد اغتيال هنيّة في طهران.. تعرف على أبرز المرشحين لرئاسة حماس وكيف تتم عملية الإختيار؟
تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT
عقب اغتيال إسماعيل هنية في 31 تموز/يوليو 2024 في طهران، تواجه حركة حماس تحديًا كبيرًا في اختيار خليفته. لا سيما أن قرارات مصيرية كبرى تقع على عاتق الرئيس القادم للحركة، ليس أسهلها الموافقة على الشروط الإسرائيلية في المفاوضات الحالية لوقف إطلاق النار وتسليم الرهائن، وليس أصعبها تحديد دور الحركة في اليوم التالي للحرب أو إعادة الإعمار، وواقعها السياسي بالمجمل.
تتم عملية انتخاب رئيس الحركة من خلال مجلس الشورى الأعلى، الذي يتألف من قيادات الحركة من مختلف المناطق. وعادة ما يتم الاختيار بناءً على التوافق الداخلي والتصويت، إلا أن الظروف الحالية للحرب تجعل العملية أكثر تعقيدًا.
منذ عشرين عامًا، عاشت حركة حماس لحظة شبيهة جدًا باللحظة التي تعيشها اليوم، فجاء اختيار خالد مشعل خلفًا لأحمد ياسين بعد اغتياله في 2004، إذ تم الاختيار في ظل ظروف صعبة وبالتوافق بين قيادات الحركة.
وتُجرى الانتخابات عادة كل أربع سنوات، وبشكل سري للغاية، وذلك لضمان سلامة العملية وحماية القيادات من الاستهداف وعمليات الاغتيال. إلا أن الظروف الخاصة مثل الحرب قد تعيق هذا الجدول الزمني، أو حتى الإجراءات المعتادة.
تواجه حركة حماس تحديًا كبيرًا في اختيار خليفة إسماعيل هنية. لا سيما أن قرارات مصيرية كبرى تقع على عاتق الرئيس القادم، ليس أسهلها الموافقة على الشروط الإسرائيلية في مفاوضات وقف إطلاق النار وتسليم الرهائن، وليس أصعبها تحديد دور الحركة في اليوم التالي للحرب أو إعادة الإعمار، وواقعها السياسي بالمجمل
آخر ثلاثة انتخابات لرئيس الحركة كانت في:
2009: عندما تم انتخاب خالد مشعل لرئاسة المكتب السياسي بعد انتهاء فترة ولايته الأولى.
2013: عندما تمت إعادة انتخاب خالد مشعل لرئاسة المكتب السياسي.
2017: عندما تم انتخاب إسماعيل هنية كرئيس للمكتب السياسي خلفًا لخالد مشعل.
اليوم، تتجه كل العيون نحو الكرسي الفارغ لرئيس المكتب السياسي الذي سيخلف إسماعيل هنية، ليس فقط للحصول على جواب من هو الرئيس القادم، وهل سيقود الحرب أم السلم؟ بل أيضًا لصعوبة إجراء الانتخابات في ظل وجود القيادات في أكثر من عاصمة، وفي ظل الإجراءات الأمنية المشددة، نظرًا لأن أسماء كل المرشحين موجودة على رأس القائمة في بنك الأهداف الإسرائيلي للاغتيالات. وتاليًا أبرز المرشحين.
خليل الحية... 64 عامًا
هو نائب رئيس المكتب السياسي الإقليمي لحركة حماس في غزة، يُعتبر أحد أبرز القيادات السياسية داخل الحركة. ولد الحية عام 1960 في قطاع غزة، وانضم إلى حماس خلال الانتفاضة الأولى. يحمل شهادة الدكتوراه في علوم السنة والحديث من السودان، ولعب دورًا رئيسيًا في مفاوضات وقف إطلاق النار خلال عملية "الجرف الصامد" في 2014.
يتمتع بتأييد واسع داخل الحركة ويعتبر من الشخصيات التي يمكن أن تجمع بين الأجنحة المختلفة داخل حماس.
يرى الكاتب السياسي عبد المجيد سويلم أن الحركة غالبًا ستضطر للجوء إلى قاعدة التشاور بدلًا من الانتخابات، لأنه من الصعب أن يكون هناك إجراء روتيني متكامل في ظل الظروف الحالية.
يقول لرصيف22: "غالبًا يتم الأمر بالتشاور. سيجري تعيين أحد القادة ليكون رئيس المكتب السياسي، ولو بصورة مؤقتة على الأقل، إلى أن يصبح ممكنًا أن تصبح الظروف مواتية. وأغلب الظن أن خليل الحية هو الشخص الذي سيتم اختياره، فهو شخصية قيادية كبيرة داخل الحركة وله مكانة مرموقة، المؤكد أنه الأوفر حظًا لكي يتولى هذا المنصب".
يحيى السنوار... 61 عامًا
هو قائد المكتب السياسي لحماس في غزة منذ 2017، ويعد من الشخصيات المتشددة وصقور الحركة. ولد في خان يونس، وشارك في تأسيس جهاز الاستخبارات لحماس، "مجد". قضى أكثر من 20 عامًا في السجون الإسرائيلية عقب اعتقاله عام 1988.
يتمتع السنوار بخبرة عسكرية وتنظيمية واسعة، وقاد المفاوضات للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في صفقة شاليط. ويعرف بقدراته القيادية وصلابته في مواجهة التحديات. إلا أن هناك جدلًا حوله داخل الحركة وخارجها لما يوصف بعدم مرونته في الشأن السياسي.
في الفترة الأخيرة، انتشرت كثير من التقارير الإخبارية التي تناولت تضارب الآراء والمواقف بين هنية والسنوار حول شروط المفاوضات، آخرها تقرير نشرته "وول ستريت جورنال" عن تعمّق الخلافات بين الرجلين.
خالد مشعل... 68 عامًا
هو الذي قاد حماس من 1996 حتى 2017، يُعتبر من الشخصيات البارزة والمحنكة داخل الحركة. ولد مشعل في الضفة الغربية وانتقل إلى الكويت ثم إلى سوريا وقطر. لعب دورًا مهمًا في تحويل حماس إلى قوة سياسية دولية، ونجا من محاولة اغتيال إسرائيلية في عام 1997.
يتمتع بخبرة سياسية واسعة وعلاقات دولية قوية، مما يجعله مرشحًا محتملًا لقيادة الحركة في ظل الظروف الحالية.
موسى أبو مرزوق... 73 عامًا
هو من مؤسسي حركة حماس وعضو المكتب السياسي، يتمتع بتاريخ طويل في العمل السياسي والتنظيمي. ولد عام 1951 في رفح، وحصل على الدكتوراه في الهندسة من الولايات المتحدة.
بسبب الظروف التي فرضتها الحرب على غزة، قد يكون إجراء انتخابات داخل الحركة كما جرت العادة في حال فراغ منصب الرئيس مستحيلًا، لذا يرجّح سياسيون أن يتم الأمر بالتعيين، أو بالتشاور داخل الدائرة الضيّقة للقيادات الموجودة في الخارج
تولى رئاسة المكتب السياسي في التسعينات، ولعب دورًا بارزًا في المفاوضات مع الفصائل الفلسطينية الأخرى. يتميز أبو مرزوق بخبرته العميقة وقدرته على التفاوض، مما يجعله مرشحًا قويًا لقيادة الحركة في المرحلة المقبلة، لكنه لا يشكل تيارًا قويًا وواضحًا كما هو الحال مع الحية ومشعل.
تحديات تحول دون عملية الانتخاب
1. الوضع الأمني
الصراع المستمر والحرب على غزة تجعل من الصعب عقد اجتماعات آمنة لقادة الحركة. فأي تجمع لقادة حماس يمكن أن يكون هدفًا لضربات عسكرية إسرائيلية، مما يزيد من مخاطر التآمر والمراقبة الأمنية.
2. الانقسامات الداخلية
تعاني حماس من انقسامات بين جناحيها العسكري والسياسي. وبين قيادتي الداخل والخارج، هذه الانقسامات تؤثر على القدرة على التوافق على مرشح واحد لقيادة الحركة، مما يضعف الوحدة الداخلية ويُعقد عملية الانتخاب.
3. الضغط الدولي
تتعرض الحركة لضغوطات دولية من عدة دول تطالب بتغييرات في سياساتها وتوجهاتها. هذه الضغوطات تجعل من الصعب إقامة انتخابات حرة ونزيهة دون تدخلات خارجية تؤثر على نتائجها.
تعاني حماس من انقسامات بين جناحيها العسكري والسياسي. وبين قيادتي الداخل والخارج، هذه الانقسامات تؤثر على القدرة على التوافق على مرشح واحد لقيادة الحركة.
4. الاعتقالات الإسرائيلية
العديد من قادة حماس معتقلون أو ملاحقون من قبل إسرائيل. هذه الاعتقالات تضعف البنية القيادية للحركة وتجعل من الصعب تجميع الأعضاء لإجراء انتخابات داخلية شاملة.
5. التدخلات الخارجية
تسعى بعض الدول إلى التأثير على الانتخابات لصالح مرشحين محددين. هذه التدخلات قد تشمل الدعم المالي أو اللوجستي أو حتى العسكري، مما يزيد من قوة مرشح على حساب آخر.
6. التواصل الداخلي
صعوبة التواصل بين الأعضاء المنتشرين في مناطق وبلاد مختلفة بسبب القيود الأمنية تزيد من تعقيد عملية الانتخابات. وضعف أو حتى انعدام البنية التحتية للاتصالات بما فيها الموارد التكنولوجية تجعل من الصعب التنسيق الفعّال بين الأعضاء..
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: المکتب السیاسی إسماعیل هنیة داخل الحرکة حرکة حماس الحرکة فی خالد مشعل عام ا هو
إقرأ أيضاً:
غارات متواصلة وتعثر بالمفاوضات.. غزة تحت وطأة التصعيد والجمود السياسي
البلاد (غزة)
فرض الجيش الإسرائيلي أمس (السبت)، قيوداً أمنية مشدَّدة في المنطقة البحرية المحاذية لقطاع غزة، في وقت تواصل فيه القصف الجوي والمدفعي على مناطق متفرقة من القطاع، وسط أنباء عن تعثُّر مفاوضات وقف إطلاق النار؛ نتيجة خلافات حادة حول ترتيبات الانسحاب الإسرائيلي.
وأكدت مصادر طبية فلسطينية مقتل 98 شخصاً منذ فجر أمس، إثر سلسلة غارات جوية إسرائيلية استهدفت أحياء سكنية في مدينة غزة ودير البلح وخان يونس جنوباً. وأسفرت إحدى الغارات عن تدمير شقة سكنية وسط القطاع، ما أدى إلى سقوط قتيلين، وإصابة آخرين بجروح متفاوتة، كما شهدت المناطق الشرقية من غزة، إطلاق نار إسرائيلي كثيف، تسبَّب في إصابات بين المدنيين.
وبالتزامن مع التصعيد الميداني، كشفت مصادر فلسطينية مطلعة، عن “تعثّر معقّد” يواجه مفاوضات وقف إطلاق النار الجارية في العاصمة القطرية الدوحة. وأرجعت المصادر ذلك إلى إصرار إسرائيل على تقديم خريطة لعملية إعادة انتشار عسكري تُبقي بموجبها على أكثر من 40% من مساحة القطاع تحت سيطرتها المباشرة.
وقال أحد المصادر:”الاقتراح الإسرائيلي لا يتضمن انسحاباً كاملاً، بل إعادة تموضع للجيش في مناطق واسعة، وهو ما ترفضه حماس بشكل قاطع”، بينما أشار مصدر آخر إلى أن إسرائيل”تواصل المماطلة؛ بهدف إطالة أمد الحرب”، على حد وصفه.
وفيما توقفت المناقشات المتعلقة بمحور فيلادلفيا، أفادت مصادر بأن هذا الملف سيؤجل حتى زيارة مرتقبة للمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف إلى الدوحة. وتتركز الجلسات على قضايا تبادل الأسرى، وآليات دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
من جانبها، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بعدم حدوث أي تقدم خلال الساعات الـ24 الماضية في محادثات الدوحة، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطاً على حماس؛ لتأجيل مناقشة مسألة حجم ونطاق الانسحاب الإسرائيلي.
في السياق ذاته، أعلنت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، أن إسرائيل وافقت على حزمة إجراءات جديدة لتحسين الوضع الإنساني في غزة، تشمل زيادة كبيرة في عدد شاحنات المساعدات، وفتح معابر إضافية، واستئناف توصيل الوقود، بالإضافة إلى تسهيل توزيع المواد الغذائية، خاصة للمخابز والمطابخ العامة.
ورغم هذه الخطوة، أوضح المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، أنور العوني، أن الاتفاق لا يشمل مؤسسة غزة الإنسانية، وأن تنفيذ الإمدادات، سيتم عبر وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية فقط.
في جانب إنساني مقلق، حذّرت منظمة” أطباء بلا حدود” من تصاعد حاد وغير مسبوق في حالات سوء التغذية في قطاع غزة، مؤكدة أن عدد الحالات التي تتعامل معها تضاعف أربع مرات خلال أقل من شهرين.
وتعالج فرق المنظمة حالياً أكثر من 1200 حالة في مركزين طبيين بمدينة غزة وبلدة المواصي، معظمهم من النساء الحوامل والأطفال. وشددت المنظمة على أن إنهاء هذه الأزمة الغذائية ، ممكن فور إدخال كميات كافية من الإغاثات الإنسانية إلى القطاع”.
تأتي هذه التطورات في وقت تتواصل فيه الحرب التي اندلعت في 7 أكتوبر 2023، عقب هجوم مفاجئ شنته حماس على جنوب إسرائيل، وأسفر عن مقتل 1219 شخصاً، بحسب إحصاءات رسمية إسرائيلية. ولا يزال 49 من أصل 251 محتجزاً إسرائيلياً في غزة، من بينهم 27 أعلنت إسرائيل أنهم قُتلوا.
وفي المقابل، تشير وزارة الصحة في غزة إلى أن عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي ارتفع إلى 57,823 شهيداً، معظمهم من المدنيين، وسط تدهور إنساني وصحي غير مسبوق في القطاع المحاصر.