لوموند وإلباييس: الاغتيالات دليل مأزق إسرائيلي
تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT
قالت صحيفتا لوموند الفرنسية وإلباييس الإسبانية إن سياسة الاغتيالات الموجهة تضع إسرائيل في مأزق ولا تشكل نصرا إستراتيجيا على أعدائها، بل هي تعبير عن سياسة غير مسؤولة انتهت بوأد مفاوضات وقف إطلاق النار، وقد تحمل الشرق الأوسط إلى حرب شاملة بينها وبين إيران.
وفي افتتاحية بعنوان "مأزق الاغتيالات الموجهة" كتبت لوموند أن هذه التصفيات -التي حولها الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى هدف لذاته- تثبت قدرة إسرائيل على ملاحقة أعدائها، لكن تكرارها يثبت أيضا، وبشكل غير مباشر، محدوديتها الكبرى، كونها مجرد ضربات تكتيكية لا ترقى إلى أن تكون إستراتيجية.
وتضيف لوموند أنه إذا كان قتل قيادي حزب الله فؤاد شكر جزءا من دورة كلاسيكية من الهجمات والهجمات المضادة، فإن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية يطرح أكثر من سؤال، فقد كان هنية يقود وفد الحركة في المفاوضات التي تشرف عليها الولايات المتحدة لإنهاء الحرب وإطلاق الرهائن، لكن نتنياهو رد على مطالب وقف إطلاق النار بطريقة قد تسبب انفجار الشرق الأوسط كله.
وتقول الصحيفة الفرنسية إن المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل يؤمنان بأن الاغتيالات الموجهة تسمح بحماية إسرائيل وتكسبها الوقت في آن واحد، لكن الوقائع تكذب ذلك.
فعمليات التصفية لم تمنع أبدا ظهور بديل للقيادي القتيل يكون أخطر على إسرائيل، لكن نتنياهو حوّل الاغتيالات إلى هدف لذاته هو العاجز عن تقديم أدنى شكل من أشكال الحلول للصراع، لا تنكر على الشعب الفلسطيني حقه المشروع في دولته الخاصة.
واختتمت لوموند بقولها إن الشلل النصفي الذي أصاب إسرائيل وهوسها بالقوة لا يخلو من آثار مدمرة على مجتمعها الذي يزداد تطرفه كلما تراجعت الدبلوماسية وسياسات التسوية.
ومن أمثلة ذلك، اقتحامُ أنصار اليمين المتطرف قاعدتين عسكريتين احتجاجا على احتجاز جنود يشتبه في اعتدائهم على سجين فلسطيني، ورافقهم في ذلك وزراء من الليكود (حزب رئيس الوزراء)، وأيضا أفراد ملثمون من وحدة عسكرية عُرف عنها تنكيلها بالسجناء الفلسطينيين.
نقطة اللاعودة
أما صحيفة إلباييس فتوقعت في افتتاحية بعنوان "خطوات غير مسؤولة على طريق الحرب الشاملة" أن تقترب الاغتيالات، التي شملت رئيس المكتب السياسي لحماس وقيادات في حزب الله، بالمنطقة إلى نقطة اللاعودة لتتوسع رقعة الصراع المسلح في الشرق الأوسط.
وقالت الصحيفة الإسبانية إن عمليتي اغتيال هنية وشكر كانا هجومين كبيرين خارج مسرح القتال المعتاد في غزة، مما يعزز صحة الفرضيات الأكثر تشاؤما باحتمال خروج حرب غزة عن السيطرة.
وحسب إلباييس، فإن اغتيال هنية ضربة كبيرة لمفاوضات وقف إطلاق النار التي تتوسط فيها قطر ومصر والولايات المتحدة، فقد كان كبير مفاوضي حماس، وبات من الصعب للغاية الآن أن تقبل الحركة أي نوع من أنواع التفاهم مع حكومة نتنياهو، لتتضاءل بذلك فرص تخفيف مأساة مدنيي غزة، الذين قتلت إسرائيل منهم حتى الآن 40 ألفا.
وأضافت الصحيفة الإسبانية أن اغتيال هنية وشكر تصعيد خطير للغاية في الصراع بين إسرائيل وإيران بعدما سجل مستوى دراماتيكيا في أبريل/نيسان الماضي، وهو يقترب به الآن من نقطة اللارجوع، والتي إذا تم تجاوزها فقد يستحيل معها إيجاد مخرج سلمي للحرب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
السفير حسام زكي: إسرائيل خسرت سمعتها الدولية بسبب حرب غزة.. وتصريحات نتنياهو ساذجة
أكد السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، أن ما تشهده غزة حاليًا يُعد "حرب إبادة" بكل المقاييس، مشيرًا إلى أن الآلة العسكرية الإسرائيلية تحصد الأرواح بشكل يومي في القطاع، في مشهد لم يسبق له مثيل منذ بداية الاحتلال، موضحًا أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس سياسات قائمة على فرض الأمر الواقع بالقوة العسكرية، وهو ما يقابله الفلسطينيون بالمقاومة، مؤكدا أن اسرائيل حققت بعض اهدافها من حرب غزة لكن خسرت سمعتها الدولية.
وأشار السفير حسام زكي ، خلال لقائه مع الإعلامي شريف عامر، ببرنامج "يحدث في مصر"، المُذاع عبر شاشة "إم بي سي مصر"، إلى أن هذا النهج لا يمكن أن يُنتج سلامًا حقيقيًا أو استقرارًا دائمًا في المنطقة، موضحًا أن العقلية الإسرائيلية في ظل هيمنة اليمين المتشدد على المشهد السياسي تتسم بانفصال عن الواقع، قائلًا: "التفكير الإسرائيلي دائمًا ما يقع في فخ العزلة، كأن إسرائيل وحدها في هذا الكون، وينتج عن ذلك أفكار ساذجة ومشوهة لا ترى إلا مصالحها فقط".
وتابع: "لا نتفق مع المنطق الذي يحرك الاحتلال، لكننا نفهم أن له عقلًا وغريزة قتالية تسيّره، اليمين الإسرائيلي، الذي لم يكن حاضرًا وقت تأسيس دولة الاحتلال، ظهر بقوة منتصف السبعينيات، وهو اليوم يسيطر على القرار ويرفض أي حلول سلمية أو قيام دولة فلسطينية"، مشددًا على أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكبار المسؤولين الإسرائيليين الأخيرة، "ساذجة وتعكس جهلًا بطبيعة الوطن العربي، وتلقى رفضًا رسميًا وشعبيًا واسعًا على المستوى العربي".