فايا يونان تسطر ليلة من الإبداع والوطنية في أمسية جرشية
تاريخ النشر: 3rd, August 2024 GMT
ليلة استثنائية عاشها جمهور جرش للثقافة والفنون في دورته الـ38 في أمسية فنية أحيتها الفنانة السورية الشابة فايا يونان على خشبة مسرح الساحة الرئيسية تزينت بالوطنية والمشاعر بحضور رئيسة اللجنة العليا لمهرجان جرش وزيرة الثقافة هيفاء النجار والمدير التنفيذي لمهرجان جرش ايمن سماوي.
ووسط أجواء من البهجة والشوق استقبل جمهور جرش صاحبة الصوت الشجي الفنانة يونان بتصفيق وحماس كبير، لتبدء وصلتها الفنية باغنية “أحب يديك” التي تفاعل معها الجمهور بحماس.
ورحبت من بعدها الفنانة يونان بجمهور جرش وشكرتهم على استقبالهم الرائع وقالت “كل مره بكون فيها بالأردن بحس حالي ببلدي شكرا على حبكم الكبير”.
واستكملت من بعدها يونان وصلتها الفنية بأغنية “بيناتنا في بحر” التي تفاعل معها الجمهور بشكل كبير، واكدت من بعدها انها ستغني من القلب اغاني لفلسطين الحبيبة، لتغني “يما مويل الهوا” وشاركها جمهور حفلتها في غنائها.
واتبعتها باغنية “لأجل غزة” من كلماتها وألحانها والتي كتبتها بعد الاحداث الأخيرة التي مرّت بها غزة الصامدة لتظهر دعمها للفلسطينين، ورافقها عرض لعلم فلسطين.
وعلى انغام “فصول الحياة” تعالت اصوات جمهور جرش، واتبعتها باغنية “حب البلاد” ليشاركها الجمهور بدوره غنائها لبلاد تسكن وجدانه.
واتبعتها بنخبة من أجمل أغنياتها ومنها “يا ليته يعلم” و “فصول الحياة” و “يا قاتلي”، واغنية “نحن شعوب الحياة” التي كتبتها ولحنتها خصيصا لمهرجان جرش.
وتعالت اصوات الجماهير مطالبة باغنية “امي نامت ع بكير” للفنانة فيروز لتلبي يونان طلبهم وتغنيها بإحساس رائع ليتفاعل معها الجمهور ويشاركها الغناء، ووسط تصفيق كبير استكملت وصلتها الفنية باغنية “في الطريق إليك” التي اشعلت الاجواء الحماسية.
وغنت يونان الاغنية السويدية “Leve Palestina ” تحيا فلسطين وطلبت من الجمهور ان يشاركها الغناء، ليلبي بدوره طلبها وسط تفاعل كبير.
واستكملت يونان وصلتها الفنية بنخبة من اجمل الاغاني التراثية ومنها “زينوا المرجه والمرجه لينا” و “يا زريف الطول” و” نزلن على البستان” و “وين ع رام الله” التي تفاعل معها الجمهور بحماس كبير.
واختتمت يونان وصلتها الفنية باغنية “موطني”وصدحت بها بصوتها العذب لتودع بها جمهور مهرجان جرش على امل ان يتجدد اللقاء في القريب العاجل وشكرت مهرجان جرش وإدارة المهرجان على الليلة التي لن تمحى من ذاكرتها.
وكرم المدير التنفيذي لمهرجان جرش للثقافة والفنون ايمن سماوي الفنانة يونان بدرع المهرجان.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: لمهرجان جرش جمهور جرش
إقرأ أيضاً:
بمناسبة إصدار هيئة الكتاب مؤلفاته.. شاكر عبد الحميد العابر إلى جماليات العقل
في زمنٍ عزَّ فيه الحلمُ، وقلَّ فيه من يضيئون الظلمة بالفكر، كان شاكر عبد الحميد منارةً لا تخطئها العين، ويدًا تمتد من عمق النفس إلى فضاء الإبداع، باحثًا في خبايا الخيال، مشعلًا شموع الفهم في دروب الفن، سابحًا في بحور الجمال كمن وُلد ليؤمن بأن في الفن خلاصًا، وفي الإبداع عزاءً. لم يكن مجرد أستاذ جامعي أو وزير ثقافة سابق، بل كان مشروعًا فكريًا متكاملًا، عاش للمعرفة ومات في محرابها.
واليوم، أعلنت الهيئة المصرية العامة للكتاب عن إصدار "الأعمال الكاملة للدكتور شاكر عبد الحميد"، خطوة تستحق التوقف والتأمل، لأنها لا تُحيي كتبًا فحسب، بل تُعيد إلينا صوتًا عميقًا ظلّ يعلّمنا كيف نرى، لا ماذا نرى.
أكاديمي استثنائي ومثقف موسوعيوُلد الدكتور شاكر عبد الحميد في 20 يونيو 1952 بمحافظة أسيوط، حيث بدأت رحلته في عالم المعرفة. حصل على ليسانس الآداب قسم علم النفس من جامعة القاهرة، ثم نال الماجستير والدكتوراه في علم نفس الإبداع من نفس الجامعة.
لم يكن مجرد أكاديمي تقليدي؛ بل تجاوز الجدران الجامعية، ليصبح سفيرًا للمعرفة خارج حدود التعليم الرسمي.
درّس، وناقش، وكتب، وترجم، وسافر، وقرأ، وغاص في النفس البشرية كما لم يفعل غيره، محاولًا فهم ما يجعل الإنسان يبدع، ويخلق، ويحب، ويضحك، ويكتئب، ويتجاوز ذاته.
منابر الفكر ومسؤوليات الدولةشغل الدكتور شاكر عبد الحميد العديد من المناصب البارزة، منها: عميد المعهد العالي للنقد الفني بأكاديمية الفنون، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، حيث انفتح على مختلف التيارات والمدارس الفكرية، وزيرًا للثقافة في مرحلة دقيقة من تاريخ مصر بعد ثورة 25 يناير، فكان مثقفًا في موقع القرار، لا بيروقراطيًا في هيئة تنفيذية.
لم يكن حضوره في الوزارة مجرد منصب بروتوكولي؛ بل حرص على دعم التعددية الثقافية، والانفتاح على الهامش، وكسر المركزية الثقافية التي طالما هيمنت على العمل الرسمي، دافع عن الكتاب، وساند الفن المستقل، وكان يردد دومًا أن "الثقافة ليست ترفًا، بل ضرورة مجتمعية".
إبداع علمي لا ينضب: أكثر من 65 مؤلفًاامتد نتاجه العلمي ليشمل أكثر من 65 كتابًا، تنوعت بين التأليف والترجمة، أبرزها: "الخيال من الكهف إلى الواقع الافتراضي": دراسة ممتعة حول تطور الخيال البشري عبر العصور، و"الفن والغرابة": الحائز على جائزة الشيخ زايد للكتاب، تناول فيه تقاطعات الفن مع عناصر الدهشة والمفارقة واللا مألوف، و"الأسس النفسية للإبداع الأدبي": تحليل سيكولوجي دقيق لفعل الكتابة، و"الفكاهة والضحك": دراسة ثقافية عن الضحك باعتباره آلية دفاعية ونمطًا حضاريًا.
كان يؤمن بأن الفن ليس رفاهية ولا زينة، بل حاجة نفسية ووجودية، وأن فهم الإبداع هو خطوة لفهم الإنسان ذاته.
التنوير في زمن الاضطرابفي مواجهة موجات الظلامية والتطرف، كان شاكر عبد الحميد صوته هادئًا، لكن عميقًا، لم يرد على العنف بالصوت العالي، بل بالفكر، ولم يهاجم الجهل بالسخرية، بل بالتحليل، كتب عن الطفولة والإبداع، مؤمنًا أن التغيير الحقيقي يبدأ من النشء، وأن المستقبل لا يُصنع بالخطابة، بل بالتربية الجمالية والوجدانية.
كان قارئًا نهمًا للفلسفة وعلم النفس والأدب، يرى أن الثقافة الحقيقية لا تعترف بالحدود المصطنعة بين التخصصات.
وفاته: الرحيل في صمت المفكرينرحل الدكتور شاكر عبد الحميد في مارس 2021 متأثرًا بفيروس كورونا، لكنه ترك وراءه مكتبة من النور، وعقولًا لا تزال تستضيء بكلماته.
لم يكن رحيله حدثًا عابرًا، بل لحظة إدراك لندرة المفكرين الذين يجمعون بين التواضع والعمق، وبين الانفتاح والتأصيل.
إصدار أعماله الكاملة هو أكثر من مجرد توثيق، إنه إعادة تقديم مشروعه الفكري كاملاً للأجيال الجديدة، وإتاحة فكره في مواجهة السطحية والتفاهة المنتشرة، ستشمل الأعمال مؤلفاته الكاملة، وبعض مقالاته المهمة، ومختارات من محاضراته، مما يجعل هذا الإصدار مرجعًا مهمًا للباحثين والمبدعين والمهتمين بعلم نفس الإبداع.
معلم الجمال الصامتلم يكن شاكر عبد الحميد يسعى للشهرة، ولا يلهث خلف الأضواء. كان يؤمن بأن أثر الفكرة أطول عمرًا من ضجيج اللحظة.
ترك لنا مفاتيح لفهم الذات والآخر، ودروسًا في التواضع والإخلاص للمعرفة.
وها هو يعود إلينا عبر "الأعمال الكاملة"، كما لو أنه يهمس: “اقرأوا لتتذكروا أن الجمال مقاومة، وأن الخيال وطنٌ لا يسقط.”