بريطانيا تواجه أسوأ أعمال شغب منذ 13 عاما
تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT
تواجه السلطات البريطانية ضغوطا متزايدة الأحد لوضع حد لأسوأ أعمال شغب تشهدها إنكلترا منذ 13 عاما على خلفية مقتل فتيات في مدرسة رقص، وحرض عليها نشطاء يمينيون متطرفون.
وامتدت الاضطرابات المرتبطة بمعلومات مضللة عن حادث طعن جماعي أدى إلى مقتل الفتيات الأسبوع الماضي، إلى بلدات ومدن عدة السبت، حيث واجه متظاهرون ضد الهجرة متظاهرين مناهضين لهم.
تمثل هذه الاضطرابات أكبر تحد يواجهه رئيس الوزراء كير ستارمر بعد شهر فقط من توليه منصبه إثر قيادته حزب العمال إلى فوز ساحق على حزب المحافظين.
وفي أحدث التطورات، وقعت اضطرابات في روثرهام بجنوب يوركشير الأحد عندما حط م متظاهرون ملثمون مناهضون للهجرة نوافذ في فندق يستخدم لإيواء طالبي اللجوء.
وأوقف نحو 90 شخصا بعد اندلاع صدامات السبت في العديد من المدن الإنكليزية، من بينها ليفربول ومانشستر وبريستول وبلاكبول وهال، إضافة إلى بلفاست في إيرلندا الشمالية.
في بعض الحالات، ألقى مثيرو شغب حجارة وزجاجات على الشرطة – ما أدى إلى إصابة العديد من عناصرها – ونهبوا وأحرقوا متاجر، بينما س مع متظاهرون أيضا وهم يطلقون شعارات مناهضة للإسلام.
وتعد أعمال العنف هذه الأسوأ في إنكلترا منذ صيف عام 2011، عندما اندلعت أعمال شغب واسعة النطاق في أعقاب مقتل رجل على أيدي الشرطة في شمال لندن.
وقالت تيفاني لينش من اتحاد الشرطة في إنكلترا وويلز « سبق أن شهدنا أعمال شغب واشتباكات من هذا النوع، لكنها كانت محصورة في مناطق معينة من البلاد. ونرى الآن أنها تنتشر عبر المدن والبلدات الكبرى ».
وقالت الحكومة إن قوات الأمن لديها « كل الموارد التي تحتاج اليها » للتعامل مع الاضطرابات. وحشدت الشرطة آلاف العناصر الإضافيين لمحاولة الحد من انتشار العنف.
وعززت الشرطة عديد قواتها، بينما شددت وزيرة العدل شبانة محمود على أن « النظام القضائي بأكمله جاهز لإصدار الإدانات في أسرع وقت ممكن ».
وقالت وزيرة الأمن ديانا جونسون لمحطة « بي بي سي نيوز » إن أعمال الشغب « لن يتم التسامح معها »، محذ رة من « عقوبات وعواقب » للفوضى.
مع اندلاع أعمال الشغب في روثرهام، دخلت الاضطرابات يومها الخامس عقب الهجوم بالسكين الاثنين على مدرسة رقص في ساوثبورت قرب ليفربول على الساحل الشمالي الغربي لإنكلترا.
تأججت الاضطرابات بشائعات كاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي حول خلفية المشتبه به البريطاني المولد أكسل روداكوبانا البالغ 17 عاما، والمتهم بالقتل ومحاولة القتل بسبب الهجوم على مدرسة رقص.
وروداكوبانا متهم بقتل بيبي كينغ (6 أعوام) وإلسي دوت ستانكومب (7 أعوام) وأليس داسيلفا أغويار (9 أعوام)، وإصابة 10 أشخاص آخرين.
حملت الشرطة مسؤولية الفوضى لمنظمات مرتبطة بـ »رابطة الدفاع البريطانية » المناهضة للإسلام التي تأسست قبل 15 عاما وجرى حلها.
ووصلت تهديدات إلى مساجد في ساوثبورت وفي مدينة سندرلاند في شمال شرق إنكلترا، ما أدى إلى تعزيز الأمن في مئات المؤسسات الإسلامية وسط مخاوف على سلامة المصلين.
وتم الإعلان عن المسيرات على صفحات تواصل اجتماعي يمينية متطرفة تحت شعار « طفح الكيل ».
خلال الاحتجاجات، برز متظاهرون يلوحون بالأعلام الإنكليزية والبريطانية ويرددون شعارات مثل « أوقفوا القوارب »، في إشارة إلى المهاجرين غير الشرعيين الذين يبحرون إلى بريطانيا من فرنسا.
ونظم متظاهرون مناهضون للفاشية مسيرات مضادة في العديد من المدن، من بينها ليدز، حيث هتفوا « ابتعدوا عن شوارعنا أيها النازيون الحثالة »، بينما هتف المتظاهرون اليمينيون المتطرفون « أنتم ما عدتم إنكليزيين ».
لم تتحول كل التجمعات إلى أعمال عنف. وشهدت مسيرة سلمية في ألدرشوت بجنوب إنكلترا الأحد رفع المشاركين لافتات كتب عليها « أوقفوا الغزو » و »نحن لسنا من اليمين المتطرف، نحن فقط على حق ».
وقالت كارينا (41 عاما) لوكالة فرانس برس في نوتنغهام « لقد سئم الناس سماع أن عليهم أن يخجلوا إذا كانوا من البيض ومن الطبقة العاملة، أنا فخورة بالطبقة العاملة البيضاء ».
وأشار معلقون إلى أن المتظاهرين، بتحريض من مؤثرين على الإنترنت، قد يشعرون بالجرأة بسبب بروز ساسة بريطانيين مناهضين للهجرة.
في انتخابات الشهر الماضي، حصل حزب الإصلاح البريطاني بزعامة نايجل فاراج على 14% من الأصوات، وهي واحدة من أكبر حصص الأصوات لحزب بريطاني يميني متطرف.
وقالت كارلا دينير، الزعيمة المشاركة لحزب الخضر اليساري، إن الاضطرابات يجب أن تكون « دعوة للاستيقاظ لجميع السياسيين الذين روجوا أو استسلموا » للخطاب المناهض للهجرة.
من جهته، اعتبر ستارمر أن « بلطجية » قاموا بـ »اختطاف » حزن الأمة « لنشر الكراهية »، متعهدا أن أي شخص يرتكب أعمال عنف « سيواجه بالقوة الكاملة للقانون ».
وأجرى محادثات مع كبار الوزراء السبت مؤكدا « أن الحكومة تدعم الشرطة لاتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للحفاظ على سلامة شوارعنا »، وفق مكتبه.
كلمات دلالية بريطانيا تطرف جريمة شغب هجرة يمينالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: بريطانيا تطرف جريمة شغب هجرة يمين أعمال شغب
إقرأ أيضاً:
بايدن يُحذر: أمريكا تواجه “أياما مظلمة” في عهد ترامب
حذّر الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن، من أن البلاد تواجه “أياما مظلمة” في عهد الرئيس دونالد ترامب، قائلاً إنه يبدو أن السلطة التنفيذية “تبذل قصارى جهدها لتفكيك الدستور”.
وقال بايدن في كلمته خلال الحفل السنوي لنقابة المحامين الوطنية في شيكاغو: “إنهم يفعلون ذلك في كثير من الأحيان بمساعدة الكونغرس الذي يجلس على الهامش، وبتمكين من أعلى محكمة في البلاد. يا إلهي.. الأحكام التي أصدروها”.
وأضاف الرئيس الأمريكي السابق: “أيها الناس، في حياتنا، وفي حياة أمتنا، هناك لحظات عصيبة للغاية تفصل كل ما جاء قبلها عما جاء بعدها. لحظات أجبرتنا على مواجهة حقيقة قاسية عن أنفسنا ومؤسساتنا والديمقراطية نفسها. نحن، في رأيي، في لحظة كهذه من التاريخ الأمريكي، تنعكس في كل محاولة وحشية من السلطة التنفيذية، وكل تراجع للحريات الأساسية، وكل تآكل للسوابق التاريخية”.
ولم يذكر بايدن ترامب بالاسم مطلقا، بل أشار إليه بـ”هذا الرجل”، وجادل بأن الشعب الأمريكي بدأ يدرك ضرورة الرقابة القضائية على السلطة التنفيذية.
وقال: “القضاة مهمون. والمحاكم مهمة. والقانون مهم، والدستور مهم. أعتقد أن الكثير من الأمريكيين بدأوا يدركون الضغط الذي نتعرض له الآن مع هذا الرجل كرئيس”. وأضاف: “استعدوا يا رفاق، هذه مجرد البداية”.
وانتقد بايدن “شركات المحاماة التي ترضخ للضغوط، وتخضع للمتنمرين، بدلا من أن تتشبث بالعدالة والقانون”، بجانب بعض أكبر وسائل الإعلام في البلاد. كما سخر من “الفرحة التي يعرب عنها بعض سياسيينا” تجاه النهج العدواني الذي تتبعه الإدارة في إنفاذ قوانين الهجرة.
وقال بايدن إن الإدارة الحالية عازمة على العمل على “تقويض جميع المكاسب التي حققناها خلال إدارتي، ومحو التاريخ بدلا من صنعه، ومحو العدالة والمساواة، ومحو العدالة نفسها”.
وأردف االرئيس الأمريكي السابق: “أيها الناس، لا يُمكننا تجميل هذا الوضع. هذه أيام مظلمة، لكنكم جميعا هنا للسبب نفسه. لأن مستقبلنا على المحك. يجب علينا، يجب علينا ألا نعتذر عن الكفاح من أجل المستقبل”.
ويأتي خطاب بايدن الأخير في نفس الأسبوع الذي خضع فيه اثنان من كبار مساعديه لمقابلات أمام لجنة الرقابة في مجلس النواب، كجزء من تحقيق مكثّف تجريه اللجنة بقيادة الجمهوريين بشأن التدهور المعرفي للرئيس السابق، والجهود المُحتملة لإخفائه عن الجمهور.
وفي خطابه في شيكاغو، مازح الرئيس السابق بشأن عمره.
وقال: “أتمتع بتميز غريب، وهو أنه تم انتخابي كأصغر سيناتور في تاريخ أمريكا، وأكبر رئيس سنا في تاريخ أمريكا. إنه جحيم أن تبلغ الأربعين مرتين”.
وظل الرئيس السابق الذي لا يزال يخضع للعلاج من نوعٍ شرس من سرطان البروستاتا، بعيدا عن الأنظار نسبيا منذ مغادرته البيت الأبيض، ولم يلق سوى عددٍ قليل من الخطب. ويقضي بايدن معظم وقته في منزله في ويلمنغتون وريهوبوث بيتش بولاية ديلاوير، ويعمل على إعداد كتاب سيصدر قريبا
وفي ختام خطابه، شجع بايدن الأمريكيين على “استحضار الشجاعة” للدفاع عن الحق.
وقال: “هذا يعني قبول العميل الذي لا يستطيع كتابة شيك كبير، ولكنه بحاجة إلى حماية حقوقه الأساسية. وهذا يعني الموافقة على تلك الوثيقة التي قد تثير غضب أصحاب السلطة، لكنكم تعلمون أن هذا هو الصواب. هذا يعني الوقوف بحزم في وجه الإجراءات غير الدستورية، المصممة لترهيبكم. وهذا يعني كتابة المقال، وإلقاء الخطاب، وقيادة الاحتجاج، والدفاع عن الأفكار التي تبنى عليها بلدكم، وحماية مؤسساتكم، والنضال من أجل روح الأمة”.
CNN عربي
إنضم لقناة النيلين على واتساب