الفقر الغذائي وسوء التغذية في غزة.. خطر يداهم الأطفال أمام أعين أسرهم
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
الثورة / وكالات
تحتار دعاء إسماعيل في كيفية العناية بغذاء طفلها الأول مع فقدان جميع الأغذية الصحية من أسواق شمال قطاع غزة في إثر الحصار الذي يفرضه الاحتلال على السكان منذ 300 يوم على حرب الإبادة الجماعية.
زُرقت دعاء بمولودها الأول “ريان” في قبيل اندلاع الحرب بأسابيع، وتقول إنها طيلة الأشهر الماضية اعتمدت في تغذية طفلها على الرضاعة الطبيعية وبعض الأطعمة الصلبة التي يتناولها الطفل بعد بلوغه الشهر السادس.
وتلفت إلى أن توفير هذه الأغذية كان تيسيراً من الله، إذ كان زوجها قد ادخر بعض المال، ولما رأى أن غزة مقبلة على مجاعة بفعل عدم سماح الاحتلال بدخول أي نوع من الخضار أو الفاكهة، حاول تأمين ما يستطيع من طعام لطفله، كشراء العديد من عبوات الحليب الصناعي والسيريلات والشوفان وتخزين بضع كيلوات من التمر.
لكن دعاء اليوم تقف عاجزة أمام طفلها وحاجته لتناول البيض والحليب كامل الدسم لاحتوائهما على كميات أكبر من الكالسيوم اللازم لنمو الأسنان والعظام في هذه المرحلة من عمره.
أغذية خاصة
في حين يبدي يوسف الحداد قلقلاً كبيراً على طفلته (3 أعوام) التي شخصها الأطباء حديثاً بأنها تعاني من فقر الدم نتيجة نقص عنصر الحديد اللازم لإنتاج بروتين “الهيموجلوبين”.
ويشير إلى أن المرض اكتشف بعد أن فقدت طفلته وعيها في يوم شديد الحرارة، “لاحظنا يومها شحوب في وجهها، وتعب عام، واعتقدنا أنه بسبب الرطوبة العالية وهو أمر شائع في الصيف، لكن عندما فقدت وعيها ونقلناها للمشفى أظهرت الفحوصات مستويات متدنية لنسبة الهيموجلوبين”.
وبوجه عام تتباين عواقب فقر الدم بين الأطفال، إذ يمكن أن يؤثر المرض على الأداء المدرسي بسبب التأخر في النمو والاضطرابات السلوكية من قبيل انخفاض النشاط الحركي والتفاعل الاجتماعي والاهتمام بالواجبات، وفي الحالات الشديدة، يمكن أن يسبب فقر الدم ضعف النمو المعرفي والحركي لدى الأطفال.
ويعجز الحداد عن تأمين ما نصحه الأطباء بفعله لتفادي تطور الحالة مستقبلاً، حيث لا تتوافر في الأسواق سوى المعلبات من قبيل الفول والبازلاء والحمص واللحوم المصنعة، وجميعها مضرة لا ينصح بها لمرضى فقر الدم الذين هم بحاجة للخضار الطازجة واللحوم الحمراء على وجه الخصوص.
ويبين أن الخضار والفواكه شبه مفقودة في السوق وما هو متوفر يباع بأسعار لم أكن أتخيلها في أحلامي.
وبينما يواصل الاحتلال حصار غزة منذ 10 أشهر، ويمنع منظمات الإغاثة من إدخال ما يكفي من الغذاء إلى القطاع، يقول الحداد إنه لا يملك خياراً سوى الانتظار والتعامل مع الواقع وفق إمكانياته، مبدياً أسفه وحزنه وهو يرى البؤس على وجوه المئات من الآباء وهم غير قادرين على فعل شيء لأطفالهم المرضى والجوعى.
فقر غذائي حاد
وتحذر وكالة الغذاء التابعة للأمم المتحدة من أن جنوب قطاع غزة قد يشهد قريبا نفس “مستويات الجوع الكارثية” التي سجلت سابقا في الشمال، حيث ركزت سلطات الاحتلال هجومها العسكري في الأيام الأولى من حرب الإبادة.
ووفق معطيات نشرتها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فإن أكثر من 50 ألف طفل يحتاجون إلى العلاج من سوء التغذية الحاد.
وتقول أديل خضر، المديرة الإقليمية لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن خطر تزايد حالات سوء التغذية يترافق مع انهيار خدمات علاجه، “فاليوم، لا يعمل سوى مركزين فقط من أصل المراكز الثلاثة التي تعالج الأطفال المصابين بسوء التغذية الخطير في قطاع غزة”.
وتشير إلى أن خطط افتتاح مراكز جديدة تأخرت بسبب تواصل العدوان العسكري الإسرائيلي في جميع أنحاء القطاع، مبينة أن علاج الطفل من سوء التغذية الحاد عادة ما يحتاج 6 إلى 8 أسابيع من الرعاية المتواصلة ويتطلب أغذية علاجية خاصة والمياه المأمونة فضلاً عن الدعم الطبي الإضافي.
ويحذر برنامج التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، الذي يقيم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية في العالم، في تقرير نشره في يونيو الماضي، من أن كل قطاع غزة تقريبا سيواجه المجاعة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.
وتظهر معطيات منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” أن حوالي 9 من كل 10 أطفال يعانون من فقر غذائي حاد، ولا يحصلون على ما يكفي من الماء والغذاء والدواء، وأن قرابة 3000 طفل فقد إمكانية العلاج من سوء التغذية المعتدل والشديد في جنوب قطاع غزة، مما يعرضهم لخطر الموت أمام أعين أسرهم العاجزة عن فعل أي شيء أمام حالات النزوح المتكررة والعجز عن الوصول إلى مرافق الرعاية الصحية وخدماتها.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
لإخفاء التبغ من أمام الأطفال.. فرنسا تحظر التدخين جزئيا في الأماكن العامة
أعلنت وزيرة الصحة الفرنسية كاثرين فوتران أنه سوف يتم حظر التدخين في الأماكن العامة، بما في ذلك الشواطئ والمتنزهات ومناطق المدارس ومحطات الحافلات والمنشآت الرياضية، اعتبارا من أول يوليو/تموز المقبل، في إطار مسعى على مستوى البلاد لحماية الأطفال.
وقالت فوتران في مقابلة نشرتها صحيفة "وست فرانس" أمس الخميس: "لا بد أن يختفي التبغ من أماكن تواجد الأطفال"، مضيفة أنها تعتزم خفض مستوى النيكوتين في منتجات التدخين الإلكترونية وخفض عدد نكهات التبغ المتاحة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 26 خطوات كفيلة بإعادته.. لماذا يتجنب طفلك المراهق التواصل معك؟list 2 of 2طفولة وأمومةend of listوستفرض على أي شخص ينتهك حظر التدخين الجديد غرامة بقيمة 135 يورو (153 دولارا). ومن المقرر أن تراقب الشرطة المحلية تطبيق القواعد الجديدة.
وذكرت الوزيرة: "هدفي بسيط وطموح في الوقت ذاته، وهو ضمان أن يصبح الأطفال المولودون في 2025 أول جيل لا يدخن".
وأضافت أن القيود الجديدة على التدخين على مستوى البلاد، التي يطبق العديد منها بالفعل على المستوى المحلي، تم وضعها لدعم تلك الرؤية.
ولا يشمل الحظر المناطق المفتوحة بالمقاهي وتدخين السجائر الإلكترونية.