أكد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، اليوم الثلاثاء، أن إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة، وضرورة اتخاذ المجتمع الدولي خطوات رادعة تكبح عدوانيتها وتحمي المنطقة من الأجندة التصعيدية لحكومتها.

الصفدي ونظيره الأمريكي يُناقشان سبل وقف الحرب على غزة أيمن الصفدي: الأردن لن يرسل قوات لتحل محل القوات الإسرائيلية

وشدد الصفدي، الذي واصل اليوم اتصالاته مع نظراء له لوضعهم في صورة التدهور الخطير الذي تشهده المنطقة وبحث خطوات وقفه، على أن إسرائيل تدفع المنطقة كلها إلى هاوية حرب إقليمية باستمرارها في عدوانها على غزة، وخرقها للقانون الدولي، وعدوانها على سيادة الدول.

 

وأكد الصفدي، طبقا لبيان وزارة الخارجية الأردنية، أن التصعيد الخطير لن يتوقف إلا إذا فرض المجتمع الدولي على إسرائيل وقف عدوانها على غزة، والتزام القانون الدولي، ووقف كل خطواتها التصعيدية التي تؤجج التوتر الإقليمي وتحرم المنطقة حقها في العيش بأمن وسلام.

وحذر الصفدي من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يريد جر المنطقة نحو تصعيد شامل على جبهات متعددة مدفوعاً بانتقامية فجة وعقائدية متطرفة، مؤكدا أنه من دون تحرك دولي فاعل يكبح هذه العدوانية، سيفرض رئيس الوزراء الإسرائيلي المزيد من الحروب والصراعات على المنطقة كلها. 

كما حذر الصفدي من رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي قوض جهود التوصل لصفقة تفضي إلى وقف لإطلاق النار باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، الذي كان الممثل الرئيس لحماس في المفاوضات، مؤكدا أن نتنياهو سيقوض أيضاً كل جهود خفض التصعيد إذا لم يواجه مواقف وخطوات دولية رادعة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأردن وزير خارجية الأردن غزة أيمن الصفدي رئیس الوزراء

إقرأ أيضاً:

عودة الهذالين.. صوت النضال الذي أسكتته إسرائيل

أستاذ وناشط حقوقي فلسطيني ولد عام 1994 في محافظة الخليل بالضفة الغربية المحتلة، عُرف بموقفه الثابت في الدفاع عن قريته ومناهضة التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في منطقة مسافر يطا. ساهم عام 2019 في إنتاج الفيلم الوثائقي "لا أرض أخرى" الذي حاز جائزة أوسكار لأفضل فيلم وثائقي طويل عام 2025، ووثق معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال. واستشهد في 28 يوليو/تموز 2025 برصاص مستوطن إسرائيلي قرب منزله أثناء تصديه لعملية استيطانية.

المولد والنشأة

وُلد عودة محمد خليل الهذالين عام 1994 في قرية أم الخير شرق بلدة يطا بمحافظة الخليل، في قلب الضفة الغربية المحتلة.

وتعود أصوله إلى قبيلة الهذالين، إحدى القبائل البدوية العريقة التي استقرت في المنطقة بعد أن أجبرها الاحتلال الإسرائيلي على النزوح من موطنها الأصلي في بئر السبع عام 1948.

نشأ في كنف أسرة بدوية تعتز بأرضها، وتربى على قيم الصمود والتشبث بالأرض وعدم الاستسلام.

كان محبا للرياضة لا سيما كرة القدم، وشارك في مباريات ودية أقيمت في قريته ضمن فرق محلية مثل نادي مسافر يطا ونادي سوسيا، وآمن بأن الرياضة تعزز الانتماء وتُنمّي روح التحدي.

عودة الهذالين عمل مدرسا للغة الإنجليزية في مدرسة الصرايعة الثانوية الواقعة في البادية الفلسطينية (مواقع التواصل)الدراسة والتكوين

تلقى عودة تعليمه الأساسي في مدارس مسافر يطا، والتحق بمدرسة أم الخير الابتدائية عام 2000، وواصل دراسته رغم ضعف البنية التحتية وصعوبة الوصول إلى المدارس بسبب مضايقات جيش الاحتلال الإسرائيلي.

أظهر منذ صغره حبه لتعلم اللغات، وأبدى اهتماما خاصا باللغة الإنجليزية، مما دفعه لإكمال تعليمه الإعدادي والثانوي في مدرسة الصرايعة التي تخرج فيها عام 2012. وواصل دراسته الجامعية في جامعة الخليل، وحصل على درجة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية عام 2016.

تزوج الهذالين وأنجب ثلاثة أطفال وهم وطن ومحمد وكنان.

المسيرة النضالية

عمل عودة بعد تخرجه مدرسا للغة الإنجليزية في مدرسة الصرايعة الثانوية الواقعة في البادية الفلسطينية، لكنه لم يكتف بالدور التعليمي، بل سرعان ما برز ناشطا في مجال حقوق الإنسان ومقاومة الاستيطان جنوب الضفة الغربية.

وعرفه المحليون والدوليون بأنه صوت قرية "أم الخير" والمدافع الأول عن سكانها، وأصبح المتحدث غير الرسمي باسمها، خاصة في الأوساط الحقوقية والإعلامية.

تولى لفترة طويلة مسؤولية المرافعة الميدانية، واستقبل الوفود الأجنبية من دبلوماسيين وصحفيين ونشطاء حقوقيين، وقادهم في جولات توثيقية داخل المناطق المهددة بالهدم، موضحا واقع البيوت التي أصبحت خياما، والأراضي التي صودرت لصالح التوسع الاستيطاني.

إعلان

بالعربية والإنجليزية، قدّم الهذالين شهادات حية ومؤثرة نقلت معاناة قريته إلى العالم، مستخدما لغة بسيطة لكنها قادرة على النفاذ إلى الضمير الإنساني.

عودة الهذالين شارك في إنتاج فيلم "لا أرض أخرى" الذي فاز بأوسكار أفضل فيلم وثائقي طويل (مواقع التواصل)"لا أرض أخرى"

شارك الهذالين في إنتاج الفيلم الوثائقي "لا أرض أخرى" الذي صُوّر على مدى أربع سنوات (2019-2023) وانتهى العمل عليه قبل أيام قليلة من اندلاع عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وهو إنتاج مشترك بين فلسطين والنرويج، حصد أصداء واسعة في الأوساط السينمائية والحقوقية، وفاز بجائزتي "أفضل فيلم وثائقي" و"جائزة الجمهور" في مهرجان برلين السينمائي عام 2024، ثم حقق إنجازا تاريخيا بفوزه بجائزة أوسكار لأفضل فيلم وثائقي طويل في الدورة الـ97 للأكاديمية، التي أُقيمت يوم 2 مارس/آذار 2025 على مسرح دولبي في هوليود.

وسلّط الفيلم الضوء على معاناة الفلسطينيين في قرية مسافر يطا جنوب محافظة الخليل، وركز على حياتهم التي يقضونها في المقاومة للبقاء والعيش في أرضهم رغم القمع والاستيطان.

وأثار فوز الفيلم بجائزة أوسكار موجة غضب كبيرة في الأوساط السياسية والإعلامية الإسرائيلية، واعتبرته الحكومة الإسرائيلية "لحظة حزينة للسينما العالمية"، ذلك أنه جسّد حقيقة النكبة التي ترفض روايتها.

الاستشهاد

استشهد عودة محمد خليل الهذالين مساء يوم الاثنين 28 يوليو/تموز 2025، وذلك بعدما أطلق مستوطن إسرائيلي النار مباشرة على رأسه أمام منزله في قرية أم الخير.

ووفقا لشهادات الأهالي، جاء الاعتداء في سياق اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي برفقة جرافة عسكرية أراضي القرية لتوسيع مستوطنة "كرميئيل" المقامة على الأراضي المصادرة.

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن المستوطن المسؤول عن إطلاق النار هو ينون ليفي، أحد أبرز المستوطنين المعروفين بتورطهم في اعتداءات ممنهجة ضد الفلسطينيين جنوب الضفة الغربية.

ويُذكر أن ليفي هذا مُدرج منذ عام 2023 في قوائم العقوبات الأميركية والبريطانية والأوروبية والكندية، ضمن حزمة شُرعت لمحاسبة المستوطنين المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان في المنطقة (ج) من الضفة الغربية.

سياسات قمع إسرائيلية

وفي 29 يوليو/تموز 2025، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي خيمة عزاء الشهيد عودة الهذالين في قرية أم الخير، واعتدت على عدد من النشطاء والصحفيين الأجانب ثم طردتهم بالقوة، وأعلنت المنطقة "عسكرية مغلقة"، في محاولة واضحة لمنع أي مظاهر للتضامن المحلي والدولي.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن القوات طردت المعزين بالقوة من العزاء واعتقلت ناشطتين أجنبيتين كانتا ضمن المتضامنين.

مقالات مشابهة

  • عودة الهذالين.. صوت النضال الذي أسكتته إسرائيل
  • رئيس وزراء السويد: الوضع في غزة مروع ويجب تجميد الشراكة التجارية مع إسرائيل
  • متحدث الوزراء: مؤشرات اقتصادية إيجابية تدفع لتخفيض أسعار السلع
  • بالصور.. جلالة السلطان يناقش مع رئيس وزراء المملكة المتحدة عدة قضايا إقليمية ودولية
  • هل الخيار المتطرف الذي تبحثه إسرائيل في غزة قابل للتنفيذ؟
  • ماذا يعني إعلان الحوثيين مرحلة جديدة من التصعيد ضد إسرائيل؟
  • ترمب: مبعوث أميركي إلى إسرائيل لبحث التصعيد في غزة
  • رئيس وزراء بريطانيا: سنعترف بفلسطين ما لم تتخذ “إسرائيل” إجراءات ملموسة بشأن غزة
  • رئيس الأركان الإيراني: لا نثق بتعهدات إسرائيل وأمريكا ومستعدون لمواجهة أي تهديد
  • رئيس الوزراء الفلسطيني: ضرورة اتخاذ قرارات وإجراءات دولية لوقف العدوان الإسرائيلي