خديجة الخالدي تعلَّمَت لغة الإشارة لتساعد شقيقها
تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT
الاتحاد (دبي)
دائماً ما كانت أسرة الأطفال أصحاب الهمم هي الداعم الأول والمنطلق لرعاية وتأهيل أبنائها، حيث يقع عليها العاتق الأكبر في احتوائهم واستيعاب حالتهم، بل وتعلم كيفية إدارة وضعهم الصحي، بالتعاون مع الجهة التعليمية التي ينتسب إليها، ولمّا كانت فئة «الإعاقة السمعية» تحتاج إلى اهتمام مختلف لكون أصحابها يتطلعون إلى وسيلة تواصل مع العالم، كان لزاماً على المجتمع الذي يتعامل معهم، تعلم «لغة الإشارة» وإجادتها بما يسهم في تعزيز التواصل معهم.
دعم عائلي
علي أحمد الخالدي، من أصحاب «الإعاقة السمعية»، استطاع بمساعدة أفراد عائلته الذين تعلموا لغة الإشارة، أن يجتاز المراحل التعليمية بتفوق، وصولاً إلى مرحلة التميز الرياضي والمهني، بعدما انضم للعمل في إحدى الجهات الحكومية، ليبدأ تحقيق طموحاته وأحلامه. وتقول شيخة المطوع والدة علي، إن ابنها مر بمراحل كثيرة من التحديات والمصاعب، حتى استطاعت الأسرة أن تترجم ذلك إلى فرص له بهدف دعمه وتأهيله، وخصوصاً خلال المراحل التعليمية الأولى، إضافة إلى التحديات التي واجهها علي في تقبله من المحيطين به من المجتمع، كونه يحتاج إلى أجهزة مساعدة، وهو ما تم من خلال زراعة «قوقعة إلكترونية» له، لتبدأ مرحلة مهمة من التواصل والتفاعل في حياته.
وتوضح أم علي بالقول إن تعلم أفراد الأسرة «لغة الإشارة» كان أمراً لابد منه، حيث حصل الجميع على دورات تأهيلية، إلا أن خديجة وهي الأخت الصغرى، قد أرادت أن تدعم علي بشكل أكبر وتعلمت اللغة ببراعة، وحصلت على المستوى الأول فيها عن طريق الدورات والورش التي توفرها وزارة تنمية المجتمع، التي قدمت كامل الدعم لمساعدة علي، مبينةً أنه ومع تعلم الأسرة لغة الإشارة أصبحت حلقة الوصل بينه وبين المجتمع، نظراً لأنه لا يستطيع النطق الصحيح بشكل تام.
تحديات وفرص
وذكرت الأم أن الأسرة واجهت صعوبات عدة خلال المرحلة الدراسية التي استمرت 12 عاماً، كعدم معرفتها في البداية باحتياجات علي، وما الذي يؤلمه أو يضايقه. وأوضحت أنه من خلال تأهيله المتواصل والاستمرار في تلقيه جلسات في عدة مراكز متخصصة في النطق واللغة، ومتابعة عملية تعليمه المليئة بالتحديات مع المعلمين، استطاع علي التخرج بمعدل مرتفع وصل إلى نسبة 86%، لتبدأ مرحلة أخرى من التميز والالتحاق بالوظيفة المناسبة.
أما أخته خديجة، فقد أخذت على عاتقها مساعدته بكمختلف السبل، بدءاً من إجادتها للغة الإشارة، والحصول على شهادة مترجم لها، حتى أصبحت ناشطة مجتمعياً لإلقاء الضوء على قضايا هذه الفئة وتحدياتها. وانطلاقاً من ذلك شاركت في الدورة السابعة من مجلس شباب شورى الشارقة، حيث أهلتها رسالتها التي وجهتها خلال مرحلة الانتخاب لشقيقها بلغة الإشارة للفوز بالعضوية، كما أنها كانت أول فتاة تترأس المجلس، وكان انضمامها تلبية لرغبة علي لتعريف المجتمع بقضايا هذه الفئة، فيما تواصل خديجة حالياً مسيرتها الجامعية بتخصص «الطفولة المبكرة» حيث تطمح بأن تخدم هذه الفئة مستقبلاً. أخبار ذات صلة
تحقيق طموحات
وفيما يخص التحاق علي بوظيفته في إحدى الجهات الحكومية، فقد واجهته بعض الصعوبات في التعامل مع زملائه، كونهم لا يجيدون لغة الإشارة، واستطاع بمساعدة شقيقته أن يتجاوز هذه الصعوبات من خلال بعض التعليمات لزملائه في العمل، ما شجعهم على تعلم لغة الإشارة لمساعدته.
واستمراراً نحو تعزيز دمجه مجتمعياً، بدأ علي تنمية هوايته الرياضية، حيث يمارس لعب كرة السلة حالياً في نادي خورفكان للمعاقين، وحصل على العديد من الميداليات في مختلف بطولات هذا الموسم، ليصبح أحد اللاعبين الرياضيين المجتهدين، وليواصل رحلة تميزه في الحياة، ويحقق نجاحات أكبر في المستقبل.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: لغة الإشارة
إقرأ أيضاً:
السفير الصيني بعُمان يحث الطلبة على تعلم اللغة الصينية ليكونوا "سفراء الصداقة" بين البلدين
الرؤية- ريم الحامدية
أكد ليو جيان سفير جمهورية الصين الشعبية بسلطنة عمان، أن تطبيق منهج اللغة الصينية في المدارس، جاء نتيجة للتعاون بين البلدين الصديقين، وتنفيذا لمخرجات القمة الخليجية الصينية، مضيفا: "منذ قدومي للسلطنة، عبر كثير من الأصدقاء العمانيين عن رغبتهم في تعلم اللغة الصينية".
وأشار- في كلمته باحتفال وزارة التربية والتعليم باليوم العالمي للغة الصينية- إلى أن العام الدراسي الجديد 2025-2026 سيشهد تدريس اللغة الصينية للصفين الحادي عشر والثاني عشر بالمدارس الحكومية، على أن تشمل المرحلة التالية تدريس اللغة الصينية في الصفّين التاسع والعاشر، وذلك إلى جانب قيام جامعة ظفار بتدريس اللغة الصينية في سبتمبر المقبل.
وحث سعادة السفير الصيني الطلبة على تعلم اللغة الصينية ليكونوا سفراء للصداقة العمانية الصينية، مبينا أن السفارة الصينية ستوفر العديد من المنصات التعليمية للاطلاع على الثقافة الصينية وقيمها.
ولقد نظمت دائرة الدراسات التربوية والتعاون الدولي بوزارة التربية والتعليم، احتفالا بـ"اليوم العالمي للغة الصينية"، تحت رعاية سعادة ماجد بن سعيد البحري وكيل الوزارة للشؤون الإدارية والمالية، وبحضور السفير الصينين وعدد من مديري ديوان عام الوزارة والمديريات التعليمية بالمحافظات والمختصين بديوان عام الوزارة وطلبة المدارس المطبقة للغة الصينية.
من جهتها، أوضحت الدكتورة سناء بنت سالم السنانية المدير العامة المساعدة للمديرية العامة لتطوير المناهج، أن العام الدراسي 2025-2026سيشهد تطبيق تعليم اللغة الصينية في المدارس للصف الحادي عشر، وفي العام المقبل سيتم تطبيق ذلك على الصف الثاني عشر، مضيفة: "يعد تبني تعليم اللغة الصينية خطوة حيوية في بناء أمة أكثر تنوعًا وشمولية وازدهارًا، وسيضمن التطبيق تطوير المناهج، وتدريب المعلمين، ودمج التكنولوجيا".
واشتمل الاحتفال على قد جلسة نقاشية حول أهمية تعليم اللغة الصينية في سلطنة عمان، بمشاركة سالم بن محمد الخروصي مدير دائرة تطوير مناهج العلوم الإنسانية، وإيمان بنت عيد الراشدية مرشدة متحف بالمتحف الوطني، ومحمود بن عبد الرحمن المصبحي موظف بشركة هواوي، ولبنى بنت إبراهيم السناوي طالبة بكلية التربية بجامعة السلطان قابوس.
كما تضمن الحفل الإعلان عن نتائج مسابقة "الصين في عيون العمانيين"، وتوزيع الجوائز على الطلبة الفائزين بالمسابقة، والإعلان عن انطلاق مسابقة "التحديث الصيني في عيون العمانيين".
يشار إلى أن سعادة الوكيل وسعادة السفير افتتحا معرضا للمعروضات الثقافية الصينية، اشتمل على مجموعة من المنتجات التقليدية التي تعكس ثراء التراث الصيني مثل: الأزياء الشعبية، وأدوات الخط والرسم، والمراوح الحريرية، والمجسمات الخزفية.