زينب: دخلوا برندة منزلنا أكثر من ثلاثين شخصا مسلحا من الدعم السريع
تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT
في مثل هذا اليوم قبل عشرة أعوام غادرنا بجسده إلى دار البقاء (الأخ )عبد الحليم عبد الله دفع الله.مخمد (كما يعرف نفسه)…كنت أتضايق اذا كتب لي( الاخت) واحيانا يكتب بعدها العزيزة وغيرها اذا كان خارج البلاد…
لا أقول لقد عشنا حياة رومانسية خالية من المشاكل ولكن بعد كل هذه السنوات اقول لقد عشنا حياة صادقة يسودها الاحترام.
بعد هذه السنوات العشر فهمت ماذا كانت تعني له كلمة أخت.
كان اذا اقترض مني مبلغا يصر على على كتابته و الإشهادوانا لا أرى ضرورة لذلك ولكنه يذكر الموت حتى قلت له يوما(انى قد عفوت عنك عفوا كاملا عن كل شيء ) .
في العام١٩٩٣م زاره اخوان له وبقيا حتى قبيل الفجر..في الصباح أخبرني أنهما قد طلبا منه الانضمام لهما لإنشاء نواة للنهوض بتصنيع السلاح..قلت له(مالك وتصنيع السلاح..سجل للدكتوراة في الهندسة)قال (هذا العمل ساقبله جهادا مني في سبيل الله)قلت ان كان ذلك فهذا امتثال لأمر الله.
العجيب أن أحد الرجلين الذين زاراه قد استشهد قبل عشرة أيام….الأخ المهندس جمال ..تقبله الله…وكان عبدالحليم بعد ذلك بسنوات قد انضم الي مؤسسي حزب المؤتمر الشعبي واعتقل عدة مرات دافع عنه في كل منها اخواه (زائرا الليل)فإذا أطلق سراحه أتى معه جمال إلى منزلنا…ذهبت إلى الحج في عام ٢٠٠١م واعتقل عبد الحليم في غيابي وحضر لزيارتي جمال قلت له(اها يا الشريف قالوا ان قانون الهيئة قد تم تعديله بأن الغيت كل صلاحيات عبدالحليم..قال نعم (تعديل رقم ٩؟؟؟) قلت له (سيزحلقونه بعد فترة..وانت أيضا )قال انا؟؟؟قلت نعم لان المرحلة اختلفت وبعد فترة تم ذلك ولكن بطريقة(ظريفة)إذ تم تعيينه وزيرا للدولة بوزارة التكنولوجيا فلم يذهب لأداء القسم وبعد اتصالات أدى القسم وبعدها تقدم باستقالته وتفرغ لأعماله الخاصة بكفاءة وخبرة.
الغريبة ان عبد الحليم ..الذي أفرغ منصبه الإداري من محتواه تماما..وأصبح يخاطب بالمهندس فقط..وتم نقله الى وظائف تقل عن درجته كثيرا لم يتقدم باستقالته.. عين مديرا لمكتب الهيئة في الصين(ثقة في كفاءته ونزاهته من جهة و حماية له من الاعتقال)أخبرني بذلك وشاورني وكان رأي ان يقبل.. وهو يعترض يقول(مسؤولين المكاتب ديل انا كنت اعينهم)اقول بواقعية ذاك زمن قد ذهب و الآن انت معارض ثم يختم النقاش بان اطلب منه ان يستخير ويستشيروقد فعل وذهب وتعلم اللغة الصينية.
كان قد بدأ بناء منزلنا قبل سنوات من سفره للصين وقد اتفقنا ان ينفق كل مرتبه على الأعمال الخرسانية..فكان يرسل جل المرتب لاخوين له يشرفنا على البناء بلا مقابل هما الأخ المهندس بلة بشير والمهندس هشام توفيق وكانت خرط المنزل قد رسمت وروجعت بمكتب المهندس احمد سليمان(المعماريون المتحدون )الا مبالغ بسيطة يدفعها للرسيميين…جزا الله كل هؤلاء الاخوة خير الجزاء وبارك في أعمارهم وأموالهم وأبنائهم…
حضر من الصين وكان يعامل كشخص غير مرغوب فيه ينقل من الرئاسة إلى اليرموك إلى شركة جديدة ثم إلى أخرى تابعة لليرموك كان قد أجرى المعاينة لمدرائها ….وانا اطلب منه ان يستقيل لان استمراره يعرضه لكثير من الضغط والإحباط ولكنه يرفض ويقول(انا جندي مرابط في سبيل الله ولا ابارح حتى يستغنوا عني)
من الغرائب أنه حين تكون هناك مفاوضات مع الصينيين..كان الوفد الصينى يطالب بحضوره يستدعى فيذهب يشارك بفعالية…ولكن المسؤولون الذين أعياهم صبره الجميل اعفوه في العام ٢٠١٠م فتحمل بصبر.وجلد وعمل مستشارا هندسيا لبرنامج رفع القدرات بمنظمة الأغذية والزراعة العالمية لسنوات..مما مكننا من إكمال منزلنا تقريبا معظم الطابق الثالث الذي يسميه(طابق الفاو).وكان يعمل مستشارا للشركات ومشرفا على بناء عدد كبير من بيوت أهله وأصدقائه وكنت ادعمه بمواردي.. ورأي
بدأت الحرب وبعد شهر وقد غادر معظم جيراننا وانا وابني مقيمون في منزلنا… لا نحسب ان لنا أهمية تحرض الغزاة علينا وفي ليلة السابع عشر من مايو وقد كانوا دخلوا أحد منازل جيراننا و ابني يعلم ولكنه لم يخبرني..كان يتركني بالطابق الاسفل ويبقى بالأعلى مساهرا طوال الليل…في تلك الليلة تسوروا حائط منزلنا وشرعوا في كسر باب خارجي يؤدي للطابق العلوي الذي كنا نعده للايجار.
اتصلت ابنتي عند منتصف الليل من الخارج…قلت لها اني اسمع صوت رصاص من السقف..كان ذلك ابنى الذي أطلق رصاصات من بندقية والده من غير ان يصيبهم….فلاذوا بالفرار ولكنهم عادوا بعدد كبير ودخلوا برندة منزلنا أكثر من ثلاثين شخصا مسلحا من الدعم السريع يطالبون (بالقناص )الذي ضربهم من سقف المنزل..حين دخلوا الهمني الله ان أبدأ في الصلاة وقد فعلت وهم يروحون جيئة وذهاب وقد احاطني الله بيقين شديد..طلبوا فتح غرفة مقفولة بها سرير كبير..قالوا اين الرجل الذي ينام على هذا السرير وهو الذي هاجمنا وليس هذا الصبي قلت لهم الرجل توفي قبل عشرة أعوام..لم يخطر ببالي انهم قد اخطروا به وبعمله ودوره!!!! وانهم قد سألوا عنه حارس منزل جيران لنا قبل يومين وان الحارس قد قال للجيران(ان كنتم تعرفون عبد الحليم فإن ناس الدعم السريع قد سألوا عنه)لم يخبرنا أحد وقد وعدونا بعد تفتيش الغرفة ومعرفة أنه متوفي بأنهم لن يتعرضوا لنا.
نصحنا ناصح أمين ان نخرج من المنزل فخرجنا.. كانوا على بعد بيتين منا ..خرجنا عند الثالثة صباحا.. أقمنا يومين بالخرطوم ثم غادرناها…وقد علمنا أنهم يقيمون في منزلنا وكثير من منازل الجيران..اللهم لا تحقق لهم غاية واكتب لهم أسوأ نهاية وأمتهم ميتة السوء على أيدي بعضهم وأيدي قوات الشعب وبنيه.
لقد كان عبد الحليم معنا في حلنا وترحالنا..رزقه الله ابنا قام بما لم يقم به من هم في مثل عمر والده ودافع عن بيته وعرضه داخل بيته وخارجه خدشته ثلاث رصاصات جرحت احداها رجله والاخري يده والثالثة خرمت قميصه..يشهد الله كنت خلال ذلك لا أملك إلا دعاء الاستيداع وحسبنا الله ونعم الوكيل..
مازلنا نردد حسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم…اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولا تبق منهم أحدا.. وتول اللهم برحمتك اخواننا عبدالحليم وجمال وكمال شرفي واجمعهم في أعلى جناتك والحقنا بهم.. .
كتبت: أ. Zeinab Saeed
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: عبد الحلیم قلت له
إقرأ أيضاً:
هل قتلت قوات الدعم السريع الصحفي السوداني معمر إبراهيم؟
انتشرت أخبار مكثفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تفيد بوفاة الصحفي السوداني المعتقل لدى قوات الدعم السريع معمر إبراهيم، داخل مكان احتجازه في نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور.
وفي إفادة للجزيرة نت، أكد محمد إبراهيم، الشقيق الأكبر للصحفي المعتقل منذ أكتوبر/تشرين الأول أن مصدر الإشاعة التي نفى صحتها ما زال مجهولا، وأن معمر بخير ولم يتعرض لأي أذى، مشيرا إلى أنه استطاع الاطمئنان عليه عقب ورود إشاعة وفاته مساء أمس الأربعاء.
وأضاف شقيق الصحفي الذي عمل مراسلا لدى قناة الجزيرة مباشر أن آخر تواصل مباشر معه كان عقب ظهوره إلى جانب المتحدث باسم الدعم السريع الفاتح قرشي مطلع الشهر الماضي، غير أن ثمة تواصلا غير مباشر يسعون عبره إلى الاطمئنان على معمر وتأمين احتياجاته.
وأكد المتحدث باسم تحالف السودان التأسيسي -الذي يقوده الدعم السريع- علاء الدين نقد في تصريح للجزيرة مباشر أن الصحفي معمر بـ"أمن وأمان"، وفق تعبيره.
ما مصير الصحفي معمر إبراهيم؟
الناطق باسم تحالف السودان التأسيسي يجيب #الجزيرة_مباشر #السودان #الفاشر pic.twitter.com/JpygwAP36v
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) November 16, 2025
مطالبات بظهور الصحفيوتعليقا على تصريح نقد، دعا الصحفي السوداني مزمل أبو القاسم إلى السماح لزميله معمر بالظهور على شاشة قناة الجزيرة مباشر للتأكد من سلامته، وكتب عبر حسابه على فيسبوك بأن معمر تعرض لإخفاء قسري واحتجاز غير مشروع وإهانة وضرب وتعذيب ظهرت بجلاء في مقاطع فيديو عقب سقوط مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور.
لكنّ الإشاعة حفّزت حالة القلق على سلامة معمر وعدد غير معلوم من الصحفيين المعتقلين والمختفين قسريا في السودان، ورغم نفي الأمر، يبدي نقيب الصحفيين السودانيين عبد المنعم أبو إدريس قلقه بشأن سلامة الصحفي معمر، مطالبا بإطلاق سراحه على الفور.
إعلانويقول أبو إدريس للجزيرة نت "معمر كان يؤدي مهنته كصحفي وهي ليست جريمة حتى يُحتجز بسببها، وما يمرّ به يُعد خرقا للقوانين الدولية والإنسانية"، مناشدا المنظمات المهتمة بحرية الصحافة للتضامن مع معمر وسائر الصحفيين السودانيين في ما يقاسونه من تحديات وتهديدات جراء الحرب.
سي بي جيه: صحة معمر متدهورة ونريد دليلا على حياتهوفي تصريح لها مساء الأربعاء، أعربت لجنة حماية الصحفيين "سي بي جيه" (CPJ) عن قلقها إزاء تقارير تفيد بأن الحالة الصحية للصحفي معمر قد تدهورت بشكل خطير أثناء احتجازه، داعية إلى الإفراج الفوري عنه لتمكينه من تلقي الرعاية اللازمة.
#السودان: "نشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تفيد بأن الحالة الصحية للصحفي السوداني معمر إبراهيم، المحتجز لدى قوات الدعم السريع، قد تدهورت بشكل خطير أثناء احتجازه. إذ أصبح طريح الفراش ويعاني من آلام شديدة، في وقت ترفض فيه قوات الدعم السريع نقله إلى المستشفى أو الإفراج عنه. وتدعو… pic.twitter.com/Sx0zRTfVMq
— CPJ MENA (@CPJMENA) December 10, 2025
وقالت المديرة الإقليمية للّجنة بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا سارة القضاة إن معمر أصبح طريح الفراش ويعاني من آلام شديدة، في وقت ترفض فيه قوات الدعم السريع نقله إلى المستشفى أو الإفراج عنه.
لكنْ في اليوم التالي، الخميس، صدر تصريح آخر للّجنة الدولية، يفيد بأنها راسلت قوات الدعم السريع مطالِبة بتقديم أي دليل على أن الصحفي معمر إبراهيم على قيد الحياة، وذلك بعد ورود تقارير تفيد بأنه قُتل أثناء احتجازه، في حين لم تجزم اللجنة بنفي الأخبار المتداولة.
تؤكد لجنة حماية الصحفيين أنها راسلت قوات الدعم السريع مطالِبةً بتقديم أي دليل على أن الصحفي السوداني معمر إبراهيم على قيد الحياة، وذلك بعد ورود تقارير تفيد بأنه قُتل أثناء احتجازه لدى قوات الدعم حيث يقول زملاؤه إنها مزاعم غير مؤكدة حتى الآن." سارة القضاة. pic.twitter.com/HZujvEmIel
— CPJ MENA (@CPJMENA) December 11, 2025
وكانت شبكة الصحفيين السودانيين في الـ18 من الشهر الماضي أعربت عن قلقها البالغ على مصير الصحفي، عقب تصريحات لوزير الصحة في حكومة التأسيس علاء نقد خلال لقاء له عبر قناة الجزيرة، ذكر فيها جملة من التهم الموجهة للصحفي، وقال إنه كان سببا في تأجيج الحرب.
وقالت الشبكة في بيان آنذاك إن "سيل الاتهامات التي أطلقها نقد في حق معمر تجعلنا في قلق شديد من المصير الذي ينتظره".
الصحفي بوصفه مدني بموجب القانون الدولي الإنساني يجب حمايته من أطراف النزاع ويحظر احتجازه أو معاملته بقسوة أو الاعتداء عليه.
ندعو @ICRC للعمل على ضمان سلامة الزميل الصحفي معمر إبراهيم @MUAMMAR_SUD الذي ظهر محتجزا ويعامل بقسوة من قبل عناصر الدعم السريع وفقا للمقطع أدناه. pic.twitter.com/fw1WsD4j1S
— Mojahed Taha (@mojahedashw2k) October 26, 2025
وظهر معمر إبراهيم اليوم الثاني لسيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر 26 أكتوبر/تشرين الأول، في مقطع فيديو صُوّر ليلًا مع مجموعة من المسلحين، وقال فيه إنه حاول الخروج من المدينة، وقد قُبض عليه قبل أن يتمكن من ذلك.
إعلانوفي الرابع من شهر نوفمبر/تشرين الثاني، بثت قوات الدعم السريع مقطعا مصورا ظهر فيه إبراهيم إلى جانب الفاتح قرشي، الذي قال إن الصحفي يواجه تهمة الإساءة لقوات الدعم السريع بسبب استخدامه كلمتي "مليشيا وجنجويد" توصيفا للدعم السريع، معتبرا الوصفين إخلالا بالحيادية المطلوبة لدى الصحفيين.
وقبل نحو أسبوعين، اغتالت قوات الدعم السريع الصحفي تاج السر محمد سليمان، مدير مكتب وكالة السودان للأنباء (سونا) في منزله مع شقيقه بحي الدرجة في مدينة الفاشر.
وأشار وزير الإعلام السوداني خالد الإعيسر في بيان نعيه الصحفي سليمان، إلى أن قوات الدعم السريع اعتقلت عددا من الصحفيين السودانيين العاملين لدى وسائل إعلام مختلفة، ونقلتهم من الفاشر إلى مدينة نيالا في جنوب دارفور غربي السودان.
وناشد الإعيسر المنظمات الدولية المعنية بحماية الصحفيين الاضطلاع بدورها في متابعة الصحفيين المعتقلين والعمل على ضمان سلامتهم.
وغطى إبراهيم أخبار الحرب في دارفور على مدى العامين الماضيين، ويُعدّ من بين الصحفيين القلائل الذين بقوا لتوثيق التطورات في الفاشر رغم الغارات الجوية المستمرة وانقطاع الاتصالات والأزمة الإنسانية الحادة.