سيدتي، حقيقة سعيد أنا لأنني وجدت قلبك الحنون الذي إحتواني في غمرة حيرتي، فلا يفوتني إذن أن أحيي قراء هذا الفضاء الأغر، فضاء “قلوب حائرة”، وها أنا أبث بين يديك ما يرهق بالي وتفكيري.

سيدتي، كأي شاب ملتزم وددت ان أكون أسرة وأبني كيانا، فإخترت فتاة بدت لي مناسبة تتوافق أفكارها وأفكاري.

فتقدمت لخطبتها ولم أتوانى عن ترسيم علاقتي بها بالعقد الشرعي ألا وهو الفاتحة.

ومضيت أتسابق مع الزمن حتى أوفر مستلزمات الزواج وقررت أن لا أتكل على أحد من أهلي أو حتى والداي.

ونظرا لطيبتي وحسن تفكيري، ظننت أن خطيبتي ترى الأمور من نفس الزاوية التي أرى منها أحلامنا. إلاّ أنني سيدتي صدمت.

فخطيبتي سيدتي ومن إخترتها رفيقة لدربي، تريد أن تحيا بعد الزواج حياة المسلسلات من ترف وبذخ.

وهي في كل مرة تطلب مني أمورا تعجيزية، وتخبرني أنني إن وفرتها لها فسأكون بذلك قد رفعت رأسها عاليا أمام أسرتها وقريباتها.

من الأكيد أنني أبتغي أن تكون لي حياة مريحة فيها من الكماليات والضروريات. لكنني سيدتي غير مقتدر ماديا بكل هذا القدر الذي تربوه خطيبتي التي بتّ أحسّها تساومني في مشاعري.

فلست مضطرا سيدتي مثلا لان أنفق كل مرتبي لإقتناء أمور نسوية تريد خطيبتي أن تتفاخر وتتبجّح بها أمام قريباتها. وأنا لازال عليّ أن أؤمّن مستلزمات العرس وحفل الزفاف.

لطالما أخبرتها بذلك وطلبت منها تفهم الأمر، إلا أنني وللأسف لم أجد منها ما يسرّ خاطري.

ما يزيدني دهشة سيدتي أن خطيبتي سليلة أسرة بسيطة ولم أعهدها أن عاشت الترف والبذخ الذي تطالبني به. وهذا ما أجده إجحافا في حقي.

كما انني وعدتها بعد الزواج أن أحاول قدر المستطاع تأمين متطلباتها بما يرضيها ويكون حسب مقدوري.

حيث أنني لست من النوع الذي يرمي بنفسه في غياهب الديون ولست أرضى أبدا أن أحيا مدينا لأحد.

هذه هي تفاصيل مشكلتي سيدتي، وأريد منك ان تريحي قلبي المنهك جازاك الله خيرا.

أخوكم ن.فيصل من الوسط الجزائري.

الرد:

هون عليك أخي ولا تحمل نفسك ما لا طاقة لك به، وأتمنى أن يقع ردي عليك وقع السكينة على الروح.

أحيي فيك روح الحلال التي توسمتها، فرحت تقصد بيت الإنسانة التي إبتغيتها رفيقة للدرب ورسمت علاقتك بها.

وأحيي فيك روح المسؤولية واللإتكالية، حيث أنك تريد بناء حياتك بما يرضي الله ويرضيك، فحياك الله وبياك.

مزعجة هي بعض التصرفات اللامسؤولة من الخطيبة التي جعلتك كمن تملك مصباح علاء الدين الذي يكفل لها مارده تحقيق الأماني والأحلام.

ولعل ما أثر حيرتي أن أهلهال يوافقونها الرأي ولا يكبحون جماحها وكأني بهم يدفعونها دفعا لأن تحقق مآربها بك أو عن طريقك.

في زمننا هذا على الفتيات الصادقات أن تبحثن عن الزيجة الهنية التي تضمن من خلالها السعادة والهناء.

وما الأمور المادية من هدايا سوى بهرجة خالية كل الخلوّ من معاني الراحة النفسية.

فقد نملك كل ما هو جميل في حياتنا إلا أنّ السعادة هي الغائب الأكبر.

فكم من زوجة غفلت عن عيوب زوجها حتى وجدت زواجها يمنى بالخيانة لسبب واحد انه أعماها بالهدايا والهبات.

عليك بني أن تضع حدّا لما أراه غطرسة من خطيبتك حيال نيتك الطيبة، ولو إقتضى الأمر أن تحتكم إلى أهلها بحضور أهلك.

ولتكن على يقين أن الأمر لا يدعو للخجل أو الوجل، حيث ان عديد الحروف لا تكتمل إلا بنقاطها. ولا مناص لهذه الخطيبة إلا أن تضع حدّا لكبرياء كاذب لن تجني منه أي شيء.

أتمنى لك السعادة بني وأن تخرج من هذه العقبة بكثير من الراحة النفسية. فلا يمكن لأي مقبل على الزواج لأن يحيا مثل هذه الضغوط فيتحملها لولا أنه متمسك بالميثاق الغليظ.

ولولا أنه مدرك لقدسية الزواج، حماك الله وزاجا مبارك بإذنه تعالى.

ردت: “ب.س”

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

المصدر: النهار أونلاين

إقرأ أيضاً:

عرفة.. خطيب المسجد الحرام: يوم وفاء بالميثاق الذي أخذه الله على بني آدم

قال الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي، إمام وخطيب المسجد الحرام ، إن يوم عرفة من شعائر الله- تعالى-، وهو يوم الوفاء بالميثاق الذي أخذه الله- تعالى- على بني آدم.

يوم الوفاء بالميثاق

استشهد “المعيقلي” خلال خطبة الجمعة الأولى من شهر ذي الحجة، اليوم، من المسجد الحرام بمكة المكرمة،  بما ورد في مسند الإمام أحمد أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: (أخذ الله الميثاق من ظهر آدم بنعمان - يعني عرفة - فأخرج مِنْ صُلْبِه كل ذرية ذرأها فنثرهم بين يديه كالذَّر ، ثم كلَّمهم قُبُلًا، قال: (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ).

وأوضح أنه في يوم عرفة ينزل ربنا- جل في علاه- إلى السماء الدنيا نزولًا يليق بجلاله وكبريائه وعظمته فيباهي بأهل الموقف ملائكته، وهو أكثر يوم في العام يُعتق الله فيه خَلْقًا من النار، سواء ممن وقف بعرفة منهم ومَنْ لم يقف بها من الأمصار، منوهًا بأن عظيم الأزمنة الفاضلة، من عظيم شعائر الله.

وأضاف: ونحن في هذه الأيام، نعيش في خير أيام العام، التي أقسم الله بها، وفضلها على سِوَاهَا، فقال: (وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرِ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ)، منوهًا بأن عشر ذي الحجة، اجتمع فيها مِنَ العبادات ما لم يجتمع في غيرها.

فضائل هذه الأيام المباركات

وبيَّن أن من فضائل هذه الأيام المباركات أن فيها يوم النحر، وهو من خير أيام الدنيا، وأحبها إلى الله- تعالى- وأعظمها حرمةً، وفيه عبادة الأضحية، والأضحية سُنَّة مؤكدة، لا ينبغي تركها لمن قَدَرَ عليها، ينبغي لمن أراد أن يضحي إذا دخلت عشر ذي الحجة أن يُمسك عن شعره وأظفاره وبشرته، حتى ينحر أضحيته.

خطيب المسجد الحرام: يبقى الدين في الناس ما بقيت فيهم شعائرهشدة حر الصيف .. خطيب المسجد الحرام: ابتلاء يعظم الأجر بـ3 أعمالالمقصود من البلاء والابتلاء.. خطيب المسجد الحرام: 3 منح ربانيةحبل ممدود بين الأرض والسماء .. خطيب المسجد الحرام يوصي بهذا العمل

واستند لما روى مسلم في صحيحه: أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليُمْسِكُ عن شَعْرِه وأظفاره)، مضيفًا: فامتثلوا أمر ربكم، وقفوا على مشاعركم، وأتموا نسككم، واقتدوا برسولكم- صلى الله عليه وسلم-، وابتهلوا إلى ربكم رحمته، تفوزوا برضوانه وجنته.

وأشار إلى أن المملكة، بذلت كل وسعها، وسخرت أمنها وأجهزتها، وهيأت كل أسباب التسهيل والراحة والأمن والسلامة، عبر أنظمتها التي تهدف إلى سلامة الحجيج وأمنهم، وتيسير أداء مناسكهم، تحت سلطة شرعية في حفظ النفس والمال.

وتابع: لذا فإن الحج بلا تصريح هو إخلال بالنظام وأذية للمسلمين، مقابل حقوق الآخرين، وجناية لترتيبات وضعت بدقة متناهية، فحري بمن قصد المشاعر المقدسة، تعظيم هذه الشعيرة العظيمة، واستشعار هيبة المشاعر المقدسة بتوحيد الله وطاعته والتحلي بالرفق والسكينة والتزام الأنظمة والتعليمات، وبُعد عن الفسوق والجدال والخصام، ومراعات المقاصد الشرعية، التي جُعِلَتْ من السلامة، والمصلحة العامة، حفظ الله حجاج بيته الحرام، وتقبل حجاجهم وسائر أعمالهم ووردهم إلى أهلهم سالمين وبالمثوبة غانمين.

طباعة شارك خطيب المسجد الحرام إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي خطبة الجمعة من المسجد الحرام يوم عرفة يوم الوفاء بالميثاق

مقالات مشابهة

  • أورتاغوس قريباً في لبنان... وهذا ما ستُركّز عليه
  • «هنسحب لك الفلوس».. ملابسات استيلاء سيدتين على البطاقة البنكية لمواطن والنصب عليه بالقاهرة
  • هل يتسبب السحر في تأخر الزواج والحصول على فرص العمل؟ داعية تجيب
  • شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)
  • حكم الإنابة في الحج لمن تعذر عليه أداء الفريضة.. يسري جبر يجيب
  • عرفة.. خطيب المسجد الحرام: يوم وفاء بالميثاق الذي أخذه الله على بني آدم
  • حماس: المقترح الأميركي الذي وافق عليه الاحتلال لا يستجيب لمطالبنا
  • بعد أسبوعين من الزواج.. سيدة تطالب بالخلع: هددنى ورفض رد مصوغاتى
  • حماس: المقترح الأمريكي الذي وافقت عليه إسرائيل حول الهدنة في غزة لا يستجيب لمطالبنا
  • خبير إستراتيجي: لأول مرة تقف مصر بدون حليف أمام المخاطر التي تواجهها