حلم الأمومة ممنوع في غزة.. الاحتلال الإسرائيلي يدمر مراكز الحقن المجهري
تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT
معاناة أخرى أضيفت إلى معاناة النساء والرجال في غزة، فلم يقتصر الأمر على حرب وجودية وإبادة جماعية ولكنه امتد إلى قتل الأمل لدى العديد من النساء في أن يكون لديهن أبناء، حيث أقدمت آلة الاحتلال الحربية على تدمير مراكز الحقن المجهري وأطفال الأنابيب، لتقتل الأمل لدى الأمهات اللاتي يعالجن من العقم ويحلمن بطفل صغير.
وفقدت فلسطينيات أملهن الوحيد في أن يصبحن أمهات عندما أوقفت الحرب العلاج الخاص بمشكلات تأخر الإنجاب وعمليات التلقيح، بينما تدمرت بنوك الأجنة التي تحمل أجنة مخصبة تنتظر أن تزرع في رحم الأمهات، لتقتل أحلامهن.
وبحسب صحيفة «الجارديان» البريطانية، فإنه في 7 أكتوبر كانت نحو 50 امرأة فلسطينية في منتصف دورات حقن الهرمونات، استعدادا لجمع البويضات في مركز خاص للحقن المجهري قبل أن تلسعهن نيران الحرب وتحرمهن من نعمة الأمومة.
تدمير 4000 جنين مجمد مخزن في بنك الأجنةونقلت الصحفية عن بهاء الغلاييني، مؤسس المركز ورائد التلقيح الصناعي في غزة أن هناك نحو 4000 جنين مجمد مخزن في بنك الأجنة، نصفها على الأقل ينتمي إلى أزواج لن يتمكنوا من إنتاج أجنة جديدة، حيث فقدوا الأمل في الأبوة والأمومة للأبد وقتل الاحتلال حلمهم المشروع.
وكانت الأزمة خلال بداية الحرب عندما منع الاحتلال النيتروجين السائل وسائل التبريد اللازم للحفاظ على حاويات تخزين الأجنة عند درجة حرارة ثابتة تبلغ 180 درجة تحت الصفر، قبل أن تصيب قذيفة إسرائيلية بنك الأجنة وتسببت قوة الانفجار في فتح الحاويات التي كانت بالنسبة للعديد من الأزواج تحتوي على فرصتهم الأولى أو الأخيرة أو الوحيدة لإنجاب طفل، ما أدى إلى ذوبان الجليد وتدمير أجنة كانت الحلم الأكبر لأسرهم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الاحتلال غزة التلقيح المجهري الحقن المجهري أطفال الأنابيب
إقرأ أيضاً:
على غير المتوقع، هزيمة الصالحة كانت قاصمة الظهر للمليشيا
على غير المتوقع، هزيمة الصالحة كانت قاصمة الظهر للمليشيا، وظهر ذلك في ردود أفعال أفرادها.
في كل الهزائم التي تلقتها في السابق، بما في ذلك خسارة المقرن والقصر الجمهوري، كانت المليشيا تقدم دعاية مضادة للهزيمة تقنع نفسها على الأقل. الذي حدث بعد هزيمة الصالحة لم تعد هناك دعاية، بل العكس، انفجر الكل ضد الكل، إنتقادات وشتائم وتخوين. إتهامات للقادة واتهامات للجنود ضد بعضهم، الكلام كله أصبح موجه إلى الداخل، داخل المليشيا لا إلى العدو.
الذي جعل هزيمة الصالحة قاصمة الظهر هو سياقها الزمني بكل تأكيد، فهي جاءت مع تقدم الجيش في كردفان بمتحرك الصياد، دون أي أمل في إيقاف تقدمه، وبعد هزيمة قاسية تلقتها المليشيا في مدينة الخوي.
حالة من الرعب والارتباك تسود في مناطق سيطرة المليشيا في كردفان ودارفور، رعب من تقدم الجيش بخطواته الثقيلة التي تهتز لها الأرض، كأنهم يسمعونها ويحسونها من بعيد. لوقت طويل ترسخ في لا-وعي المليشيا بقادتها وجنودها ومناصريها، أن المعركة الأساسية هي في الخرطوم، في العاصمة، وخسارتها تعني الويل والهلاك؛ هكذا تمت التعبئة وتم الحشد لمعركة الخرطوم تحت شعار “نكون أو لا نكون”. كانوا يقولون، لحشد المقاتلين، معركتنا في الخرطوم هي معركة مصيرية لا يمكن أن نخسرها، لأننا لو خسرناها سيلاحقوننا في دارفور وسيقضى علينا.
طوال فترة الحرب لم تتصور المليشيا أبدا دارفور كأرض للقتال ضد الجيش؛ أرض القتال هي الخرطوم، هكذا هي عقيدتهم في هذه الحرب؛ دارفور كانت في هذه العقيدة هي المكان الذي سيتم مطاردتهم فيه إن هم خسروا معركة الخرطوم، وهم الآن يعيشون هذا الكابوس.
هذا ما يفسر حالة الهلع التي تضرب المليشيا هذه الأيام خصوصا بعد أن انتهت الحرب في الخرطوم؛ إنتهت تماما بتحرير الصالحة. ولذلك، فالهزيمة في الصالحة هي بمثابة نذير الشؤم للجنجويد، إنها ليست مجرد منطقة جغرافية، بل هي شيء يشبه علامات الساعة؛ نهاية حرب الخرطوم تعني نهايتنا، هكذا هي عقيدة المليشيا طوال قترة الحرب، تزامن ذلك مع تقدم الوحش المرعب الذي اسمه متحرك الصياد بخطواته الثقيلة المخيفة التي يسمع وقعها على الأرض من كردفان إلى الجنينة مرورا بالفولة والضعين.
حليم عباس