هل لا يزال التوصل لاتفاق لوقف النار في غزة بعيد المنال؟
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
يأمل الوسطاء الدوليون في استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار المتوقفة بين إسرائيل وحركة حماس من خلال جولة جديدة تهدف إلى التوصل في نهاية المطاف إلى اتفاق بين الجانبين. لكن الآمال في تحقيق انفراجة لا تبدو مشرقة.
فمن المقرر أن تنطلق جولة جديدة من المفاوضات يوم الخميس، لكن إسرائيل وحماس تدرسان منذ أكثر من شهرين مقترحًا مدعومًا دوليًا من شأنه إنهاء الحرب المستمرة منذ 10 أشهر، وإطلاق سراح نحو 110 أسرى ما زالوا محتجزين في غزة.
لم تحرز المفاوضات غير المباشرة تقدمًا جوهريًا خلال تلك الفترة، ولا تزال هناك نقاط شائكة، كما أن الشروط الجديدة المطروحة أدت إلى تعقيد فرص إحراز تقدم. كذلك لم تعلن حماس بعد ما إذا كانت ستشارك في الجولة الجديدة أم لا.
من ناحية أخرى، يحتدم القتال في غزة، ولا يزال المحتجزون رهن الأسر، ولا تزال المخاوف من اندلاع حرب إقليمية شاملة بين إسرائيل من جهة وإيران وحزب الله اللبناني من جهة أخرى، قائمة. وأدى مقتل رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران - جراء ما يرجح أنه هجوم إسرائيلي - إلى تفاقم حالة عدم اليقين بشأن المفاوضات.
وفيما يلي نظرة على اتفاق وقف إطلاق النار المقترح وسبب تعثر المحادثات.
ما هو المقترح؟
في 31 مايو الماضي، قدم الرئيس الأميركي جو بايدن تفاصيل ما قال إنه مقترح إسرائيلي لوقف إطلاق النار، وصفه بأنه "خارطة طريق" لهدنة دائمة وإطلاق سراح الأسرى. وبعدها انطلقت المساعي الأميركية حثيثًا لإنهاء الحرب.
يتضمن المقترح ثلاث مراحل:
-تستمر المرحلة لأولى ستة أسابيع وتتضمن وقفًا كاملًا لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المكتظة بالسكان في غزة، وإطلاق سراح عدد من الأسرى، خاصة النساء والمسنين والجرحى، مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين، إضافة إلى تمكين المدنيين الفلسطينيين من العودة إلى ديارهم، وتيسير دخول المزيد من المساعدات الإنسانية.
-وسيستخدم الجانبان فترة الستة أسابيع تلك للتفاوض بشأن المرحلة الثانية، التي قال بايدن إنها تشمل إطلاق سراح جميع الأسرى الأحياء المتبقين، ومنهم الجنود الذكور، وانسحاب إسرائيل بالكامل من غزة، وتحول وقف إطلاق النار من مؤقت إلى دائم.
-أما المرحلة الثالثة فتبدأ فيها عملية إعادة إعمار كبيرة لقطاع غزة، الذي يحتاج عقودا من إعادة البناء بعد الدمار الذي سببته الحرب.
ما هي النقاط الشائكة؟
رغم أن بايدن ألقى بثقله وراء المقترح، إلا أن ذلك لم يؤد إلى انفراجة، ويبدو أن الجانبين قد ازدادا تباعدًا بعد ذلك.
وعبرت إسرائيل عن مخاوفها من بند في الخطة يقضي بتمديد وقف إطلاق النار الأولي طوال المرحلة الثانية من المفاوضات. ويبدو أن إسرائيل قلقة من استمرار حماس في مفاوضات غير مثمرة إلى ما لا نهاية.
ومن ناحيتها، بدت حماس قلقة من استئناف إسرائيل الحرب فور إعادة بعض أسراها، وهو ما كشفت عنه بعض تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخرًا. وربما تتقدم إسرائيل أيضًا بمطالب خلال هذه المرحلة من المفاوضات لم تكن جزءا من الاتفاق الأولي لن تكون مقبولة لحماس، ثم تستأنف الحرب عندما ترفضها حماس.
أضافت إسرائيل مؤخرًا مطالب أخرى إلى مقترح الاتفاق الأولي، وفق مسؤولين مطلعين على المفاوضات. وفي بيان صدر الثلاثاء، نفى مكتب نتنياهو ذلك، واصفًا الشروط الإضافية بأنها "توضيحات أساسية". وقالت إسرائيل إن حماس أضافت 29 مطلبًا وشرطًا، دون تحديد أي منها.
وذكر مسؤولون مصريون أن إسرائيل تسعى إلى الحفاظ على سيطرتها على محور صلاح الدين (ممر فيلادلفيا)، الذي تعتقد إسرائيل أن حماس تستخدمه لتهريب أسلحة عبر أنفاق تحت الأرض، وهو ما تنفيه مصر.
كما تطالب إسرائيل بالحفاظ على وجود لقواتها على طول الطريق بين الشرق والغرب الذي يشطر غزة، حتى تتمكن من القضاء على أي "مسلحين" يعبرون إلى شمال القطاع. وقال مكتب نتنياهو إن إسرائيل تريد سبيلًا لضمان ذلك، لكنه نفى أن يكون ذلك شرطًا إضافيًا. ورفضت حماس المطلب، قائلةً إن إسرائيل ستستخدم ذلك كذريعة لمنع الفلسطينيين من العودة إلى ديارهم.
وقال مسؤولون مطلعون ومكتب نتنياهو إن إسرائيل تطالب كذلك بحق رفض إطلاق سراح بعض السجناء الفلسطينيين، بينما ترفض حماس أي تنازلات بهذا الشأن.
ومن بين مطالب إسرائيل أيضًا تسلم قائمة بأسماء الأسرى الذين ما زالوا على قيد الحياة، وهو ما رفضته حماس، وفق المسؤولين الذين اشترطوا تكتم هوياتهم لأنهم غير مخولين بمناقشة هذه المفاوضات الحساسة مع وسائل الإعلام.
ما هي الأسباب الأخرى التي تعرقل إحراز تقدم؟
واجهت المفاوضات مزيدًا من العراقيل الشهر الماضي عندما أدى انفجار إلى مقتل زعيم حماس إسماعيل هنية أثناء وجوده في طهران لحضور حفل تنصيب الرئيس الإيراني. وألقي باللوم على نطاق واسع في الهجوم على إسرائيل، التي لم تؤكد ذلك أو تنفه. وقال بايدن إن عملية الاغتيال "لم تساعد" جهود وقف إطلاق النار، ودخلت المفاوضات في حالة جمود.
جاءت عملية الاغتيال بعد ساعات فقط من اغتيال قائد بارز في حزب الله في غارة جوية على بيروت. وأثارت كلتا العمليتين وعيدًا من إيران وحزب الله بالانتقام، كما أدت مخاوف من نشوب حرب إقليمية شاملة إلى تحول الاهتمام الدولي بعيدًا عن مساعي وقف القتال في غزة. وأثارت عمليتا الاغتيال موجة محمومة من النشاط الدبلوماسي، ودفعت واشنطن إلى توجيه أصول عسكرية إلى المنطقة.
ولدى كل من نتنياهو وزعيم حماس الجديد، يحيى السنوار، دوافع لمواصلة الحرب.
إذ يقول منتقدو نتنياهو إنه يرغب في إطالة أمد الحرب من أجل بقائه السياسي. وتوعد شركاؤه في الائتلاف اليميني المتطرف بإسقاط الحكومة إذا وافق على وقف إطلاق النار، وهو ما قد يؤدي إلى إجراء انتخابات قد تطيح به من السلطة، بينما نفى نتنياهو ذلك، قائلًا إنه يضع فقط مصالح البلاد نصب عينيه.
أما حماس فحققت استفادة من الإدانات الدولية بحق إسرائيل بسبب الحرب، كما أظهر مقتل هنية أن حياة السنوار على المحك إذا ظهر بعد انتهاء الحرب.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اطلاق النار اسرائيل حماس اسماعيل هنية هجوم اسرائيلي اتفاق الاسري وقف إطلاق النار إطلاق سراح فی غزة وهو ما
إقرأ أيضاً:
“الإعلامي الحكومي” بغزة : العدو الصهيوني يواصل خروقاته لوقف إطلاق النار
الثورة نت/وكالات أكد المكتب الإعلامي الحكومي أن العدو “الإسرائيلي”، منذ دخول قرار وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي وحتى مساء أمس الاثنين (لمدة 60 يوماً)واصل ارتكاب خروقات جسيمة ومنهجية للاتفاق، بما يمثل انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي الإنساني، وتقويضاً متعمداً لجوهر وقف إطلاق النار ولبنود البروتوكول الإنساني الملحق به. وقال المكتب في بيان،اليوم الثلاثاء :”خلال هذه الفترة، رصدت الجهات الحكومية المختصة 738 خرقاً للاتفاق، جاءت تفاصيلها على النحو التالي:205 جريمة إطلاق نار مباشرة ضد المدنيين،37 جريمة توغّل للآليات العسكرية داخل المناطق السكنية،358 جريمة قصف واستهداف لمواطنين عُزّل ومنازلهم،138 جريمة نسف وتدمير لمنازل ومؤسسات وبنايات مدنية”. وأضاف أن هذه الانتهاكات الممنهجة أسفرت عن استشهاد 386 مواطناً، وإصابة 980 آخرين، إلى جانب 43 حالة اعتقال غير قانوني نفّذتها قوات العدو “الإسرائيلي”. وفي الجانب الإنساني، أكد المكتب أن العدو واصل تنصّله من التزاماته الواردة في الاتفاق وفي البروتوكول الإنساني، إذ لم يلتزم بالحدّ الأدنى من كميات المساعدات المتفق عليها، حيث لم يدخل إلى قطاع غزة خلال 60 يوماً سوى 13,511 شاحنة من أصل 36,000 شاحنة يفترض إدخالها، بمتوسط يومي 226 شاحنة فقط من أصل 600 شاحنة مقررة يومياً، أي بنسبة التزام لا تتجاوز 38%. وقد أدى هذا الإخلال الجسيم إلى استمرار نقص الغذاء والدواء والماء والوقود، وتعميق مستوى الأزمة الإنسانية الكارثية في قطاع غزة. وأشار المكتب إلى أن شحنات الوقود الواردة إلى قطاع غزة بلغت خلال الفترة ذاتها 315 شاحنة فقط من أصل 3,000 شاحنة وقود يفترض دخولها، بمتوسط 5 شاحنات يومياً من أصل 50 شاحنة مخصصة وفق الاتفاق، ما يعني أن العدو قد التزم بنسبة 10% فقط من الكميات المتفق عليها بخصوص الوقود، وهو ما يُبقي المستشفيات والمخابز ومحطات المياه والصرف الصحي في وضع شبه متوقف، ويفاقم المعاناة اليومية للسكان المدنيين. كما أكد أن استمرار هذه الخروقات والانتهاكات يُعدّ التفافاً خطيراً على وقف إطلاق النار، ومحاولة لفرض معادلة إنسانية تقوم على الإخضاع والتجويع والابتزاز، محملا العدو المسؤولية الكاملة عن التدهور المستمر في الوضع الإنساني، وعن الأرواح التي أُزهقت والممتلكات التي دُمّرت خلال فترة يفترض فيها أن يسود وقف كامل ومستدام لإطلاق النار. ودعا المجتمع الدولي والأمم المتحدة والرئيس ترامب والجهات الراعية للاتفاق الوسطاء والضامنون؛ إلى تحمّل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية، وإلزام العدو “الإسرائيلي” بتنفيذ التزاماته كاملة دون انتقاص، وضمان حماية المدنيين، وتأمين تدفق المساعدات الإنسانية والوقود وفق ما نصّ عليه الاتفاق، وبما يمكّن من معالجة الكارثة المستمرة في قطاع غزة.