أشاعت الإطاحة برئيسة وزراء بنغلايدش الشيخة حسينة واجد في انتفاضة شعبية قادها الطلاب في الخامس من أغسطس/آب الجاري الأمل في حدوث تغييرات جذرية، لكنه أمل مشوب بالخوف من تعرض الثورة للاختطاف، بحسب ما أوردته صحيفة واشنطن بوست الأميركية.

وفي غمرة ابتهاجهم بنجاح ثورتهم قبل أكثر من أسبوع، قالت واشنطن بوست إن الخوف انتاب الطلاب بداية هذا الأسبوع من أن الشيخة حسينة تدبر للعودة بمساعدة حليفها الرئيس السابق للمحكمة العليا عبيد الله حسن، الذي استقال من منصبه يوم السبت الماضي رضوخا لمطالب المتظاهرين الذين أحاطوا بمقر المحكمة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ميدل إيست آي: ما الذي حققته الاحتجاجات الجامعية المؤيدة للفلسطينيين حتى الآن؟list 2 of 2هآرتس: اقتحام بن غفير للأقصى يقوي مكانة حماس ويثير مخاوف أمنيةend of list

وفي تقرير لاثنين من مراسليها في بنغلاديش، أشارت الصحيفة الأميركية إلى أن نجاح الطلاب خلال الأسبوع الماضي غرس الأمل في جميع أنحاء العاصمة داكا بأن أعمال العنف المروعة، التي بلغت ذروتها في الإطاحة بحسينة، ستؤدي إلى تغييرات سياسية واجتماعية جذرية، بما في ذلك كيفية انتخاب قادة البلاد، وكيفية عمل حكومتها ومحاكمها ومؤسساتها وشرطتها لتنفيذها.

المظاهرات ستستمر

وقُتل في الاحتجاجات التي استمرت لأسابيع، حوالي 300 شخص، في واحدة من أعنف سنوات حكم الشيخة حسينة الـ15، اضطرت على إثرها إلى الاستقالة والفرار إلى الهند المجاورة.

ونقلت الصحيفة عن شيماء أختر -وهي متظاهرة قالت إن العديد من أصدقائها قتلوا على يد الشرطة خلال الاحتجاجات- القول إن المتظاهرين سيواصلون النزول إلى الشوارع "إذا اضطررنا لذلك"، مضيفة أن "هذا هو الوقت المناسب للتغيير الحقيقي".

غير أن مشاعر الأمل امتزجت بالخوف من قيام الحرس القديم باختطاف الثورة من خلال تقويض الحكومة الانتقالية برئاسة محمد يونس الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2006.

ووفقا للصحيفة، فهناك مخاوف أخرى من احتمال انزلاق البلاد في أعمال عنف عرقية، أو انهيار الأمن والنظام بعد رحيل الشيخة حسينة التي حكمت بنغلاديش بقبضة من حديد، فضلا عن القلق من تفاقم الأزمة الاقتصادية أكثر مما عليها الآن.

وحذر أستاذ الدراسات الدولية بجامعة داكا محمد تنظيم الدين خان، الذي أشرف على قادة الاحتجاجات الطلابية، من فشل هذه التجربة مثلما حصل في المرات السابقة.

فساد

وذكرت واشنطن بوست أن محللين سياسيين يقولون إن حسينة تركت خلفها مؤسسات مسيسة وغارقة في الفساد، ودستورا طالته الكثير من التعديلات التي سمحت للقادة المنتخبين بإساءة استخدام سلطاتهم. ويقول الخبراء إن آخر انتخابات سليمة كانت تلك التي أجريت في عام 2008.

وذكرت الصحيفة الأميركية أن الحكومة المؤقتة بقيادة يونس -الذي يعد أحد أشهر الاقتصاديين والمصرفيين في العالم- تركز أولا على استعادة الأمن والنظام، ثم في نهاية المطاف على الإشراف على انتخابات جديدة. ولكن العديد من معارضي الحرس القديم يطالبون بالقطيعة مع من حكموا البلاد مدة طويلة.

ويقدم المتظاهرون، الذين واصلوا الاحتجاج السلمي، مجموعة متنوعة من المقترحات مثل برلمان جديد مكون من مجلسين، وتحديد فترتين لعضوية الهيئتين التشريعيتين، ونظام جديد لتعيين القضاة.

ومع ذلك، يقول قادة الأحزاب السياسية التقليدية إن أعضاء الحكومة الانتقالية غير منتخبين وليس لديهم القدرة على إجراء مثل هذه التغييرات الكبرى.

ويدعي سجيب واجد -نجل حسينة التي كانت تتزعم حزب رابطة عوامي الحاكم- أن الحكومة الانتقالية "ليس لديها تفويض" على الإطلاق.

ويقول إن أي تغيير يحدث في أي وقت خارج نطاق القوانين الدستورية لن يكتب له الاستمرار، زاعما بأن من سيفوز في الانتخابات إما حزب رابطة عوامي أو الحزب الوطني البنغالي.

فترة انتقالية

وبدوره، شدد الحزب الوطني البنغالي على ضرورة انتهاء الفترة الانتقالية في أسرع وقت ممكن. وقال عبد المعين خان، الوزير السابق في الحزب، إن الحكومة الانتقالية مكلفة بمهمة محددة وهي "الانتقال من الاستبداد إلى الديمقراطية".

لكن مستشارة البيئة في الحكومة الانتقالية سيدة رضوانة حسن تؤكد أن الحركة التي يقودها الطلاب اكتسبت حق القيادة بما قامت به من أفعال وما قدمته من تضحيات.

وتابعت "إذا لم تدرك الأحزاب السياسية فارق القوة بين مكانتها السياسية ومكانة الطلاب السياسية، فإنها تخطئ في حساباتها".

وأعربت واشنطن بوست في تقريرها عن اعتقادها بأن الحكومة الانتقالية قد تفقد شرعيتها إذا احتفظت بالسلطة مدة طويلة، في حين يقول بعض الطلاب إن تشكيل الحزب الجديد الذي يرغبون في رؤيته سيستغرق بعض الوقت.

ويحذر خبراء من أمثال عبد المعين خان من أن الأشهر المقبلة قد تنطوي على مخاطر عديدة، من بينها أن الأقليات في بنغلاديش قد تتعرض للاستهداف.

وبنغلاديش دولة ذات أغلبية مسلمة، ويشكل الهندوس حوالي 8% من السكان البالغ تعدادهم 170 مليون نسمة.

وبحسب الصحيفة الأميركية، فإن الأقليات، لا سيما الهندوس، دعمت غالبيتها العظمى رابطة عوامي بزعامة حسينة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات الحکومة الانتقالیة الشیخة حسینة واشنطن بوست

إقرأ أيضاً:

بروس: واشنطن تدعم الحكومة السورية في محاربة الإرهاب وضمان استقرارها

واشنطن-سانا

جددت الولايات المتحدة إدانتها التفجير الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بدمشق، معربة عن دعمها للحكومة السورية في محاربة الإرهاب.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس في مؤتمر صحفي الليلة الماضية: إن “الولايات المتحدة تدعم الحكومة السورية في محاربة القوى الساعية إلى زعزعة الاستقرار، وإشاعة أجواء الخوف في سوريا والمنطقة”.

وأكدت بروس اليوم التزام الولايات المتحدة بدعم سوريا في مواجهة الجماعات الإرهابية، مشيرة إلى رفع واشنطن العديد من العقوبات لتسهيل دعم الحكومة السورية في تعزيز قدراتها للتصدي للإرهاب، وذلك في إطار الجهود الدولية لضمان استقرار سوريا والمنطقة.

وكان المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك، أعرب أمس عن إدانة بلاده الشديدة للهجوم الإرهابي، مؤكداً أن هذا العمل الجبان لن ينال من تعددية الهوية السورية أو من وحدة السوريين.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • المصريين الأحرار بالإسكندرية يدعم طلاب الثانوية العامة بمبادرة إنسانية
  • الحكومة توضح حقيقة قرار طرد المستأجرين بعد انتهاء الفترة الانتقالية
  • الحكومة: سنوفر مساكن بديلة لمستأجري الإيجار القديم
  • واشنطن بوست: لماذا كان ترامب واثقا من أن إيران تطوّر قنبلة نووية؟
  • مدبولي: لن يتم طرد أي مستأجر بعد انتهاء الفترة الانتقالية للإيجار القديم
  • مدبولي يكشف حقيقة طرد المستأجر عند انتهاء الفترة الانتقالية في قانون الإيجار القديم
  • هل يتم طرد المستأجر عند انتهاء الفترة الانتقالية في قانون الإيجار القديم؟.. الوزراء يوضح
  • بروس: واشنطن تدعم الحكومة السورية في محاربة الإرهاب وضمان استقرارها
  • إسرائيليون يتحدثون الفارسية.. الكشف عن مهمة سرية لترهيب كبار القادة في إيران
  • حزب الاتحاد: يجب تحصين المنطقة من سيناريوهات الانفجار التي تهدد الشرق الأوسط