5 نقاط تشرح مفاوضات جنيف بشأن السودان
تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT
انطلقت أمس الأربعاء في جنيف السويسرية محادثات بشأن وقف إطلاق النار في السودان، بوساطة من الولايات المتحدة، رغم عدم مشاركة الحكومة السودانية.
أين يقف الوضع في السودان حاليا؟لا تزال المعارك مستمرة في عدة مناطق بالسودان منذ 15 أبريل/نيسان 2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) في حرب خلّفت نحو 18 ألفا و800 قتيل وقرابة 10 ملايين نازح ولاجئ (وفق الأمم المتحدة) وتدمير البنية التحتية للبلاد قدرت خسائرها بما يفوق 150 مليار دولار حسب بعض الإحصاءات الحكومية.
وتعيش البلاد وضعا إنسانيا شديد الصعوبة تفاقم نتيجة تعثر وصول المساعدات لمستحقيها خاصة مع هطول أمطار بمعدلات عالية قطعت الطرق وأعاقت تحركات فرق الإغاثة على قلتها. وكان ملف الإغاثة إحدى نقاط الخلاف بين الحكومة والدعم السريع الذي يصر على دخولها عبر معبر أدري مع تشاد (قرر السودان فتحه اليوم لـ 3 أشهر) بينما وافقت الحكومة على عدة معابر مع مصر وجنوب السودان وتشاد.
ما مبررات نقل المنبر من جدة إلى جنيف؟ترعى الرياض وواشنطن منذ 6 مايو/أيار 2023 محادثات بين الجيش والدعم السريع، أسفرت في 11 مايو/أيار 2023 عن أول اتفاق في جدة السعودية بين الجانبين للالتزام بحماية المدنيين والخروج من الأعيان المدنية، وإعلان أكثر من هدنة وقعت خلالها خروقات وتبادل الطرفان الاتهامات بخرقها.
وظل منبر جدة معلقا خلال الشهور التالية التي تصاعدت فيها وتيرة العمليات العسكرية، مع تحركات إقليمية قادتها الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) والاتحاد الأفريقي لم تسفر عن أي اختراق.
وفي 22 يوليو/تموز الماضي، دعت واشنطن الجيش السوداني والدعم السريع إلى جولة جديدة من المفاوضات في سويسرا بهدف توسيع نطاق إيصال المساعدات الإنسانية وإيجاد آلية مراقبة وتدقيق لضمان تطبيق أي اتفاق، لكن الجانب السوداني شكك في سبب نقل المفاوضات إلى سويسرا، خاصة بعد الإعلان عن موعد وأجندة المفاوضات والدول المستضيفة والجهات المراقبة دون التشاور مع الحكومة السودانية، وكذلك فشل الجانب الأميركي في تقديم مبررات نقل المنبر من جدة إلى سويسرا.
وفشلت واشنطن -خلال اتصالين لوزير الخارجية أنتوني بلينكن- في حمل الجنرال البرهان على المشاركة في مفاوضات جنيف، مبديا تمسك الحكومة بتطبيق اتفاق جدة أولا قبل الذهاب إلى أي منبر آخر.
وبعد عدة اتصالات، أرسلت الولايات المتحدة وفدا للتشاور مع وفد حكومي سوداني بجدة، لم تسفر عدة جلسات يومي التاسع والعاشر من هذا الشهر عن اتفاق، وهو ما أعلنه رئيس وفد حكومة السودان محمد بشير أبونمو موصيا الحكومة بعدم المشاركة.
وبعد ساعات من إعلان فشل مشاورات جدة، أعلن المبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيريلليو وصوله إلى جنيف لإجراء مباحثات لإنهاء الأزمة السودانية.
تشارك في مفاوضات جنيف التي بدأت أمس وتقودها الخارجية الأميركية قوات الدعم السريع بقيادة عز الدين الصافي ومستشارين كبار لحميدتي، بحضور السعودية كدولة مضيفة مع سويسرا، إضافة إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومصر والإمارات بصفة مراقب.
وغاب عن المفاوضات الجانب السوداني الذي برر عدم مشاركته بعدم تطبيق ما اتفق عليه العام الماضي في جدة حيث لا تزال قوات الدعم السريع تحتل بيوت المواطنين والأعيان المدنية والمؤسسات الحكومية التي كان يفترض أن تخليها بموجب ذلك الاتفاق.
ما مواقف الأطراف المشاركة؟خلال جلسات اليوم الثاني للمفاوضات، صدر بيان مشترك من الإمارات والولايات المتحدة وسويسرا والسعودية ومصر والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة.
وقال البيان "نعمل بشكل جاد ومكثف في سويسرا في اليوم الأول ضمن الجهود الدبلوماسية التي تهدف إلى دعم السودان ووصول المساعدات الإنسانية ووقف الأعمال العدائية، والامتثال وفقًا لنتائج محادثات جدة السابقة، والمساعي الأخرى، والقانون الإنساني الدولي".
ما أفق محادثات جنيف؟لا يعرف حتى الآن إلى أين تسير المفاوضات في غياب الطرف الرئيسي وهو الحكومة السودانية، لكن الإدارة الأميركية تتحرك عبر من سمتهم وسطاء لإقناع وفد الحكومة بالمشاركة. وذكر إعلام مجلس السيادة أن البرهان أكد خلال لقاء سفير النرويج المنتهية ولايته "حرص السودان على الحوار مع الجانب الأميركي" مؤكدا وجود "خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها تتعلق بتنفيذ مخرجات منبر جدة واختيار المراقبين لأي محادثات".
من جانبه قال المبعوث الأميركي الخاص للسودان -للجزيرة، اليوم- إنهم يبذلون جهودا حثيثة لتطبيق إعلان جدة ووقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية في أقرب وقت.
وأضاف "لدينا فرق عمل يمكن أن تساعد في إيصال المساعدات بالسودان في أقرب وقت". وقال أيضا إن هناك وعودا بمليار دولار من المساعدات للسودان وإنهم يسعون للمزيد، مشيرا إلى أهمية وقف إطلاق النار.
ويوم الثلاثاء، قال بيريلليو "لم نتلق رداً من قائد الجيش السوداني، الجنرال عبد الفتاح البرهان، بالمشاركة في المفاوضات من عدمه". وأضاف "ننتظر أن يلحق وفد الجيش السوداني بالمفاوضات في غضون يومين أو 3 أيام".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجیش السودانی والدعم السریع الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
جولة جديدة خلال أيام - صحيفة: حراك وتكثيف لمحاولات إحياء مفاوضات غزة
قالت صحيفة "الشرق الأوسط"، مساء اليوم الخميس 31 يوليو 2025، إن محاولات الوسطاء تتواصل لإحياء مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل و" حماس "، وتتحرك الولايات المتحدة مجدداً باتجاه هذا الملف.
وأكدت مصادر من "حماس" وخارجها للصحيفة، أن هناك اتصالات مكثفة تجري في اليومين الأخيرين من أجل محاولة إعادة الحركة وإسرائيل إلى طاولة المفاوضات، مرجحةً أن تكون هناك جولة مفاوضات جديدة في الأيام المقبلة في ظل ضغوط الوسطاء المتواصلة.
وفي ذلك الإطار أوفدت الولايات المتحدة مبعوثها الخاص ستيف ويتكوف إلى إسرائيل، حيث بدأ اجتماعاته برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو . وكان مسؤول إسرائيلي قد أكد، مساء الأربعاء، أن إسرائيل قدمت ردها على ما طرحته "حماس" في إطار جولة المفاوضات التي جرت مؤخراً في الدوحة.
وتقول المصادر إنه تجري محاولات من الوسطاء لتقريب وجهات النظر من جديد وسد الفجوات، بهدف عودة المفاوضات واستكمالها عند نقاط الخلاف التي توقفت عندها.
ووصفت مصادر، واقع الاتصالات والمفاوضات بأنها صعبة جداً، مشيرةً إلى أن قيادة "حماس" تتعرض لضغوط قوية من الوسطاء وبعض الدول التي لها علاقات بالحركة.
وتوجه وفد قيادي من "حماس" في الدوحة إلى تركيا هذا الأسبوع لإجراء محادثات داخلية موسعة، وكذلك مع قيادات فصائل فلسطينية، وللقاء مسؤولين في الاستخبارات والخارجية التركية.
وقالت مصادر إنه في حال حدوث تقدم في الاتصالات الجارية، فإن مصر قد توجه الدعوة لوفود من الفصائل الفلسطينية لزيارتها للتباحث مع المسؤولين بجهاز المخابرات المصرية في ملف الهدنة.
وتحاول "حماس" في الأيام الأخيرة، إعلامياً أو من خلال اتصالات تجريها، إلى ربط قضية تحسين واقع إدخال المساعدات والسماح بتأمينها لوصولها بشكل آمن لأهل غزة باستئناف المفاوضات، الأمر الذي دفع الوسطاء لزيادة الضغوط عليها لمنع وضع أي اشتراطات.
والأمر ذاته بات يُنقل أيضاً لإسرائيل، التي هددت بالعمل على ضم أراض من غزة، خصوصاً في المنطقة العازلة التي تعمل على توسيعها على طول حدود القطاع، في حال لم تقدم "حماس" رداً إيجابياً يسمح بتقدم المفاوضات والتوصل إلى اتفاق قريب.
ويأتي ذلك بعد خطاب ألقاه الحيَّة منذ أيام وانتقد فيه ما وصفه بـ"خذلان" قطاع غزة، مطالباً مصر والأردن، قيادةً وشعباً، بالعمل على دعم غزة ودرء الجوع عنها.
ووجهت وسائل إعلام مصرية وأردنية، وشخصيات مؤثرة من صحافيين وناشطين عبر شبكات التواصل الاجتماعي، انتقادات حادة لخطاب الحية، وعدَّها البعض تحريضاً على مؤسسات الدولتين، فيما لم تصدر "حماس" أي تعقيب رسمي على تلك الاتهامات، والتزمت الصمت.
ولأول مرة، ينضم مسؤول رفيع من السلطة الفلسطينية، وهو حسين الشيخ ، إلى جوقة المعارضين لأي اتهامات بالتقصير لمصر والأردن. ووجَّه انتقاداً غير مباشر لخطاب الحية عبر تدوينة على حسابه بمنصة "إكس" صباح الخميس.
وكتب يقول: "وسط الهجمة المنظمة التي تستهدف مصر والأردن، لا يمكن تجاهل أن البلدين يقفان على خطوط تماس حساسة، ويحملان عبء استقرار المنطقة رغم التحديات".
وأضاف: "الهجوم عليهما ليس عفوياً، بل هو جزء من محاولات خبيثة لإضعاف مواقفهما وضرب أي توازن عربي".
وتابع: "من يهاجم مصر والأردن اليوم، يتجاهل عمداً دورهما في دعم القضية الفلسطينية، ووقوفهما سداً منيعاً ضد تهجير شعبنا، ودعم صموده وثباته على أرض وطنه، والجهد السياسي المشترك مع الأشقاء والأصدقاء لوقف حرب الإبادة والتجويع، وتوسيع دائرة الدول التي أبدت استعدادها للاعتراف بدولة فلسطين"، موجهاً التحية لـ"مصر والأردن قيادةً وشعباً على المواقف الراسخة والثابتة والمنتصرة لحق شعبنا في الحرية والاستقلال".
وصرحت مصادر من "حماس" للصحيفة، بأن مسؤولين مصريين من الذين يتابعون الملف الفلسطيني أبدوا خلال اتصالات مع قيادات من "حماس" انزعاجهم من تصريحات الحية.
وبينت المصادر أنه تم تفسير الخطاب داخل الحركة على أنه ليس تحريضاً أو انتقاداً لدور مصر والأردن، وإنما كان الهدف منه العمل على إغاثة سكان القطاع من خلال حث الشعوب والجهات الرسمية على التحرك بشكل أكبر لوقف المجاعة التي يعيشها القطاع.
وأضافت المصادر أنه تم توضيح ذلك للمسؤولين المصريين، وأنه يجري العمل على إعداد خطاب رسمي من قيادة الحركة سيوجَّه لمصر والأردن بهذا الشأن.
وقال مصدر قيادي من "حماس" في غزة إنه لم تجرِ استشارتهم بمحتوى الخطاب الذي ألقاه الحية.
المصدر : وكالة سوا - صحيفة الشرق الأوسط اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين الصحة العالمية: قطاع غزة يشهد حاليا أسوأ سيناريو للمجاعة مصر ترحب بإعلان كندا ومالطا اعتزامهما الاعتراف بالدولة الفلسطينية داخلية غزة تصدر بياناً بشأن فوضى توزيع المساعدات الأكثر قراءة جولة جديدة خلال أيام - صحيفة: حراك وتكثيف لمحاولات إحياء مفاوضات غزة تقارير إسرائيلية تكشف كواليس مفاوضات غزة بالدوحة ضغوط داخل الاتحاد الأوروبي للتحرك ضد إسرائيل بشأن غزة أوكسفام : الأمراض في غزة تشهد ارتفاعا خطيرة قد تتحول لكارثة قاتلة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025