بوابة الوفد:
2025-06-05@03:17:01 GMT

حروب الكبار

تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT

لا يدرك كثير ممن يتحدثون عن اقتراب الحرب العالمية الثالثة.. أنها بدأت بالفعل.. فالعقلية الغربية التى أنتجت حروب الوكالة.. وتدمير الخصم ذاتياً عبر الخونة وأغبياء الداخل.. لا يمكن أن ترسل بآلياتها العسكرية لمواجهة دولة مستيقظة مكتملة الأركان.. لذا يجب خلخلة استقرار الخصم أولاً.. وفى الاستراتيجية الجديدة يكون تدمير الاقتصاد وإفقار الشعوب.

. هو الضربة الأولى وربما الأخيرة للانتصار فى الحرب.

اشتعلت الحرب.. عندما بدأ الرئيس السابق للولايات المتحدة دونالد ترامب فرض حصار اقتصادى على الصين.. بعد فرض إجراءات حمائية للصناعة الأمريكية.. تستهدف تحجيم نمو التنين الصينى.. ضارباً بذلك كل اتفاقات التجارة الحرة (جات) وسياسات السوق المفتوح.. وعلى الرغم من التباين الواضح بينهما.. جاء الرئيس بايدن.. ليستكمل المعركة.. لكن بصورة أكثر ذكاء.. فكان الالتفات إلى جوهر التقدم وتقنية العصر.. أشباه الموصلات.. أو ما يسمى بالشرائح الإلكترونية.. عقل كل جهاز وقلب الصناعة.. من الموبايل للحاسوب للأنظمة الدفاعية والطائرات وحتى مركبات الفضاء والروبوت.

يدرك الأمريكيون كغيرهم.. أن إمبراطورية الصين الصناعية قامت على سرقة التقنية والتقليد.. فى البداية.. لم يأبه لهم أحد.. فنمت فى صمت حتى تحولت لوحش قادر على التهام الجميع.. وهنا سارعت إدارة بايدن لإطلاق ما يسمى بقانون «شيبس» لحماية وتطوير صناعة الشرائح.. بما يتضمن ذلك إنفاق مئات المليارات لإنقاذ وتنمية تلك الصناعة.. لاستعادة الولايات المتحدة حصتها السوقية فى هذا المجال.. وإصدار أى قوانين تشجيعية أو حمائية مطلوبة.. لِمَ لا فالصناعة ليست قضية أمن وطن.. بل هى أمن الوطن الحقيقى.. نجحت الولايات المتحدة بالوصول لحصتها من سوق الشرائح العالمى إلى ١٠% فى عامين فقط.. بعد أن كانت قد وصلت لصفر.. بسبب هروب عناصر الإنتاج إلى الصين وشرق آسيا لما توفره من عناصر جذب.. أنفقت واشنطن المليارات على ذلك القطاع بداية بالأبحاث ثم التصنيع والتطوير وجوائز الابتكار والتميز.. وأخيراً الخطوط اللوجستية التى دعمتها بـ٥٣ مليار دولار.. لم تتوقف أمريكا فى حربها ضد الصين عند حد دعم وتنمية صناعتها.. بل أقنعت حلفاءها الغربيين.. بعدم السماح للصين باستيراد آلات تصنيع الشرائح الحديثة.. فأقصى ما تمتلكه الصين الآن من المصانع اليابانية والهولندية يعمل بدقة ٧ نانو.. وهى الآلات التى جعلت أجهزة هواوى الصينية تغزو العالم.. ورغم امتلاك أمريكا وحلفاؤها معدات دقتها ٢٢ نانو.. إلا أن القرار كان جماعياً بعدم امتلاك الصين تقنية أكثر مما حصلت عليه.. وهنا يبرز السبب الخفى للصراع الأمريكى الصينى حول تايوان.. فتايوان وحدها تملك ٥٤% من السوق العالمى للشرائح.. وبالطبع أغلبها تقنيات ومعدات غربية.. تريد الصين الانقضاض عليها.. وفى المقابل بدأت الصين حملة لدعم صناعاتها للشرائح فدعمتها للمرة الثالثة ولكن بمبلغ ٤٧ مليار دولار.. كما ينشط جواسيسها التقنيون فى جميع أنحاء العالم للحصول على ماكينات النانو الأكثر تطوراً.. وذلك بجانب تنشيط مراكزها البحثية لخلق تقنيتها الخاصة.. بعيداً عن حصار الغرب لاقتصادها.

هكذا بدأت الحرب الكبرى.. حرب عقول لا ثيران تتناطح.. ولن تندلع الحرب التى ألفتموها لتأديب الصغار.. إلا عقب المعركة الرئيسية والفاصلة فى الحرب.. معركة العلم والاقتصاد.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الشافعى لوجه الله الحرب العالمية الثالثة

إقرأ أيضاً:

نيورالينك تجمع 650 مليون دولار لتوسيع تجارب زرع الشرائح الدماغية

جمعت شركة نيورالينك التي تطور رقائق دقيقة لزراعتها في المخ والمملوكة للملياردير الأميركي إيلون ماسك تمويلات جديدة من مجموعة مستثمرين بقيمة 650 مليون دولار.

يذكر أن نيورالينك زرعت حالياً رقائق في 5 مرضى يعانون من شلل حاد، حيث تسمح لهم الرقائق بالتحكم في الأجهزة الرقمية عبر أفكارهم فقط.

كانت الشركة قد جمعت في جولة سابقة في أغسطس 2023 تمويلات بقيمة 280 مليون دولار. وقالت نيورالينك في بيان إن التمويل الجديد سيساعدها في توسيع نطاق وصول المرضى إلى التكنولوجيا الجديدة وابتكار أجهزة مستقبلية تعمق الاتصال بين الذكاء البيولوجي والذكاء الاصطناعي".

وأضافت ان التجارب السريرية على جهازها بدأت في 3 دول. يذكر أنه عندما ينوي الشخص الحركة، تنشط مناطق محددة من الدماغ. ويستخدم جهاز نيورالينك المزروع شريحة تعالج هذه الإشارات وتنقلها إلى أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف، مما يسمح للمستخدمين بالتحكم في الأجهزة بمجرد تخيل الحركة.

ووفقاً للشركة، استخدم أحد المرضى الجهاز المزروع لتصفح الإنترنت ولعب الشطرنج والتنافس في ألعاب الفيديو مثل ماريو كارت. وتواجه نيورالينك منافسة من شركات أخرى تسعى هي الأخرى إلى طرح هذه التقنية في السوق.

أخبار ذات صلة «الشارقة الرقمية» تستقبل وفداً كورياً للتعاون في الذكاء الاصطناعي فتح باب التسجيل في «دعم وتمويل البحث والتطوير والابتكار بدبي» المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • السفير الأمريكي: “بيرقدار TB2” الأفضل في العالم.. وتركيا تشق طريقها بين الكبار
  • الجمعية المصرية للأمم المتحدة: ترامب حول الاقتصاد لأداة تفاوض دولية في مواجهة الصين
  • مقتل دبلوماسيين وتقرير عن الإخوان المسلمين.. هكذا غيّرت غزة الغرب إلى الأبد
  • خبير استراتيجي: مصر تواجه حروب الجيلين الرابع والخامس
  • الصين: العلاقات مع الولايات المتحدة تمر بمنعطف حرج
  • نيورالينك تجمع 650 مليون دولار لتوسيع تجارب زرع الشرائح الدماغية
  • "أكسيوس": السياسة التجارية الأمريكية زادت شعبية الصين عالميا
  • زيادة أسعار الغاز الطبيعي للمنازل.. قائمة الشرائح الجديدة
  • هل تنجح مساعي الولايات المتحدة للتفوق على الصين في سباق التكنولوجيا؟
  • الصين ترفض اتهامات واشنطن بانتهاك اتفاق خفض الرسوم الجمركية