دراسة : بعض مرضى الغيبوبة قد يكونون على دراية بما حولهم
تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT
شفت دراسة حديثة أجرتها كلية طب وايل كورنيل بنيويورك أن 1 من كل 5 أشخاص في حالة غيبوبة قد يكون "محبوسًا"، مما يعني أنهم يدركون محيطهم ولكنهم غير قادرين على التواصل. أظهرت الدراسة، التي شملت 353 شخصًا يعانون من تلف دماغي شديد، أن بعض هؤلاء الأشخاص قادرون على أداء مهام عقلية معقدة عند طلب ذلك منهم، على الرغم من عدم قدرتهم على الحركة أو الكلام.
في التجربة، طُلب من المشاركين التفكير في أداء أنشطة مثل لعب التنس أو السباحة، لمدة تتراوح بين 15 و30 ثانية، مما أدى إلى نشاط دماغي يمكن تحديده باستخدام فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي أو تخطيط كهربية الدماغ. من بين 241 شخصًا لم يظهروا استجابة خارجية، أظهر 25% منهم نشاطًا دماغيًا مماثلاً لأولئك الذين لا يعانون من تلف دماغي.
وأشار الباحث الرئيسي، نيكولاس شيف، إلى أن هذه النتائج تشير إلى وجود "وعي خفي" لدى هؤلاء الأشخاص، مما يفتح آفاقًا جديدة لفهم حالات الغيبوبة واضطرابات الوعي. ومع وجود تقديرات تشير إلى أن هناك ما بين 300 ألف و400 ألف شخص يعانون من اضطراب طويل الأمد في الوعي على مستوى العالم، فإن هذه الدراسة تعني أن ما يصل إلى 100 ألف شخص قد يكون لديهم وعي خفي وغير ظاهر.
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
صرخة مرضى السكري في غزة وسط مجاعة خانقة
الثورة /وكالات
بصوت خافت تقطعه أنفاس متعبة ودموع مكبوتة، عبّر الحاج أحمد درابية (87 عامًا) عن واقعه القاسي كمريض سكري محاصر بالجوع والمرض في قطاع غزة، حيث يستمر بروز المجاعة مجددا للشهر الثالث على التوالي بفعل الحصار والإغلاق المستمر للمعابر، منذ بدء العدوان الإسرائيلي قبل أكثر من عام ونصف.
منذ عقد من الزمن، كان درابية يلتزم يوميًا بأخذ جرعات الأنسولين.. أما اليوم، أصبح هذا الروتين شِبه مستحيل بل ومهدد للحياة. فمع ندرة الغذاء، بات يواجه خيارًا مرًا: هل يتناول العلاج على معدة فارغة ويخاطر بانخفاض سكر الدم؟ أم يمتنع عنه ويواجه ارتفاعه القاتل؟ يقول: “الليل يوقظني بالجوع، لا دواء ولا طعام، أخشى الغيبوبة إذا تناولت الأنسولين، وأخشى الموت إن لم أتناوله”.
علامات الهزال تظهر على وجهه، ويداه المرتجفتان تعكسان تدهورًا صحيًا عميقًا، يعاني من تقرحات القدم السكرية، ما يزيد ألمه ومخاوفه.. “أشعر كمن يسير في طريق موحش نحو نهاية محتومة”، يضيف بصوت يرتجف.
ومعاناة درابية ليست سوى صورة من واقع آلاف المرضى في غزة.
الحاجة عبير البيرم (75 عامًا) تحكي قصتها مع هذا الواقع القاسي. تعيش على وجبات تُقدمها التكايا القريبة، لكن محتواها الغذائي ضعيف لا يكفي لحماية جسدها من نوبات هبوط السكر المتكررة.
“لم أعد أتناول دوائي لأن الطعام لا يناسبه، أفقد الوعي أحيانًا أكثر من مرة في اليوم”، تقول بمرارة.
خطر مزدوج وأزمة صحية خانقة
تحذر منظمات صحية، بينها منظمة الصحة العالمية، من تدهور خطير في أوضاع المرضى المزمنين، خصوصًا مرضى السكري الذين يقدر عددهم في غزة بأكثر من 60 ألف شخص.
وتشير إلى أن غياب التوازن بين الغذاء والعلاج يعرض حياتهم للخطر.
وفي هذا السياق، توضح خبيرة التغذية العلاجية د. سعاد عبيد أن “مريض السكري يعتمد على توازن دقيق بين الوجبات والأدوية. هذا التوازن لم يعد ممكنًا وسط الأزمة الغذائية الحالية”.
وتتابع: “الاختيار بين تناول الدواء بلا طعام أو العكس، كلاهما يؤدي إلى نتائج خطيرة كالغيبوبة أو حتى الموت”.
وتلفت عبيد إلى أن المساعدات الغذائية التي تصل غالبًا ما تقتصر على الأرز والخبز وبعض النشويات، وهي أطعمة ترفع نسبة السكر في الدم وتزيد من تدهور صحة المرضى، في حين تغيب بشكل شبه تام الفواكه والخضروات والبروتينات الضرورية.
ووفقا للاختصاصي في داء السكري الدكتور محمد صيام، فإن “المريض الذي لديه داء السكري من النوع الأول قد يفقد حياته إذا أصيب بنوبة من الحماض الكيتوني السكري ولم تتوفر أسرّة في وحدات العناية المركزة”.
الجوع يفتك
تقرير دولي حديث يكشف أن 96% من سكان غزة يعانون من انعدام شديد في الأمن الغذائي، فيما يعيش أكثر من نصف مليون شخص في مستويات تُصنَّف على أنها “كارثية”.
ويحذر التقرير من أن المجاعة الشاملة قد تصبح واقعًا وشيكًا إذا استمرت القيود على إدخال المساعدات.
في غزة، لم يعد السكري مجرد مرض مزمن، بل تحوّل إلى معركة قاسية مع الحياة، حيث يتحول كل يوم إلى اختبار للبقاء. مع كل وجبة مفقودة، وكل دواء لا يُؤخذ في وقته، تتقلص فرص النجاة وتقترب النهاية أكثر.