مفتي الجمهورية : االمسلم الحق يحب وطنه ويعمل جاهدًا على دعم مقومات الدولة والحفاظ على مؤسساتها..صور
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
قال الدكتور شوقي علَّام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- إن الوسطية سمة للأمة الإسلامية ميزها بها الله سبحانه وتعالى فقال: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة: 143]، وكانت الوسطية سببًا في تحقيق الخير للأمة على جميع مستوياتها، سواء على مستوى الأفراد أو على مستوى المجتمع الداخلي أو على مستوى العلاقات الخارجية.
أخبار متعلقة
مفتي الجمهورية: المنظومة الإسلامية تركز على الجوهر أكثر من الشكل
مفتي الجمهورية يهنئ الرئيس السيسي بالذكرى العاشرة لـ «ثورة 30 يونيو»
مفتي الجمهورية: الفتاوى الشاذة هي المحركة للفكر المتطرف والإرهابي
مفتى الجمهورية: معالجة الأفكار المتطرفة المفتاح الحقيقي لمكافحة التطرف (فيديو)
جاء ذلك خلال كلمة المفتي بمحاضرة في معهد إعداد القادة تحت عنوان "وسطية الخطاب الديني ومحاربة السلوكيات غير السوية" مضيفًا : أن طابع المجتمعات العربية والإسلامية الميل إلى التدين، ويمثل الخطاب الديني ركنًا رئيسيًّا في تكوينهم الثقافي وسلوكهم وتفاعلهم الاجتماعي، ومن هنا كان ولا بد أن يتمتع الخطاب الديني بالوسطية باعتبارها من أهم الخصائص الإسلامية.
وأكد المفتي أن وسطية الإسلام شملت جميع جوانب حياة الأمة العلمية والعملية، فعلى المستوى العقدي جعل الله سبحانه وتعالى اعتقاد هذه الأمة وسطًا بين الغلو والتقصير؛ فالمسلمون وسط في اعتقادهم في أنبياء الله ورسله وعباده الصالحين؛ فهم مؤمنون برسل الله جميعًا، كما أنهم آمنوا بجميع الكتب المنزلة على الرسل والأنبياء.
وشدَّد المفتي على أن الخطاب الوسطي يتطلب تضافر الجهود وتنسيق التحركات بين جميع الأطراف لبعث الخطاب الديني الوسطي ونشره بمبادئه ومفرداته السمحة التي تعبر عن جوهر الشريعة الإسلامية.
وأشار المفتي إلى أنه لا يمكن أن نرى سلوكًا منحرفًا في جماعة إنسانية إلا ونجد بالضرورة وراءه خطابًا منحرفًا سوغ لهذا السلوك ودفع في اتجاهه، وإذا كان السلوك المنحرف نتيجة لخطاب منحرف، فلا شك أن الخطاب الوسطي الرشيد يخلف وراءه سلوكًا منضبطًا وعملًا رشيدًا، ويعد آلة فعالة في مواجهة كمِّ الظواهر السلوكية السلبية.
وعن دور الخطاب الوسطي في مواجهة ظاهرة التنمر قال المفتي: إن ظاهرة التنمر تمثل إحدى الظواهر السلبية التي وجدت طريقها للانتشار داخل مجتمعاتنا، والخطاب الوسطي الرشيد قادر على تبصير الفرد بمقصد الشريعة من الحفاظ على الكرامة الإنسانية وتحريم الاعتداء اللفظي والبدني على الغير؛ يقول تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾، ولقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا».
وعن دور الخطاب الوسطي في مواجهة ظاهرة الطلاق المبكر قال المفتي : ينبغي ترسيخ مبدأ الفضل والإحسان في التعامل بين الزوجين بما له من أثر على إرساء معاني الود والتراحم وتفعيل الشراكة والتعاون والتكامل بين الأزواج، حيث إن الخطاب الإفتائي الوسطي يساعد في حماية البيوت بناء على فهم الواقع والعرف في فتاوى الطلاق.
وشدد المفتي على أن الخطاب الوسطي يقابل خطاب الكراهية مقابلة مباشرة، فخطاب الكراهية يعتمد على إرساء مفاهيم من شأنها خلق حالة من العداء بين صاحب الفكر وكل من خالفه، وهنا يأتي دور الخطاب الوسطي في بيان دعوة الإسلام لتقبل الآخر، يقول تعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا}، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.
وأوضح مفتي الجمهورية أن ظاهرة العنف الأسري باتت من الظواهر التي تؤرق مجتمعنا، وهي من الظواهر الدخيلة على مجتمعاتنا، فالخطاب الوسطي يؤسس للرحمة الأسرية؛ يقول تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون﴾ قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي».
وعن ظاهرة التحرش أكَّد المفتي أن الشرع الشريف حذر من انتهاك الحرمات والأعراض، وقبَّح ذلك ونفَّر منه، وتوعد فاعل ذلك بالعقاب الشديد في الدنيا والآخرة، حيث إن دور الخطاب الوسطي بناء ما تفكك من القيم التي تُميز مجتمعاتنا.
وشدَّد مفتي الجمهورية على أن الإدمان أصبح شبحًا يهدد قوة الأمة الحقيقية المتمثلة في شبابها، حيث إن الخطاب الوسطي يبين خطورة الإدمان ويحذر منه؛ يقول تعالى: {يُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ}، ويقول: {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}. فالخطاب الوسطي يرشد الشباب ويوجِّه سلوكهم لما ينفع الأمة وينفعهم.
وأشار المفتي إلى أن المسلم الحق هو الذي يحب وطنه ويعمل جاهدًا على دعم مقومات الدولة والحفاظ على مؤسساتها؛ لأن في ذلك حفاظًا على شعائر الدين ورعايةً لمصالح الخلق وانضباطًا لحياتهم. وهذا من الإصلاح الذي قال الله تعالى عنه: ﴿وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ المُفْسِدِينَ ﴾ [الأعراف 142] فالمتدين بحق هو أبعد الناس عن معاني الإفساد في الأرض.
واختتم مفتي الجمهورية كلمته بالتأكيد على أن الدعوة لخطابٍ ديني وسطي هي الدعوة للدين الحق والقول الحق والمنهج الحق، الذي دلت عليه النصوص الشرعية الصحيحة، الذي هو في حقيقته عدل كله وخير كله، لا غلو فيه ولا جفاء، ولا إفراط ولا تفريط؛ لأنه من لدن لطيف خبير، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
مفتي الجمهورية خلال محاضرته بمعهد إعداد القادة
مفتي الجمهورية خلال محاضرته بمعهد إعداد القادة
مفتي الجمهورية خلال محاضرته بمعهد إعداد القادة
مفتي الجمهورية خلال محاضرته بمعهد إعداد القادة
مفتي الجمهورية خلال محاضرته بمعهد إعداد القادة
مفتي الجمهورية المفتي مفتي الجمهورية بمعهد إعداد القادة معهد إعداد القادة محاضرة المفتي بمعهد إعداد القادة العنف الأسري العنف الأسرى العنف العنف الأسري ضد النساء العنف الزوجي ظاهرة العنف الأسري العلاقات الزوجية العلاقات الأسرية العلاقات الاسرية
المصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: زي النهاردة شكاوى المواطنين مفتي الجمهورية المفتي معهد إعداد القادة العنف الأسري العنف العلاقات الزوجية العلاقات الأسرية العلاقات الاسرية زي النهاردة العنف الأسری د المفتی على أن
إقرأ أيضاً:
المليشيا علي الباطل وأهل السودان علي الحق
■ مما قاله الشهيد علي عبد الفتاح ذات معركة من معارك الأمطار الغزيرة وصيف العبور .. ويومها كان (القصف يُرعِدُ والدّخانُ مُثار) .. قال الشهيد علي مخاطباً ثُّلّة من إخوانه وقد أثخنتهم جراح المعركة ولم يكملوا دفن إخوانهم الشهداء بعد : ( والله الخوارج ديل لو لحقونا لحدي سوبا ما حيدخلنا شك إننا علي حق .. وهم علي باطل )
■ مع تتالي الأجيال التي تخرّجت في مدرسة الشهيد علي تعددت النُّسخ المعدّلة من مقولته هذه تماماً كما تتالت نسخ وأجيال الجيل المقاتل حتي أكرمنا الله اليوم بمعايشة جيل الشهداء أمثال الشهيد النعمان والشهيد مكاوي وأجيال المقاتلين الشجعان من لدن البطل فتح العليم الشوبلي ودقشك ومهند فضل وعويس وجيل البرق الخاطف والبرّاؤون .. والقائمة تتزين بأسماء سطرت تاريخاً أسطورياً في كتاب القتال من المسافة صفر ..
■ هذا الجيل بفضل الله أذاق مليشيات التمرد صنوفاً من الويل وأقتلعهم من قلب العاصمة وآلاف الكيلومترات والنقاط الحاكمة التي كانوا يتحصنون فيها وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم حتي جاءهم من الله مالم يكونوا يحتسبون ..
■ وبذات اليقين في نصر الله .. ستُعيد قواتنا المسلحة والتشكيلات العسكرية الأخري صفوفها .. وستعود إلي الدبيبات والحمادي إلي طريق الصياد القاصد إلي هدفه المرسوم ..
■ هي جولة من جولات الصراع مع عصابات المليشيا التي ستكون علي الباطل وأهل السودان علي الحق وإن بسطت سيطرتها علي كل كردفان ودارفور ..
■ تقبل الله شهداء متحرك الصياد .. شفي الله جرحاهم .. وردّ أسراهم ..
■ نصرٌ من الله وفتحٌ قريب ..
عبد الماجد عبد الحميد إنضم لقناة النيلين على واتساب