الجمعة العجيبة 2.. العودة المنتظرة لجيمي لي كورتيس وليندسي لوهان
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
بعد 21 عامًا من عرض الجزء الأول من فيلم "الجمعة العجيبة" (Freaky Friday)، تعود النجمتان جيمي لي كورتيس وليندسي لوهان للعمل معًا في جزء ثانٍ من الفيلم الذي يحمل عنوان "الجمعة الأعجب" (Freakier Friday).
يُذكر أن الجزء الأول الذي عُرض عام 2003، حقق نجاحًا كبيرا حيث بلغت إيراداته نحو 160 مليون دولار عالميًا، وهو رقم هائل في تلك الفترة.
في الجزء الأول، جسدت لوهان دور "آنا" البالغة من العمر 16 عامًا، في حين لعبت كورتيس دور الأم "تيس كولمان"، حيث تبدلت أجسادهما بسبب تناول بسكويت سحري عن طريق الخطأ. أما في الجزء الجديد، فستعود الشخصيتان لتبديل أدوارهما مرة أخرى، ولكن هذه المرة في سياق يجمع بين آنا وابنتها المراهقة وزوجة أبيها.
The official logo for ‘FREAKIER FRIDAY’ starring Jamie Lee Curtis and Lindsay Lohan.
Coming to theaters in 2025. pic.twitter.com/1ybbLQIRdd
— Film Updates (@FilmUpdates) August 10, 2024
بدأ تصوير الفيلم في يونيو/حزيران الماضي، ومن المتوقع أن يُعرض في دور السينما عام 2025. وقد عبرت لوهان عن سعادتها بالعودة إلى أستوديوهات ديزني، مشيرة إلى أن الفيلم الجديد مليء بالمفاجآت وأكثر إثارة مما كانت تتوقع.
الفيلم من إخراج نيشا غاناترا، وسيشهد عودة عدد من أبطال الجزء الأول مثل مارك هارمون وتشاد مايكل موراي، بالإضافة إلى وجوه جديدة مثل جوليا بوترز وماني جاكينتو.
وقد تحدثت ليندسي لوهان عن حنينها إلى العودة إلى أستوديوهات ديزني في مقابلة لها على قناة "إيه بي سي" وكيف تجدد إحساسها بطفولتها مرة أخرى، كما صرحت بأن الفيلم الجديد أكثر غرابة مما توقعت.
قصة الجمعة الغريبة الجديدةيستند الفيلم الأصلي على رواية الكاتبة الأميركية ماري رودجرز والتي تحمل الاسم نفسه، أما الجزء الجديد فقد كتبت مسودته الأولية إليز هولاندر، وكتبت السيناريو الخاص به الكاتبة والمخرجة الأميركية جوردان فايس، التي حولت قصة الفيلم إلى ما يشبه قصة أجيال متتالية.
يبدأ الجزء الثاني من الفيلم بعد سنوات من أزمة الهوية التي تعرضت لها كل من تيس (كيرتس) وآنا (لوهان)، ويحدث في هذا الجزء من الفيلم تبادل للأجساد أيضا كما في الجزء الأول، ليس بين الأم وابنتها كما في الفيلم الأصلي، لكن بين فتاتين مراهقتين هما هاربر وليلي.
المراهقة الأولى هاربر هي ابنة آنا البالغة من العمر 14 عاما، أما المراهقة الأخرى هي أختها غير الشقيقة ليلي ديفيز وهي في العمر ذاته. هاربر لاعبة تمارس رياضة ركوب الأمواج مع حس فكاهي حاد، وتعيش في الفيلم حالة نفسية سيئة، لأن والدتها العزباء قررت الزواج بعد سنوات من الوحدة.
First look photos at “Freakier Friday,” the long-anticipated sequel to “Freaky Friday”#D23Expo pic.twitter.com/nXod6jrss3
— Entertainment Tonight (@etnow) August 10, 2024
فريق العمل بين الماضي والحاضر
يضم فريق عمل الجزء الثاني من الفيلم مجموعة من النجوم الذين شاركوا في الجزء الأول إلى جانب لوهان وكورتس هم: مارك هارمون وتشاد مايكل موراي وكريستينا فيدال ميتشيل وهايلي هدسون ولوسيل سونج وستيفن توبولوسكي وروزاليند تشاو.
يجسد موراي دور جيك، الذي كان صديق آنا في المدرسة الثانوية، في حين يجسد هارمون شخصية ريان زوج أم آنا المستقبلي. تعود كل من كريستينا فيدال ميتشيل وهايلي هدسون في دور زميلتي آنا في الفريق، كما تستعيد تشاو دورها الأصلي كمالكة للمطعم، وتلعب سونج دور ابنتها كما في الجزء الأول.
يضم فريق العمل الجديد الممثلة الأميركية جوليا باترز، والممثل الكندي ماني جاسينتو، والكندية مايتري راماكريشنان، والممثلة الأميركية الشابة صوفيا هامون. ومن المقرر أن تتولى المخرجة نيشا جاناترا إخراج الجزء الثاني من الفيلم.
تاريخ الروايةبعد أن ظهرت الرواية في أوائل السبعينيات أصبحت مادة أساسية في أفلام شركة ديزني، وظهر منها أربع نسخ حتى الآن؛ نسخة عام 1995 وهو فيلم تلفزيوني لم يلق أي نجاح، ثم ظهرت نسخة موسيقية أفضل عام 2018، بالإضافة إلى النسخة الأصلية لعام 1976، والفيلم الأبرز الذي صدر عام 2003.
في الفيلم الأول لعبت جودي فوستر وباربرا هاريس دور البطولة، وكتبت سيناريو الفيلم ماري رودجرز نفسها. كانت فوستر وهاريس من أهم أسباب نجاح الفيلم بسبب أدائهما الكوميدي، بالإضافة إلى سيناريو ماري رودجرز الذي كان بالطبع الأقرب إلى الخط الإبداعي المميز للقصة الأصلية.
في نسخة عام 2003، كانت الكوميديا أكثر قوة والقصة أكثر ترابطا، بالإضافة إلى أداء الأبطال الذي أظهر موهبة كبيرة، فأصبح الفيلم هو الأكثر صمودا على مر الأعوام، والآن ينتظر الجمهور الجزء الثاني من الفيلم بفضول كبير.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجزء الثانی من الفیلم فی الجزء الأول بالإضافة إلى
إقرأ أيضاً:
ما الذي يفعله فينا عجزنا تجاه أطفال غزة؟
ترجمة: أحمد شافعي -
شاهدت على شاشة هاتفي في الشهور الماضية من الصور ما سيظل مستوليا عليّ لما بقي من حياتي. رأيت موتى وجرحى وجياعا من الأطفال والرضَّع، وأطفالا يبكون أمهاتهم في ألم وفي خوف، وآباءهم وأخواتهم وإخوانهم. صبيا صغيرا يرتعش هولا من صدمة غارة جوية. مشاهد عصية على الوصف للرعب والعنف أصابتني بالغثيان. ففي بعض الأحيان أعبر هذه الصور والفيديوهات، خوفا مما قد أراه بعدها. ولكنني في غالب الأحيان، أشعر أني مكرهة على أن أكون من الشاهدين.
وأعرف أنني لست وحدي في ذلك. كثيرون للغاية منا، نحن المنعَّمين بما لدينا من امتيازات وأمان، شاهدوا معاناة أطفال غزة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في صور تمتزج امتزاجا صادما بإعلانات ونكات وصور لأطفال آخرين يبتسمون آمنين. وما يجعل الرعب أشد وقعا هو أن هؤلاء الأطفال كان يمكن أن يكونوا أبناءك أنت، أو أبنائي أنا، أو أبناء شخص نعرفه، لولا صدفة الميلاد.
جهر آلاف البشر بمناصرة أولئك الأطفال وأسرهم، سواء بالكتابة للسياسيين، أو بالتبرع للجمعيات الخيرية ومنظمات الإغاثة، أو بالتظاهر في الشوارع. وبرغم ذلك تستمر هذه الحرب على الأطفال، وثمة إحساس طاغ بالعجز عن مساعدتهم. ولا يكاد عقل يتصور ما يمكن أن يسوء إليه الحال، لكن الحال يسوء مع أخبار ترددت هذا الأسبوع بأن أربعة عشر ألف رضيع يعانون من سوء تغذية حاد بحسب تقارير للأمم المتحدة. والسبب في ذلك هو التجويع العمدي، أي استعمال المجاعة سلاحا حربيا و«أداة إبادة» بحسب منظمة هيومان رايتس ووتش.
ينجم عن هذا العجز الطاغي أمام رعب يتجاوز الخيال إحساسٌ جماعيٌّ بالأذى المعنوي، وهو شكل من أشكال الضيق النفسي العميق الذي قد يستشعره الناس حينما يكونون مرغمين على التصرف ـ أو عدم التصرف بالأحرى ـ بما يتعارض تعارضا مباشرا مع قيمهم أو منظوماتهم الأخلاقية. وقد صادفت هذا المصطلح للمرة الأولى عند الحديث مع عاملين في المجال الطبي أصيبوا باضطراب ما بعد الصدمة خلال الجائحة. إذ كان أطباء وممرضون وعمال رعاية صحية يعانون ألما مبرحا لعدم قدرتهم دائما على توفير العلاج للمرضى الذين كانوا في أمسّ الاحتياج إليه، وذلك بسبب نقص المعدات والموارد والقيادة وبسبب عدد المرضى الهائل من المصابين بأمراض خطيرة.
لا مكان على وجه الأرض يبلغ فيه هذا الشعور من القوة مبلغه في غزة نفسها. فبالنسبة للعاملين في المجالين الطبي والإغاثي هناك، قد يكون الحزن والإحساس بالذنب والخيانة وعدم القدرة على مساعدة الجميع واقعا يوميا. وحينما تكون وظيفتك هي أن توفر المساعدة أو التغذية أو العلاج، فقد يتسبب العجز عن القيام بذلك في صدمة عميقة.
ولا بد أن الآباء في غزة يعيشون عذابا عظيم الوطأة إذ يرون أبناءهم يبكون جوعا وهم عاجزون عن إطعامهم. وكثيرا ما أفكر في الرضع الذين كانوا في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة التي تعرضت للقصف، أعني تلك الصورة لحديثي الولادة في مستشفى الشفا وقد وضع السبعة منهم في سرير واحد للحفاظ على حرارتهم وحياتهم. أفكر في أمهاتهم، وكثير منهن اضطررن إلى الولادة دونما مسكنات الألم والمعدات الطبية الملائمة.
أين هم الآن؟ كم من منهم نجا؟ وما أثر ذلك على المسعفين الذين بذلوا الجهد المضني لإنقاذهم؟
لكنني بدأت أيضا أفكر في أثر الأذى المعنوي بالوكالة وعلى نطاق واسع. ولست في معرض مساواته بما يمر به الناس الموجودون على الأرض. لكن ذلك الإحساس بالعجز وما يترتب عليه من إحساس بالتواطؤ: ترى ماذا يفعل هذا الإحساس في الناس من شتى أرجاء العالم ممن يشعرون أن ما يحدث خطأ؟ ما أثر شهود كل هذه المعاناة العميقة، حتى ولو عبر شاشة، والإحساس بالعجز عن العمل أو العجز عن إرغام الآخرين على العمل؟
أفهم الآن لماذا توقفت والدتي عن مشاهدة الأخبار بعد ميلادي. ذلك لأنها لم تقو على احتمالها. أنا أيضا شعرت بإغراء الانكفاء على الذات منذ أن أنجبت ابني، والانغماس في الدفء والأمن اللذين ننعم بهما في حياتنا. لكن الإنترنت يزيد من صعوبة الانفصال، والأخبار تجري في مجرى مواز لحياتنا، والحدود بينهما تنطمس. ففي ليال كثيرة وضعت ابني فيها في مهده، وهو ممتلئ البطن، نظيف الثياب ناعمها، وبكيت في صمت أولئك الأطفال الذين لا ينعمون بالدفء في أسرّة.
وفي الساعات المبكرة حينما يستيقظ طلبا للحليب، يكون أقصى ما يجب عليَّ أن أفعله هو الذهاب إلى الثلاجة والإتيان بالحليب، ونجلس لا منصتين إلى صوت القنابل وإنما منصتان إلى زقزقة عصافير كأنها كانت تملأ السماء.
يبدو لي هذا التناقض بين أمنه وخوفهم تناقضا فاحشا. فهل يكون هذا نوعا من الأذى المعنوي؟ ثمة شيء في مصاحبتك يوميا لكائن صغير ـ
بما له من براءة وبما فيه من ضعف وسخف وطبيعة محبوبة ـ يجعل ألم أي طفل آخر إهانة عميقة. لكنني أعرف أنكم لا ينبغي أن تكونوا آباء لتشعروا بالفزع مما ابتلي به أطفال غزة شعورا تجدونه في أحشائكم. ذلك أنني أومن ـ أو كنت أومن ـ بأنه مغروس في أنفسنا، نحن البشر، أن نشعر بمسؤولية جماعية تجاه الأطفال، وأن هذه المسؤولية الجماعية يمكن أن تمتد لتتجاوز الحدود.
قد يؤدي الإحساس بالعجز في مواجهة هذا الظلم السافر إلى فقدان الثقة أو الإيمان، لا بالحكومات والمؤسسات وإنما بنظام العالم الأخلاقي، وقدرته على حماية الأطفال. وأفكر في أثر هذا، هل ستكون نتيجته ـ مثلما يرجو السياسيون بلا شك ـ هي بلادة في هيئة لا مبالاة؟ فقد تؤدي الأحداث الصادمة إلى فقدان التعاطف حتى ليجب أن يخرج ملايين الناس مرة أخرى رافعين أصواتهم، لكنها أيضا قد توجهنا إلى غضب مفهوم.
لا شك أنني أشعر بفقدان الإيمان. وكنت أشعر بشيء صادق عن الإنسانية، هو أن الناس بطبيعتهم أخيار، وأننا ندين للأطفال بحمايتهم، وقد تغير ذلك بسبب هذا الصراع. فبت أتنقل وداخلي إحساس ثقيل لا يبدو أنني قادرة أن أتخلص منه.
فبرغم أنني على بعد آلاف الأميال من غزة، غيرتني الشهور الثماني عشرة الماضية. تعلمت أن للتعاطف مع الأطفال حدودا سياسية في نظر بعض الناس. فماذا تفعل امرأة مثلي بهذه المعرفة الرهيبة وقد استقرت بداخلها كأنها حجر من رصاص؟ يبدو أنني لا أملك لهذا السؤال جوابا.
ريانون لوسي كوسليت من كتاب أعمدة الرأي في ذي جارديان