الإمارات تقدم 66 ألف طن مساعدات إنسانية إلى غزة عبر «الفارس الشهم 3»
تاريخ النشر: 26th, May 2025 GMT
خالد عبدالرحمن (أبوظبي)
تواصل دولة الإمارات جهودها في تقديم المساعدات الإغاثية للأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، في إطار عملية «الفارس الشهم 3» الإنسانية، التي أمر بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لدعم الأشقاء الفلسطينيين.
وانطلقت الحملة في أعقاب التصعيد الإنساني الذي شهده القطاع، حتى باتت واحدة من أطول وأشمل المبادرات الإغاثية المستمرة، التي حرصت على دعم المدنيين، خصوصاً الأطفال والنساء وكبار السن، حيث تنوعت أشكال الدعم ما بين إغاثات غذائية عاجلة ومساعدات طبية ومبادرات لإجلاء الجرحى والمصابين، إضافة إلى مشاريع لإعادة تأهيل البنية التحتية الصحية والتعليمية.
وقدمت دولة الإمارات أكثر من 66 ألف طن من المساعدات الإنسانية، تم إيصالها إلى غزة عبر 610 رحلات جوية، و14 سفينة بحرية، 7 منها انطلقت من الإمارات و7 انطلقت من قبرص، بالإضافة إلى أكثر عن 4000 شاحنة ساهمت في إيصال الدعم بشكل منظم، وذلك منذ انطلاق عملية «الفارس الشهم 3» في 5 نوفمبر 2023 حتى شهر مايو الحالي.
وفي مجال الدعم الطبي والصحي، تم إنشاء مستشفى ميداني في مدينة رفح جنوب غزة، بسعة 200 سرير، خدم أكثر من 51 ألف حالة.
ويضم المستشفى غرفاً للعمليات الجراحية مؤهلة لإجراء أنواع الجراحات المختلفة بما في ذلك، العامة وجراحة الأطفال وجراحة الأوعية الدموية، وغرفاً للعناية المركزة للبالغين والأطفال، وقسماً للتخدير، وعيادات تخصصية تشمل الباطنية، والأسنان، والعظام، والطب النفسي، وطب الأسرة، وطب الأطفال، وطب النساء، فضلاً عن الخدمات الطبية المساندة.
ويقدم المستشفى إضافة إلى ذلك، خدمات الأشعة المقطعية، والسينية، والصيدلة، وهو مزود بمختبر يضم أحدث الأجهزة اللازمة لإجراء أنواع التحاليل والفحوص على تنوعها، وبما يعزز قدرته على تقديم العلاج المتكامل لمراجعيه والمستفيدين منه وفق أفضل المعايير والبروتوكولات العالمية. ويضم الكادر الطبي العامل في المستشفى الميداني الإماراتي في قطاع غزة، كوادر متخصصة ومؤهلة في المجالات والفروع الطبية المختلفة، إضافة لمتطوعين طبيين.
كما يضم المستشفى مركزاً للأطراف الصناعية، لدعم المصابين ومساعدتهم بمجموعة مُتكاملة من أحدث الأجهزة الطبية في مجال علاج وتقويم العظام، وتوفير وتصنيع الأطراف الصناعية ذات الجودة العالية، وإعادة تأهيل المرضى.
كما تم تشغيل المستشفى العائم في مدينة العريش، قدم الرعاية لـ 10870 حالة مرضية من أهالي غزة.
وبدأ المستشفى الإماراتي العائم عمله في الـ24 من فبراير 2024 بميناء العريش، وأصبح رمزاً للتضامن الإماراتي مع الشعب الفلسطيني، حيث يواصل تقديم الرعاية الصحية المتكاملة للمرضى والمصابين على مدار الساعة.
ويضم المستشفى طاقماً طبياً وإدارياً إماراتياً من مختلف التخصصات، بسعة تبلغ 100 سرير للمرضى، إضافة إلى 100 لمرافقيهم، مع تجهيزات طبية متقدمة، تشمل غرف عمليات، وعناية مركزة، وأقسام أشعة ومختبرات.
وإلى جانب الطاقم الإماراتي، يشارك فريق طبي إندونيسي في تقديم الرعاية الصحية داخل المستشفى، يضم أطباء وجراحين متخصصين في مجالات مختلفة، ما يعزز من قدرات المستشفى على التعامل مع الحالات الحرجة، خصوصاً في مجالات الجراحة والعلاج الطبيعي.
وقدمت دولة الإمارات ضمن عملية «الفارس الشهم 3»، مبادرة الأطراف الصناعية لمساعدة المصابين، وتلبية لاحتياجات مبتوري الأطراف جراء الحرب.
وتهدف المبادرة إلى توفير أطراف صناعية متطورة لهذه الحالات، ما يسهم في تحسين حياة المتضررين، وتمكينهم من استعادة بعض من قدرتهم على الحركة، والاعتماد على أنفسهم. وتشمل المبادرة أيضاً توفير الدعم النفسي والتأهيل الطبي، ما يساعد المستفيدين على التأقلم مع وضعهم الجديد.
وتم إرسال 17 سيارة إسعاف لدعم القطاع الصحي الذي يعاني ضغطاً كبيراً جراء الأوضاع الإنسانية الراهنة والتحديات المتزايدة في تقديم الخدمات الصحية بعد تعطل مئات سيارات الإسعاف. وشملت الدفعة سيارات إسعاف حديثة ومجهزة بأحدث التقنيات الطبية؛ بهدف تلبية احتياجات المستشفيات الأساسية، ونقل المصابين، وتقديم الرعاية العاجلة خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها القطاع الصحي بعد تدمير العديد من سيارات الإسعاف، وتوقف العديد منها عن العمل، مما فاقم من أزمة نقل المصابين، وتقديم الرعاية الطبية العاجلة لهم.
كما تم نقل واستقبال 2374 حالة للعلاج داخل دولة الإمارات.
وأطلقت دولة الإمارات حملة التطعيم ضد شلل الأطفال ضمن الجهود المتواصلة التي تقوم بها لتقديم الإغاثة للشعب الفلسطيني الشقيق، خصوصاً الأطفال، استجابة للأوضاع الإنسانية الصعبة التي يمر بها.
وتوفر الحملة التي نفذت بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، و«اليونيسيف» و«الأونروا»، جرعتين من لقاح شلل الأطفال لأكثر من 640 ألف طفل في غزة دون سن 10 سنوات، لوقف انتشار الفيروس ومنع تفشي المرض في القطاع.
وفي مجال مشاريع المياه التي أطلقتها دولة الإمارات عبر عملية «الفارس الشهم 3» لمواجهة النقص الحاد بالمياه، تم إنشاء 6 محطات تحلية مياه في مدينة العريش المصرية بقدرة إنتاجية تبلغ مليوني جالون يومياً، يجري ضخها إلى قطاع غزة، ويستفيد منها أكثر من مليون نسمة في ظل النقص الحاد الذي يعانيه السكان.
وعلى الرغم من حجم الدمار الهائل، لم تتوانَ الإمارات في تقديم المساعدات الطارئة للبلديات والهيئات المحلية في قطاع غزة، حيث قدمت مجموعة من صهاريج نقل المياه وأخرى للصرف الصحي، ومعدات أساسية لمصلحة مياه بلديات الساحل.
وقامت دولة الإمارات بتنفيذ مشاريع إصلاح خطوط المياه والآبار المتضررة والشبكات المدمرة في محافظتي خان يونس وشمال غزة، لتسهيل حصول السكان على المياه في مناطق سكنهم، وتحسين ظروفهم المعيشية.
وفي السياق، تم تشغيل 50 مطبخاً خيرياً ميدانياً في القطاع، بالإضافة إلى تشغيل ودعم 21 مخبزاً لتوفير الخبز اليومي في القطاع. وأطلقت قيادة العمليات المشتركة عملية «طيور الخير» والتي نفذتها طائرات تابعة للقوات الجوية لدولة الإمارات، وذلك لإسقاط المساعدات الإنسانية على المناطق المعزولة والتي لا تصل إليها المساعدات في قطاع غزة.
وتم استقبال 33 طالباً فلسطينياً من غزة للدراسة في مؤسسات الدولة التعليمية، ضمن برنامج استثنائي تتكفل به دولة الإمارات دعماً لمستقبل الشباب.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الفارس الشهم 3 فلسطين المساعدات الإماراتية رئيس الدولة المساعدات الإنسانية إسرائيل قطاع غزة الإمارات المساعدات غزة محمد بن زايد الفارس الشهم 3 تقدیم الرعایة فی قطاع غزة إضافة إلى فی تقدیم أکثر من
إقرأ أيضاً:
خيام النازحين بغزة.. مأساة إنسانية تتفاقم في ظل صمت دولي
في قلب ركام الحرب وتحت لهيب شمس الصيف الحارقة أو زمهرير الشتاء القارس يعيش آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة داخل خيام مهترئة منذ بداية الحرب الإسرائيلية بالسابع من أكتوبر 2023، تعيش آلاف العائلات في خيام نصبت على عجل فوق أنقاض منازلهم المدمرة تفتقر لأبسط مقومات الحياة الإنسانية، ليجدوا أنفسهم محاصرين ليس فقط بالجدران المهدمة بل بالواقع الإنساني القاسي.
نزوح قسري وأمل مفقود:
تقول أم محمد، وهي أم لخمسة أطفال تعيش في مخيم عشوائي في خان يونس: "منذ سبعة أشهر ونحن نعيش هنا بعد أن قصف بيتنا. لا خصوصية، لا أمان، حتى الطعام لا يكفينا. أطفالي لم يذهبوا للمدرسة منذ شهور."
وتضيف: "الخيمة لا تحمينا من البرد ولا من الحر. حين تمطر، تغرق الأرض تحتنا، وحين تشتد الحرارة، لا نستطيع التنفس داخلها."
تقدر مصادر محلية أن أكثر من ٣٠٠٠٠"مواطن باتوا يعتمدون على الخيام كمأوى مؤقت في ظل تدمير واسع للبنية التحتية وعدم توفر جهود إعادة الإعمار وما زالت هذه العائلات تعاني من أوضاع معيشية صعبة في ظل غياب الماء الصالح للشرب وانعدام الصرف الصحي وانقطاع التيار الكهربائي فضلاً عن غياب الخدمات الصحية والتعليمية الأساسية.
مأوى لا يحمي
يقول محمد أبو عاصي، أحد النازحين من حي الشجاعية "الخيمة لا تقي حر الشمس ولا برد الليل، مجرد قماش تحتمي به لكننا فعلياً نعيش بلا مأوى الأطفال ينامون على الأرض، والماء مقطوع أغلب الوقت ولا توجد مراحيض صالحة للاستخدام"
الخيام التي من المفترض أن تكون مؤقتة أصبحت موطناً قسرياً لعائلات كاملة تسببت في غياب الخصوصية وانتشار الأمراض ونقص المواد الأساسية في تفاقم الوضع الإنساني بشكل غير مسبوق.
انعدام الأمان والخصوصية
تعيش عدة عائلات أحيانًا في خيمة واحدة أو في خيم متلاصقة بلا حواجز. الخيم لا توفر الحد الأدنى من الأمان والخصوصية خاصة للعائلات ما يزيد من شعور عدم الاستقرار والانكشاف. غياب الأمان والخصوصية يؤثر نفسيًا واجتماعيًا على النساء والفتيات خصوصًا الحر الشديد في الصيف والبرد القارس في الشتاء.
الخيم مصنوعة من مواد لا تعزل الحرارة ولا البرودة مما يجعلها غير صالحة للعيش في ظروف مناخية قاسية. في الصيف تتحول الخيمة إلى فرن خانق لا يحتمل وفي الشتاء، تتسرب مياه الأمطار، وتُغمر الأرض بالطين، مما يعرض السكان للبلل والأمراض.
نقص الغذاء والمياه النظيفة: في كثير من الأحيان يحصل النازحون على وجبة واحدة في اليوم تقدمها جمعيات الإغاثة الدولية أو المحلية لكنها لا تكفي لسد رمق الأطفال والنساء أما المياه فإما ملوثة أو توزع بكميات لا تفي بالاحتياجات اليومية.
أزمة صحية خانقة: تقول الممرضة أم أحمد التي تعمل مع طاقم طبي متنقل: " كل يوم نرى حالات إصابة بالإسهال، أمراض جلدية، حالات سوء تغذية وحتى مشاكل في الجهاز التنفسي بسبب الغبار والدخان الظروف هنا مأساوية. " المنظومة الصحية في غزة المتهالكة أصلا، باتت عاجزة عن الاستجابة لحجم الكارثة لاسيما مع استمرار الحصار ونقص الإمدادات الطبية.
الأطفال.. ضحايا مضاعفون: وفقا لتقارير منظمات حقوق الإنسان فإن الأطفال هم أكثر من يدفع ثمن هذه المأساة نقص الغذاء، غياب التعليم، والخوف الدائم يهدد مستقبل جيل كامل الطفلة سارة، ذات السنوات التسع تقول بخجل "أشتاق لمدرستي... أشتاق لسريري."
انتشار الأمراض: الاكتظاظ وسوء الصرف الصحي وقلة النظافة تؤدي إلى تفشي الأمراض الجلدية والتنفسية خاصة بين الأطفال بسبب الرطوبة وسوء التهوية. وعدم توفر عيادات متنقلة أو أدوية كافية في أغلب المخيمات.
غياب التعليم والحياة الطبيعية للأطفال: الأطفال في المخيمات محرومون من التعليم النظامي ما يفاقم من الأزمات النفسية التعليمية ويهدد مستقبلهم.
غياب المدارس: معظم الأطفال النازحين فقدوا فرصهم في التعليم بسبب تدمير المدارس أو بعد المسافة أو انعدام الوسائل.
نقص الأدوات التعليمية: حتى إذا توفر التعليم الطارئ، تظل الأدوات والوسائل التعليمية غير كافية.
الضغوط النفسية: الصدمة النفسية: الكثير من السكان، خصوصاً الأطفال، يعانون من اضطرابات نفسية نتيجة مشاهد الحرب، فقدان الأحباء، والنزوح.
القلق المستمر: الخوف من التهجير المتكرر أو الهجوم المفاجئ يخلق حالة دائمة من التوتر والقلق. يجعل الحياة في الخيم عبئا نفسيا ثقيلا على الجميع خاصة النساء والأطفال.
دعوة عاجلة للمجتمع الدولي:
في ظل هذا الوضع الكارثي تناشد منظمات إنسانية محلية ودولية المجتمع الدولي وخاصة الأمم المتحدة والصليب الأحمر والاتحاد الأوروبي التدخل العاجل لتوفير مأوى آمن ودائم للنازحين وتقديم مساعدات إنسانية عاجلة إضافة إلى الضغط ل فتح المعابر وإدخال مواد البناء والإغاثة تؤكد منظمات حقوق الإنسان أن استمرار هذا الوضع يشكل انتهاكا صارخا المواثيق الدولية وعلى رأسها اتفاقية جنيف الرابعة التي تنص على حماية المدنيين في أوقات النزاع.
المأساة الإنسانية في خيام غزة لا ينبغي أن تبقى خارج دائرة الضوء فهي ليست مجرد معاناة عابرة بل كارثة مستمرة تستدعي تحركا فوريا. إن السكوت الدولي عن هذه الأزمة بعد تواطؤا ضمنيا واستمرار المعاناة هو مسؤولية جماعية تتجاوز حدود السياسة.
فهل يتحرك العالم قبل فوات الأوان؟ . .أم أن الخيام ستبقى عنوانا دائما لحياة لا تحتمل؟
ملاحظة : هذا مخرج عملي لدورة " الصحفيات والقيادة الإعلامية" التي نفذتها مؤسسة بيت الصحافة في الفترة من 22 إلى 30 يونيو 2025
المصدر : وكالة سوا - براءة عزام يوسف حمد اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من تقارير خاصة فوضى الحرب.. حالة تُمزّق النسيج الاجتماعي في غزة المساعدات الأمريكية.. غزة بين جوع قاتل ونار لا ترحم أطفال غزة.. ضحايا الحصار الغذائي والتجويع المتعمّد الأكثر قراءة تفاصيل لقاء الشيخ مع وفد أوروبي لبحث وقف العدوان على غزة مشاريع بقيمة 2.2 مليون دولار من "بيت مال القدس" دعما لشعبنا إصابة مراسلة تلفزيون فلسطين إسلام الزعنون برصاص الاحتلال في غزة المحكمة تثبّت قرار الاعتقال الإداري لرجا إغبارية عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025