تتحكم المشاعر في النفوس تحكمًا كبيرًا، لانها تعدّ أحد محفِّزات العقل البشري، وهي التي تجعل العقل في نشاط معين، في ظل حدوث مثيرات المشاعر من حزن وفرح وغيرها من المشاعر التي تتغير وتتشكَّل حسب المواقف المتعددة، و تندمج هذه المشاعر مع المزاج العام لدى الفرد.
ويعدّ هذا الاندماج، أحد أهم أسباب تكُّون شخصية الفرد، و تؤثر هذه المشاعر بشكل مباشر في تكوين العلاقات العامة و التطور و النمو، و يعدّ هذا أمرًا طبيعياً بالنسبة للفرد، و لكن ماذا لو حدث خلل في منظومة المشاعر، وأصبح الفرد متحيزًا لمشاعر الحزن والألم دون بقية المشاعر، وتجاهل باقي المشاعر؟ و ماذا لو أصبح رهينًا لهذا الحزن بشكل كبير؟
إن حدوث الخلل في أي منظومة، يدمِّرها، ويلحق الضرر بها، كما هو الحال مع المشاعر، فمتى ما كانت مستويات بعض المشاعر مرتفعة بشكل كبير، وبعضها الآخر منخفضاً، فإن هذا يسبِّب الخلل الواضح في منظومة الفرد، ليس هذا فحسب، فمن المحتمل إذا انصاع الفرد للمشاعر السلبيه انصياعًا تامًا، فإنه قد يغترب عن شعوره.
إن غربة الشعور، هي شعور في أصله الإحساس المستمر بالذنب، و الذي يتمحور لاحقًا، ليجعل الفرد منفصًلا عن شعوره، وتتجدّد الحياة بشكل يومي، و تتغير الأحداث و المواقف، بينما يظل الفرد المغترب عن شعوره، لا يشعر بشيء تجاه أي شيء، فلا فرح يسعده، ولا حزنُ يؤلمه، ويظل صامتًا على الدوام، تمر الأحداث جميعًا من خلاله، دون أن يبدئ إيماءة حتّى.
إن اغتراب الشعور، شعور شائع، ولكنه شعور غير حقيقي، و بإمكانه أن يؤثر على الفرد في مرحلة ما من مراحل حياته، لكنه ما زال بإمكانه أن يتخلص من غربة الشعور هذه، وذلك من خلال فهم أسبابها، و أبعادها، ومدى تأثيرها، واتباع الخطوات اللازمة للوصول والاتصال بمشاعره الحقيقية، والاتصال بالذات للخروج من دوامة الاغتراب.
fatimah_nahar@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
التعرض للهواء الطلق يوميًا يحسن صحة الرئة ويقلل الشعور بضيق التنفس
أكدت دراسات طبية حديثة أن قضاء وقت يومي في الهواء الطلق يلعب دورًا مهمًا في تحسين صحة الرئة والجهاز التنفسي، خاصة لدى الأشخاص الذين يقضون ساعات طويلة داخل الأماكن المغلقة، وأوضح الباحثون أن التعرض للهواء النقي لمدة تتراوح بين 20 إلى 30 دقيقة يوميًا قد يساهم في تعزيز كفاءة الرئتين وتقليل الشعور بضيق التنفس والإرهاق.
وأشار الأطباء إلى أن البقاء لفترات طويلة داخل أماكن مغلقة سيئة التهوية يؤدي إلى استنشاق هواء محمّل بالملوثات الداخلية مثل الغبار والمواد الكيميائية الصادرة عن المنظفات والأجهزة الإلكترونية، وهو ما قد يضعف وظائف الجهاز التنفسي مع الوقت. في المقابل، يساعد الهواء الطلق على تجديد الأكسجين الداخل إلى الرئتين، وتحسين عملية تبادل الغازات، ما ينعكس إيجابيًا على صحة الجسم بشكل عام.
وتوضح الدراسات أن الخروج إلى الأماكن المفتوحة، مثل الحدائق أو الشرفات أو الشوارع الهادئة، يساعد على توسيع الشعب الهوائية وزيادة قدرة الرئتين على امتصاص الأكسجين، كما أن الحركة الخفيفة أثناء التواجد في الهواء الطلق، كالمشي الهادئ، تعزز من نشاط الجهاز التنفسي وتحسن الدورة الدموية، وهو ما يقلل من الإحساس بالتعب وضيق النفس.
وأكد الخبراء أن التعرض المنتظم للهواء الطلق قد يكون مفيدًا بشكل خاص لكبار السن، والمدخنين السابقين، والأشخاص الذين يعانون من حساسية الصدر أو الربو الخفيف، بشرط تجنب التواجد في الأماكن المزدحمة أو الملوثة، كما شددوا على أهمية اختيار الأوقات المناسبة للخروج، مثل الصباح الباكر أو قبل غروب الشمس، حيث يكون الهواء أنقى وأقل تلوثًا.
وأضاف الأطباء أن فوائد الهواء الطلق لا تقتصر على الرئة فقط، بل تمتد لتحسين الحالة النفسية وتقليل التوتر، وهو ما ينعكس بدوره على صحة الجهاز التنفسي. فالتوتر والقلق قد يؤديان إلى تنفس سطحي وسريع، بينما يساعد الاسترخاء في الهواء الطلق على تنظيم التنفس بشكل أفضل.