تتحكم المشاعر في النفوس تحكمًا كبيرًا، لانها تعدّ أحد محفِّزات العقل البشري، وهي التي تجعل العقل في نشاط معين، في ظل حدوث مثيرات المشاعر من حزن وفرح وغيرها من المشاعر التي تتغير وتتشكَّل حسب المواقف المتعددة، و تندمج هذه المشاعر مع المزاج العام لدى الفرد.
ويعدّ هذا الاندماج، أحد أهم أسباب تكُّون شخصية الفرد، و تؤثر هذه المشاعر بشكل مباشر في تكوين العلاقات العامة و التطور و النمو، و يعدّ هذا أمرًا طبيعياً بالنسبة للفرد، و لكن ماذا لو حدث خلل في منظومة المشاعر، وأصبح الفرد متحيزًا لمشاعر الحزن والألم دون بقية المشاعر، وتجاهل باقي المشاعر؟ و ماذا لو أصبح رهينًا لهذا الحزن بشكل كبير؟
إن حدوث الخلل في أي منظومة، يدمِّرها، ويلحق الضرر بها، كما هو الحال مع المشاعر، فمتى ما كانت مستويات بعض المشاعر مرتفعة بشكل كبير، وبعضها الآخر منخفضاً، فإن هذا يسبِّب الخلل الواضح في منظومة الفرد، ليس هذا فحسب، فمن المحتمل إذا انصاع الفرد للمشاعر السلبيه انصياعًا تامًا، فإنه قد يغترب عن شعوره.
إن غربة الشعور، هي شعور في أصله الإحساس المستمر بالذنب، و الذي يتمحور لاحقًا، ليجعل الفرد منفصًلا عن شعوره، وتتجدّد الحياة بشكل يومي، و تتغير الأحداث و المواقف، بينما يظل الفرد المغترب عن شعوره، لا يشعر بشيء تجاه أي شيء، فلا فرح يسعده، ولا حزنُ يؤلمه، ويظل صامتًا على الدوام، تمر الأحداث جميعًا من خلاله، دون أن يبدئ إيماءة حتّى.
إن اغتراب الشعور، شعور شائع، ولكنه شعور غير حقيقي، و بإمكانه أن يؤثر على الفرد في مرحلة ما من مراحل حياته، لكنه ما زال بإمكانه أن يتخلص من غربة الشعور هذه، وذلك من خلال فهم أسبابها، و أبعادها، ومدى تأثيرها، واتباع الخطوات اللازمة للوصول والاتصال بمشاعره الحقيقية، والاتصال بالذات للخروج من دوامة الاغتراب.
fatimah_nahar@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
ميليباند: هناك شعورٌ بوجود الإمكانات لأول مرة في سوريا منذ 13 عاماً
دبي-سانا
أكد رئيس منظمة الإنقاذ الدولية ديفيد ميليباند أهمية الشراكات السورية الجديدة، وخاصة مع دول الخليج، والتي من شأنها أن تساعد البلاد لاستعادة الازدهار.
وفي مقابلة مع شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأمريكية، سلط ميليباند الضوء على احتياجات سوريا في المرحلة الراهنة، وتحدث عن الخراب الذي لحق بالمرافق الصحية للدولة نتيجة الحرب، وأشار الى جولات قام بها في محافظات سورية، مستدركاً بالقول: “ما كان لافتاً للنظر هو أن بعض الاحتياجات الصحية في المناطق التي كان يسيطر عليها نظام الأسد، في الواقع، في حالة أسوأ من المناطق التي كانت تسيطر عليها المعارضة في شمال غرب البلاد”.
ونوه ميليباند برؤية رئيس الجمهورية السيد أحمد الشرع حول مستقبل علاقات البلاد مع الدول الأخرى، ولا سيما في المنطقة، وقال: “أتيحت لي فرصة الجلوس مع الرئيس الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني والتحدث عن كيفية وضع الجداول الزمنية المناسبة للتغييرات السياسية التي يُحدثونها”، وأضاف: “الاحتياجات هائلة، ولكن هناك شعورٌ بوجود الإمكانات لأول مرة منذ 13 عاماً في سوريا”.
وأشار ميليباند إلى أن الرئيس الشرع والوزير الشيباني يريدان علاقات منظمة ومستقرة مع مختلف الدول، والأهم من ذلك، أنهما يريدان الاستقرار في المنطقة.
تابعوا أخبار سانا على