مجموعات "الدعم المدرسي" بدلًا من "الدروس الخصوصية" بمدارس الشرقية
تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT
أكد المهندس علي عبد الرؤوف أحمد وكيل أول وزارة التربية والتعليم بالشرقية؛ أنه وجه بتفعيل دور مجلس الأمناء والآباء في توعية أولياء الأمور بضرورة حضور وانتظام الطلاب وعدم الغياب من المدرسة، وخاصة في المرحلة الإعدادية والثانوية العامة، وتفعيل مجموعات الدعم تيسيرا على أولياء الأمور، وتقديم كافة الدعم والرعاية لتفعيلها.
جاء ذلك خلال حضور عبد الرؤوف، الإجتماع الشهرى لمجلس الامناء والآباء والمعلمين بالشرقية، بحضور عبد العزيز مرشد رئيس مجلس الأمناء والآباء والمعلمين بالمحافظة، وأعضاء مجلس.
وأعرب وكيل أول الوزارة عن سعادته بوجود مجلس الأمناء والاباء والمعلمين كداعم للعملية التعليمية، موجها بضرورة تفعيل دور مجالس الآباء والأمناء على مستوى المحافظة في حل المشكلات التي تواجه العملية التعليمية، والاستفادة من دور المشاركة المجتمعية والمجتمع المدني في تحسين البنية التعليمية داخل المدارس بمختلف الإدارات التعليمية.
واستعرض وكيل أول وزارة التربية والتعليم بمحافظة الشرقية، مع أعضاء المجلس خطة استعدادات المديرية المبكرة لاستقبال العام الدراسي الجديد وتنفيذ وتعليمات محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، وتوجيهات المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية، لمواجهة الكثافات الطلابية، وسد العجز في أعداد المعلمين علي مستوى الإدارات التعليمية وآليات جذب الطلاب للمدارس.
وأوضح المهندس علي عبد الرؤوف، وكيل أول الوزارة، بأنه وجه مديرو عموم الإدارات التعليمية بتنفيذ جميع التعليمات الواردة في الكتاب الدوري رقم 2 بتاريخ 12/8/2024 والخاص بالالتزام بالزي المدرسي الموحد حرصا على انضباط داخل المدرسة، مع عدم إجبار الطلاب على شرائه من أماكن بعينها، مع الالتزام بالقرارات الوزارة المنظمة في هذا الشأن.
وشدد وكيل الوزارة على حسن معاملة أولياء الأمور، وتخصيص مواعيد لزيارتهم للمدارس، لتمكينهم من متابعة أبنائهم تربويا، مع الإعلان عن هذه المواعيد بمدخل كل مدرسة، وحظر تحصيل أي مبالغ مالية تحت أي مسمى.
وتضمن الاجتماع مناقشة استعدادات المديرية لامتحانات الدور الثاني للشهادة الثانوية العامة، مؤكدا بأنه وجه مديري عموم الإدارات التعليمية للاستعداد في القيام بأي تكليفات ومهام تطلبها المرحلة الراهنة؛ من تفاني وإخلاص في العمل حتى نصل إلى بر الأمان، مؤكدا أنه لن يسمح بأي تخاذل أو إهمال في العمل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مجموعات الدعم المدرسي تعليم الشرقية مجلس الأمناء الزي المدرسي المرحلة الإعدادية والثانوية الإدارات التعلیمیة وکیل أول
إقرأ أيضاً:
المصالح لا تبنى على القيم
تذهب الفكرة فـي هذه المناقشة أكثر إلى المصلحة الجاذبة للمنفعة التي لا بد أن تتحقق، وليست إلى دفع الضرر، أو إلى تبادل المنفعة مع الآخر، سواءً بسواء. كما أن الفكرة تتجه أيضًا إلى تلك المصالح التي ليس من الضروري أن تسلك الطرق السليمة المؤدية إلى تحققها أو عدمه، كما أنه ليس من اللازم أن تكون مُعلنة أمام الجميع، بحيث لا تثير شكوكًا، ولا تصطدم بحدٍّ، ومن هنا يأتي تغييب أثر القيم فـي تبادلاتها بين الأطراف.
والمسألة هنا ليست مرتبطة بالبعد السياسي المحض، فهذا أمر مفروغ منه منذ زمن بعيد؛ إذ غالبًا ما تُفرغ المصالح السياسية من القيم، ويكون الكاسب فـيها رابحًا بامتياز، والخاسر فـيها خاسرًا بامتياز، حيث لا منطقة رمادية بين طرفـي المعادلة. ولذلك، فإن المتمرسين فـي هذا المجال ــ أي البعد السياسي ــ يدركون أبعاده الخفـية وتجاذباته، ولهذا تخصّص الأنظمة السياسية مفاوضين محنّكين على دراية بدهاليز السياسة وخفاياها عند إرسال وفود التفاوض.
ولأن مسألة «المصالح» ترتبط بالجزء والكل كمفهوم، فـيبدو أن السلوكيات التي يتبادلها الناس فـيما بينهم تتبنى الفكرة ذاتها ــ إلى حد بعيد ــ وهي تحييد القيم جانبًا عندما يتعلّق الأمر بتعاملٍ بين طرفـين، سواءً أكانا أفرادًا أم مجموعات. ويعود ذلك إلى أن القيم بطبيعتها ضابطة وحاكمة، وليس من اليسير تجاوز أحكامها وضوابطها فـي أي علاقة تفاعلية، حتى على مستوى القول؛ فكيف إذا كان الأمر متعلقًا بالفعل الذي يُتوخى منه مقابل مادّي، صغيرًا كان أو كبيرًا؟
وهنا تكمن الصعوبة فـي تجاوز القيم ضمن المصالح الراشدة، الهادفة إلى تحقيق منفعة متبادلة بين طرفـي العلاقة، سواء كانوا أفرادًا أو جماعات. أما إذا تنحّت المصلحة العامة جانبًا وتصدّرتها المصلحة الخاصة، فهذا هو ما يشير إليه عنوان المقال: «المصالح لا تُبنى على القيم».
ومشكلة القيم ــ إن جاز أن تُعدّ مشكلة ــ أنها لا تتيح لمن يؤمن بها مجالًا واسعًا للمناورة مع الآخر؛ فالصدق، على سبيل المثال، إما أن تكون صادقًا على امتداد الخطين الأفقي والرأسي، أو لا تكون. أما الجمع بين الصدق والكذب فـي آنٍ واحد، فلن يكون متاحًا ــ وفق مفهوم ازدواجية المعايير ــ إلا لمن يعاني من اضطراب نفسي؛ أما الإنسان السوي مكتمل النضج فلن يقع فـي مثل هذا المأزق إطلاقًا.
وكذلك الأمر مع قيمة الأمانة، لا يمكن للمرء أن يجمع بين الأمانة فـي موقف، والخيانة فـي آخر. وينسحب هذا الحكم على الكرم، وعلى التضحية، وعلى سائر القيم العليا. ولذلك، فكثيرًا ما يفشل متبنو القيم فـي الاستحواذ على الحصة الكبرى من المصالح المادية على وجه الخصوص، دون أن يدفعوا ثمنًا مقابلًا للحصول على إحدى تلك المصالح المتعارف عليها ضمن مجموعات النفوذ، وقد يكون هذا الثمن باهظًا، يدفعونه على مضض.
وهل توجد مجموعات متخصصة للمصالح فقط؟ أقول: نعم، فبين مجموعات الأفراد فئاتٌ تُجيد اقتناص المصالح دون أن تُعرض نفسها لخسارة تُذكر، فهي كاسبة على طول خط التفاعل مع الآخر. ولذلك، فإن هذا النمط من العلاقات لا يؤمن بشيء من التوازي، أو توازن الكفف للموازين؛ فهي إما رابحة، أو لا تكون. ولأن منطق الربح هو السائد فـي منظومة علاقاتهم، فإنهم لا يترددون فـي انتهاج كل السبل المؤدية إلى المنفعة، بغضّ النظر عن مدى صلاحية تلك الطرق أو عدالة إتاحتها للجميع، أو كونها حكرًا على فئات دون أخرى.
يبقى الإنسان مخلوقًا ضعيفًا، تحيط به تجاذبات كثيرة، وتضغط عليه الحاجة التي يسعى إلى تحقيقها. ولهذا، كثيرًا ما يقع فـي مأزق القيم الضابطة، فإما أن يضحّي بها ليحقق كثيرًا مما يرجوه، أو أن ينتصر لها ويفقد الكثير.