أحمد شعبان (القاهرة)

أخبار ذات صلة الإمارات وكينيا شراكة تعزز التنمية وتفتح آفاق المستقبل وزير إيطالي: نحتاج المزيد من الطلاب الأفارقة

اعتبر خبراء في الشأن الأفريقي والإرهاب الدولي، أن تحالف دول الساحل المكون من مالي والنيجر وبوركينا فاسو، محاولة لتقوية دور القوات المسلحة في الدول الثلاث في إطار القوات المشتركة لمحاربة التنظيمات المتطرفة، وشدد الخبراء على أن نجاح التحالف يتوقف على قدرته في مواجهة العمليات الإرهابية، خاصة بعد انسحاب القوات الدولية.


وفي 6 مارس الماضي، أعلن تحالف دول الساحل، عن تأسيس قوة عسكرية مشتركة لمكافحة الإرهاب والجماعات التي تشن هجمات على الدول الثلاث، من خلال توقيع ميثاق «ليبتاكو - غورما»، ويهدف التحالف إلى التعامل مع التحديات والتهديدات الأمنية غير المسبوقة، وتعزيز سياسات الأمن والدفاع المشترك، في ظل تنامي ظاهرة الإرهاب، وانعدام الأمن في منطقة الساحل وغرب أفريقيا.
وذكر مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، نائب رئيس المركز المصري الأفريقي، السفير الدكتور صلاح حليمة، أن فكرة إنشاء تحالف دول الساحل الثلاث، بدأت بعد انسحاب القوات الدولية نتيجة للانقلابات العسكرية في هذه الدول، ومحاولة مجموعة «إيكواس» إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه، وفرض قيود وعقوبات على هذه الدول.
وقال السفير حليمة، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن مجموعة «إيكواس» والاتحاد الأفريقي والدول الغربية وأميركا، لم تستطع أن تعيد الأمور إلى ما كانت عليه، وبالتالي اتجهت الدول لإنشاء اتحاد وقوات مشتركة، وهذه القوات كانت موجودة من قبل في 5 دول بالساحل الأفريقي (بوركينا فاسو، مالي، النيجر، تشاد، موريتانيا)، ولكن تعرض هذا التجمع للانهيار بعد الانقلابات العسكرية.
واعتبر السفير حليمة أن هذا الاتحاد قد يكون نواة يمكن البناء عليها، إذا حدث نوع من الدعم العسكري بقوات ووحدات من دول أخرى، لأن الاتحاد بحاجة إلى المساعدات الاقتصادية من الدول الداعمة، كبديل عن العلاقات الاقتصادية القائمة على أسس سياسية مع الدول الغربية.
مواجهة التحديات
اعتبر الباحث في شؤون الحركات المتطرفة، منير أديب، أن التحالف بين دول الساحل الأفريقي الثلاث هدفه مواجهة التنظيمات المتطرفة، وبالتالي رأت هذه الدول أنه لا مبرر لوجود القوات الأجنبية على أراضيها، ويمكنها مواجهة تهديدات الجماعات الإرهابية من خلال التحالف.
وقال أديب، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن تحالف دول الساحل سيكون بديلاً للقوات الدولية، وليس تحالفاً أمنياً فقط ولكنه سياسي أيضاً، خاصة أن الدول الثلاث وقعت فيها انقلابات عسكرية، وترفض وجود القوات الغربية.
وحذّر أديب من أن المجتمع الدولي يعزز جماعات العنف والتطرف، وبدلاً من مواجهتها بإنشاء تحالف دولي في أفريقيا والمنطقة العربية على غرار التحالف الدولي لمحاربة تنظيم «داعش» في العام 2014، انشغلت الولايات المتحدة بالحرب في قطاع غزة، والأزمة بين روسيا وأوكرانيا.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإرهاب التطرف أفريقيا مالي النيجر بوركينا فاسو تحالف دول الساحل

إقرأ أيضاً:

إيران على خط المواجهة

 

 

سالم بن حمد الحجري

 

زُرتُ إيران قبل أسابيع قليلة، وتجولت في بعض مدنها وعاصمتها طهران، رغبة مني في سبر أغوار هذا البلد الضارب جذوره في أعماق التاريخ. كانت زيارة قصيرة، لكنها كافية لإقناعي بأن ثمة شعبًا وأرضًا وتاريخًا لم يحظَ بالقدر الكافي من الاستكشاف ومعرفة أسراره. إيران الغنية بالثقافة والفنون والموارد الطبيعية.
لستُ بوارد الحديث عن العدوان الصهيوني الجاري على إيران، ولا التحليل السياسي للأحداث، فقد استشرفتُ ما يحدث حاليًا في مقالي الذي كتبته في جريدة الرؤية بتاريخ 14 أبريل 2025، وهو أمر سهل في ظل الجنون السياسي الذي يكتنف المشهد ويتحكم به ترامب ونيتنياهو، ويجرّان العالم بأسره إلى أتون الصراعات الكارثية، في منطقة تكاد لا تهدأ فيها الاضطرابات والأزمات، وكأن قدرها ألّا تنعم بثرواتها ومقدّراتها التي تؤهلها لتكون مركزًا للاقتصاد العالمي.
إيران التي زُرتها كانت تستعد للانفتاح الاقتصادي من خلال علاقاتها مع الدول المجاورة التي شابها الكثير من الاضطراب خلال العقدين الماضيين. ففي المجال السياحي، تملك إيران الكثير من المواقع والمدن السياحية الجاذبة التي يمكن استثمارها كعائد اقتصادي كبير، إلى جانب المتاحف ودور الفنون. وتملك إيران، على صعيد الثروات الطبيعية، ما يجعلها في مقدمة دول العالم امتلاكًا للثروة المعدنية. وبحسب منظمة هندسة التعدين الإيرانية، تملك إيران ما يقرب من 57 مليار طن من الاحتياطيات المعدنية، ضمن أكثر من 10 آلاف منجم يُستخرج منها 6400 معدن، مثل: الحديد، النحاس، الذهب، الفضة، الزنك، الرصاص، النيكل، الكروميت، المنغنيز، التيتانيوم، اليورانيوم، الفحم، القصدير، أحجار كريمة مثل الفيروز، الرخام، الجص، الإسمنت، والملح. وهذا من غير ثروة النفط والغاز.
إيران ذلك البلد الذي يتميز بموقع جغرافي استثنائي يربط بين قارتي آسيا وأوروبا، وبتنوع طبوغرافي فريد، فضلًا عن الإرث الحضاري والتاريخي والثقافي، ويُعد مهدًا لكثير من الحضارات، وليست كيانًا طارئًا ظهر بمحض التآمر والكذب والإرهاب. والشعب الإيراني ذو ثقافة غنية ومتنوعة، متأثرًا عبر التاريخ بتعدد الأديان واللغات والفنون، والتنوع الديموغرافي والعرقي للمجتمع، كان له تأثير واضح على الهوية الوطنية والقومية للبلد، وليسوا قطعانًا من المستوطنين المغتصبين للأرض، القادمين من بلاد شتى، بخرافات تاريخية تغذيها الكراهية والإرهاب.
إيران، وهي تواجه آلة الإرهاب للكيان اللقيط، ومن ورائه الولايات المتحدة التي تسعى دومًا لنشر الأزمات الأمنية والاضطرابات بين الدول، تحمل حقًا كفله القانون الدولي؛ حيث تدافع عن شعبها وأرضها بما أعدّت من قوة، ضد قوى الشر التي لطالما امتلكت وسائل الدعاية والإعلام لتروّج الأكاذيب والاتهامات، سعيًا نحو حشد ما يسمى بـ"المجتمع الدولي" ضد إيران العصية على الإذعان والخضوع.
وإذ تحين اللحظة التاريخية والمواجهة الحتمية، فلا مناص من مواجهتها بشجاعة وإقدام، وضرب بؤرة الإرهاب الصهيوني، الأوهن من بيت العنكبوت، حتى لا تكون إيران ثورًا ملوّنًا آخر يُؤكَل بعد "الثور الأبيض"!

مقالات مشابهة

  • جوارديولا يعلن تشكيل مانشستر سيتي لمواجهة العين في كأس العالم للأندية
  • «تعزيز وسطية الإسلام في مواجهة التطرف الفكري» ندوة لمجمع إعلام القليوبية
  • نائب إطاري :على حكومة السوداني طرد القوات الأمريكية من العراق
  • تحالف «صمود» يواصل تحركاته الأفريقية لوقف الحرب بالسودان
  • الأحزاب المناهضة للعدوان تؤكد تأييدها للقوات المسلحة في الرد على أي عدوان أمريكي لإيران
  • إيران على خط المواجهة
  • بوتين يطمئن الأسواق: إنتاج أوبك سيوازن العرض والطلب ويحدّ من تقلبات النفط
  • إيران تؤكد استعدادها للنظر في الحلول الدبلوماسية حال وقف عدوان إسرائيل ومحاسبتها
  • عراقجي يشدد على إيقاف العدوان الصهيوني ومحاسبة “إسرائيل” قبل الحديث عن الحلول الدبلوماسية
  • هل تحمل رؤية صمود لسلام السودان تحولا في موقف التحالف؟