بوابة الوفد:
2025-07-29@16:09:57 GMT

ذكرى سعد والنحاس وسراج الدين

تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT


عند انضمامى رسميا لحزب الوفد حدثنى أحد قادة الإخوان وتساءل لماذا لم تدخل الحزب الوطنى واخترت الوفد فقلت له لأن الوفد يتفق مع أفكارى ومبادئى، فصارحنى قائلا: إننى لا أخفيك سرا بأن الحزب الوطنى كيان هش يجمع أصحاب المصالح ومن السهل الإطاحة به والوفد لو أتيحت له الظروف وأصبح فى السلطة من الصعب زحزحته، وأن الوفد هو العدو الحقيقى والتاريخى لنا وكنت أتمنى أن تكون فى الحزب الوطنى، فسررت فى داخلى على حسن الاختيار وعلى وضعية الحزب ومنزلته فى عقول الآخرين والحقيقة أن ما يحظى به الوفد من محبة واعتزاز فى نفوس المصريين مبعثه أن هذا الحزب ولد ولادة شرعية من رحم الأمة ولم يتم إنشاؤه بقرارات فوقية أو سلطوية ورفع شعار الحق فوق القوة والأمة فوق الحكومة وأصبح ضميرا للأمة يتحدث بآلامها وآمالها، ومواقف الوفد الوطنية الراسخة الثابتة خير شاهد ودليل ولا يخفى على أحد أن هذا المجد التليد وتلك المواقف المضيئة فى تاريخ الحركة الوطنية المصرية بفضل الآباء المؤسسين والزعماء التاريخيين سعد والنحاس وسراج الدين.


ولم يختلف أحد على مكانة ومنزلة الزعماء الثلاثة فى قلوب المصريين فالزعيم خالد الذكر سعد زغلول زعيم ثورة 1919 وقائد الحركة الوطنية المصرية ضد الاحتلال الإنجليزى، قاد أعظم ثورة فى تاريخ مصر والتفت حوله كافة طوائف المجتمع وخاض معركة مهمة لتعريب التعليم وشكل أول حكومة مصرية ١٩٢٤ حكومة الشعب ورسخ للمواطنة بمفهومها الواسع، فحرص على عدم التفريق بين المواطنين بسبب الجنس أو اللون أو الطبقة الاجتماعية أو الدين وحارب الملك فى سبيل إرساء هذا المبدأ، ووضع استراتيجية ثابتة وراسخة لتحرير الوطن وسيادة القانون وقال غاندى ونهرو إن سعد زغلول كان مثالا يحتذى، والحديث عن سعد لا ينتهى ملىء بالمواقف البطولية والدهاء السياسى وكان شامخا أبيا قويا مهابا فريدا لم يختلف على زعامته أحد انتفض الشعب فى كافة أرجاء مصر احتجاجا على نفيه ومن هنا قامت ثورة ١٩١٩، وسار على الدرب مصطفى النحاس وتولى منصب رئيس وزراء مصر ٦ مرات وساهم فى تأسيس جامعة الدول العربية واستمر فى مكافحة الاحتلال وقال مقولته المشهورة «من أجل مصر وافقت على معاهدة ٣٦ ومن أجل مصر ألغيها» وقال مقولته الشهيرة «تُقطع يدى ولا أوقّع على انفصال السودان عن مصر»، وكان مؤمناً بأن وادى النيل جزء واحد لا يتجزأ كان النحاس سياسيا بارعا حتى إنه حظى بدعم شعبى واسع وتأييد من كافة الأطياف الاجتماعية والسياسية حتى إن البعض أطلق عليه نبى السياسة، وسيظل اسمه محفورا فى ذاكرة الشعب رمزا للاستقلال الوطنى، وكانت جنازة النحاس بعد ١٣ عاما من الوضع تحت الإقامة الجبرية ورغم التضييق الأمنى وعدم الإعلان عنها كانت جنازة مهيبة حاشدة مليونية لا مثيل لها وبسببها تم حبس أعداد ضخمة من المشيعين وتحمل رسالة أن الأمة لا تنسى زعماءها وكأن النحاس يطيب له أن يموت يوم ذكرى موت سعد ٢٣ أغسطس.
ويأتى الزعيم الثالث سراج الدين فيتوفى فى ٩ أغسطس ويبقى فؤاد سراج الدين شخصية استثنائية فى تاريخ مصر فلقد كان له دور بارز ومهم فى أحداث يناير ١٩٥٢ والتى كانت نقطة تحول فى تاريخ مصر حيث أصدرت السلطات البريطانية إنذارًا نهائيا للشرطة المصرية المتحصنة فى مديرية أمن الإسماعيلية بالاستسلام، ولكن فؤاد سراج الدين وزير الداخلية رفض هذا الإنذار، وحث رجال الشرطة على الصمود فصمدوا بشجاعة تلبية لنداء وزيرهم واتخذ هذا اليوم عيدا للشرطة المصرية وساهم فؤاد باشا فى إصدار قانون العمل وقانون الضمان الاجتماعى وكان من أشد المؤيدين لكفاح الشعب الفلسطينى، ولا ينسى الوفديون ولن ينسوا إصرار فؤاد باشا على عودة الوفد إلى الحياة السياسية المصرية حزبهم المعشوق وروح حياتهم ومنهل فؤادهم وبيت الأمة الذى يستأنسون به ويحتمون إليه وهو ضميرهم النابض ولسانهم الناطق، والحقيقة أن الحديث عن الزعماء الثلاثة حديث ذو شجون وتاريخهم زاخر وعريض ومعلوم للكافة وزعامتهم ليست زعامة حزبية بل هم زعماء للأمة المصرية وتاريخهم ملك كل المصريين وحرىٌّ بنا أن نضع مائة مليون باقة ورد على روح سعد والنحاس وسراج الدين.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: لحزب الوفد قادة الإخوان السلطة حسن الاختيار سعد والنحاس وسراج الدين فى تاریخ

إقرأ أيضاً:

المنفي يبحث مع وفد وطني مبادرة لكسر الجمود السياسي

الوطن | متابعات

استقبل رئيس المجلس الرئاسي، “محمد المنفي”، صباح اليوم الثلاثاء، وفدًا وطنيًا موسعًا بمقر المجلس في العاصمة طرابلس، ضم ممثلين عن الاتحادات المهنية، والنقابات، والروابط، والأحزاب السياسية، إلى جانب فعاليات شبابية ونسائية تمثل مختلف مكونات الشعب الليبي.

وخلال اللقاء، قدّم الوفد عرضًا مفصلًا حول مبادرة وطنية تهدف إلى كسر الجمود السياسي الراهن، وإنهاء المرحلة الانتقالية، عبر وضع أسس واضحة لتحقيق الاستقرار الدائم، واستعادة السيادة الوطنية، بما يعيد للدولة الليبية مكانتها وهيبتها.

ورحّب الرئيس بكافة المبادرات الوطنية، مؤكدًا أن المجلس الرئاسي منفتح على جميع الأصوات المسؤولة التي تسعى إلى إنقاذ البلاد من أزمتها السياسية.

وشدد على أن تجاوز حالة الانقسام يتطلب وحدة وطنية صادقة، وحوارًا شجاعًا يرتكز على المصلحة العامة ويتجاوز الحسابات الضيقة.

وفي ختام اللقاء، سلّم الوفد نسخة من التوصيات والمقترحات التي نتجت عن ملتقى فريق الحوار والمصالحة السياسي المنعقد قبل يومين، والتي تستند إلى توافقات شعبية ومرجعيات قانونية ودستورية تهدف إلى بلورة حل ليبي شامل

الوسوم#المنفي الجمود السياسي الرئاسي طرابلس ليبيا

مقالات مشابهة

  • المنفي يبحث مع وفد وطني مبادرة لكسر الجمود السياسي
  • مجلس الوزراء السعودي يشيد بنتائج زيارة الوفد السعودي إلى سوريا
  • أستاذ علوم سياسية: مؤتمر «حل الدولتين» ثمرة خدمة المملكة للقضية الفلسطينية
  • وفد من "الشرطة" يزور مؤسسات أكاديمية بالهند
  • عاجل | النائب يوجّه 17 سؤالًا للحكومة حول اتفاقية استخراج الذهب والنحاس في وادي عربة
  • وفد أمني يطلع على المراكز التدريبية بالهند
  • وفد أممي يتفقد مراكز الإيواء في بصرى الشام ويعد بالدعم الإنساني
  • ذكرى ميلاد أسامة أنور عكاشة.. فيلسوف الدراما الذي غيّر ‏وجه الشاشة المصرية
  • في ذكرى رحيل رشدي أباظة.. .كم عدد زيجات دنجوان السينما المصرية؟
  • ضخ استثمارات ومشاريع جديدة في الاقتصاد السوري